المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احترف النحو والإعراب



الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11

ساجدة لله
2010-10-26, 05:46 AM
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ، وبعد .
أيها الإخوة الدارسون ، والإخوة المعلمون ، والقارئون ، والمتصفحون ، والمطلعون على كتب النحو ، بداية أستميحكم عذرا على الإطالة في هذا السفر الموسوم " بالموسوعة في النحو والصرف والإعراب " والذي بذلت فيه جهدا مضنيا ستلمسونه من خلال القراءة ، وأنفقت جل سنين عمري باحثا عن الكلمة وإعرابها لأجمعها من مظانها المختلفة على كثرة مراجعها ، واختلاف الآراء فيها مستدلا على كل ما ذكرت من قاعدة بشواهد القرآن الكريم أولا ، ثم بالشعر العربي الموثوق فيه ثانيا ، وهذبت ما في هذه القواعد من شوائب يقف الدارس عندها متأرجحا بين الشك واليقين ، ولا يدري بأيها يأخذ ، فقدمت له أفضل الآراء وأيسرها ، والراجحة غير المرجوحة ، والمدعمة بأقوال جمهور النحويين من بصريين وكوفيين على ما بينهما من خلاف حول بعض المسائل التي تحريت في تناولها الدقة مستندا إلى رأي الأكثرية من النحويين والمعربين .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزته إلى الرجوع لمطولات التفاسير اللغوية التي تعنى بتفسير القرآن وشروحه مستندة إلى اصطلاحات اللغة ، وقواعد النحو وما قدمت للدارسين من أعاريب مبثوثة بين صفحاتها تحتاج إلى جهود كبيرة في دراستها ولم شعتها من أية لأية ، ومن سورة لسورة ، وجعلتها جل اهتمامي في إعراب شواهدي القرآنية على كثرتها ، ثم لجأت إلى كتب اللغة مما عنت بشروح وإعراب الشواهد الشعرية وجمعت منها ما أتممت به إعراب شواهدي الشعرية ناهيك عن اجتهاداتي في إعراب كثير من الأبيات الشعرية التي اخترتها كشواهد جديدة لم يتعرض لها النحاة ، أو المعربون من قبل .
وقد يتبادر إلى الذهن من مسمى الموسوعة على كبر حجمها والتي تقع في ثمانية مجلدات مع الفهارس أنني رتبتها حسب الأحرف الأبجدية كما هو متبع في تصنيف الموسوعات ، غير أنني عندما وجدت أن البحث فيها سيكون عناء مجهدا ، وآكلا لوقت الدارس ، ارتأيت أن أرتب أبوابها وفقا للترتيب التقليدي السائد في مصنفات النحو تمشيا مع الألفية لأسهل عليه الوصول إلى مبتغاه بأقل وقت ، وأيسر جهد .
وقمت بتخريج الآيات القرآنية ، والشواهد الشعرية ، وأثبتها في حواشي الصفحات ، وجعلت إعراب الشواهد في ذيل كل موضوع مشيرا للشاهد المعرب بنجمة خلال المتن ورقم خاص به ليسهل على الدارس الرجوع إليه بسهولة ويسر سواء أ كان أية قرآنية ، أو بيتا شعريا .
وأود التنويه أن هذا العمل لم يكن الأول لي من نوعه في النحو والصرف ، بل سبقه كتاب المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ، والوجيز في
النحو ، والوجيز في الصرف . وأخيرا أرجو من المولى العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناتنا ، وأن يفيد به كل من يقرأه ، كما أرجو من قارئيه أن يطيلوا البال على ما ورد فيه ، وأن تتسع صدورهم لهفواتي ، فهو جهد المقل ، قام بجمعه هاوٍ في دراسة النحو ، لأن تخصصي الأكاديمي دكتوراه فلسفة في الأدب الحديث
والنقد ، فما جاء فيه من نقص أو خلل فهو مني ، والكمال لله رب العالمين ، وحسبي أنني اجتهدت فإن أصبت فلي أجران ، وإن أخطأت فلي أجر المجتهد والله
المستعان . كما آمل من الإخوة القارئين أن من يقع على خطأ نحوي أو نقص مخل أن يوجهنا لما فيه إصلاحه أو تعديله ، أو تكملته ، شاكرا ومقدرا سلفا لكل من يعتني به .
وآخر دعواي اللهم وفقنا لما فيه خير ديننا ، وصلاح أمرنا إنك أنت السميع المجيب .

حررها العبد الفقير إلى الله
الدكتور / مسعد بن محمد بن على بن زيّاد
بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية
وقد انتهيت من كتابة كافة أجزائها في الخامس عشر من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربع مئة من الهجرة النبوية ، وقد بدأت الكتابة فيها قبل خمسة وعشرين عاما ، أي في عام 1397 هـ .


يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-10-26, 05:47 AM
التمهيد


أبنية اللغة العربية

الكلمة والكلام المفيد :
الكلمة :
قول مفرد وضع لمعنى مفرد ، وأقل ما تكون عليه الكلمة : حرف واحد ، فمما جاء على حرف من الأسماء : تاء الفاعل في مثل قولنا : ذهبتُ ، وكاف الخطاب ، وهاء الغائب في مثل قولنا : كافأتك ، وأكرمته .
ومن الأفعال : بعض أفعال الأمر القائمة على حرف واحد مثل : " قِ " من الوقاية و " رَ " بمعنى انظر ، و " فِ " بمعنى الوفاء بالعهد ، و " عِ " بمعنى احفظ أو.لا يدل جزء الكلمة على جزء من معناها ، فالمفردات : أحمد ، ومحمد ، ورجل ، ومناضل ، وحليم ، وبطل ، وغيرها ، كل منها وضع لمعنى مفرد ، غير أن كل حرف من أحرف الكلمات السابقة لا يدل على جزء من المعنى الذي تعبر عنه كل كلمة ، كما أن الكلمة المفردة لا تؤدي أكثر من تحديد مضمونها تحديدا عاما دون البحث في التفاصيل الدقيقة ، فكل كلمة من الكلمات الآنفة لا تدل على أكثر من تسمية مسمياتها ، أم مجرد وصف عام ، أم أوصاف هذا المسمى أو أحواله ، أو علاقته بغيره ، فكل ذلك لا دخل للكلمة المفردة في إفادته 1. وإذا ما وضعت هذه المفردات في تراكيب ، فإن المعنى يكون أكثر تحديدا وإفادة للمعنى المطلوب ، وتلك مهمة التراكيب ويجوز أن ننطق لفظة " كلمة " على ثلاثة أوجه ، فنقول : " كَلِمَة " بفتح الكاف ، وكسر اللام ، و" كِلْمة " بكسر الكاف ، وتسكين اللام ، و" كَلْمة " بفتح الكاف ، وتسكين اللام ، وهي لغات فيها كما يذكر النحاة .
ــــــــــــــ
1 ـ النحو الوصفي ج1 ، ص32 .
الكلام:
أما الكلام فهو القول المفيد الدال على معنى يحسن السكوت عليه ، وهو ما تركب من كلمتين ، أو أكثر مكونا جملة ، أو تركيبا ذا دلالة .
فالكلام المركب من كلمتين : قد يكونان اسمين نحو : محمد مجتهد ، أو فعلا واسما نحو : عليٌّ مسافر . والمركب من أكثر من كلمتين نحو : الله نور السموات والمركب من أكثر من ثلاث كلمات نحو قوله تعال ): وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء }1 .
وقد قسم سيبويه الكلام من حيث استقامته ، وإحالته إلى أقسام فقال : " فمنه مستقيم حسن مثل آتيك أمس ، وسآتيك غدا ، ومنه المحال وهو أن تنقض أول كلامك بآخره فتقول : آتيك غدا ، وسآتيك أمس ، ومنه المستقيم القبيح وهو أن تضع اللفظ في غير موضعه كقولك : قد زيدا رأيت ، وكي زيدا يأتيك ، ومنه المحال الكذب كأن تقول : سوف أشرب ماء البحر أمس 2.
وخلاصة القول في الكلام يجب أن يتوفر فيه شرطان : التركيب ، والدلالة المفيدة . لذلك لا يصح أن يطلق على كل التراكيب اللغوية كلاما مفيدا كالجمل الشرطية التي لم تستوف جوابها كقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة ... }3 .
وقوله تعالى : { فأما اليتيم ... }4 .
وقوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه ... }5 .
وكذلك الحال في الحروف الناسخة مع أسمائها دون أخبارها لا تسمى كلاما كأن نقول : إن الله ... ، وكقوله تعالى : { فظنوا أنهم ... }6 .
أو الأفعال الناسخة دون أخبارها أيضا كقولك : كان الجو ...
وكقوله تعالى { وكان الله ... }7 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 99 الأنعام . 2 ــ الكتاب لسيبويه ج1 ، ص8 طبعة بولاق .
3 ــ 8 الزلزلة . 4 ــ 9 الضحى . 5 ــ 125 الأنعام .
6 ــ الكهف . 7 ــ 134 النساء .
فالنماذج السابقة لا تعد كلاما إلا إذا استوفى المعنى ، فنقول في الآية الأولى { خيرا يره ، وفي الثانية : فلا تقهر ، وفي الثالثة : يشرح صدره للإسلام .
وفي النموذج الرابع : مع الصابرين ، وفي الآية الخامسة : مواقعوها } ، وفى النموذج السادس : معتدلا ، وفي الآية السابعة : سميعا بصيرا .
الكلم :
اسم جنس جمعي لأنه لا يطلق إلا على التركيب المكون من ثلاث كلمات فأكثر ، سواء أفادت معنى ، أم لم تفد ، وسواء اتحدت في النوع ، أم لم تتحد ، ومفرده كلمة ، وقد فرق النحويون بين الكلم والكلام عن طريق العدد اللفظي وإتمام الفائدة ، فالكلم كما ذكرنا لا يكون أقل من ثلاث كلمات ، ولا يشترط فيه الفائدة ، أما الكلام : فقد يتكون من كلمتين ، أو أكثر بشرط حصول الفائدة ، فالآيات والنماذج السابقة التي اجتزأنا منها متمماتها تسمى كلاما .
وقد تنبه بعض النحويين إلى عدم الجدوى من التفريق بين الكلم والكلام ، لأن القرآن الكريم قد عبر بالكلم في موضع الكلام حيث قال : { إليه يصعد الكلم الطيب }1 .
والمقصود بالكلم الطيب في الآية هو : الكلام المفيد ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يعني بالكلم الطيب الكلام الذي لا يشتمل على فائدة يحسن السكوت عليها كما يتوهم النحويون ، أو يريدونه .
وعلى ما أراده النحويون فالكلم أعم من الكلام من جهة المعنى ؛ لأنه ينسحب على الكلام المفيد وغير المفيد ، وهو أخص منه من جهة اللفظ ؛ لكونه لا ينطبق على الكلام المركب من كلمتين كما أوضحنا في حد الكلام .
اللفظ :
كل ما يتلفظ به سواء أفاد معنى ، أم لم يفد ، فيشمل الكلمة ، والكلام ، والكلم .
ـــــــــــ
1 ــ 10 فاطر .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:48 AM
القول :
هو اللفظ الدال على معنى مفيد سواء كان كلمة ، أم كلاما ، لذلك فهو أعم من الكلام ، والكلم ، والكلمة .
فالفرق بين اللفظ والقول هو : الإفادة في القول ، والإفادة أو عدمها في اللفظ .
وقد يقصد بالكلمة الكلام مجازا كما في قوله تعالى ــ حكاية عن الإنسان الذي يدرك وقت موته خسارة حياته ، وندمه وتقصيره ــ : { قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت }1 .
ويرد الله سبحانه وتعالى على عبده قائلا : { كلا إنها كلمة هو قائلها }2 .
فما يقوله الإنسان يكون في هذه الحالة ليس كلمة مفردة ، وإنما تراكيب مفيدة تعبر عن الحالة التي يكون عليها 1 .

أقسام الكلمة :
الكلمة ثلاثة أقسام : اسم ، وفعل ، وحرف .
أولا ــ الاسم : المراد بالاسم كل ما ليس بفعل ، أو حرف ، ويدل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن ، وقد يكون المدلول حسيا كمحمد ، ومنزل ، وشجرة ، أو معنويا كالأمانة ، والعلم ، والأخلاق ، والشجاعة والصبر .
وفي تقسيم الكلمة إلى اسم ، وفعل ، وحرف تعميم ، ودمج بعض أنواع الكلمة التي تشترك في بعض خواصها مع الاسم تحت مسمى الاسم ، وذلك كالصفة ، والظرف ، والضمير ، على الرغم من تميزها ببعض الخواص الأخرى ، وسوف تظهر هذه التفرقة الدقيقة بين أنواع الاسم عند دراسة كل جنس على حدة .
ـــــــــــــــ
1 ــ 99 ، 100 المؤمنون .
2 ــ النحو الوصفي1 ، ص33 .

خواص الاسم وعلاماته :
قبل أن نلج إلى علامات الاسم ينبغي أن نشير ولو إشارة عابرة إلى بعض خواص الاسم التي تميزه عن بقية أنواع الكلمة عامة ، والأنواع الأخرى من الأسماء خاصة .
فلاسم تنحصر فيه معان كثيرة : كالدلالة على الفاعلية ، والمفعولية ، كما يشتمل على الدلالة الزمانية ، والمكانية ، والغاية ، وبيان النوع ، والعددية ، والحالية عند وقوع الحدث ، ويفسر المبهمات ، ويؤدي معنى الاستثناء ، والإسناد . في الوقت الذي لا يؤدي فيه الفعل إلا معنى مزدوجا وهو : الدلالة على الحدث ، والزمن ، وغالبا ما تكون الدلالة الزمانية له محددة بالسياق العام وليس من مجرد لفظه .
كما أن الاسم يختلف عن بقية أنواعه كالصفة ، والضمير ، والظرف من نواح أخرى نذكرها في هذا المقام فهو : يختلف عن الصفة مثلا من حيث أنها تدل على ذات وصفة معا ، وهي تدل ضمنا على الحدث ، فكلمة " حاكم " ، و "
عالم " ، و " خادم " كل منها تدل على ذات متصفة بصفة الحكم ، والعلم ، والخدمة ، ويختلف الاسم أيضا عن الظرف من حيث أن الظرف مجرد دلالة على الزمان ، أو المكان ، وإن كان الظرف ينقل في بعض الأحيان إلى الاسم ، ويستعمل استعماله فيعرب فاعلا كقوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال }1 .
أو خبرا كقوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .
ومنه قوله تعالى : { وقال هذا يوم عصيب }3 .
أو خبرا لكان كقوله تعالى : { وكان يوما على الكافرين عسيرا }4 .
أو مفعولا به كقوله تعالى : { قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم }5 .
ــــــــــــــــــــ
1 ــ 31 إبراهيم . 2 ــ 113 المائدة .
3 ــ 77 يونس . 4 ــ 26 الفرقان .
5 ــ 259 البقرة .

كما يختلف الاسم عن الضمير من حيث أن الضمير بنية جامدة لا تتغير ، ولا تقبل العلامات الإعرابية ، ولا أل التعريف ، أو التنوين ، وكلها من علامات الاسم التي سنذكرها في موضعها إن شاء الله .
وإلى جانب الفوارق الخاصة بين الاسم والفعل والحرف من جهة ، وبين الاسم وغيره من الأنواع التي تندرج تحت مسماه ، ثمة ميزات أخرى للاسم على غيره من أنواع الكلمة ، فهو يحمل العبء الأكبر في التعبير عن المعنى . كما لاحظ النحاة أن هذه المعاني المتعددة التي يحتويها الاسم يعبر عنها في التراكيب اللغوية بأصوات خفيفة تظهر على الأحرف الأخيرة للأسماء ، كالرفع والجر والنصب ، وقد سماها النحويون حركات الإعراب ، وسموا الظاهرة التعبيرية إعرابا ، وقد لاحظوا أيضا العلاقة الوثيقة بين الحركات الإعرابية ، والمعاني العامة التي يعبر عنها الاسم ، فالرفع مثلا يدل على الإسناد ، وهو أن شيئا ما قام بعمل ، كإسناد الفعل إلى الفاعل ، وإسناد الخبر إلى المبتدأ . كما أن الخبر يدل على الملك والاختصاص ، واختص النصب وهو أخف الحركات بطائفة كبيرة من الأسماء عرفت بالفضلات ؛ لأنها من مكملات الجملة ، ومتمماتها .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:49 AM
الباب الأول / الإعراب والبناء

الفصل الأول / المعرب من الأسماء
تعريف الإعراب : تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة ، لاختلاف العوامل الداخلة عليها ، لفظا ، أو تقديرا (1) .
نحو : أشرقت الشمس . شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير .
ابتهج الناس بشروق الشمس .
في الأمثلة الثلاثة السابقة ، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة إعرابها ، لتغيير موقع الكلمة ، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها .
فقد جاءت " الشمس : في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة .
وجاءت في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة .
وفي المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة . وهذا ما يعرف بالإعراب .
1 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد }2 .
2 ـ وقوله تعالى : { إني أرى سبع بقرات سمان }3 .
3 ـ وقوله تعالى : {أفتنا في سبع بقرات سمان }4 .
ـــــــــــــــ
1 ـ الإعراب اللفظي : هو ما لا يمنع من النطق به مانع كما في الأمثلة والشواهد القرآنية التي مثلنا بها في أعلى الصفحة .
والإعراب التقديري : هو ما يمنع من النطق به مانع للتعذر ، أو الاستثقال ، أو المناسبة . نحو : حضر الفتى . الفتى فاعل مرفوع بضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
ونحو : جاء القاضي . القاضي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ونحو : تأخر غلامي . غلامي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منه من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم .
2 ـ 48 يوسف . 3 ـ 43 يوسف .
4 ـ 46 يوسف .
والشاهد في الآيات السابقة كلمة : " سبع " ، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير موقعها من الجملة ، واختلاف العوامل الداخلة عليها .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:50 AM
أنواع الإعراب :
الإعراب أربعة أنواع : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم .
يشترك الاسم والفعل في الرفع ، والنصب ، ويختص الاسم بالجر ، أما الجزم فيختص به الفعل . حيث لا فعل مجرور ، ولا اسم مجزوم .
كما يختص الإعراب بالأسماء ، والأفعال . أما الأحرف فمبنية دائما ، ولا محل لها من الإعراب .

تعريف البناء :
هو لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي ، أو تغيرت العوامل الداخلة عليها .
مثال ما يلزم السكون : " كمْ " ، و " لنْ " .
4 ـ نحو قوله تعالى : { كم تركوا من جنات وعيون }1 .
وقوله تعالى : { قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل }2 .
ولزوم الكسر نحو " هؤلاءِ " ، و " هذهِ " ، و " أمسِ " .
5 ـ نحو قوله تعالى : { هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة }3 .
وقوله تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة }4 .
1 ـ ومنه قول الشاعر :
أراها والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
الشاهد هنا : أمسِ .
ــــــــــــ
1 ـ 25 الدخان . 2 ـ 124 الأنعام .
3 ـ 15 الكهف . 4 ـ 52 المؤمنون .
5 ـ 150 البقرة .

ولزوم الضم : " منذُ " ، و " حيثُ " .
نحو : لم أره منذُ يومين .
6 ـ وقوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }5 .
ولزوم الفتح : " أينَ " ، و " أنتَ " ، و " كيفَ " .
7 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركُّم الموت }1 .
ونحو قوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ونحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }3 .
والبناء في الحروف ، والأفعال أصلي ، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد ، ولا نون النسوة فهو عارض . وكذا الإعراب في الأسماء أصلي ، وبناء بعضها عارض .
بناء الاسم لمشابهته للحرف :
يبنى الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا ، وأنواع الشبه ثلاثة :
1 ـ الشبه الوضعي : وهو أن يكون الاسم على حرف ، كـ " تاء " الفاعل في " قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين . نحو : قمنا ، وذهبنا ، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف .
فالتاء في قمت شبيهة بباء الجر ولامه ، وواو العطف وفائه ، والنا في قمنا وذهبنا شبيهة بقد وبل وعن ، من الحروف الثنائية . لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في وضعه ، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة ، وقيل أنها أشبهت الحرف في جموده ، لعدم تصرفها تثنية وجمعا .
2 ـ الشبه المعنوي : وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك المعنى أم لا .
ــــــــــــ
1 ـ 78 النساء . 2 ـ 32 البقرة .
3 ـ 28 البقرة .
فما وضع له حرف موجود كـ " متى " ، فإنها تستعمل شرطا .
2 ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
فـ " متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية .
3 ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
متى تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
وتستعمل استفهاما . 8 ـ نحو قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}1.
وقوله تعالى : { فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد }2 .
فـ " متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام .
أما الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة ، لم تضع العرب له حرفا ، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف ، لأنه كالخطاب والتثنية ) 3 . لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا ، وقد أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:50 AM
3 ـ الشبه الاستعمالي :
وهو أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي :
أ ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، وبذلك يكون الاسم عاملا غير معمول فيه كالحرف .
ومن هذا النوع أسماء الأفعال . نحو : هيهات ، وأوه ، وصه ، فإنها نائبة عن : بَعُد ، وأتوجع ، واسكت . فهي أشبهت ليت ، ولعل النائبتين عن أتمنى
ــــــــــــ
1 ـ 48 يونس . 2 ـ 51 الإسراء .
3 ـ أوضح المسالك ج1 ص23 .
وأترجى ، وهذه تعمل ولا يعمل فيها .
ب ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه . مثل : إذ ، وإذا ، وحيث من الظروف ، والذي ، والتي ، وغيرها من الموصولات .
فالظروف السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل .
فإذا قلنا : انتهيت من عمل الواجب إذ . فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل الجملة بقولنا : حضر المدرس . وكذلك الحال بالنسبة للموصولات ، فإنها مفتقرة إلى
جملة صلة يتعين بها المعنى المراد ، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من الكلام لإفادة الربط .

أنواع البناء :
البناء أربع أنواع : الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون . وهذه الأنواع الأربعة تكون في الاسم ، والفعل ، والحرف . في حين لا يكون الإعراب في الحرف .
1 ـ المبني على الضم ، أو ما ينوب عنه :
أ ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي : قبلُ ، وبعدُ ، وأولُ ، ودونُ ، وحيثُ ، وعوضُ .
ب ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي : فوقُ ، وتحتُ ، و وعلُ ، وأسفلُ ، وقدامُ ، ووراءُ ، وخلفُ ، وأمامُ .
ج ـ ويبنى على الضم : غيرُ ، إذا لم تضف إلى ما بعدها ، وكانت واقعة بعد لا .
نحو : اشتريت كتابا لا غير .
أو واقعة بعد ليس . نحو : قرأت فصلا من الكتاب ليس غير .
ومنها " أيُّ " الموصولة إذا أضيفت ، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا .
نحو : أرفق على أيُّهم أضعف .
* أما ما يبنى على نائب الضم ، فهو المنادى المثنى ، وجمع المذكر السالم ، وما يلحقهما . نحو : يا محمدان ، ويا محمدون . فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى ، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى .
2 ـ المبني على الفتح ، أو ما ينوب عنه :
أ ـ يبنى على الفتح : الفعل الماضي مجردا من الضمائر . نحو : ذهبَ ، وجلسَ .
ب ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة ، أو الخفيفة . نحو :
والله لأتصدقنَّ من حر مالي . أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة . ونحو : هل تذهبنَ إلى مكة ؟
ج ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر . ما عدا اثني عشر ، واثنتي عشرة ، لأنهما ملحقان بالمثنى .
د ـ المركب من الظروف الزمانية ، أو المكانية . نحو : يحضر يومَ يومَ ، ويأتي العمل صباحَ مساءَ ، ويسقط بينَ بينَ ، وهذا جاري بيتَ بيتَ .
هـ ـ المركب من الأحوال . كقول العرب : تساقطوا أخولَ أخولَ . أي متفرقين .
و ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين ، والوقت والساعة .
نحو : حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ .
ز ـ المبهم المضاف إلى مبني ، سواء أكان المبهم زمانا ، كـ : بين ، ودون ،
أم كان غير زمان . كـ : مثل ، وغير .
* والمبني على نائب الفتح : هو اسم لا النافية للجنس . فيبنى على الياء نيابة عن الفتحة ، إذا كان مثنى ، أو ما يلحق به . نحو : لا طالبين في الفصل .
ونحو : لا اثنين حاضران .
أو جمعا مذكرا سالما وما يلحق به . نحو : لا معلمين في المدرسة .
ونحو : لا بنين مهملون .
كما يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة ، إذا كان جمعا مؤنثا سالما ، أو ما يلحق به . نحو : لا فتياتِ في المنزل .
ونحو : لا عرفات أهملت من التوسعة .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:51 AM
3 ـ المبني على الكسر :
أ ـ العلم المختوم " بويه " : كنفطويه ، وسيبويه ، وخمارويه .
ب ـ اسم الفعل ، إذا كان على وزن " فَعالِ " ، كنزالِ ، وتراكِ ، وحذارِ .
ج ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث ، مثل : حذامِ .
د ـ ما كان على وزن فَعالِ ، وهو سب لمؤنث . مثل : خباثِ ، ولكاعِ .
هـ ـ لفظ " أمسِ " ، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل " ، و الإضافة .
4 ـ المبني على السكون :
المبني على السكون كثير ، ويكون في الأفعال ، والأسماء ، والحروف .
أ ـ من الأفعال المبنية على السكون : الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل : اكتبْ ، اجلسْ سافرْ . والمضارع المتصل بنون النسوة نحو : اكتبْنَ ، العبْنَ ، اجلسْنَ .
ومنه : الطالبات يكتبْنَ الواجب .
ب ـ من الأسماء المبنية على السكون : منْ ، وما ، ومهما ، والذي ، والتي ، وهذا .
ج ـ من الحروف المبنية على السكون : مِنْ ، وعنْ ، وإلى ، وعلى ، وأنْ وإنْ .

أقسام الأسماء المبنية :
تنقسم الأسماء المبنية إلى قسمين :
1 ـ بناء عارض . 2 ـ بناء لازم .
أولا ـ البناء اللازم : وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال .
من هذا النوع : الضمائر ، وأسماء الشرط ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ، وأسماء الاستفهام ، وكنايات العدد ، وأسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، وبعض الظروف ، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف ، أو كان مختوما بويه ، وما كان على وزن فَعالِ علما ، أو شتما لها . وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه .
2 ـ البناء العارض : وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا ، في بعض الأحوال ، وكان في بعضها معربا ، ويشمل هذا النوع :
أ ـ المنادى ، إذا كان علما مفردا ، يبنى على الضم ، أو نكرة مقصودة ، وتبنى على ما ترفع به .
ب ـ اسم لا النافية للجنس ، إذا لم يكن مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا على ما ينصب به .
ج ـ أسماء الجهات الست ، وبعض الظروف ، ويلحق بها لفظتا " حسب ، وغير .

ساجدة لله
2010-10-26, 05:51 AM
نماذج من الإعراب
1 ـ قال تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شداد } 48 يوسف .
ثم يأتي : ثم حرف عطف وتراخ ، يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
من بعد ذلك : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من سبع ، لأنه كان في الأصل صفة له ، ولما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة ، وبعد مضاف ، وذلك : اسم إشارة في محل جر مضاف إليه .
سبعٌ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . شداد : صفة مرفوعة بالضمة .

2 ـ قال تعالى : { إني أرى سبع بقراتٍ سمان } 43 يوسف .
إني : إن واسمها في محل نصب . أرى : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . سبع : مفعول به منصوب بالففتحة وهو مضاف .
بقرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .
وجملة أرى في محل رفع خبر إن . وجملة إني في محل نصب مقول القول للفعل قال في أول الآية .

3 ـ قال تعالى : { أفتنا في سبع بقراتٍ سمان } 46 يوسف .
أفتنا : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
في سبع : في حرف جر ، سبع اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وشبه الجملة متعلق بأفتنا ، وسبع مضاف ، بقراتٍ : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمان : صفة مجرورة بالكسرة .

4 ـ قال تعالى : { كم تركوا من جناتٍ وعيون } 25 الدخان .
كم : خبريه مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتركوا .
تركوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، واو الجماعة في محل رفع فاعل . من جنات : جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل نصب حال من المفعول به " كم " .
وعيون : الواو حرف عطف ، عيون معطوفة على جنات .

5 ـ قال تعالى : { هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة } 15 الكهف .
هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ .
قومنا : خبر مرفوع بالضمة ، وقال الزمخشري : قومنا عطف بيان ، وقال الألوسي : قومنا عطف بيان لا خبر لعدم إفادته . 1 . ونقول : الوجه الأول أحسن لأن " قومنا " أفادت الإخبار عن اسم الإشارة ، نحو قولنا : هذا رجل ، وهذان صديقان .
فهذا : مبتدأ ، ورجل خبر .
اتخذوا : فعل وفاعل في محل نصب حال من قومنا على الوجه الأول ،وفي محل رفع خبر على الوجه الثاني . من دونه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، ودون مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
آلهة : مفعول به منصوب بالفتحة .

1 ـ قال الشاعر :
أراها والهاً تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمس
ـــــــــــــــــــ
1 ـ روح المعاني للألوسي ج15 ص 219 ، والبحر المحيط لأبي حيان ج 6 ص 106 .
أراها : أرى فعل ماض مبني على الفتح أصله " رأى " المتعدية لمفعولين ولما دخلت عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى : { ولو أراكهم كثيراً لفشلتم } 43 الأنفال ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، وهاء الغائب في أراها في محل نصب مفعول به أول . والهاً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
تبكي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
أخاها : مفعول به لتبكي منصوب بالألف ، وأخا مضاف ، وهاء الغائب في محل
جر مضاف إليه ، وجملة تبكي في محل نصب مفعول به ثالث لأرى .
عشية : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتبكي ، وهو مضاف ، رزئه : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
أو غب أمس : أو حرف عطف ، غب أمس : غب معطوف على عشية ، وهو مضـاف ، وأمسِ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ، وهو الشاهد في هذا المقام .

6 ـ قال تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } 150 البقرة.
ومن حيث : الواو للاستئناف ، من حرف جر ، حيث اسم مبني على الضم ، وشبه الجملة متعلق في الظاهر بوَلِّ الآتي ، ولكن فيه إعماء ما بعد الفاء فيما قبلها وهو ممتنع غير أن المعنى متوقف على هذا الظاهر ، فالأولى تعليقهما بفعل محذوف يفسره فولِّ ، والتقدير : ولِّ وجهك من حيث خرجت . 1 .
والوجه الأول أحسن وهو تعلق شبه الجملة بولِّ الآتي لأن حيث في هذا المقام لا
ـــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه للدرويش م1 ج1 ص212 .
تكون أداة شرط لعدم اتصالها بما . 1 .
خرجت : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لحيث .
فول : الفاء رابطة لما في حيث من معنى الشرط ، وول فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة .
وجهك : وجه مفعول به وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
شطر المسجد : شطر ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بول وهو مضاف ، والمسجد مضاف إليه . الحرام : صفة مجرورة بالكسرة ، وجملة من حيث وما في حيزها استئنافية لا محل لها من الإعراب .

7 ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدرككُّم الموت } 78 النساء .
أينما : اسم شرط جازم في نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم لتكونوا . تكونوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون واو الجماعة في محل رفع اسمه إذا اعتبرنا الفعل ناقصاً ، وفي محل رفع فاعل إذا اعتبرنا الفعل تاماً ، وعلى الوجه الثاني تكون " أينما " متعلقةً بجواب الشرط . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية .
يدركْكُم الموت : يدرككم فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به . الموت : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة أينما مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، وجملة يدرككم لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو بإذا الفجائية . وجملة الشرط لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لخطاب اليهود والمنافقين .
ــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري ج1 ص69 .

2 ـ قال الشاعر :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر المبتدأ .
جلا : أحسن ما فيه من الأعاريب أنه فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وله مفعول محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا الفعلية وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف مجرور بالإضافة محذوف ، كما ظهر في التقدير . وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر ، وهو مضاف ، والثنايا : مضاف إليه .
متى : اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أضع : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا .
العمامة : مفعول به منصوب بالفتحة .
تعرفوني : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ، وجملة تعرفوني لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا .

3 ـ قال الشاعر :
متى تأتني أصبحك كأساً رويةً وإن كنت عنها غانياً ، فاغن وازدد
متى : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل تأتي بعده . تأتني : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره ، وهو الياء ، والكسرة قبلها دليل عليها ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أصبحك : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول . كأساً : مفعول به ثانٍ .
روية : صفة وجملة " أصبحك … إلخ " لا محل لها لأنها جملة جواب الشرط ، ولم تقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية ، ومتى ومدخولها كلام مستأنف لا محل له .
وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم . كنت : فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها .
عنها : جار ومجرور متعلقان " بغانياً " بعدهما . غانياً : خبر كان ، وجملة " كنت غانياً عنها " لا محل لها ، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي .
فاغن : الفاء واقعة في جواب الشرط ، اغن : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، وهو الألف ، والفتحة قبلها دليل عليها ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور ، والدسوقي يقول : لا محل لها لأنها لم تحل محل المفرد ، وإن مدخولها معطوف على متى ومدخولها لا محل له مثله .
وازدد : الواو حرف عطف ، ازدد فعل أمر مبني على السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر ، والفعل تقديره أنت ، والجملة الفعلية معطوفة على جملة جواب الشرط ، فهي في محل جزم مثلها .

8 ـ قال تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } 48 يونس .
ويقولون : الواو للاستئناف ، يقولون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، واو الجماعة في محل رفع فاعل . متى : اسم استفهام عن الزمان مبني على السكون متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل لرفع مبتدأ مؤخر . الوعد : بدل مرفوع بالضمة . إن : حرف شرط جازم .
كنتم : فعل الشرط والضمير المتصل في محل رفع اسم كان .
صادقين : خبر كان منصوب بالياء ، وجواب الشرط محذوف ، والتقدير : فمتى هذا الوعد . وجملة كنتم في محل جزم فعل الشرط ، وجملة يقولون استئنافية لا محل لها من الإعراب .

ساجدة لله
2010-10-26, 06:13 AM
الفصل الثاني
علامات الإعراب في الأسماء

ما يعرب بالحركات
الاسم المفرد :
تعريف الاسم وعلاماته ـ
الاسم كلمة تدل بنفسها على معنى لشيء محسوس ، أو غير محسوس ، ولم تقترن بزمن .
فالشيء المحسوس نحو : رجل ، وفرس ، ومنزل ، وشجرة ... إلخ .
وغير المحسوس نحو : أمانة ، شجاعة ، ضمير ، حلم ، قوة ... إلخ .
علاماته :
للاسم علامات متى وجدت علامة منها دلت على أسميته ، وهذه العلامات هي :
1 ـ الجر سواء بحرف الجر ، أو بالإضافة :
من علامات الاسم قبوله دخول حرف الجر عليه .
نحو : استعرت من صديقي كتاب العلوم .
فكلمة " صديقي " اسم لأنها مجرورة بحرف الجر .
9 ـ ومنه قوله تعالى : { يخرجونهم من النور إلى الظلمات }1 .
فـ " النور والظلمات " كل منهما اسم لأنه مجرور بحرف الجر .
وكذلك جره بالإضافة . نحو : كتاب العلوم جديد .
ـــــــــــــ
1 ـ 257 البقرة .

فكلمة " العلوم " اسم لأنها مجرورة بإضافتها إلى كلمة كتاب .
ومنه قوله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة }1 .
فـ " الذل " اسم لأنها مجرورة بالإضافة .
2 ـ دخول " أل " التعريف عليه سواء أكانت أصلية .
نحو : الطالب المجتهد ينجح في الاختبار .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { فالق الإصباح وجعل الليل سكنا }2 .
فـ " الطالب والمجتهد ، والاختبار ، والإصباح ، والليل ، والشمس ، والقمر " كل منها اسم لدخول " أل " التعريف الأصلية عليه .
أم زائدة . نحو : اللات والعزى صنمان في الجاهلية .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { أفرأيتم اللات والعزى }3 .
فـ " اللات ، والعزى " أسماء ، ولكنها أسماء جنس ، و " أل " الداخلة عليها زائدة للتعريف الجنسي .
3 ـ ومن علاماته أن يكون منادى :
وهو أن يسبقه حرف من أحرف النداء بغرض الدعاء .
نحو : يا حاج اركب السيارة . أمحمد ساعد الضعفاء .
ومنه قوله تعالى : { يا نوح اهبط بسلام }4 .
وقوله تعالى : { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم }5 .
فـ " حاج ، ومحمد ، ونوح ، ونار " كل منها اسم لدخول حرف النداء عليه .
أما إذا جاء بعد حرف النداء فعل .
12 ـ نحو قوله تعالى : { ألا يا اسجدوا لله }6 . في قراءة الكسائي .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 24 الإسراء . 2 ـ 96 الأنعام .
3 ـ 19 النجم . 4 ـ 48 هود .
5 ـ 69 الأنبياء . 6 ـ 25 النمل .

13 ـ أو حرف . نحو قوله تعالى : { يا ليتني كنت ترابا }1 .
فإن حرف النداء يكون للتنبيه ، وقد يكون للنداء ، والمنادى محذوف لغرض بلاغي . وآية : يا اسجدوا في غير قراءة الكسائي تكتب كالتالي قال تعالى :
( ألاّ يسجدوا لله )
4 ـ الإسناد إليه :
والمقصود بالإسناد ، هو إثبات شيء لشيء ، أو نفيه عنه ، أو طلبه منه .
نحو : الرجل قادم .
ونحو : محمد لم يحضر الحفل .
ونحو : قم يا عليّ مبكرا .
فكل من الكلمات " الرجل ، ومحمد ، وعليّ " قد أسند إليها القدوم في المثال الأول ، وعدم الحضور في المثال الثاني ، والطلب بالقيام في المثال الثالث ، وعليه نجد أن من علامات اسمية الكلمة أن يوجد معها مسند ، وتكون هي المسند إليه . ويسميه البلاغيون : المحكوم عليه ، ولا يكون إلا مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فعل ، أو اسما لفعل ناسخ ، أو لحرف ناسخ ، أو المفعول الأول للفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
أما المسند فهو كل صفة ، أو فعل ، أو جملة تأتي متممة لعملية الإسناد ، أي تكون لوصف المسند إليه وإتمامه . ويسميه البلاغيون المحكوم به .
والإسناد علامة من العلامات التي تدل على أن المسند إليه هو الكلمة المحكوم باسميتها .
5 ـ قبوله التنوين :
نحو : جاء محمدٌ . وكافأت خالدًا . وسلمت على سالمٍ .
من علامات بعض الأسماء ، أن تقبل التنوين على آخرها ، رفعا ، أو نصبا ، أو جرا .

ـــــــــ
1 ـ 40 النبأ .
وهو وجود ضمة ، أو فتحة ، أو كسرة ثانية ، إلى جانب الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة المجود أصلا على آخر الاسم كعلامة إعراب ، وهذه الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة الثانية هي عوض عن نون التنوين المحذوفة خطا . إذ الأصل في الاسم المنون أن يكتب بنون دلالة على تنوينه .
فنقول في " جاء محمدٌ " . بالتنوين ، " جاء محمدن " بالنون ، وهكذا بقية علامات الإعراب الأصلية . غير أن النحاة عدلوا عن إثبات نون التنوين حتى لا تختلط مع الأنواع الأخرى للنون سواء أكانت أصلية في الكلمة ، أم زائدة ، وجعلوا بدلا منها حركة إعراب أخرى إلى جانب الحركة الأصلية ، وهي الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة . بهذا ندرك أن التنوين عبارة عن نون ساكنة زائدة تكون في آخر الاسم لفظا لا خطا ، ولا وقفا . بدليل حذفها عند الإضافة كنوني المثنى ، وجمع المذكر السالم ، إلا أن الأخيرتين تلحقان الاسم المثنى ، والمجموع جمعا سالما لفظا وخطا .

ساجدة لله
2010-10-26, 06:13 AM
أنواع التنوين :
التنوين على أربعة أنواع هي : ـ
1 ـ تنوين التمكن ، أو الأمكنية .
2 ـ تنوين التنكير .
3 ـ تنوين التعويض .
4 ـ تنوين المقابلة .
أولا ـ تنوين الأمكنية :
هو التنوين الذي يلحق الاسم للدلالة على شدة تمكنه في باب الاسمية ، أي أنه علامة يستدل بها على الاسم المتمكن أمكن ، وهو الاسم المنصرف المعرب . نحو: رجل ، ومحمد ، وعليّ ، وسالم ، وخليل ، ويوم ، ومدينة ، ومدرسة .
وهو الاسم المميز عن الاسم المتمكن غير أمكن ، والمعروف بالاسم الممنوع من الصرف . نحو : أحمد ، وعثمان ، وعمر ، ومعديكرب ، وعائشة ، وبشار ، وصحراء ، وأجمل ، ومثنى ، وثلاث ، وأخر ، ومساجد ، وسجاجيد ... إلخ .
أو عن الاسم غير المتمكن ، وهو المبني من الأسماء ، كالضمائر ، وأسماء الإشارة ، والموصول ، والشرط ، والاستفهام ، وبعض الظروف ، والأعداد المركبة ، وغيرها ، والأسماء المختومة بـ " ويه " ، مثل : سيبويه ، وخمارويه ، ونفطويه . فهي أسماء مبنية على الكسر ، إلا إذا استعملتها لأشخاص غير معيّنين ، ولا يتميزون من غيرهم المشاركين لهم في الاسم جاز لك تنوينها .

ثانيا ـ تنوين التنكير :
هو التنوين اللاحق لبعض الأسماء المبنية للدلالة على تنكيرها ، بينما حذفه
يكون دليلا على أنها معرفة ، وذلك كما بينا آنفا في مثل : سيبويه ، وخالويه ، ونفطويه .
فإذا أردنا بها معينا ، كانت مبنية على الكسر ، كأن نجعل اسم " سيبويه " خاصا بالنحوي المشهور ، وكذلك " خالويه ونفطويه " وهما اسمان لنحويين معروفين . أما إذا جعلنا الأسماء السابقة لأشخاص غير معينين ، أو مميزين بأشخاصهم ، نوّنّا آخر الاسم . فنقول : سيبويهٍ ، وخالويهٍ ، ونفطويهٍ .

ثالثا ـ تنوين التعويض :
ويقال له أيضا تنوين العوض ، وهو التنوين المعوض عن حرف محذوف من الكلمة ، أو عن كلمة محذوفة ، أو جملة محذوفة .
مثال تنوين العوض عن حرف محذوف قولك : جوارٍ ، وسواقٍ ، وبواكٍ ، وقاض ، وداع ، وساع .
فالتنوين في الكلمات السابقة عوض من الحرف المحذوف من أفعال تلك الكلمات ، عندما جمعت جمع تكسير ، فأصبحت ممنوعة من الصرف ، علما بأن تلك الحروف المحذوفة أصلية في أفعالها ، بدليل عدم حذفها في المشتقات المختلفة كاسم الفاعل ، والمفعول ، وغيرها من المشتقات .
فـ " جوار " فعلها : جرى ، واسم الفاعل : جارٍ ، وجارية ٌ .
و " سواق " فعلها : سقى ، واسم الفاعل : ساق ٍ ، وساقيةٌ .
و " بواك " فعلها : بكى ، واسم الفاعل : باكٍ ، وباكيةٌ .
وكذلك الحال في الأسماء المنقوصة غير الممنوعة من الصرف فالتنوين فيها عوض عن حرف الياء المحذوفة من آخر اسم الفاعل نحو : قاض ، وداع ، وساع ، والياء في أفعالها أصلية أيضا بدليل ثبوتها في مؤنثاتها نحو : قاضية ، وداعية ، وساعية .
وعليه فالتنوين في أواخر الكلمات السابقة هو تعويض عن حرف الياء المحذوف من الأفعال الثلاثية لتلك الجموع ، وإذا أعربنا مثل تلك الكلمات ، نقول في حالة الرفع : مرفوعة بالضمة على الياء المحذوفة .
نحو : الفلك جوارٍ في البحر .
وقضى في الحكم قاضٍ عادلٌ .
ودعا لله داعٍ
وسعى ساعٍ بين المتخاصمين .
ومنه قوله تعالى : ( وجنى الجنتين دانٍ )1 .
ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " .
وفي حالة الجر ، يجر بفتحة نيابة عن الكسرة على الياء المحذوفة إذا كان ممنوعا من الصرف . نحو : تسقى الحدائق من سواقٍ كبيرة .
ــــــــ
1 ـ 54 الرحمن .

ويجر بالكسرة على الياء المحذوفة إذا كان مصروفا .
نحو : سلمت على قاض فاضل .
والتنوين في كلا الحالتين تعويض عن الياء المحذوفة .
أما تنوين العوض عن كلمة محذوفة ، فيكون بحذف المضاف إليه بعد كلمة " كل " ، و " بعض " . نحو : فاز الطلاب فصافحت كلاً منهم مهنئا .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { كل في فلك يسبحون }1 .
وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }2 .
فقد نونت كل في الأمثلة السابقة تنوين عوض لإضافتها إضافة معنوية ، وذلك بعد حذف المضاف إليه ، والتقدير : صافحت كل طالب .
" وكلهم " في الآية الأولى ، و " كل إنسان " في الآية الثانية .
ومثال " بعض " : مررت ببعض قائما .
15 ـ ومنه قوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }3 .
ومنه قول المتنبي :
يصيب ببعضها أفواق بعض فلولا الكسر لاتصلت قضيبا
فـ " بعض " في الأمثلة السابقة جاءت منونة تنوين عوض لإضافتها المعنوية . فإذا انقطعت عن الإضافة اللفظية تنون ، ويقدر بعدها ضمير يعرب مضافا إليه .
والتقدير : مررت ببعضهم . وكذا بقية الشواهد .
أما تنوين العوض عن الجملة المحذوفة ، فهو ما جاء للتعويض عن الجملة المحذوفة بعد " إذ " المضافة ، وتكون إضافتها بعد الكلمات الآتية : بعد ، وحين ، ويوم ، وساعة ، وقبل ، وعند . نحو : خرج الطلاب وكنا قبل إذ خرجوا مجتمعين .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 33 الأنبياء . 2 ـ 84 الإسراء .
3 ـ 253 البقرة .
فإذا حذفنا الجملة بعد " إذ " نونت " إذ " تنوين عوض بدلا من الجملة المحذوفة ، فتصبح بعد الحذف
كالتالي : خرج الطلاب وكنا قبلئذٍ مجتمعين .
16 ـ ومنه قوله تعالى : { ويومئذ يفرح المؤمنون }1 .
وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }2 .
ففي الأمثلة السابقة حذفت الجملة المضافة إلى " إذ " ، وعوض عنها التنوين .
والتقدير : يوم إذ كان ، وحين إذ كنتم .
ولكون ذال " إذ " ساكنة ، والتنوين أيضا ساكن ، حركنا " الذال " بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين .