المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيام دولة المماليك



الصفحات : [1] 2 3 4 5

صفاء
2008-02-08, 06:33 PM
قيام دولة المماليك
كان الترك يشكلون اكبر نسبة للرقيق في الحروب التي يتم اسرهم فيها ،وكانوا يجلبون من بلاد ما وراء النهر، اذ كانت تلك الجبهات مسرحا دائما للقتال ،وتمتد بلاد الترك الى ما بعد تلك المناطق كثيرا حيث تتوغل الى منغوليا وغيرها من بلدان اواسط آسيا ،وتصل الى بلاد الافغان اليوم ونواحي واسعة من سيبيريا ،وتتجه تلك الاقوام باستمرار نحو الغرب ،وتصطدم مع المسلمين ،وتكون اعداد من الاسرى كبيرة ،وان كانت جموع اخرى تدخل ديار الاسلام ،ثم لاتلبث ان تدين بديانة اهل البلاد ،وتعمل بعدئذ على نشر الاسلام ،ومحاربة ابناء جلدتها ايضا ،ومن هؤلاء السلاجقة ،والتركمان ثم العثمانيون .
ثم غدا الصقالبة مصدرا اخر للرقيق ،وكان يؤتى بهم من شرقي اوربا الى المانيا ،وفرنسا ،وايطاليا ،والاندلس حيث يباعون ،وعمل اليهود في تجارة الرقيق ،وحصلوا على اموال وفيرة من وراء هذه التجارة ،واصبحت بعض الاسواق في اوربا لهذا الرقيق الذاهب الى البلدان الاسلامية وبيزنطة .

"فاذا قدم بالمملوك تاجره ،عرضه على السلطان فيشتريه ويجعله في طبقة جنسه ،ويسلمه الى المختص برسم الكتابة ،فاول ما يبدا به تعليمه ما يحتاج اليه من القران الكريم ،ولكل طائفة فقيه يأتيها كل يوم ،وياخذ في تعليمها القران ،ومعرفة الخط والتمرين بآداب الشريعة الاسلامية ،وملازمة الصلوات والاذكار ،وصار الرسم اذ ذاك الا تجلب التجار الا المماليك الصغار ،فاذا شب الواحد من المماليك ،علمه الفقيه شيئا من الفقه ،واقرأه فيه مقدمة ،فاذا صار الى سن البلوغ اخذ في تعليمه فنون الحرب من رمي السهام ولعب الرمح ونحو ذلك ،فيتسلم كل طائفة معلم حتى يبلغ الغاية في معرفة مايحتاج اليه ،واذا ركبوا الى لعب الرمح او رمي النشاب ،لا يجسر جندي ولا امير ان يحدثهم او يدنوا منهم ،عند ذلك ينقل الى الخدمة ،وينتقل في اطوارها رتبة بعد رتبة الى ان يصير من الامراء ،فلا يبلغ هذه الا وقد تهذبت اخلاقه ،وكثرت آدابه ،وامتزج تعظيم الاسلام واهله بقلبه ،واشتد ساعده في رماية النشاب ،وحسن لعبه بالرمح ،ومرن على ركوب الخيل ،وقد كان لهم خدام واكابر من النواب يفحصون الواحد منهم فحصا شافيا ،ويؤاخذونه اشد المؤاخذة ،ويناقشونه على حركاته وسكناته ،فان عثر احد مؤدبيه الذي يعلمه القرآن ،او راس النوبة الذي هو حاكم عليه ،على انه اقترف ذنبا ،او أخل برسم ،او ترك أدبا من آداب الدين او الدنيا قابله على ذلك بعقوبة شديدة بقدر جرمه ،فلذلك كانوا سادة يدبرون المماليك ،وقادة يجاهدون في سبيل الله ،واهل سياسة يبالغون في اظهار الجميل ،ويردعون من جار او تعدى " (1) الخطط للقرمزي الجزء الثاني ص 213ـ 214 .

كان هذا الوضع ايام الايوبيين ولم يختلف عند أيام المماليك إذ أخذوا عنهم كثيراً من تقاليدهم ونظمهم ولا غرابة في ذلك فهم ساداتهم.
وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب الملك الأيوبي السابع قد استكثر من المماليك الذين نسبوا إليه كالعادة - فهم المماليك الصالحية، وذلك خوفاً من اجتماع الملوك الأيوبيين عليه وخاصةً عمه اسماعيل، وقد أعطى هذا الملك الصالح الحرية لمماليكه هؤلاء حتى ضجّ منهم الناس فاضطر أن يبعدهم عن السكان فبنى لهم قلعةً خاصةً بجريرة الروضة عام 638، واتخذ من هذه القلعة مقراً لحكمه، وقد عرف هؤلاء المماليك بالبحرية إضافةً إلى الصالحية، والبحرية نسبةً إل جزيرة الروضة، وإن كانت هذه النسبة ليست خاصةً بهم إذ أطلقت على كثيرين غيرهم إذ جلبوا مما وراء البحار وخاصةً الصقالبة الذين جيء بهم عن طريق البحر.
يتبع

صفاء
2008-02-08, 09:38 PM
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

متابع....
بارك الله فيكِ
بارك الله فيك اخي الفاضل صفي الدين وشكرا لك على المتابعة وعلى المرور العطر
تحياتي

ذو الفقار
2008-02-08, 10:01 PM
من جميل الى اجمل مواضيعك أخت صفاء :36_1_11:

متابع أيضاً:36_13_3:

صقر قريش
2008-02-08, 10:18 PM
مرور متابعة وإعجاب بالتقدم الملموس بقسم عبر صفحات الأيام .

الهزبر
2008-02-08, 10:22 PM
السلام عليكم.

موضوع جميل ومبحث اجمل في التاريخ الاسلامي.

اريد ان اقول فقط بان هؤلاء المماليك لا يعرفون لهم غير الاسلام والامير الذي رعاهم ابا واما لذلك فانهم عادة ما يكونون من اشد الناس ولاء لامرائهم وتصلح احوال دينهم بصلاح احوال سيدهم وخاصة بالنسبة للجيل الاول منهم.

متابع باذن الله

صفاء
2008-02-08, 11:51 PM
من جميل الى اجمل مواضيعك أخت صفاء
جزاك الله خيرا اخي ذو الفقار
انا سعيدة لكون ان الموضوع قد نال اعجابك يا اخي

متابع أيضاً
شكرا لك على المتابعة وعلى المرور الطيب

مرور متابعة وإعجاب بالتقدم الملموس بقسم عبر صفحات الأيام
ان شاء الله المزيد من التقدم لقسم عبر صفحات الايام ،وسنبذل كل مافي وسعنا لتنشيطه .
شكرا لك اخي صقر على المتابعة وعلى المرور الطيب.


اريد ان اقول فقط بان هؤلاء المماليك لا يعرفون لهم غير الاسلام والامير الذي رعاهم ابا واما لذلك فانهم عادة ما يكونون من اشد الناس ولاء لامرائهم
نعم هذا صحيح لكن لا تنسى ان المماليك (فارس الدين اقطاي وبيبرس البندقداري )هم من قاموا بقتل السلطان توران شاه الايوبي وبذلك انتهت الدولة الايوبية وخرجت دولة المماليك .

موضوع جميل ومبحث اجمل في التاريخ الاسلامي.
جزاك الله خيرا اخي الفاضل الهزبر ،وانا مسرورة لكون الموضوع قد نال اعجابك .


متابع باذن الله
شكرا لك على المتابعة وعلى المرور الطيب
بارك الله فيكم جميعا .

صفاء
2008-02-09, 12:39 AM
توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو يقاتل الصليبيين عام 647، وكتمت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته حتى وصل إلى مصر ابنه توران شاه الذي استدعته حيث قاد بنفسه قتال الصليبيين، على حين كانت هي تدير أمور المملكة وشؤون القتال باسم زوجها المتوفى ولا يعلم أحد خبر وفاته.

ووصل الصليبيون إلى المنصورة، وجيوش المسلمين تتراجع، فجمع الأمير بيبرس البندقداري جماعة من المسلمين وقادهم وتمكن من إبادة الصليبيين الغزاة.
كما قاد الأمير فارس الدين أقطاي المملوكي المماليك وهاجم الصليبيين وانتصر عليهم حتى أيقنوا بعدم إمكانية البقاء فانسحبوا إلى دمياط.

كان توران شاه قد وصل من بلاد الشام وقد الجيوش بنفسه واضطر لويس التاسع ملك فرنسا إلى طلب المهادنة والصلح بعد أن وقع أسيراً بأيدي المسلمين، وانتهت الحملة الصليبية السابعة حيث انسحب الملك لويس التاسع إلى عكا، ودفع جزيةً كبيرةً وفداءً له.

اختلف توران شاه مع المماليك فقتله الأميران فارس الدين أقطاي وبيبرس البندقداري عام 648، كما كان قد اختلف مع زوجة أبيه شجرة الدرّ التي عادت السلطة إليها بعد مقتل ابن زوجها، فعيّنت عزالدين أيبك، ثم تنازلت له بعد أن تزوجت به. وفي هذه الأثناء انسحب الفرنسيون من دمياط.

غضب الأيوبيون من سيطرة عزالدين أيبك، وسار الملك الناصر يوسف (الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز محمد ابن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي.)
صاحب حلب إلى دمشق فدخلها، وزحف نحو مصر غير أن عزالدين أيبك قد تمكن من ردّه وتحالف مع الملك لويس التاسع خوفاً من مداهمة الأيوبيين لمصر.
أرسل هولاكو وفداً إلى عزالدين أيبك وفي الوقت نفسه أرسل إلى الملك الناصر يوسف.

عمل عزالدين أيبك الملك المعزّ على إنهاء معارضة الأيوبيين، بأن جعل أميراً أيوبياً بجانبه وقد اختار لهذه الإمرة طفلاً لا يزيد على السادسة من عمره، وهو الأشرف موسى بن يوسف بن المسعود بن الكامل، وكان جده المسعود صاحب اليمن، وهو المعروف باقسيس، أما أبوه فقد عاش في كنف الملك الصالح نجم الدين أيوب، لكن هذا الطفل لم يلبث أن توفي، غير أن هذه الطريقة لم تنطل على الأيوبيين فاستمرت المعارضة فأعلن أيبك ارتباط مصر بالخلافة العباسية وأن يحكمها نيابةً عن الخليفة العباسي المستعصم الذي بدأ يخطب له.

استمر الملك الأيوبي الناصر يوسف في معارضته لعزالدين، وعرض على ملك فرنسا لويس التاسع المقيم في عكا مساعدته مقابل تسليمه بيت المقدس غير أن الملك المعز قد هدد لويس التاسع بقتل الأسرى الصليبيين في مصر جميعهم إن اتفق مع الناصر يوسف، وفي الوقت نفسه عرض عليه التحالف معه مقابل أن يتنازل له عن نصف الفدية المقررة عليه، فرأى بعدئذٍ الملك لويس التاسع أن يقف على الحياد بين الطرفين مستفيداً من خصومتهما بعضهما لبعض أو عمل على التحريض بينهما.

زحف الملك الأيوبي الناصر يوسف على مصر، والتقى مع المماليك عند بلدة العباسة وأحرز النصر في بداية الأمر غير أنه قد هزم في الجولة الثانية إذ انضم جزء من مماليكه إلى المماليك، وفر الأيوبيون من الميدان، ورأى الملك المعز عزالدين أيبك ملاحقتهم، وعرض على ملك فرنسا الصليبي لويس التاسع دعمه مقابل تسليمه بيت المقدس إن أخذها، ورأى لويس التاسع الصليبي رجحان جانب المماليك فانضم إليهم حيث لم يرغب أن تفوته هذه الفرصة واحتل يافا بينما سار المماليك بإمرة فارس الدين أقطاي إلى غزة وكذا سار الملك الناصر يوسف نحو غزة ولكن لم تحدث لقاءات لأن الخليفة المستعصم قد أصلح بين الطرفين بحيث تكون مصر وجنوبي فلسطين بما فيها غزة وبيت المقدس للمماليك وتكون بقية بلاد الشام للأيوبيين وذلك عام 651، وبذا لم يسلّم المماليك بيت المقدس للصليبيين فلم خاب أمل الملك لويس التاسع عاد إلى فرنسا عام 652 وقد اضطر إلى ذلك إذ توفيت والدته التي كانت تحكم له فرنسا وباسمه.
يتبع

الهزبر
2008-02-09, 01:27 AM
السلام عليكم.

بارك الله فيك على الموضوع ننتظر التعمق فيه اكثر.


نعم هذا صحيح لكن لا تنسى ان المماليك (فارس الدين اقطاي وبيبرس البندقداري )هم من قاموا بقتل السلطان توران شاه الايوبي وبذلك انتهت الدولة الايوبية وخرجت دولة المماليك

اجل اخت صفاء لقد كان كبار امراء المماليك من قتل توران شاه بالاتفاق مع شجر الدر وتوران شاه هذا ليس هو الذي رفع المماليك الذين قتلوه وهو في الحقيقة كان غائبا عن ملك ابيه ولم يعرف كيف يكسبهم الى جانبه. وفي النهاية عندما تحل الفتنة تختلط كل الامور وان تلوث بها الامراء فانهم يرون كل شيىء مباح في سبيل السلطان وهو لعمري الخسران المبين وكما تقول العرب الملك عقيم.

اللهم باعد بيننا وبين الفتنة كما باعدت بين المشرق والمغرب ووفقنا للقيام بدورنا كما ينبغي لنا كمسلمين.

اسجل اعجابي اخت صفاء مرة اخرى بما تكتبين.

صفاء
2008-02-09, 06:07 PM
وهو في الحقيقة كان غائبا عن ملك ابيه ولم يعرف كيف يكسبهم الى جانبه
كلامك صحيح يا اخي الهزبر ،السلطان توران شاه لم يحسن معاملة المماليك حتى يكسبهم الى جانبه ،فقد كان يسيئ معاملتهم وذلك لخشيته من اتساع نفوذهم لما راه من باسهم وشجاعتهم والنصر الذي حققته المماليك البحرية على الصليبين ،فاتفق المماليك على قتله حتى لايبطش بهم وبقتله انتهى وجود الدولة الايوبية وظهور دولة المماليك التي تولى حكمها عز الدين ايبك بعد زواجه من شجرة الدر التي تنازلت عن الحكم .



اللهم باعد بيننا وبين الفتنة كما باعدت بين المشرق والمغرب ووفقنا للقيام بدورنا كما ينبغي لنا كمسلمين
اللهم آميييين

اسجل اعجابي اخت صفاء مرة اخرى بما تكتبين.
جزاك الله الجنة ياهزبر البشارة ،واشكرك على اضافتك الرائعة و الجميلة وعلى المرور العطر .
تحياتي.

صفاء
2008-02-09, 09:04 PM
http://www6.0zz0.com/2008/02/09/19/145541984.gif

قامت في هذه الأثناء حركة في الصعيد ضد المماليك وقد تزعمها شريف يُدعى حصن الدين إلا أن أيبك قد وجّه لهم قوةً بإمرة فارس الدين أقطاي فاستطاع أن يقمعها.

أصبح الأمير فارس الدين أقطاي أكبر الأمراء وأكثرهم شهرة، وينافس الملك المعز عزالدين أيبك، ويحمل عليه بعض تصرفاته في تعهده للملك الصليبي بتسليمه بيت المقدس، وتلقب فارس الدين أقطاي باسم الملك الجواد، وتزوج إحدى الأميرات الأيوبيات هي ابنة الملك المظفر تقي الدين محمود صاحب حماه، لكن الملك المعز عزالدين أيبك قد استدعى أقطاي لاستشاراته في بعض الموضوعات فسار إليه مع مجموعةٍ من مماليكه فلما وصل إلى القلعة دخلها إلا أن الباب قد أغلق دون مماليكه، وانهال عليه مماليك المعز أيبك بالضرب، وعلى رأسهم سيف الدين قطز، وقتلوه وأسرع أنصار أقطاي عندما علموا بالخبر لإنقاذه وعلى رأسهم الظاهر بيبرس البندقداري وقلاوون الإلفي ظناً منهم أنه لم يقتل بعد، ولكنهم لم يلبثوا أن أخبروا أن أمره قد انتهى، وهكذا انقسم المماليك إلى معزية وهم مماليك الملك المعز عزالدين أيبك، وصالحية أو بحرية، وهم مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب.

بدأ بعض أمراء المماليك البحرية يفرّون إلى ملوك بني أيوب في بلاد الشام وخاصةً إلى الملك الناصر يوسف الذي كان الخصم الأيوبي الأول لعزالدين أيبك والمتصالح معه حالياً لذا فإن الناصر يوسف قد طلب من الملك المعز أيبك أن يعطي هؤلاء المماليك جنوبي بلاد الشام فيكون قد أبعدهم خوفاً من شرّهم وفي الوقت نفسه يكون قد أرضاهم فلا تتفتت قوة المسلمين تجاه أعدائهم إلا أن هذا الطلب من الملك الناصر يوسف قد أخافه، واعتقد دعمه للمماليك البحرية، واتفاقه معهم على أمر، لذا فقد استعد وأقام بالعباسة استعداداً لأي طارئ، وبقي على حالة استعداده أو استنفاره مدة ثلاث سنوات، وعاد بعدها إلى القاهرة بعد أن تمّ حيث أرسل الخليفة العباسي المستعصم رسولاً هو نجم الدين البادراني فأصلح بينهما على أن يكون للملك المعز عزالدين أيبك مصر وساحل بلاد الشام. ولجأ المماليك البحرية بعد هذا الصلح الذي دارت بنوده بين الملك المعز عزالدين أيبك المملوكي والملك الناصر يوسف الأيوبي لجؤوا إلى الملك المغيث عمر(ابن الملك العادل محمد ابن الملك الكامل محمد ابن الملك العادل سيف الدين محمد بن نجم الدين ايوب ) صاحب الكرك الذي كان يطمع أيضاً ببلاد مصر.

أراد الملك المعز عزالدين أيبك أن يحصر المغيث عمر فراسل صاحب الموصل بدرالدين لؤلؤ وخطب ابنته فوقعت الغيرة في نفس شجرة الدر زوجة أيبك وعملت على التخلص من زوجها فراسلت الملك الأيوبي الناصر يوسف تحرّضه على غزو مصر وتتعهد له بدعمه للتخلص من أيبك ولكن لمتجدعنده ذلك الحماس، فعملت مع المماليك واستطاعت قتله عام 655هـ.

اختلفت المماليك بعضهم مع بعض فالصالحية منهم تناصر شجرة الدر، والمعزية تعارضها، وأصبح الأمير علم الدين سنجر الحلبي مقدم المماليك الصالحية غير أن المماليك المعزية قد قبضوا عليه وسجنوه وتغلبوا على الأمر وبدأت المماليك الصالحية تفرّ إلى ملوك الأيوبيين في بلاد الشام وخاصة إلى المغيث عمر صاحب الكرك وتحرّضه على أخذ مصر، وقد حاول مرتين 655 و 656 غير أنه فشل في كلتا المحاولتين بجهود سيف الدين قطز. أما المماليك المعزية فقد قدموا عليهم نورالدين علي بن عزالدين أيبك الذي غدا سلطاناً لمصر، أما الذي يقوم بالنيابة عنه فهو الأمير سيف الدين قطز، ولكن لم يلبث قطز أن عزل نورالدين علي وتسلم السلطنة بنفسه بحجة أن الأول كان ضعيفاً وظروف البلاد تقتضي رجلا قويا ،فالايوبيون لايزالون يطمعون في مصر والخطر الخارجي على ديار الاسلام يتمثل في عدوين شرسين هما التتار والصليبيون.
يتبع