المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاس انفانتي



صفاء
2008-04-26, 05:31 PM
بلاس إنفانتي وبعث الهوية الأندلسية

بلاس إنفانتي في شبابه المبكر
ولد بلاس إنفانتي في بلدة قشريش (مقاطعة مالقة) في 5-7-1885، من أبوين أندلسيين، ينتميان لعائلتين سليلتين للمورسكيين القدماء، عمل أفرادهما على الدفاع عن الأندلس وأهلها، فتلقى دراسته الابتدائية في بلدته، ثم انتقل سنة 1896، إلى أرشذونة (مقاطعة مالقة) لدراسة الثانوية، ثم إلى قبرة (مقاطعة قرطبة) سنة 1897، حيث تخرج سنة 1900 بشهادته الثانوية، ثم عمل مع أبيه في محكمة قشريش، قبل التحاقه بقسم الحقوق، من كلية الفلسفة والآداب بجامعة غرناطة، حيث تخرج بامتياز في أكتوبر سنة 1906.
اللقاء بالهوية الأندلسية
تعرف إنفانتي إبان مقامه في غرناطة على التراث الإسلامي الأندلسي، وأخذ شعوره الفطري شكل الهوية الإسلامية الأندلسية، وفي تهيئة لمباراة العدالة، زار إنفانتي إشبيلية وقرطبة ومجريط، واجتمع بزعماء الحركة الأندلسية، وأصبح يعتقد أن الهوية الأندلسية ليست هوية عرق أو دم، لكنها هوية (وجود) و(معرفة). وفي سنة 1907 زار إنفانتي إشبيلية فوجد فيها نشاطًا فكريًّا كبيرًا: جمعيات شباب لدراسة تاريخ الأندلس، و"ألعاب وردية" تلقى فيها الخطب الحماسية الأندلسية. وفي سنة 1909، تحولت هذه الألعاب إلى احتفال قومي أندلسي.

وفي سنة 1910 عُيِّن إنفانتي عدلاً في بلدة قنطيانة، فسكن إشبيلية القريبة منها، وأصبح ينتقل بين البلدتين، تأثر إنفانتي في إشبيلية بمفكريها الأندلسيين، وساهم في أنشطتهم الثقافية، وفي 28-11-1913، قُبِل إنفانتي في مجلس المحامين، وفي 23-3-1914، ألقى خطابًا في "أتينيو" إشبيلية عن "النظرية الأندلسية" كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية، وفي نفس السنة فتح مكتب محاماه في إشبيلية، وفي سنة 1914، ظهرت الطبعة الأولى من كتابه "النظرية الأندلسية".
وفي سنة 1916 أسس إنفانتي أول "مركز أندلسي" في إشبيلية، تبعه مراكز أخرى في مدن الأندلس وقراها، وأصدر مجلة "الأندلس" كلسان حال للمراكز الأندلسية، والحركة القومية الأندلسية، ومع الأيام تحول "مركز إشبيلية" الأندلسي إلى مركز أنشطة أندلسية، تثقيفية وتخطيطية، ومنه خرج المنشور الداعي إلى "اجتماع المقاطعات الأندلسية" في رندة، الذي استعمل عبارة "الأمة الأندلسية" لأول مرة، وهكذا أصبح إنفانتي بأفكاره وحركته، رئيس تيار جديد للحركة القومية الأندلسية.
قيادة الحركة القومية الأندلسية
وفي 16-6-1917 ألقى إنفانتي بصفته رئيس "مركز إشبيلية الأندلسي" محاضرة أساسية أعطت لأفكاره نضوجًا ثوريًّا، صرح في آخرها قائلا: "نحن لسنا بصدد إنشاء حزب، نحن نريد إنشاء شعب قادر على أن يحكم نفسه بنفسه". وفي 13-1-1918 انعقد اجتماع "مجلس المقاطعات الأندلسية" في رندة، فعدد معالم القومية الأندلسية في حركتها المستقبلية في النقاط التالية:
1- الاعتراف بالأندلس كبلد، وقومية، ومنطقة ذات حكم ذاتي ديمقراطي، على أساس دستور أنتقيرة.
2- اختيار العلم الأخضر والأبيض، علمًا للأمة الأندلسية، ورمز قادس شعارًا لها.
ثم تقدم بلاس إنفانتي، وخوزي أندرس باسكس، باسم المؤتمر، لهيئة الأمم طالبين منها الاعتراف بالقومية الأندلسية، ودخل إنفانتي اللعبة السياسية للتعريف بأفكاره القومية الأندلسية، فتقدم لانتخابات منطقة غسان، أشتبونة (مقاطعة مالقة) حيث توجد قشريش، لكنه لم يفز.
وفي 1/1919، شارك إنفانتي في اجتماع "المجلس الإداري الأندلسي" التأسيسي، الذي انتهى بالاتفاق على "تخطيط نظري للقومية الأندلسية" وكان له تأثير هام على مجرى الفكر القومي الأندلسي، وفي نفس السنة تزوج إنفانتي.
وفي 21-5-1919 تقدم إنفانتي لانتخابات إشبيلية باسم (الديمقراطية الأندلسية) المكونة من الجمهوريين الاتحاديين، والقوميين الأندلسيين، والاشتراكيين المستقلين، وندّد في خطبه الانتخابية بوضع الأندلس البئيس، وبمصالي (خدع وحيل) القوى المركزية التي كانت تقرر من مجريط، مجرى الانتخابات بالأندلس، عبر نفوذها المالي والإقطاعي، ورسب إنفانتي مرة أخرى في المحاولة الانتخابية، فغضبت عليه السلطة الحاكمة واليمين، واتهموه وأتباعه بالتآمر على أمن الدولة ووحدتها، ثم أسّس إنفانتي في إشبيلية دار ومكتبة "أبانتي" (التقدم) للنشر، نشر فيها عددًا من كتبه، كما أسس "مركز الدراسات الأندلسية"، وفي سنة 1920، ظهر كتاب "المعتمد ملك إشبيلية" وهي قصة مسرحية تاريخية عرف فيها إنفانتي بجذور الهوية الأندلسية الإسلامية.
وكانت سنة 1921 سنة أمل للقوميين الأندلسيين، رغم الأوضاع المضطربة في مجريط، فانتشرت "المراكز الأندلسية" في المدن والقرى، وانتشر معها الفكر الأندلسي في المجالات الثقافية والاجتماعية، وأخذ إنفانتي يفكر في إنشاء روابط ثقافية قوية، تربط الأندلسيين بعضهم ببعض، في الأندلس، والمغرب، وأمريكا الجنوبية، لكن في 13-1-1923، تحولت أسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري الذي قضى على الحريات، وأغلق "المراكز الأندلسية"، واتهم القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة، وأسكت القوى المعادية للكنيسة.
فانتقل إنفانتي، تحت ضغط عائلته، إلى أيسلا كريستينا (مقاطعة ولبة) كموثق عدل، وانسحب من العمل السياسي، ونصح أتباعه بذلك، ثم ركز على التفكير في مصير الأندلس، وجذور الهوية الأندلسية.
وفي 15-9-1923 في ذروة معارك الريف ضد المستعمر الأسباني، زار إنفانتي قبر المعتمد بن عباد في أغمات بالمغرب، حيث تعرَّف على بعض أبناء الأندلس، فقرر إشهار إسلامه على أيديهم، ثم حاول بعد إسلامه ربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية.
وفي سنة 1930 انهارت الدكتاتورية، فنقل إنفانتي عمله كموثق عدلي إلى بلدة قورية بالقرب من إشبيلية، وفي سنة 1931 أسس "مجلس الأندلس التحرري" عوضًا عن المراكز الأندلسية القديمة، وانضم إلى "الحزب الجمهوري الاتحادي" وأصبح إنفانتي يمجد التاريخ الإسلامي كأساس الهوية الأندلسية، ويطالب الأندلسيين باستعادة الهوية والتاريخ والأرض، وبإزاحة هيمنة الكنيسة على الدولة، ويهاجمها على جرائمها في القضاء على الأندلسيين، وعلى "زهرة ما تبقى من ثقافتنا".

ثم التقى إنفانتي بالحركات التحررية العربية عبر مجلة "الأمة العربية" في جنيف (سويسرا) التي كان ينشرها الأمير شكيب أرسلان، وإحسان الجابري.
مقتله
هذه أفكار إنفانتي والقوميين الأندلسيين الواضحة بعد عشرينيات القرن العشرين الميلادي، هوية الأندلس إسلامية، وليست غربية، وهو ما دفع أعداءهم إلى رميهم بالاتهامات المتواصلة، فحوربت الحركة من طرف اليمين واليسار على حد سواء. وفي يوم الأحد 2-8-1936، بعد 14 يومًا من انفجار الحرب الأهلية الأسبانية، هجمت فرقة من الكتائب على إنفانتي في بيته "دار الفرح" بقورية، وساقته إلى إشبيلية، حيث سجنته، وأعدمته رميًا بالرصاص يوم الإثنين 10-8-1936، فمات وهو يصرخ مرتين: "عاشت الأندلس حرة!"
علي الكتاني

عادل محمد
2008-04-26, 06:09 PM
إن( بلاس إنفانتي) دليل حي على أن الإسلام ثقافة شاملة وهوية راسخة تمتد جذورها إلى كل الثقافات
وتلغي من أمامها كل الأصول العرقية فهو بوتقة تذوب فيها الانتماءات ليجسد في الأعماق الانتماء الروحي والفكري لذا ترون أن الهدف الأول لأعداء الحضارة الإسلامية وشعوبها هو خلخلة هذا الانتماء ومن ثم اقتلاعه لأنه أكثر ما يخيفهم ..
فلا تزال هذه الأمة بخير طالما هناك أشخاص يستمدون انتمائهم من قيمهم الإسلامية الجليلة
ويبحثون عن كينونتهم ضمنها وعن انتمائهم في كيانها وبلا شك مدام دافع الانتماء لهذه الأمة
مزال حيا فالأمل دوما سيبقى مشرقا نحو الأمام كيف لا والأيمان بالله هو الأساس الأول الراسخ
فيها ....
الأخت صفاء دوما تبهرين الكل بهذا الحس العميق في اختيارك لمواضيعك جزاك الله كل خير

ذو الفقار
2008-04-26, 06:26 PM
للمرة الأولى التي أقرأ فيها عن هذه الشخصية

الحمد لله الذي أنعم علينا بقلمك الفريد أختي صفاء :p01sdsed22:

جزاكِ الله عنا كل خير

أمـــة الله
2008-04-26, 06:27 PM
سلمت يداكِ أختي صفاء على الموضوع الرائع

للمرة الأولى التي أقرأ فيها عن هذه الشخصية
وانا كذلك اخي احمد اول مرة اقرأ عن هذه الشخصية
جزاك الله خيراً وبارك الله لنا فيك وفي مجهوداتك العظيمة

صفاء
2008-04-27, 07:28 PM
الأخت صفاء دوما تبهرين الكل بهذا الحس العميق في اختيارك لمواضيعك جزاك الله كل خير
جزاك الله الجنة اخي الفاضل واشكرك على كلامك الطيب في حقي وبارك الله فيك
واتمنى ان اكون دائما عند حسن ظنكم والا اخيب ظنكم بي

للمرة الأولى التي أقرأ فيها عن هذه الشخصية
وانا ايضا لاول مرة اقرا عن هذه الشخصية

الحمد لله الذي أنعم علينا بقلمك الفريد أختي صفاء
جزاك الله الجنة اخي الفاضل واشكرك على تشجيعك لي وبارك الله فيك

جزاك الله خيراً وبارك الله لنا فيك وفي مجهوداتك العظيمة
جزاك الله الجنة اختي نورا وبارك الله فيك ولاعدمنا الله من اطلالتك العطرة
حياكم الله

د محمد قاسم
2008-04-27, 07:44 PM
الحقيقة أني أحب قراءة مواضيعك يا أختي صفاء لما أجد فيها من جهد كبير قلما نراه
متابع ان شاء الله لكل كتاباتك

صفاء
2008-05-01, 11:02 PM
الحقيقة أني أحب قراءة مواضيعك يا أختي صفاء لما أجد فيها من جهد كبير قلما نراه
جزاك الله الجنان اخي الفاضل شعاع وبارك الله فيك على كلامك الطيب في حقي ويسعدني جدا ردودك القيمة ومرورك العطر على مواضيعي
حياك الله اخي