المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل المستحيل .



صقر قريش
2008-02-06, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

قد يكون عنوان المقالة يذكرنا بقصص الخيال التي نسجها لنا في صغرنا نبيل فاروق حول الرجل الأسطوري ( رجل المستحيل )
لماذا نذهب إلى الأساطير والخيال ونحن لدينا في ديننا الإسلامي الحنيف رجالاً هم فعلا رجال المستحيل ولعلي أقف هنا عند صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هو رجل المهمات الصعبة ورجل تعقب قراصنة الكفر رجل فتح التاريخ له مصرعيه ليقول له ( أنت رجل المستحيل أنت من سيخلدك التاريخ بل أنت هو التاريخ نفسه) إنه الصحابي الجليلالذي تعقب القراصنة، وطاردهم بل وأوقفهم عند حدهم ، أمر لا بد منه لاستتاب الأمن ونشر السلام ، وهذا ما كان يسعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، خاصة مع الأعراب ، والقبائل التي اعتادت القرصنة والاعتداء على حقوق الآخرين .

ويأتي في مقدم ذلك ، غزو الرسول صلى الله عليه وسلم لقومٍ من بني غطفان فيما عُرف بغزوة الغابة ، إشارةً إلى موضعٍ قرب المدينة من ناحية الشام ، كانت ترعى فيه إبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وتُعرف هذه الغزوة أيضا بغزوة ذي قرد كما جاء في صحيح البخاري .

والحاصل أن هذه الغزوة كانت قبل فتح خيبر بثلاث ليالٍ ، حينما أوكل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذر بن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أمر تلك الإبل ، فقام عيينة بن حصن الفزاري - وفي رواية : عبدالرحمن بن عيينة - بالإغارة ليلاً على تلك الإبل فأخذها ، وقتل راعيها ، وسبى امرأته .

وعندما أُذّن لصلاة الفجر ، أسرع غلامٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ليخبره بما فعلته هذه العصابة في إبل المسلمين ، فما كان من سلمة إلا أن ارتقى مرتفعاً من الأرض ليصرخ بأعلى صوته ؛ مستنجداً بالمسلمين كي يهبوا للذود عن أملاكهم ، وقد جاء في رواية البخاري : " فصرخت ثلاث صرخات : يا صباحاه ، فأسمعت ما بين لابتي المدينة " .



فلما بلغ الخبر رسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، تأهب هو وأصحابه للجهاد ، ونودي : يا خيل الله اركبي ، وكان أول ما نودي بها ، فكانت هذه الغزوة ، وهي أول غزوة بعد الحديبية وقبل خيبر .

وركب رسول الله مقنعاً في الحديد ، فكان أول من قدم إليه المقداد بن عمرو في الدرع والمغفر ، فعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء في رمحه ، وقال امض حتى تلحقك الخيول ، إنا على أثرك ، واستخلف رسول الله ابن أم مكتوم على المدينة .

وكان أسرع القوم انطلاقا إلى أولئك الأعراب سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ، إذ تذكر روايات السيرة انطلاقه مسرعاً إلى القوم بمجرّد أن استصرخ بالمسلمين ، كما تشير مصادر السيرة إلى أنه كان أسرع الناس عدواً ، حتى إنه لحق القوم على رجليه ، فأدركهم وهم يستقون الماء ، فجعل يرميهم بالنبل ، وكان رامياً ، ويقول : " خذها وأنا ابن الأكوع ، واليوم يوم الرضع " يعني : واليوم يوم هلاك اللئام .

ولم يزل يرميهم ويثخنهم بالجراح حتى ألجأهم إلى مضيقٍ في الجبل ، فارتقى سلمة الجبل وجعل يرميهم بالحجارة فانطلقوا هاربين ، ولما اشتدّ بهم العطش قصدوا ماءً ليشربوا منها ، فمنعهم سلمة بسهامه ، وهكذا توالت سهامه عليهم حتى ألقوا بالكثير من متاعهم التي أثقلتهم عن الهروب ، وكانوا كلما ألقوا شيئا وضع عليه علامة كي يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، واستمر على ذلك طيلة اليوم حتى استنقذ منهم بعض الإبل ، وثلاثين بردة .

ثم لحق الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه بسلمة بن الأكوع في المساء ، واستمر مجئ الإمداد من المدينة ، ولم تزل الخيل تأتي والرجال على أقدامهم وعلى الإبل ، حتى انتهوا إلى رسول الله بذي قرد، فلما رآهم القوم فروا هاربين ، واستعاد المسلمون الإبل كلها ، كما ثبت في الصحيحين .



وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة على بعض أصحابه كما في صحيح مسلم، فقال: (خير فرساننا اليوم أبوقتادة ، وخير رجالتنا سلمة ) ، وأعطى سلمة سهمين ، سهم الفارس وسهم الراجل ، وأردفه وراءه على العضباء في الرجوع إلى المدينة ، وذلك لما امتاز به سلمة رضي الله عنه في هذه الغزوة .

ويستفاد من هذه الغزوة عدة دروس ، أبرزها : شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسرعة نجدته، ومبادرة الصحابة عند النداء للجهاد ، إضافة إلى تفانيهم في ذلك حتى إنّ بعضهم طارد أولئك المشركين على قدمه ، ومن الدروس إكرام الرسول لأصحاب الهمم العالية ، والتضحيات البارزة ، وكان ذلك قولاً وفعلاً ، ويؤخذ منها تأييد الرسول للتسابق بين أصحابه ؛ حيث طلب سلمة مسابقة أحد الأنصار في طريق عودتهم إلى المدينة فأجابه ، في مشهد جمع بين الشجاعة والقوة ، والمرح واللهوء البريء ، فرضي الله عن الصحابة أجمعين ورضي الله عن سلمة بن الأكوع .
تحياتي وتقديري ..

ذو الفقار
2008-02-06, 09:02 PM
وبلاد المسلمين اليوم تنادي دون مجيب
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

حياك الله على هذا الموضوع الذي لنا فيه العبرة والإعتبار

جزاك الله خيراً

الليث الضاري
2008-02-06, 09:09 PM
شجاعة نادرة في زماننا

جزاك الله خيرا

صفاء
2008-02-06, 10:30 PM
انه مجهود رائع تستحق عليه الثناء والتقدير يا اخي الفاضل صقر ،ودائما تتحفنا بمواضيع متميزة جزاك الله كل خير.
هكذا تكون الرجال انه بطل شجاع لا يخشى في الله لومة لائم ولايهاب الموت ويضحي بالغالي والنفيس لاعلاء كلمة الحق

نبيل فاروق حول الرجل الأسطوري ( رجل المستحيل )
هههههههههه اضحك الله سنك اخي الفاضل ،هل كنت تقرا هذه الروايات ؟؟؟
تحياتي

صقر قريش
2008-02-06, 10:39 PM
هههههههههه اضحك الله سنك اخي الفاضل ،هل كنت تقرا هذه الروايات ؟؟؟
تحياتي

لازم تحرجونا يعني ... الشعب العربي كله قرأ هذه الروايات في الماضي .. أعتقد أن السبب نفسي لقلة الأمجاد في العصر الحديث .

صقر قريش
2008-02-06, 10:41 PM
شكرا لكم على مروركم الطيب أخوتي في الله .

الهزبر
2008-02-06, 11:42 PM
السلام عليكم.

كان لدينا ابطال اذا في حتى في سرعة الجري وقوة الندهة.

لا ادري لماذا يكون بطل العالم اليوم في السرعة غير مسلم؟؟؟

عبر بالجملة تحتاج الى صفحات.

بارك الله فيك اخي عمر.

يوضع الرابط في المواضيع المميزة بالتاريخ باذن الله

صفاء
2008-02-23, 06:08 PM
كما تشير مصادر السيرة إلى أنه كان أسرع الناس عدواً
هذا صحيح لقد كان رجلا من طراز فريد وكان رضي الله عنه معروفا بقدرته الفائقة على المسابقة والعدو حتى كان يسبق الفرس كما روي عنه
عن اياس بن سلمة بن الاكوع عن ابيه قال :جاء عين للمشركين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فلما طعم انسل قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"على الرجل اقتلوا " قال :فابتدر القوم .
قال :وكان ابي يسبق الفرس شدا قال :فسبقهم اليه قال :فاخذ بزمام ناقته او بخطامها قال : ثم قتله قال :فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (1)
(1)اخرجه البخاري مختصرا (3051) واحمد (4/50ـ51) وابو داود (3653)
وفاته :
سلمة بن الاكوع رضي الله عنه اعتزل الفتنة العظيمة عندما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وحمل متاعه ورحل عن المدينة الى الربذة .
فعن يزيد بن ابي عبيد قال : لما قتل عثمان خرج سلمة الى الربذة وتزوج هناك امراة فولدت له اولادا ،وقبل ان يموت بليال نزل الى المدينة (4)
(4) اخرجه البخاري (13/35) في الفتن وابن عساكر )7/250ب) والربذة :من قرى المدينة على ثلاثة اميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز اذا رحلت من فيد تريد مكة قال الحافظ في الفتح :ويستفاد من هذه الرواية مدة سكن سلمة البادية وهي نحو الاربعين سنة ،لان قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ،وموت سلمة سنة اربع وسبعين على الصحيح
ونام البطل على فراش الموت وفاضت روحه الى بارئها عز وجل ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم اجمعين
غدا نلقى الاحبة .........محمدا وصحبه .
اشكرك مرة اخرى اخي صقر على سردك لنا لهذه السيرة العطرة لسلمة بن الاكوع رضي الله عنه

صقر قريش
2008-02-23, 06:14 PM
هذا صحيح لقد كان رجلا من طراز فريد وكان رضي الله عنه معروفا بقدرته الفائقة على المسابقة والعدو حتى كان يسبق الفرس كما روي عنه
عن اياس بن سلمة بن الاكوع عن ابيه قال :جاء عين للمشركين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فلما طعم انسل قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"على الرجل اقتلوا " قال :فابتدر القوم .
قال :وكان ابي يسبق الفرس شدا قال :فسبقهم اليه قال :فاخذ بزمام ناقته او بخطامها قال : ثم قتله قال :فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (1)
(1)اخرجه البخاري مختصرا (3051) واحمد (4/50ـ51) وابو داود (3653)
وفاته :
سلمة بن الاكوع رضي الله عنه اعتزل الفتنة العظيمة عندما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وحمل متاعه ورحل عن المدينة الى الربذة .
فعن يزيد بن ابي عبيد قال : لما قتل عثمان خرج سلمة الى الربذة وتزوج هناك امراة فولدت له اولادا ،وقبل ان يموت بليال نزل الى المدينة (4)
(4) اخرجه البخاري (13/35) في الفتن وابن عساكر )7/250ب) والربذة :من قرى المدينة على ثلاثة اميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز اذا رحلت من فيد تريد مكة قال الحافظ في الفتح :ويستفاد من هذه الرواية مدة سكن سلمة البادية وهي نحو الاربعين سنة ،لان قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ،وموت سلمة سنة اربع وسبعين على الصحيح
ونام البطل على فراش الموت وفاضت روحه الى بارئها عز وجل ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم اجمعين
غدا نلقى الاحبة .........محمدا وصحبه .
اشكرك مرة اخرى اخي صقر على سردك لنا لهذه السيرة العطرة لسلمة بن الاكوع رضي الله عنه

إضافة معطرة برحيق الإسلام أختنا صفاء ..

جزاك الله خير الجزاء ..

صفاء
2008-02-28, 04:51 PM
خلا ص ما راح ادخل صفحات الايام
:revcxw: لا يا اخي ئافيستا لا تقول هذا لاعدمنا الله من مشاركاتك الرائعة في هذا القسم وفي جميع اقسام منتدانا الغالي
الله يحفظك اخي ئافيستا
تقديري واحترامي للصقر البشارة الذي غاب عنا وتمنياتي له بالسعادة وان يحفظه الله من اي سوء