المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ومناسبة.



الصفحات : [1] 2

الهزبر
2007-10-11, 02:51 AM
السلام عليكم.

الشعر ديوان العرب يتنقل مع البدوي قبل حصانه ويلتحف به قبل غطائه ويستظل به قبل خيمته ويتقي به قبل درعه وجوشنه ويغزو به قبل سيفه ويؤرخ به ليبقى في الذاكرة.

وكثيرة هي الملاحم التي انتقلت من الدنيا وتحولت من ميادين الصراع وحلبات المعارك والجهاد إلى ألسنة الشعراء وصفحات الكتب فلم يمسسها التلف وبقيت للخلف عنوان امتياز وخالا جميلا في وجه حسناء اسمها الحضارة العربية الاسلامية.

هلموا اخواني نؤرخ لامجادنا بالأدب وهو لعمري أشد رسوخا بالذاكرة وأجمل عرضا عند المذاكرة. تعالوا نستذكر بطولات عنترة وملاحم الشنفرى وما قيل في ذي قار وما تغنى به ابن كلثوم عند الانتصار.

تعالوا نتحدث عن لسان امرئ القيس وعن سوق عكاظ وعن لسان حسان وعن قلب جميل تعالوا لنرى ماذا قال كل هؤلاء عندما اصطدموا بالواقع فأرخوا له.

هلموا لنثبت ان الشعر ما انفك يوما ينهل من الواقع ويصب فيه. هلموا نورد بطولات المعتصم في عمورية وصولات أبي تمام فيها. هلموا نسترجع طول نجاد صلاح الدين وحدة لسان القاضي الفاضل في رد شبهات المناوئين.

انضموا نتسامر بشعر المعتمد وخروج الاندلس من يد المسلمين ويوم الطين وما قيل فيه. والقيروان وما نضم في نكبتها على ايدي الهلاليين والبصرة والزنج والأساطير الشعبية وشياطين شعرائها. وغير ما ذكرت كثير لا يمكن أن أحصره فالشعر ديوان العرب.

فكروا في الامر وابحثوا عن شعر المناسبات من حماسة ومدح لأفعال ذوي الرياسة من أبطلنا الأشاوس.

أنتظرمشاركة الاعضاء لنبدأ في هذه القصيدة التي ستطم بين دفتيها كل بحور الشعر.

تحياتي

الهزبر
2007-10-11, 03:42 AM
السلام عليكم.

قصيدة من نوادر شطرنجيات ابن الرومي، وهي في مدح الوزير الذي دبر مقتله في القصة المشهورة وهو (ولي الدولة: أبو الحسين، القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي).الوزير ابن الوزير أبو الوزير جد الوزير، وآل وهب من أعرق الأسر العربية التي وليت الوزارة لبني العباس، وفي زمنهم ضاعت دولة العرب، وهم من بني الحارث بن كعب، أخبارهم تطفح بالشعوبية، والله أعلم، والقاسم هذا توفي شابا في الثانية والثلاثين من عمره، وكانت وفاته عام 291هـ وولادته سنة 259 وابن الرومي يكبره ب(38) سنة . وهو المراد في بعض الروايات ببيتي أبي إسحاق الزجاج :


فـارس ماض بحربته=حاذق بالطعن في الظلم

ومدائح ابن الرومي في آل وهب كثيرة جدان وأشهرها قوله:


آلَ وهْـبٍ قد استقرَّ هواكُـــــم= في حَشا الدهر ثابتاً بل فؤادِهْ
فَأْمنوا دهرَكُمْ فقد عَشقَ الدهْـ=رُ بـحقٍّ بياضكُمْ في سوادِهْ

وأما قصيدته التي نحن بصددها فقد وصلتنا قطعة منها، في (34) بيتا، انظرها في الديوان (ج5 ص 2077).


رأيـت المُكنَّى بالحسين تحاسنتْ=أفـاعـيـلُهُ حتى علا كلَّ فاعلِ
حـبـانـي فلم يترك فعالاً لفاعلٍ=وقـلـتُ فـلـم أتركْ مقالاً لقائلِ

بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه=لغيري غداً بل لي غداً في المحافلِ
سـأمـجِـده من آجلٍ بعد عاجلٍ=ويـمـجدني من آجلٍ بعد عاجلِ

فتىً نصبَ الشّطرنج كيما يرى به=عـواقبَ لا تسمو لها عينُ جاهلِ
وأجدى على السلطان في ذاك أنه= يـريـد بـها كيف اتقاء الغوائلِ

وتـصـريفُ ما فيه إذا ما اعتبرتَه=مـثـالٌ لـتصريفِ القنا والقنابِلِ
تـأمَّـلْ حِـجـاهُ في دقايِق هَزْله=تـجـدْه حجاه في الهناتِ الجلائلِ

رأى خـيـرَها لمّا التقينا ولم يزلْ=يرى خير ما في الدسْتِ رأيةَ عاقِلِ
فـأبـصر أعقابَ الأحاديثِ في غدٍ=بـعـينَي عتيقٍ من عِتاق الأجادلِ

إذا قـلّـبَ الآراء في الدستِ مرةً=رأيـتَ مُـجـدّاً في مَخيلةِ هازلِ
ومـا كـان مـمنْ يصطفيها فُكاهةً=كبعضِ الملاهي أو كإحدى المشاغلِ

شـهـدتُ لـقـد نـادمْتُه فوجدتُه=سـمـيعاً فقيه القلب عن كل سائلِ
أصمَّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى=طـويلَ التمادي في شِقاق العواذلِ

يـجـودُ فـيعطي ماله في حقوقه=عـلـى منهجٍ بين السبيلين عادلِ
فإن هاجه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ=فـرائـضـهُ مـشـفوعةً بنوافلِ

هـو النيلُ يجري في سواءِ سبيلهِ=فـلا تـنـتحي عن قصدِهِ للمُعادلِ
فـإن كفكفتْه الريحُ عن وجه جريهِ=طـمـا واغتدى آذيُّه في السواحلِ


تحياتي.

ذو الفقار
2007-10-11, 05:42 PM
بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه** لغيري غداً بل لي غداً في المحافلِ

رائع يا هزبر

اعتبرها هدية العيد منك

صقر قريش
2007-10-11, 08:34 PM
أنت رائع أخي الهزبر ..

كل عام وأنت بخير من الله ...

تحياتي .

الهزبر
2007-10-11, 11:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جوست


اعتبرها هدية العيد منك

انظر هديتي في موضوعك التهاني بالعيد.
أشكر تشجيعك صقر
تحياتي

الهزبر
2007-10-18, 01:08 AM
السلام عليكم.

تزوج القاضي شريح من زينب بنت حدير وكان يحبها حباً شديداً ، زارته أمها ذات يوم في بيته وقالت له : أذنت لك في أن تؤدبها بكل ما تستطيع إن هي خرجت عن طوعك ، ولا ترحمها في غلطةٍ صغيرةٍ كانت أم كبيرة ترتكبها ، فضحك وأنشأ يقول :


رأيتُ رجالاً يضربون نساءهـــم=فشُلَّت يميـنـي يـوم أضربُ زينـــــبا

أأضربها من غير ذنب أتـت بـه=فما العدلُ مني ضرب من ليس يذنبا

فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكـــبٌ=إذا برزتْ لـم تُبدِ منهـنَّ كوكبـــــــــا

فتاةٌ تزيـن الحُلي إن هي حُلِّيتْ=كأنَّ المسـكَ بفيهـا خـالط مجلــــــــبا


فبكيت زينب وتعانقا وزاد الحب بينهما .

مع قصيدة ومناسبة اخرى.

تحياتي.0

الهزبر
2007-10-20, 11:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وقد قال ابن هشام في هذه السرية : كان الأوس والخزرج كفرسي رهان في المسابقة لتقديم الخدمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما ظفرت الأوس بقتل كعب بن الأشرف لعداوته لرسول الله والمسلمين ، قال الخزرج : من مثله من الأعداء نقتله كابن الأشرف ، فلم يكن مثل ابن الحقيق بخيبر ، فاستأذنوا في ذلك رسول الله فأذن لهم ، وفي خروجهم حذرهم صلى الله عليه وسلم من قتل النساء والصبيان ، حتى إن زوجة ابن أبي الحقيق كانت تصيح بهم فيرفع أحدهم سيفه عليها ثم يذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكف . ولقد نجحوا في مهمتهم .

وسجل حسان رضي الله عنه الحادثتين للأوس والخزرج بقوله :


لله در عصابـــــة لاقيـتهـــــم با=ابن الحقيق وأنت يا ابن الأشرف

يسرون بالبيض الخفاف إليكم فرحاً=كأســــد في عرين مفـــــرف

حتى أتوكم في محل بلادكـــم فسقو=كم حتفــــاً يبيـــــض ذفـــــف

مستبصرين لنصر دين نبيهــم مستص=غريــــن لكل أمر مجحــــف


تحياتي.

الهزبر
2007-10-23, 02:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أحوجنا في هذه الأيام ونحن نرى حال أمتنا الإسلامية من تذكر قصة سقوط الأندلس وأسباب ضياعها, وكيف فرطنا بها من خلال اهتمامنا بمتاع الدنيا ...

هذه قصيدة لأبي البقاء الرندي ، الشاعر الذي رثى الأندلس بكلمات تحرك القلب وتثير الشجن ...

لا أطيل عليكم وأترككم مع هذه القصيدة :



لكل شـــيء إذا ما تـــم نـقــــــصان=فلا يغر بطيب العـــــــيش إنسان

هـــي الأمـــور كـما شاهــدتـها دول=من سره زمـــــن ساءته أزمان

وهــذه الدار لا تـبـقـي علــى أحــــد=ولا يــــــدوم على حال لها شانُ

تبكي الحـنـيـفيةَ البيضاءَ من أسفٍ=كما بكى لفراق الإلف هيــــمانُ

حتى المحاريبُ تـبـكي وهـي جامدةٌ=حتى المنابرُ ترثي وهي عـيدانُ

حتى المساجدُ قد اضحتْ كنائسَ ما=فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلـــــــــبانُ

يا مــن لذلــةِ قـــومٍ بـــعـــدَ عزِّهُـمُ=أحال حالهمْ جورُ وطغــــــــــيانُ

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلـــهم=واليومَ هم في بلاد الضدِّ عــبدانُ

ولو رأيـــتَ بكاهُم عندَ بيعـــــــــهمُ=لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحــزانُ

يا ربَّ أمٍّ وطــفــلٍ حــيــلَ بيـنـــهما=كما تفرقَ أرواحٌ وأبــــــــــــدانُ

وطـفـلـةٍ مــثل حـســنِ الشــــــمسِ=إذ طلعت كأنما ياقـوتٌ ومرجانُ

يـقـودُها العــــلـجُ للمكروه مكرهةً=والعينُ باكيةُ والقلبُ حيــــــرانُ

لمـــثل هذا يذوبُ القلبُ من كــــمدٍ=إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ


تحياتي.

ذو الفقار
2007-10-23, 03:26 PM
بالله عليك ماذا فعلت سا هزبر
لقد فتحت جروح الاندلس وما اندملت بعد
ذكرتنى بالذكرى الاليمة ليلة سقوط غرناطة حيث وقف عبد الله الصغير بعد أن خرج من غرناطة فى مكان يسمى الان بعد الترجمة زفرة الأمير الأخيرة ونظر وراءه وذرف دمعة الألم والحزن التي ما زال ثرى تلك البلدة يصطلي بلهيبها فقالت له أمه مقولتها الشهيرة

ابك مثل النساء ملكا مضاعا **** لم تحافظ عليه مثل الرجال

بكى عبد الله يومها .. وما زلنا نبكي بعدك جيلا بعد جيل فها نحن نعيش المأساة يوما بيوم وكيف ننسى يا عبد الله ؟!وكيف ننسى يا هزبر ؟!

الهزبر
2007-10-23, 03:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ويحك يا ذا الفقار وهل ترجو ان تندمل تلك الجروح والمارد المنفوخ (الذي سيثقب يوما ما) يضع رجله على الجراح كل يوم فينكؤها.

يا ذا الفقار( لقد قلت لي يوما ويحك وقد قلت بأنها تختزل كل البلاغة العربية) فاجعلها انت تختزل كل معاني الاخوة الذين يقبلون المزاح.

تحياتي.