المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة عين جالوت



صفاء
2008-02-21, 09:49 PM
معركة عين جالوت
في اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة 658هـ (وقيل في اليوم الخامس عشر من رمضان سنة 659هـ) كانت معركة "عين جالوت" التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا على "التتار" المخربين المدمرين، الذين اجتاحوا بلاد الإسلام، وفعلوا المآثم والمظالم ما تقشعر منه الأبدان. و "عين جالوت" بلدة من أعمال فلسطين المغتصبة - ردها الله إلى المسلمين قريبًا - وهي بلدة بين بيسان ونابلس.
وبطل هذه المعركة الجليلة هو السلطان المظفر سيف الدين قُطز بن عبد الله المعزي، الذي تولَّى الحكم في مصر يوم السبت 17 من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة؛ وذلك حين جاءت الأخبار المؤلمة من جهة الشام بتحرك التتار إليها، بعد أن قطعوا نهر الفرات، وهجموا بغارات شديدة على حلب وما حولها.
وكان الملك الناصر الثاني صلاح الدين يوسف قد أرسل إلى "قطز" يطلب منه النجدة والمعاونة على حرب التتار.
وكان رسول صلاح الدين في هذه المهمة أحد العلماء الفقهاء الكبار، وهو الشيخ كمال الدين عمر بن العديم، فسارع قطز بجمع القضاة والفقهاء وكبار القوم، لمشاورتهم في خطة المعركة، وفي تهيئة ما يلزمها من مال وعتاد وسلاح، ومدى ما يسهم به الناس في هذا المجال، وكان بين الحاضرين الشيخ الفقيه المجاهد: عز الدين بن عبد السلام، فقال في ذلك الاجتماع ما خلاصته موجهًا الكلام إلى السلطان: "إنه إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم قتاله، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا ما لكم من الحوائص (الأحزمة) المذهبة والآلات النفيسة، ويقتصر الجندي على مركوبه وسلاحه، ويتساوى والعامة، أما أخذ الأموال من العامة مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا" (النجوم الزهراء، ج7 ص72).
ومضى حين من الزمان استعد فيه قطز للمعركة، وكان بغي التتار قد امتد وزاد حتى احتلوا بلدة "الخليل" وبلدة "غزة" من أرض فلسطين، وقتلوا الرجال، وسبوا النساء والصبيان، واستاقوا من الأسرى عدداً كبيراً.
وصمم الملك المظفر - رحمه الله - على لقاء التتار، وخرج من مصر في الجحافل الشامية والمصرية في شهر رمضان.
وأمر السلطان الولاة بالتخفف والتقشف في شهر المعركة، وهو شهر رمضان، وأمرهم ألا يقيموا موائد إفطار؛ بل كل واحد يُفطر على قطعة لحم فحسب.
ورحل السلطان قطز بعساكره ونزل الغور بعين جالوت في فلسطين، وكانت جموع التتار هناك، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان قامت معركة عنيفة بين الفريقين، وتقاتلوا قتالاً شديدًا لم ير الناس مثله، واشتد الأمر في بدء المعركة على المسلمين، فاقتحم قطز ميدان المعركة، وباشر القتال بنفسه، وأبلى في ذلك اليوم بلاء حسنًا.
وحاول أمير العساكر التتارية أن يُقَلِّد السلطان المظفر في قتاله بنفسه، فأخزى الله هذا التتري الباغي، ولقي مصرعه على يد جمال الدين الشمسي - رحمه الله تعالى - وانهزم التتار لا يَلْوُون على شيء، واعتصم بقية منهم في التل المجاور لمكان المعركة، فأحدقت بهم كتائب المجاهدين، وصابروهم على القتال حتى قضوا عليهم!
ولقد جاء في كتاب "الدين والميثاق" أن وباء التتار اجتاح أجزاء الدولة العباسية وجعلها قاعًا صفصفًا من التخريب والتدمير، واحتلوا بقيادة زعيمهم "هولاكو" بغداد سنة ست وخمسين وستمائة، وأزهقوا روح الخلافة العباسية، ثم احتلوا الشام، وقاربوا حدود مصر.
وأرسل هولاكو إلى السلطان قطز كتابًا يتهدّد فيه ويتوّعد، ويطلب منه المبادرة إلى التسليم والمسارعة بالخضوع، وهنا ثار الملك المظفر، وأبى له دينه وإيمانه وحريته أن يقبل ذلك التهديد، وأعلن السلطان الجهاد، وقاد الجيش بنفسه، ومعه الأمير "بيبرس".
وهذا هو المقريزي المؤرخ المشهور يقول عن المعركة العصيبة: "فلما كان يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان؛ التقى الجمعان، وفي قلوب المصريين هَمٌّ عظيم من التتار؛ وذلك بعد طلوع الشمس، وقد امتلأ الوادي، وكثر صياح أهل القرى من الفلاحين، وتتابع الضرب، فتحيز التتار إلى الجبل.
وعندما اصطدم العسكران اضطرب جناح السلطان، وانتفض طرف منه، فألقى الملك المظفر عند ذلك خوذته على الأرض، وصرخ بأعلى صوته: وا إسلاماه!
وحمل بنفسه وبمن معه حملة صادقة، فأيده الله بنصره، وقَتَل "كتبغا" مقدم التتار، وانهزم باقيهم، وأبلى الأمير بيبرس أيضًا بلاء حسنًا بين يدي السلطان، ومرّ العسكر في أثر التتار إلى قرب بيسان، فرجع التتار، وصافوه مصافًّا ثانيًا أعظم من الأول (أي جمعوا جموعًا أكبر ونظموها)، فهزمهم الله، وقَتَلَ أكابرهم وعِدَّةً منهم.
وكان قد زلزل المسلمون زلزالا شديدًا، فصرخ السلطان صرخة عظيمة، سمعها معظم العسكر وهو يقول: "وا إسلاماه" ثلاث مرات. ثم هتف: "يا ألله، انصر عبدك قطز على التتار"، فلما انكسر التتار الكسرة الثانية، نزل السلطان عن فرسه، ومرَّغ وجهه على الأرض وقبلها، وصلى ركعتين شكرًا لله - تعالى - ثم ركب فأقبل العسكر وقد امتلأت أيديهم بالمغانم (كتاب الدين والميثاق، ص 21).
ومضى قطز إلى دمشق فدخلها فاتحًا منتصرًا، واستقبله أهلها خير استقبال، وأعاد فيها إلى الإسلام عزته، وقضى على بعض الخونة، ورتَّب أمور البلاد ومع أن السلطان المظفر كان شجاعاً مقداماً، وقائدًا حكيمًا، وبطلاً فاتحًا، وحاكمًا مدبرًا، كان يفخر بنعمة الإسلام كل الفخر، ويقول: ما أنا إلا مسلم ابن مسلم!
"كان بطلاً شجاعًا مقدامًا، حازمًا حسن التدبير، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوَّض الله شبابه بالجنة، ورضي عنه".
وكان استشهاده يوم السبت السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة ثمانٍ وخمسين وستمائة رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.
وهكذا شهد شهر رمضان المبارك في سنة 658هـ معركة فتح ونصر كبرى، هي معركة "عين جالوت" في أرض فلسطين، ردَّها الله إلى المسلمين قريبًا.
http://www.islamonline.net/arabic/ramadan/2000/history/article31.shtml

الهزبر
2008-02-21, 10:17 PM
السلام عليكم

من البداية والنهاية.

وقد كان هولاكو خان لما بلغه ما جرى على جيشه من المسلمين بعين جالوت أرسل جماعة من جيشه الذين معه كثيرين ليستعيدوا الشام من أيدي المسلمين، فحيل بينهم وبين ما يشتهون فرجعوا إليه خائبين خاسرين، وذلك أنه نهض إليهم الهزبر الكاسر والسيف الباتر الملك الظاهر، فقدم دمشق وأرسل العساكر في كل وجه لحفظ الثغور والمعاقل بالاسلحة، فلم يقدر التتار على الدنو إليه، ووجدوا الدولة قد تغيرت، والسواعد قد شمرت، وعناية الله بالشام وأهله قد حصلت، ورحمته بهم قد نزلت، فعند ذلك نكصت شياطينهم على أعقابهم، وكروا راجعين القهقرى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ما اريد ان اشير اليه هو ان المسلمين بقيادة قطز لم يغتروا بالنصر في عين جالوت ولم يعمدوا الى السكون والراحة بل واصلوا الجهاد للحفاظ على النصر الذي من الله به. فحسب ما نقلت من البداية والنهاية فان هولاكو خان قد ارسل الجيوش مرة اخرى الى الشام ثارا لابنه كاتبغا الذي قتل في عين جالوت ولكن المسلمين كانوا له بالمرصاد فقضوا على هيبة التتار وبتروا مجدهم وهو ما شجع بقية العالم الاسلامي على التلويح بيد الرفض وسيف الجهاد في وجوه هذه العصبة الكافرة.

وقد قرات في احدى المرات (نسيت المصدر) بان التتار بلغوا من الجبروت والرهبة في قلوب المسلمين مبلغا عظيما يكاد لا يصدقه العقل. فقد كان الرجل منهم(قبحهم الله) يدخل القرية المسلمة فيختار ما يريد من الرجال ويقتله والبقية ينظرون جامدين. وان احدهم دخل قرية واخذ رجلا وطرحه ارضا يريد ان يذبحه ولكنه نسي سيفه(بلغ الخوف من المسلمين ان يفعل بهم هذا رجل اعزل) فقال للمسلم ابق هكذا او _اشار اليه بهذا_ فذهب التتاري واتى بالسيف ونحر المسلم. الشاهد هو ان المسلم بقي على تلك الحال ينتظر الى ان يعود جلاده خوفا من انتقامه من كل العائلة ان هو هرب. حسبنا الله ونعم الوكيل.

وما اريد ان اشير اليه ايضا حسب رايي هو ان عزة هذه الامة لا بد ستبدا من مصر لتنتقل الى الشام وتشمل كل العالم الاسلامي وهو الامر نفسه الذي حصل مع صلاح الدين الايوبي ومع المماليك في دحر التتار وحتى في العصر الحديث كانت مصر منطلق الحرب ضد الصهاينة ولكن فشلنا لاننا لم نحارب من اجل الاسلام بل من اجل القومية العربية. والله اعلم.

والامر الاخر هو ان ما وقع في ذلك الزمن يفوق ما يقع الان باضعاف مضاعفة. وان الهوان الذي عاشه المسلمون من بداية الحروب الصليبية الى قدوم التتار يفوق ما نعيشه اليوم باضعاف.

يكفي ان اذكر بان حصار ميافارقين استمر لاكثر من سنتين(على ما اذكر) على يد التتار ويكفي بان نعلم بان حصار الصليبيين لطرابلس الشرق استمر ل7 سنين قبل ان تسقط ولا احد من الحكام والامراء يحرك ساكنا. اللهم يسر لنا فتحا مبينا نفك به الحصار عن اخواننا فبي غزة. اللهم اقطع دابر اليهود فقد غلوا اللهم وشرد بالنصارى فقد اساؤوا الى رسولك وحبيبك اشرف الانام محمد رسول الاسلام عليه السلام.


وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف

هذا ليس صلاح الدين يوسف الايوبي صاحب معركة حطين وسلطان مصر والشام فاتح بيت المقدس. بل هو احد احفاد الاسرة الايوبية.

بارك الله فيك اخت صفاء على الموضوع انه يثير الكوامن ويؤجج العزائم ويُلهج اللسان لله بالشكر و الدعاء.

ذو الفقار
2008-02-22, 12:00 AM
وحاول أمير العساكر التتارية أن يُقَلِّد السلطان المظفر في قتاله بنفسه، فأخزى الله هذا التتري الباغي،
حتى تاريخهم مشوه يحاولون التقليد منذ الأزل هههههههه


قرأت هذه المعركة من عدة مؤرخين شهد الجميع بعظمة فرساننا المغاوير



وكان استشهاده يوم السبت السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة ثمانٍ وخمسين وستمائة رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

الى رحمة الله وجنات الخلد إن شاء الله



بوركتِ يا قلم المنتدى العريق

:p01sdsed22:

صفاء
2008-02-22, 12:04 AM
هذا ليس صلاح الدين يوسف الايوبي صاحب معركة حطين وسلطان مصر والشام فاتح بيت المقدس. بل هو احد احفاد الاسرة الايوبية.
اجل يا اخي الهزبر فالمقصود بالملك :

وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف
هو الملك الناصريوسف ابن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين يوسف الايوبي .

بان التتار بلغوا من الجبروت والرهبة في قلوب المسلمين مبلغا عظيما يكاد لا يصدقه العقل. فقد كان الرجل منهم(قبحهم الله) يدخل القرية المسلمة فيختار ما يريد من الرجال ويقتله والبقية ينظرون جامدين. وان احدهم دخل قرية واخذ رجلا وطرحه ارضا يريد ان يذبحه ولكنه نسي سيفه(بلغ الخوف من المسلمين ان يفعل بهم هذا رجل اعزل) فقال للمسلم ابق هكذا او _اشار اليه بهذا_ فذهب التتاري واتى بالسيف ونحر المسلم. الشاهد هو ان المسلم بقي على تلك الحال ينتظر الى ان يعود جلاده خوفا من انتقامه من كل العائلة ان هو هرب
انهم متوحشون ومشهورون بالشر والغدر قال الموفق عبد اللطيف في خبر التتار :" هو حديث ياكل الاحاديث ،وخبر يطوي الاخبار وتاريخ ينسي التواريخ ،ونازلة تصغر كل نازلة ،وفادحة تطبق الارض ،وتملؤها ما بين الطول والعرض ،وهذه الامة لغتهم مشوبة بلغة الهند لانهم في جوارهم ..........تصل اليهم اخبار الامم ولا تصل اخبارهم الى الامم وقلما يقدر جاسوس ان يتمكن منهم لان الغريب لايتشبه بهم ،واذا ارادوا جهة كتموا امرهم ،ونهضوا دفعة واحدة ،فلا يعلم بهم اهل بلد حتى يدخلوه ولاعسكر حتى يخالطوه فلهذا تفسد على الناس وجوه الحيل وتضيق طرق الهرب ونساؤهم يقاتلن كرجالهم والغالب على سلاحهم النشاب واكلهم اي لحم وجد ولا في قتلهم استثناء ولا ابقاء ،يقتلون الرجال والنساء والاطفال ،وكان قصدهم افناء النوع ،وابادة العالم لا قصد الملك والمال "
ويقول ايضا ابن الاثير)الكامل التاريخ :" هؤولاء لم يبقوا على احد بل قتلوا النساء والرجال والاطفال ،وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الاجنة فان لله واليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح "

لم نحارب من اجل الاسلام بل من اجل القومية العربية
كل من حارب باسم القومية الا وذاق مر الهزيمة على يد العدو وخير مثال حرب 1967 .
شكرا لك اخي الهزبر على الاضافة اكثر من رائعة وبارك الله فيك

صفاء
2008-02-22, 06:49 PM
نشعر بالاعتزاز والفخر بهؤلاء الابطال الذي سطروا اجمل واروع الانتصارات في معاركهم ضد العدو

بوركتِ يا قلم المنتدى العريق
جزاك الله الجنان يا سيف البشارة وشكرا لك على التعقيب وعلى المرور العطر .