المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزجاته



صفاء
2008-05-27, 06:33 PM
http://www7.0zz0.com/2008/05/27/16/149053740.gif (http://www.0zz0.com)
بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته


من السهل على الانسان ان يدعوا الى المبدأ العظيم بلسانه ،او يعبر عنه ببيانه ،ثم لا يتقيد به في اعماله وحياته ! وأما الأمر الذي يستحق التقدير والتمجيد ،فهو أن يتقيد الداعية بما يدعوا اليه في تصرفاته وحركاته .

وقد قرر القرأن الكريم أن الاقتصار على القول دون العمل أمر يستوجب الذم او القدح ،فقال الله تعالى لعباده :{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ؟كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }

ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى التوسط في الحياة ،والاعتدال في العيش ،وحارب الاسراف والترف ،وحمل حملة شديدة على التبذير وسفه التنعم .
ولم يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على القول يردده ،او المبدأ يبينه ،بل كان يؤيد دعته بالتزام تعاليمها في شئون حياته ،وكان يطبق على بيته أولا ما يطالب به او ببعضه بيوت غيره من المسلمين

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج اكثر من زوجة ،بتوجيه من ربه ،ولدواع من ظروف رسالته ،ومقتضيات لنشر دعوته .
وننظر الى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا هو كبيت افقر رجل في المسلمين ،فلاحرير ولارياش ،ولاعيون جارية ،ولاسرر مرفوعة ،ولا اكواب موضوعة ،ولا مظاهر للغنى او الترف او رفاهية العيش !ولقد تمر على البيت النبوي ايام دون ان توقد فيه نار ،او يطهي طعام !

وروى البخاري ومسلم ان السيدة عائشة قالت :"ما شبع آل محمد يومين من خبز البر [القمح] ،ولقد كنا نمكث الشهرين لا يوقد في بيتنا نار ،ماكان طعامنا الا التمر والماء ،ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتنا شيئ ياكله ذو كبد ،الا كسرة خبز من شعير على رف لي "

وقالت ايضا :"ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز ،حتى مضى لسبيله ،ولو شاء لأعطاه الله عز وجل ما لايخطر على بال "
ولعله قد ألزم نفسه هذه الحالة المثالية من الزهد والتقشف لانه القدوة العليا ،فيجب ان ينأى بنفسه عن كل مظنة وريبة .

ولم يكن تخفف الرسول صلى الله عليه وسلم من متاع الحياة عن عجز أو ضعف فقد كان قادرا على أن يتمتع ،وكان قادرا ايضا على أن يجمع ،ولكنه ل####د لنفسه ان يكون جبارا في الارض ،بل يحرص على أن يكون لله عبدا \،يجوع يوما فيسعى ،ويسأل ربه أن يكفيه ،ويشبع يوما بعد سعيه ،فيشكر ربه ويحمده على توفيقه وفضله .

ولو تجمع المال الكثير في يد الرسول صلى الله عليه وسلم لما كنز ولاشح به ،بل لأتى على آخره بذلا في سبيل الله وحاجات الناس ،وهو القائل :"ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهبا ،تمضي على ثالثة عندي منه دينار ،الا شيئا ارصده لدين ،الا ان اقول في عباد الله هكذا وهكذا " ,اشار عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ،اشارة الى التوزيع في الجهات المختلفة .
ثم قال :"إن الاكثرين هم الاقلون يوم القيامة الا من قال هكذا وهكذا "وأشار عن يمينه وعن شماله وعن خلفه ،كناية عن التوزيع في جهات كثيرة ،ثم قال : (وقليل ماهم )!..

وكأنما تطلعت عيون نسائه الى لين الحياة ونعيم العيش ،وكأنهن قد افضين اليه بهذه الرغبة ،فأمره الله عز وجل ان يخير نسائه بين مفارقتهن له مع الذهاب الى حيث توجد زينة الدنيا ولهوها ومتاعها ،وبين صبرهن على ضيق الحال وقلة المال وخشونة الحياة ،ولهن عند الله في مقابل ذلك الثواب الجزيل والأجر العظيم ،فاخترن الثانية على الاولى بتوفيق من الله عز وجل .
وفي ذلك جاء قوله تعالى :{يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ،فتعالين امتعكن ،واسرحكن سراحا جميلا ،وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة ،فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما }

وروى البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بعائشة فقال لها :"اني ذاكر لك أمرا ،فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري ابويك " ،ثم قرأ عليها ألايتين السابقتين .

فقالت عائشة :"ففي اي هذا أستأمر ابوي؟ فاني اريد الله ورسوله والدار الآخرة "
ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وسر ،وعرض التخير على بقية نسائه فاخترن ما اخترته عائشة رضوان الله عليها وعليهن .

وواصل القرآن الكريم تصوير التبعة الملقاة على عاتق امهات المؤمنين ،باعتبارهن القدوة العليا لنساء الامة كلها فأخبرهن أن من تنحرف منهن عن سواء السبيل بنشوز او سوء خلق او طغيان ،فان عقابها يكون مضاعفا ،لان الحسنات الابرار سيئات المقربين ،كما اخبر ان التي تطيع الله تعالى ،وتلتزم التبعة ،وتصون مكانته ،فان الله يضاعف لها المثوبة ،ويرفع درجتها الى اعلى عليين ،فقال :{يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ،وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين ،واعتدنا لها رزقا كريما }

ثم استمر القرآن في تحصين نساء النبي بفضائل الاعمال ومكارم الاخلاق ومحامد الشيم ،فقال لهن :انهن لايشبهن احدا من الناس اذا اتقين الله تعالى :ومن واجبهن الا ينخدعن بقول لقائل ،او كيد لخائن ،والا يدعن منفذا يطمع عن طريقه من قلبه إثم او نية سوء .

وعليهن ان يخاطبن الناس بقول رزين حسن ،لاميل فيه ولا عوج ،حت يصرن قدوة للجميع في القول والعمل فقال :{يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول ،فيطمع الذي في قلبه مرض ،وقلن قولا معروفا }.

ثم قال لهن ،ليكن من شيمتكن الاستقرار والوقار في بيوتكن ،وفي ذلك صيانة من جهة ،وتباعد عن مواطن التعرض للاذى او الانحراف من جهة اخرى .

وعليكن ان تحذرن تبرج الجاهلية القديمة الساحقة التي يصحبها الاسراف والتبذير ،لان المراة حين تعكف على تبرج الجاهلية الاولى تبعثر المال ذات اليمين وذات الشمال على الثياب ومطالب التجميل والوان التزيين وادوات التبرج .

وبعد ان حذرهن من معاطب الشرور ،امرهن بالتزام وجوه الخير واسباب الفلاح ،بان يحافظن على الصلاة ،وهي خير مقوم لنفس ،وناه عن الفحشاء والمنكر ،ويحافظن على اداء الزكاة ،وهي حق الفقير المعلوم في مال الغنى ،ويطعن الله ورسوله اللذين يامران بالحق والعدل والتعاون والاصلاح .


الموضوع ليس منقولا من المواقع او المنتديات


المصدر

من كتاب :(يسالونك في الدين والحياة ـ الجزء 6 صفحة 342 ـ343 ـ344 ـ 345 ـ346 )

ذو الفقار
2008-05-27, 07:29 PM
سيد الخلق والمرسلين وأمهات المؤمنين .. ومن ذا في الدنيا مثلهم ؟!!!


شكراً لكِ أختي صفاء شكرين

الأول على إنتقاء الموضوع

والثاني على مجهودك البارز فيه

جزاكِ الله خيراً