المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِيْنَمَا يَكُوْنُ صَانِعُ القَرَارِ طِفْلاً !!



عزتي بديني
2010-04-28, 07:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






حِيْنَمَا يَكُوْنُ صَانِعُ القَرَارِ طِفْلاً !!



http://alfadela.net/fup/uploads/images/ff8653e2d5.gif (http://www.alfadela.net/)



كَثِيْرَاً مَا سَمِعْنَا عَنْ ;صُنَّاعِ القَرَار; أُوْلَئِكَ الّذِيْنَ قدّر الله لَهُم، أَنْ تَكونَ مَسْؤولِيَّةُ العالَمِ في أعناقِهم، قراراتُهم تُتّخذ فِي لحظاتٍ فَتكونَ سبباً في أن َيَظَلُّ العَالَمُ كُلُّهُ يَكْتَوِي بِنَارِ قَرَارَاتِهِمُ الخَاطِئَةُ !!
أو على النّقيضِ تَكونُ سبباً فِي إنهاءِ حربٍ طَويلةٍ، ظلّت تحِرقُ البشريةَ لعقودٍ من الزّمانِ.


وَ لَكِنْ مَاذَا لَوْ كَانَ ;صَانِعُ القَرَارِ; هَذِهِ المَرَّةُ طِفْلاً؟؟
وَمَاذَا لَوْ كَانَ ;القَرَارُ; الّذِي اتَّخَذَهُ فِيْ ;لَحَظَاتٍ; كانَ كَأُوْلَئِكَ السَّادَةِ الكِبَارُ ;صَائِبَاً; وَ ;حَكِيْمَاً; حَدَّ الدَّهْشَةِ ؟!!


لَسْنَا نَنْسُجُ قِصَّةً مِنَ الخَيَال ِ، أو نَأْتِيَ بِحَادِثَةٍ فَنُضَخِّمُها فَوْقَ مَا تُطِيْقُ ..!!
وَلَكِنَّهَا الحَقِيْقَةَ الّتِي تَاهَتْ عَنَّا جَمِيْعَاً فَيْ زَمَنٍ أصْبَحَ فِيْهِ ;تَخْرِيْجُ صُنَّاعِ القَرَارِ; صَعْبَاً صُعُوْبَةَ ;تَخْرِيْجِ القَادَةِ; ..


http://alfadela.net/fup/uploads/images/b59cc4abf9.gif



مَبْدَأُ الرِّجَــــالِ




لَا تُهْدِنِــي السَّمَكَةَ وَ لَكِنْ عَلِّمْنِي كَيْفَ أَصِيْــدُ ..
قَنَاعَةٌ تَشَرَّبَهَا قَلْبُ طِفْــلٍ لَا يَتَجَاوَزُ عُمْرُهُ السَّبْعَ سِنِيْنٍ ، لِتَتَحَوَّلَ القَنَاعَةُ
إلى سُلُوْكٍ فِعْلِيّ ، بَلْ وَ قَرَارٌ مَصِيْرِيٌّ فِيْ لَحَظَاتٍ !!



قَرارٌ مَصيريٌّ يُحَدِّدُهُ طِفْلٌ ؟؟


كَانَ عُمْرُهُ آنَذَاكَ نَحْوَ سَبْعَ سِنِيْنٍ عِنْدَمَا عَرَضَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الإسْلامَ،
وَمَا هِيَ إلّا سَاعَاتٍ حَتَّى جَاءَ عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ- فَأَعْلَنَ إسْلامَهُ
أمَامَ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- :
; أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إلّا الله ، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْل ُالله ;


يا الله .. أيُّ قَرَارٍ هُوَ هَذَا القَرَارُ ؟؟


قَرَارٌ عَاقِلٌ مِنْ طِفْلٍ فَكانَ صَاحِبُ قَرَارٍ لِبِدَايَةَ مَسِيْرَةٍ حَافِلَةٍ زَخِرَتْ بِتَحَمُّلِ المَسْؤُوْلِيَّةِ وَ مُجَابَهَةِ المَشَاكِلِ
حَتَّى فِيْ أَحْلَكِ الظُّرُوْف ..


إِنَّهُ قَرَارُ مُخَالَفِةِ كُلِّ النَّاسِ فِيْ سَبِيْلِ إرْضَاءِ رَبِّ النَّاس ..
مُخَالَفَةُ الأَبِ وَالأُمِّ وَالعَمِّ و الجَدِّ و الْكُلِّ وَالمُجْتَمَعِ بِأسْرِهِ مِنْ أجْلِ شَيْءٍ اقْتَنَعَ بِهِ وَوَقَرَ فِيْ قَلْبِهِ ...
أيُّ قُوَّةٍ تِلْكَ الَّتِي تَكْمُنُ فِيْ قَلْبِ عَلِيٍّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأرْضَاه- ؟؟!!



مَشَاهِدٌ مِنْ حَيَاتِنَا


لََقَدْ رَأَيْنَا فِيْ مُجْتَمَعِنَا نَمُوْذَجَ الطِّفْلِ الوَاعِظِ حَقَّاً يَظْهَرُ فِيْ شَاشَاتِ التِّلفَاز ..
وَلَكِنْ لِلْأَسَف فالحَقِيْقَةُ أَنَّ المُجْتَمَعَ بِأَسْرِهِ إلَّا مَنْ رَحِمَ الله، وَصَفُوْهُ بِالتَعْقِيْدِ
وَاتَّهَمُوا أَهْلَهُ بِوَأْدِ طُفُوْلَتِهِ فِيْ مَهْدِهَا !! وَشَتَّانَ شَتَّانَ بَيْنَ المَاضِي وَ الحَاضِر !!
الفَارِقُ فِيْ مَنْهَجِ التَّرْبِيَةِ يُعْطِي هَذَا الفَارِقُ فِيْ النَّتَائِج.
لَا نَقْصِدُ مَنْهَجَ التَّرْبِيَةِ أيْ المَنْهَجَ الإسْلامِيّ ، فَالكَثِيْرُ مِنَ الآبَاءِ اليَومَ يُرَبُّوْنَ أبْنَاءَهُمْ تَرْبِيَةً إسْلامِيَّةً صَحِيْحَةً وَيَحْرُصُوْنَ عَلَى غَرْسِ مَعَانِي الإيْمَانِ وَالأخْلاقِ فِيْ نُفُوْسِهِم .


وَلَكِنَّ القَلِيْل القَلِيْلُ مِنْهُمُ اليَوْمَ مَنْ يُرَبُّونَ أبْنَاءَهُم تَرْبِيَةَ القَادَةِ وَالكَثِيْرُ الكَثِيْرُ مِنْهُم يُرَبُّوْنَ أبْنَاءَهُم تَرْبِيَةَ العَبِيْد .. وَإلَيْكَ الشَّاهِدُ عَلَى مَا نَقُوْل ..



كَانَ مُعَاوِيَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إذا نُوْزِعَ الفَخْرَ يَقُوْل : أنَا ابْنُ هِنْدٍ
وَلَا غرْو .. فَأُمُّهُ هِيَ تِلْكَ الّتِي غَرَسَتْ فِيْهِ رُوْحَ السِّيَادَةِ وَ عُلُوَّ الهِمَّةِ مُنْذً نُعُوْمَةِ أظْفَارِه ..


قِيْلَ لَهَا يَوْمَاً وَ مُعَاوِيَةَ وَلِيْدٌ بَيْنَ يَدَيْهَا : إنْ عَاشَ مُعَاوِيَةُ سَادَ قَوْمَهُ ،
فَقَالَتْ هِنْدُ فِيْ إصْرَارٍ : ثَكِلْتُهُ إنْ لَمْ يَسُدْ إلّا قَوْمَه .
لِيَكُوْنَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ ذَلِكَ أوَّلَ مُلُوْكَ الإسْلامِ ..


أمَا آنَ لَك أنْتَ أيْضَــًا أنْ تَبُثَّهَــا فِيْ أُذُنِ طِفْلِكَ الصَّغِيْرِ بِإِصْرَارِ المُرَبِّي الكَبِيْر:
ثَكِلْـتـُهُ إنْ لَــمْ يُحَرِّرِ المَسْجِدَ الأقْصَـــى
ثَكِلْـتـُهُ إنْ لَــمْ يَنْشُرِ التَّوْحِـــــيْدَ فِيْ رُبُوْعِ العَالَم
ثَكِلْـتـُهُ ...وَ ثَكِلْـتـُهُ....وَ ثَكِلْـتـُهُ
وَفِيْ الخِتَام: هِيَ دَعْوَةٌ لِأنْ نَسْأَلَ أنْفُسَنَا
هَلْ يَسْتَطِيْعُ طِفْلِي أنْ يَأْخُذَ قَرَارَهُ بِنَفْسِه ؟؟؟


إنَّهُ السُّؤالُ الأمِّ لِأسْئِلَةٍ كَثِيْرَةٍ تُؤَدِّي إلَيْه


http://alfadela.net/fup/uploads/images/dd8e4715ef.jpg



لَا تَقُلْ مَا دَخْلُ هَذِهِ الأسْئِلَةَ فِيْ صُنْعِ القَرَار ؟؟
فـَ ;القَرَارُ; الصَّغِيْرُ البَسِيْطُ اليَوْم ، تَمْهِيْدٌ لِقَرَارِ الغَدِ الكَبِيْرِ المُهِمّ ..
وَلَسْنَا بِهَذَا نُحَرِّضُ لِإسْتِقْلالِ الطَّفْلِ عَنْ وَالِدَيْهِ إسْتِقْلَالَاً يُوْقِعُهُ فِيْ بَرَاثِنِ الحَيَاةِ قَبْلَ النُّضْجِ ، أو يَجْعَلَهُ يَأْنَفُ مِنْ نُصْحِ وَالِدَيْهِ لَهُ ، وَلَكِنَّنَا نَسْعَى إلى أنْ نُهَيِّىءَ البِيْئَةَ المُنَاسِبَةَ تَحْتَ سَمْعِ الوَالِدَيْنِ وَنَظَرِهِمْ لِصُنْعِ أطْفَالٍ قَادِرِيْنَ عَلَى صُنْعِ قَرَارَاتِ الغَدِ بِأنْفُسِهِم إذْ هُمْ رِجَالُ المُسْتَقْبَلِ وَ بَانُوْه ..



وَلِلتَّذْكِرَةِ


إنَهَا خُطْوَةٌ صَغِيْرَةٌ .. بَسِيْطَةٌ ٌ..
لَكِنَّهَا فِيْ مَقَايِيْسِِ الكِبَارِ ;وَثْبَةٌٌٌ; نَحْوَ تَخْرِيْجِ أجْيَالٍ قَادِرَةٍ عَلَى صُنْعِ القَرَار ..
طَرِيْقِ الألْفِ مِيْل يَبْدَأ بِخُطْوَة .. فَهَلُمَّ إلَيْهَا ..

__________________

http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_21197199231.gif

دانة
2010-04-28, 08:48 AM
موضوعك رائع أختي عزتي بديني
فعلا إن أغلب الأطفال في زماننا الأن أصبحوا يميلون الى الإتكال على أهلهم
والسبب طبعا هو التوجه التربوي الذي نشأوا عليه في بيت الاهل

جزاكِ الله خيرا أختي الكريمة وجعله في ميزان حسناتك

دانة
2010-04-28, 08:58 AM
أسمحي لي أختي الفاضلة أن أتحدث عن أطفال عظماء نشأوا بدون رعاية الأب وكان لهم شأن عظيم فهم إما تربوا بعيدا عن أسرتهم أو في كنف والدتهم فقط ولنا فيهم أسوة حسنة
أطفال كان لهم دور في حمل رسالة الى الأمم
وفي تربية أجيال وفي صنع تاريخ


سيدنا إسماعيل عليه السلام:
(غاب عنه أبوه 15 سنة)، وكلنا يعلم أنَّ سيدنا إبراهيم ظل يتوق للولد ويدعو ربه ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ﴾ (الصافات: 100)، ولم يرزق الولد إلا عندما بلغ من العمر 86 عامًا، وعندها أتاه أمر الله تعالى أن يذهب بزوجته (أمنا هاجر) وابنه (سيدنا إسماعيل) ليس إلى السجن، بل إلى مكانٍ أفظع منه؛ فالسجن به وسائل إعاشة، أُمر أن يذهب بهم إلى صحراء جرداء، لا بشر فيها ولا زرع ولا ماء، ولا مصدر من مصادر الحياة.

واجتهد سيدنا إبراهيم أن يأخذ بالأسباب: فأخذ لهم سقاءً به ماء، ووكاءً به تمر، وبعد فترة نفذ ذلك الزاد، وعطشت الأم وجفَّ لبنها، وتشحط الطفل الرضيع حديث الولادة وأشرف على الموت، وذهبت الأم تبحث في الصحراء، وتجري بين جبلي الصفا والمروة سبعة أشواط؛ ترمز إلى رعاية الطفولة، فلم تجد شيئًا، ثم عادت لتجد الخير يتفجر من تحت قدمي الرضيع، ليس خيرًا يكفيها وابنها فقط، بل خيرًا يغمر البشرية كلها إلى يوم القيامة.

وظلت تربيه وحدها حتى بلغ عمره 15 عامًا حينما عاد سيدنا إبراهيم من رحلة الدعوة إلى الله عز وجل ليؤمر بذبحه، فيمتثل سيدنا إسماعيل، وتمتثل الأم العظيمة التي ربت ابنها وحدها وتعبت عليه طوال السنين، ويأتي بعد ذلك الفداء بذبحٍ عظيم؛ ليبين لنا قيمة الأسرة العظيمة التي هي عنوان للرضا والتسليم بأمر الله تعالى.


سيدنا يوسف عليه السلام:
(غاب عنه أبوه 40 سنة) ألقى به إخوته في البئر، ثم خرج ليتربى في قصرٍ من خير قصور الدنيا، ثم دخل السجن ﴿فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ (يوسف: 42)، ثم خرج بعده قائدًا لمصر والمنطقة كلها، ثم يلقى أباه بعد 40 سنة من الغياب معززًا مكرمًا بفضل رعاية الله تعالى لأبناء الصالحين، وهو يذكر نعمة الله تعالى ونعمة الإفراج عليه من السجن: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (يوسف: 100).


سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-:
(عاش طوال حياته بدون الأب)، الذي مات وهو جنين في بطن أمه، فكان أعظم العظماء، وأكرم خلق الله، وقائد البشرية كلها نحو الخير والهدى والصلاح حتى تقوم الساعة، وذلك بفضل رعاية الله تعالى عنايته رغم أنه لم ينعم برعاية الأب قط.

عزتي بديني
2010-04-28, 05:43 PM
بارك الله فيك غاليتي دانه



واثابك خيرا


اضافة رائعة غاليتي لا عدمنا قلمك المعطاء