المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد علي من أنكر أمية سيدنا رسول الله



الصفحات : [1] 2

abcdef_475
2008-05-30, 01:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله ، النبي الامي صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً ، وعلي إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين
ثم أما بعد
منذ أن بدأ الحبيب صل الله عليه وسلم دعوته ، وأهل الضلال يثيرون الشبهات ضد شخصه الكريم
فقد قالوا كذباً انه ساحر
وقالوا انه مجنون بأبي هو وأمي
واليوم يشكك النصاري في إحدي صفاته التي جعلها الله إحدي الأدله الدامغة علي صدق نبوته وهي أميته صل الله عليه وسلم ..
ومن إحدي هذه المحاولات وجدت كتابا لأحد النصاري علي النت يشكك في أمية الحبيب صل الله عليه وسلم و يسميها بالخرافة
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً (5) الكهف
وهذا إن شاء المولى عز وجل رداً علي أهم ما حواه هذا الكتاب و الأبواب الآتية :
- الأمية لغة واصطلاحا
- المعنى الاصطلاحي للفظة أمي
- النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
- اقـرأ ما أنا بقارئ
- تلميحات قرآنية تنفي الأمية
- روايات تتنافى مع الأمية
- بعض آراء العلماء في أمية محمد

راجياً من الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصأ لوجهه تعالي الكريم
فما كان به من توفيق فهو من الله تعالي وحده
وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فهو مني أنا والله تعالي ورسوله منه بريئان فالكمال لله وحده
وأسال كل من يقرأ فيه ويستفاد ان يخصني وآل بيتي بدعوة صالحه تنفعنا يوم المعاد
وصل اللهم وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون ( 18 ) الأنبياء

abcdef_475
2008-05-30, 01:47 PM
الأمية لغة واصطلاحا :
قال النصاري :

الأُمِّيّ الذي لا يَكْتُبُ, قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه, قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ, فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ, لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه. راجع: لسان العرب.
قال الفيروزآبادي: الأمي: من لا يكتب، أو من على خلقة الأمة لم يتعلم الكتاب، وهو باق على جبلته. راجع القاموس المحيط للفيروزآبادي، ولسان العرب لابن منظور، مادة: أمم.
وقال أبو إسحاق: الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه، أي لا يكتب.
وفي الأثر: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب؛ أي إنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب، فهم على جبلتهم الأولى. راجع مفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني، مادة:أمّ.
وقيل للعرب الأميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة. راجع القاموس المحيط للفيروز آبادي، ولسان العرب لابن منظور، مادة: أمم.
وقيل الأمية الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة،
راجع مفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني، مادة:أمّ. "

بالطبع لم يتحري النصراني الأمانه في النقل
يحاول أن يبرهن من كلام المعاجم ان الأمي شخص لا يعرف الكتابة فقط .
وإن كان هذا حق .
فإنه نصف الحقيقة
فالأمي من معاجم اللغة تعني شخص لا يقرأ ولا يكتب ، وهذا ما سوف نراه بعد قليل .
أحالنا المقدسي الي ثلاثة مصادر
-لسان العرب لابن منظور
-مفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني
-القاموس المحيط للفيروز آبادي
لنري النقل عن هؤلاء العلماء الأجلاء وغيرهم ونري هل تحرى النصاري الصدق في النقل أم لا .
ثم نستخلص النتيجة بعد قراءة ما سطروه ...

قال بن منظور في لسان العرب :

. والأُمِّيّ الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ؛ قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه، وكانت الكُتَّاب في العرب من أَهل الطائف تَعَلَّموها من رجل من أهل الحِيرة، وأَخذها أَهل الحيرة عن أَهل الأَنْبار.
وفي الحديث: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب؛ أَراد أَنهم على أَصل ولادة أُمِّهم لم يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأُولى.
وفي الحديث: بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة؛ قيل للعرب الأُمِّيُّون لأن الكِتابة كانت فيهم عَزِيزة أَو عَديمة؛ ومنه قوله: بَعَثَ في الأُمِّيِّين رسولاً منهم.
والأُمِّيُّ العَييّ الجِلْف الجافي القَليلُ الكلام؛ قال: ولا أعُودِ بعدَها كَرِيّا أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا، والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا قيل له أُمِّيٌّ لأنه على ما وَلَدَته أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان، وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه الله رسولاً وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة لأَنه، صلى الله عليه وسلم، تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُوماً، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذاً لارْتابَ المُبْطِلون الذين كفروا، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب.


القاموس المحيط للفيروز أبادي : القاموس المحيط : الأُمِّيُّ : نسبة إلى الأمّ أو الأمّة.-: الذي لا يقرأ ولا يكتب .

معجم الغني :
أُمِّيٌّ، ةٌ - ج: أُمِّيُّونَ، أُمِّيَّاتٌ. [أ م م]. "كانَ أُمِّيّاً" : أَيْ لاَ يَعْرِفُ الكِتابَةَ وَلاَ القِراءةَ .

وايضا

أُمِّيَّةٌ - [أ م م]. 1."كانَتِ الأُمِّيَّةُ مُنْتَشِرَةً بَيْنَ النَّاسِ": عَدَمُ شُيوعِ الكِتابَةِ وَالقِراءةِ، أَي الجَهْلُ بِهِما.

محيط المحيط : محيط المحيط : و الأُمِّيّ الذي لا يَكْتُبُ , قال الزجاج : الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه .... وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله , الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ , وبَعَثَه الله رسولًا وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب .


-مفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني :
والأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حمل: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} [الجمعة/2] قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة، ومنه قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} [البقرة/78] أي: إلا أن يتلى عليهم
قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب، و {النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} [الأعراف/157] قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا، لكونه على عادتهم كقولك: عامي، لكونه على عادة العامة، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله منه بقوله: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى/6].
وقيل سمي بذلك إلي أم القرى . اهـ

نستخلص من هذا ان الأمي :
1-لا يقرأ
2-لا يكتب
وتعدد الاراء حول سبب تسميته بذلك فقد قيل لأنه :
-لمنسوب إلى ما عليه جبلَته أُمه أي لا يكتب
-منسوب إلي الأمة الذين لم يكتبوا
-منسوب إلي أم القري
وما يفيدنا في ذلك
هو إثبات أن الأمي لغوياً هو الشخص الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة .

الهزبر
2008-05-30, 02:32 PM
السلام عليكم.

انت محظوظ لانك سمعتها من نصراني. اما انا فقد سمعتها من مسلمة ذات مركز كبير.

بارك الله فيك واصل.

ذو الفقار
2008-05-30, 02:53 PM
لا فض فوك يا أخي طارق

حماك الله لدينه وأيدك بنصره ...إرمِ سلمت يداك

abcdef_475
2008-05-30, 05:48 PM
المعنى الاصطلاحي للفظة أمي
/SIZE]

" لم يأخذ القران لفظة أمي أميين بمعناها اللغوي، بل اخذها بمعناها الاصطلاحي. وهذا ما دل عليه الواقع القراني وذلك في قوله: في سورة آل عمرن:(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا). ال عمران 20 .
قال امام المفسرين الطبري في تفسيره للآية: وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى, والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم) ؟ .
عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} الذين لا كتاب لهم .
والأميين. الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع تفاسير الطبري.
عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن جعفر بن الزبير:{وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين} الذين لا كتاب لهم. والأميين" الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع. تفسير الطبري .
قال ابن كثير في تفسير قوله: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ. اي الْكِتَابِيِّينَ مِنْ الْمِلِّيِّينَ وَالْأُمِّيِّينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ. تفسير ابن كثير.
وقال السيوطي في الجلالين: وَالْأُمِّيِّينَ" مُشْرِكِي الْعَرَب.
وقال القرطبي في تفسيره : وَالْأُمِّيِّينَ " الَّذِينَ لَا كِتَاب لَهُمْ وَهُمْ مُشْرِكُو الْعَرَب.
وفي قوله في سورة ال عمران الآية 75: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)‏
عن قتادة في قوله: {ليس علينا في الأميين سبيل} قال ليس علينا في المشركين سبيل, يعنون: من ليس من أهل الكتاب.
عن السدي: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} قال: يقال له: ما بالك لا تؤدي أمانتك؟ فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب, قد أحلها الله لنا.
عن ابن عباس: {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل} وذلك أن أهل الكتاب كانوا يقولون: ليس علينا جناح فيما أصبنا من هؤلاء, لأنهم أميون(أي مشركين), فذلك قوله: {ليس علينا في الأميين سبيل}. راجع تفسير الطبري والجلالان وصفوة التفاسير في شرحهم لآية سورة آل عمران 75.
وقال القرطبي في تفسير قوله : قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ. إِنَّ الْيَهُود كَانُوا قَدْ اِسْتَدَانُوا مِنْ الْأَعْرَاب أَمْوَالًا فَلَمَّا أَسْلَمَ أَرْبَاب الْحُقُوق قَالَتْ الْيَهُود: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا شَيْء , لِأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ دِينكُمْ فَسَقَطَ عَنَّا دَيْنكُمْ . راجع تفسير القرطبي .
5746 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثني أَبِي, قَالَ: ثني عَمِّي, قَالَ: ثني أَبِي, عَنْ أَبِيهِ,عَنْ اِبْن عَبَّاس:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل} وَذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْكِتَاب كَانُوا يَقُولُونَ: لَيْسَ عَلَيْنَا جُنَاح فِيمَا أَصَبْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ, لِأَنَّهُمْ أُمِّيُّونَ, فَذَلِكَ قَوْله:{ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل}. .. إِلَى آخِر الْآيَة .
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ: 5747- حَدَّثَنَا بِهِ الْقَاسِم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ : ثني حَجَّاج, عَنْ اِبْن جُرَيْج:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيل} قَالَ: بَايَعَ الْيَهُود رِجَال مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا أَسْلَمُوا تَقَاضَوْهُمْ ثَمَن بُيُوعهمْ, فَقَالُوا: لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْنَا أَمَانَة, وَلَا قَضَاء لَكُمْ عِنْدنَا, لِأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ دِينكُمْ الَّذِي كُنْتُمْ عَلَيْهِ. راجع تفسير الطبري والقرطبي وصفوة التفاسير . "

[SIZE="5"]قبل مناقشة المعني الاصطلاحي يجب علينا التطرق إلي علم يجهله النصارى " الوجوه والنظائر " :
هو من فروع علم التفسير ومعناه ان تكون الكلنة الواحدة ذكرت في مواضع من القرآن علي لفظ واحد وحركة واحدة وأريد بها في كل مكان معني غير الآخر . فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير لفظ الكلة المذكورة في لموضع الآخر هو النظائر . [1]
فلو نظرنا الي تفسير كلمة أمي فسنجدها علي ثلاثة أوجه :
فوجه منها الاميون يعني العرب " قوله تعالي في سورة الجمعة
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [2]
والوجه الثاني اليهود ، قوله تعالي في سورة البقرة
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ [3]
والوجه الثالث الذي لا يكتب شيئا ولا يقرأ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [4] - [5]
وقد دار كلام المقدسي في ذلك المبحث علي وجه واحد من وجوه تفسير كلمة " أمي " والتي تعني العرب .
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [6]
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [7]
ولا خلاف علي أن معني " الأمية " هنا في تلك المواضع المقصود بها العرب .

ولكن دعونا نتطرق الي الوجوه الأخري
فقد جاءت كما سبقت الإشارة الي فئة من اليهود لا تعرف القراءة ولا الكتابة في قوله تعالي :
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ
ولنستعرض كما فعل النصرانى أقول المفسرين
وهذه طائفة منها علي سيبل المثال لا الحصر :

قال بن عطية [8] :
والأمي في اللغة الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب نسب إلى الأم إما لأنه بحال أمه من عدم الكتاب لا بحال أبيه إذ النساء ليس من شغلهن الكتاب قاله الطبري وإما لأنه بحال ولدته أمه فيها لم ينتقل عنها وقيل نسب إلى الأمة وهي القامة والخلقة كأنه ليس له من الآدميين إلا ذلك وقيل نسب إلى الأمة على سذاجتها قبل أن تعرف المعارف فإنها لا تقرأ ولا تكتب ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في العرب إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب الحديث والألف .

قال أبي حيان الأندلسي [9] :
الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب .

القرطبي [ 10 ] :
أي من لا يكتب ولا يقرأ ، واحدهم أمي ، منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادة أمهاتها لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ، ومنه قوله عليه السلام : "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" الحديث.

السمرقندي [ 11 ] :
يعني من أهل الكتاب وهم السفلة أميون لا يقرؤون الكتاب يقول لا يحسنون قراءة الكتاب ولا كتابته .

الطبري [12] :
نحسب قال أبو جعفر : يعني بـ " الأميين " ، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا أمة أمية لا نكتب ولا "

ابن عباس " تنوير المقباس " منسوب لابن عباس رضي الله عنهما [13] :
لا يحسنون قراءة الكتاب ولا كتابته

الفخر الرازي [14] :
وقال آخرون: من لا يحسن الكتابة والقراءة وهذا الثاني أصوب لأن الآية في اليهود وكانوا مقرين بالكتاب والرسول ولأنه عليه الصلاة والسلام قال: "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وذلك يدل على هذا القول، ولأن قوله: {لا يعلمون الكتاب} لا يليق إلا بذلك.

الخازن [15] :
أي لا يحسنون الكتابة ولا القراءة جمع أمي وهو المنسوب إلى أمه كأنه باق على ما انفصل من الأم لم يتعلم كتابة ولا قراءة

بن عادل الحنبلي [16] :
و " أُمِّيُّونَ " جمع " أمّي " وهو من لا يَكْتب ولا يَقْرأ .
واختلف في نسبته فقيل : إلى " الأمّ " وفيه معنيان :
أحدهما : أنه بحال أُمّه التي ولدته من عدم معرفة الكتابة ، وليس مثل أبيه ؛ لأن النساء ليس من شُغْلهن الكتابة .
والثاني : أنه بحاله التي ولدته أمه عليها لم يتغير عنها ، ولم ينتقل .
وقيل : نسب إلى " الأُمَّة " وهي القَامَة والخِلْقَة ، بمعنى أنه ليس له من النَّاس إلا ذلك .
وقيل : نسب إلى " الأُمَّة " على سَذَاجتها قبل أن يَعْرِف الأشياء ، كقولهم : عامي أي : على عادة العامة .

البغوي [17] :
أي من اليهود أميون لا يحسنون القراءة والكتابة ، جمع أمي منسوب إلى الأم كأنه باق على ما انفصل من الأم لم يتعلم كتابة ولا قراءة.
وروي عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنا أمة أمية أي لا نكتب ولا نحسب وقيل : هو منسوب إلى أم القرى وهي مكة .

ابي السعود [18] :
ومنهم أميون وقرئ بتخفيف الياء جمع أمي وهو من لا يقدر على الكتابة والقراءة واختلف في نسبته فقيل إلى الأم بمعنى أنه شبيه بها في الجهل بالكتابة والقراءة فإنهما ليستا من شئوون النساء بل من خلال الرجال أو بمعنى أنه على الحالة التي ولدته أمه في الخلو عن العلم والكتابة وقيل إلى الأمة بمعنى أنه باق على سذاجتها خال عن معرفة الأشياء كقولهم عامى أي على عادة العامة .

الماوردي [19] :
أحدهما : أن الأُمّي : الذي لا يكتب ولا يقرأ ، وهو قول مجاهد وأظهرُ تأويله .......
وفي تسمية الذي لا يكتب بالأمي قولان :
أحدها : أنه مأخوذ من الأمة ، أي على أصل ما عليه الأمّة ، لأنه باق على خلقته من أنه لا يكتب ، ومنه قول الأعشى :
وإنّ معاويةَ الأكرمين
حسانُ الوجوه طوال الأمَمْ
والثاني : أنه مأخوذ من الأُم ، وفي أخذه من الأُم تأويلان :
أحدهما : أنه مأخوذ منها ، لأنه على ما ولدته أُمُّهُ من أنه لا يكتب .
والثاني : أنه نُسِبَ إلى أُمّهِ ، لأن الكتاب في الرجال دون النساء ، فنسب من لا يكتب من الرجال إلى أمه ، لجهلها بالكتاب دونه أبيه .

العز بن عبد السلام [20] :
قوم لم يصدقوا رسولاً ، ولا كتباً وكتبوا كتاباً بأيديهم وقالوا لجهالهم هذا من عند الله ، والأظهر أن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ، نسب إلى أصل ما عليه الأمة من أنها لا تكتب ابتداء ، أو أنه على ما ولدته أمه ، أو نسب إلى أمه ، لأن المرأة لا تكتب غالباً .

بن الجوزي [21] :
قوله تعالى ومنهم أميون يعنى اليهود والأمي الذي لا يكتب ولا يقرأ قاله مجاهد وفي تسميته بالأمي قولان أحدهما لأنه على خلقة الأمة التي لم تتعلم الكتاب فهو على جبلته قاله الزجاج والثاني انه ينسب الى أمه لأن الكتابة في الرجال كانت دون النساء وقيل لأنه على ما ولدته أمه .

وقوله تعالي أيضا في سورة الأعراف :
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

البيضاوي [22] :
الذي لا يكتب ولا يقرأ وصفه به تنبيها على أن كمال علمه مع حاله إحدى معجزاته .

أبي حيان [23] :
والأميّ الذي هو على صفة أمة العرب إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب فأكثر العرب لا يكتب ولا يقرأ قاله الزجاج ، وكونه أمّياً من جملة المعجز ..

القرطبي [24] :
الثالثة : قوله تعالى : {الْأُمِّيَّ} هو منسوب إلى الأمة الأمية ، التي هي على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ؛ قال ابن عزيز. وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب .

السمرقندي [25[ :
يعني محمدا صلى الله عليه وسلم الذي لا يكتب ولا يقرأ الكتب .

الخازن [26] :
قال ابن عباس : هو نبيكم ( صلى الله عليه وسلم ) كان أمياً لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب قال الزجاج في معنى الأمي : هو الذي على صفة أمة العرب لأن العرب أكثرهم لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب فالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان كذلك فلهذا وصفه الله تعالى بكونه أمياً وصح في الحديث أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) .

أبي السعود [27] :
أي الذي لم يمارس القراءة والكتابة وقد جمع مع ذلك علوم الأولين والآخرين .

البغوي [28] :
وهو محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما هو نبيكم كان أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وهو منسوب إلى الأم ، أي هو على ما ولدته أمه. وقيل هو منسوب إلى أمته ، أصله أمتي فسقطت التاء في النسبة كما سقطت في المكي والمدني وقيل : هو منسوب إلى أم القرى وهي مكة.

______________________________

1-الوجوه والنظائر للدامغاني ص 22 .
2-سورة الجمعة 2
3-سورة البقرة 78
4-سورة الأعراف 157
5-الوجوه و النظائر ص 63 ، 46
6- سورة آل عمران 20
7- سورة آل عمران 75
8- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج1 ص 169 .
9- البحر المحيط ج 1ص 442 .
10-الجامع لاحكام القرآن ج 2 ص 4
11-بحر العلوم ج 1 ص 92
12-جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 2 ص 256
13-تنوير المقباس ج 1 ص 11
14-مفاتيح الغيب ج 2 ص 127
15-لباب التأويل في معاني التنزيل ج 1 ص 76
16-اللباب في علوم الكتاب ج 2 ص 203
17-معالم التنزيل ج 1 ص 114
18-إرشاد العقل السليم ج 1 ص 118
19-النكت والعيون ج 1 ص 149 ، 150
20-تفسير العز بن عبد السلام ج 1 ص 138 ، 139
21-زاد المسير في علم التفسير ج 1 ص 104
22-أنوار التنزيل و أسرار التأويل ج 3 ص 64
23-البحر المحيط ج 4 ص 402
24-الجامع لأحكام القرآن ج 7 ص 227
25-بحر العلوم ج 1 ص 569
26-لباب التأويل في معاني التنزيل ج 2 ص 297
27-إرشاد العقل السليم ج 3 ص 278
28-معالم التنزيل ج 3 ص 287

abcdef_475
2008-05-30, 05:50 PM
شبهه الاقحام :

اعترض النصاري علي وجود الآية الكريمة :
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

داخل سياق هذه الآيات :

وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ * وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .[1]

فقالوا :


حديث النبي الأمي يقطع مرتين متتاليتين في الأعراف(157- 158)
وهو لا ينسجم مع خطاب موسى لربه،لا في النسق،ولا في الموضوع ....... فموسى وقومه يطلبون إلى الله تسجيل يهو ديتهم حسنة لهم .
فأجاب الله أولا بأن الحسنة لأهل التقى والزكاة والايمان .
ثم أجاب بان الحسنة إنما هي في الايمان بالنبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل (156) ؛ فما عليهم إلا ان ينتظر موسى وقومه ألفي سنة حتى تقوم لهم حسنة بالايمان بمحمد !
أمن المعقول ان يجيب الله على دعاء موسى وقومه لربهم بأن الهداية ليست بالموسوية ، بل في اتباع محمد، (النبي الأمي) البعيد؟ .....


نقول لهؤلاء المعترضون :
إن الله أمر موسى عليه السلام أن يأتيه في ناسٍ من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل، ووعدهم موعداً فاختار موسى من قومه سبعين رجلاً على عينه ثم ذهب بهم ليعتذروا فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فإِنك قد كلمته فأرناه فأخذتهم الصاعقة فماتوا .
فهنالك دعا موسي ربه وسأله المغرفه والحسنة في الدنيا والآخرة .
فهل كان رد الله تعالي عليه بهد ذلك إقحام علي سياق الآيات ؟
فقال الله تعالى له :
" فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ "
فأشتملت هذه الآيه علي شرطان لمن يشمله الله تعالي برحمته .
1 – أتباع أوامر ونواهي الله تعالى التي أمر بها ( تقوي الله عز وجل وإيتاء الزكاة )
2- تصديق بشارات كتابهم بخصوص النبي الخاتم الموجودة في كتبهم
يقول الرازي في تفسيره [2] :
فكأنه تعالى بين بهذه الآية أن هذه الرحمة لا يفوز بها من بني إسرائيل إلا من اتقى وآتى الزكاة وآمن بالدلائل في زمن موسى، ومن هذه صفته في أيام الرسول إذا كان مع ذلك متبعا للنبي
الأمي في شرائعه.
فليس في الأمر أي شبهة إقحام .
بل أنهم مأمورين يتنفيذ ما جاء في كتابهم بتصديق البشارات الموجوده فيه .

أما مسألة أتباعه فهي لمن لحق من بني إسرائيل أيام الرسول فبين تعالى أن هؤلاء اللاحقين لا يكتب لهم رحمة الآخرة إلا إذا اتبعوا الرسول النبي الأمي. [3]

فأين هو الاقحام بالله عليكم

_________________

1 -من سورة الأعراف آيات 155 ، 156 ، 157

2 ، 3 مفاتيح الغيب ج 8 ص 20

abcdef_475
2008-05-30, 05:51 PM
اقـرأ ما أنا بقارئ
يقول النصاري :


جاء في السيرة النبوية لابن هشام : خرج رسول الله إلى حِراء، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل -عليه السلام- بأمر الله تعالى .
قال رسول الله : فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: فقلت ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلاّ افتداءً منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. قال: فقرأتها، ثم انتهى. السيرة لابن هشام ج 1/ 25.
جبريل عليه السلام جاء لمحمد بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال له: اقرأ!. هل كان جبريل يجهل انه مرسل لنبي امي لا يعرف القراءة حتى يقول له بصيغة الأمر (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ؟ ! اقرأ تستلزم القراءة من كتاب. لكن (القرآن) صار له اصطلاح خاص، بأنه يُقرأ من غير كتاب. يعني: لا يمكن أن تقول اقرأ من غير كتاب، إلا للقرآن.
سؤال: هل يمكن أن تقول: قرأت القصة، أو قرأت الجريدة..أو قرأت أي شيء آخر، إن لم تكن قرأته من كتاب فعلا؟؟ .

لماذا لم يعترض محمد على أمر جبريل له بالقراءة، بل استفهم منه (ماذا اقرأ) يا جبريل؟(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي. . . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فقرأها النبي. سؤال: لو افترضنا جدلا ان محمد كان امي.أي يجهل القراءة والكتابة.
الم يعلم القران ان الله لو امر (أراد) شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة. الم يخاطب الله رسوله بقوله له: (إقرأ ) بصيغة الأمر .....فكان امر الله مفعولا !...
. "



سبحان الله علي العقول !!!
هل نزول جبريل من السماء وهو معه كتاب يُحتم ذلك علي النبى صلى الله عليه وسلم أن يقرأ منه ؟
هذه واحدة
الأمر الثاني :
خبر الكتاب توقف في الرواية وأنتهي عند حد الأخبار به
فالرواية تقول : فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟
ولم نشاهد في الرواية بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم هذا الكتاب وقرأ فيه ولا حتي ذكر لهذا الكتاب .
ولنفترض أن جبريل كان مُرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم ليقرأ القرآن من هذا الكتاب
ولنفترض مرة أُخري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف القراءة
فما هو الداعي لكي يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم :
ما أقرأ ؟
فهل كان له علم بالقراءة عليه السلام وكان لا يعرف ذلك ؟؟
وهل تقول الرواية أن النبي أخذ الكتاب من جبريل وقرأ منه ؟؟

وعموما :
فهذه الرواية مرسلة :
فعبيد بن عمير رواية الخبر من كبار التابعين وكان قاص أهل مكة ، فحديثه مرسل .
والرواية في صحيح الامام البخاري صريحة وواضحه :
عن ام المؤمنين السيدة عائشه رضي الله عنها : أن النبي جاءه الملك فقال : اقرأ . قال " ما أنا بقاريء ..... " [1]

وسيتم توضيح الأشكال في لفظة " اقرأ " في موضع آخر إن شاء الله .

__________________

1 - رواه البخاري : 1 ك : بدء الوحي – ح 3 ج 1 ص 6 .

abcdef_475
2008-05-30, 05:53 PM
[size="7"]تلميحات قرآنية تنفي الأمية

قال النصاري


وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ. العنكبوت48.
تعتبر هذه الآية من الآيات الدالة على أمية محمد.
لكننا نرى فيها عكس هذا. ان اية سورة العنكبوت لا تنفي عدم معرفة محمد بالكتابة والقراءة. بل تنفي التلاوة المباشرة، وتنفي الكتابة
المباشرة عن النبي.
ما هو المقصود بالكتاب في الآية، هل هو أي كتاب بالمطلق؟ أم المقصود بذلك هو كتاب من الكتب السماوية؟ أعتقد أن المعنى الثاني هو الأصح، والغرض أن الرسول لم يكن كاهناً ولم يكن له سابق علم بالأديان السماوية.
ولكن هل يعني ذلك أنه لم يكن يقرأ أبداً؟ لا أظن ذلك، فالآية تخصص، ولا تعمم على كل الكتب. ترى لوقلت لك أن فلاناً لم يكتب ذلك الكتاب ولم يخطه بيمينه، هل يعني ذلك أنه لا يحسن الكتابة أبداً؟


لكنها لا تنفي الاستكتاب، ولا تنفي سماع التلاوة. وطريقة الدرس القديمة كانت على الأغلب بالاستماع



يحاول المقدسي لي الآيات لياً بغرض لتفنيد هذا الدليل القاطع علي أمية الرسول صلي الله عليه وسلم .
لن نضيع وقتنا في مهاترات حول معني الآيه في كونها تنفي معرفة القراءة والكتابه عنه صلى الله عليه وسلم أو لا .
فالأمر واضح لا يحتاج لتأويل ، بل أن أي شخص ولو بنصف عقل نظر إلي الآية لعرف ماذا تقصد وما ترمي إليه .
جملة غريبة جداً قالها المقدسي :
" ان اية سورة العنكبوت لا تنفي عدم معرفة محمد بالكتابة والقراءة. بل تنفي التلاوة المباشرة، وتنفي الكتابة المباشرة عن النبي "
ما هذا الهراء
لا تنفي عدم معرفة الكتابة وفي نفس الوقت تنفي الكتابة !!!
لا تنفي عدم معرفة القراءة وفي نفس الوقت تنفي التلاوة – القراءة !!!
لا تعليق
إن الآية صريحة وقاطعه في إثبات أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
فينفي الله سبحانه وتعالي بـ " ما " القراءة عنه عليه السلام ، وتتبعها " لا النافية للجنس " لتنفي عنه الكتابة .
كلام لم يقله أبي جهل في زمانه يتشدق به النصارى .

يقول أبي حيان [1] :
أي لا تقرأ ولا تكتب .
البيضاوي [2] :
فإن ظهور هذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم الشريفة أمي لم يعرف بالقراءة والتعلم خارق للعادة وذكر اليمين زيادة تصوير للمنفي ونفي للتجوز في الإسناد .

القرطبي [3] :
أي وما كنت يا محمد تقرأ قبله ولا تختلف إلى أهل الكتاب بل أنزلناه إليك في غاية الإعجاز والتضمين للغيوب وغير ذلك فلو كنت ممن يقرأ كتابا ويخط حروفا ) لارتاب المبطلون ( أي من أهل الكتاب وكان لهم في ارتيابهم متعلق وقالوا الذي نجده في كتبنا أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ وليس به قال مجاهد : كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) لا يخط ولا يقرأ فنزلت هذه الآية قال النحاس : دليلا على نبوته لقريش لأنه لا يقرأ ولا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ولم يكن بمكة أهل الكتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك.

عماد الدين بن كثير [4] :
أي : قد لبثت في قومك - يا محمد - ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة ، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب .

الزمخشري [5] :
وأنت أميّ ما عرفك أحد قط بتلاوة كتاب ولا خط .

النسفي [6] :
أي ما كنت قرأت كتاباً من الكتب ولا كنت كاتباً { إِذًا } أي لو كان شيء من ذلك أي من التلاوة ومن الخط .

الطبري [7] :
يقول تعالى ذكره : (وَما كُنْتَ) يا محمد(تَتْلُوا) يعني : تقرأ(مِنْ قَبْلِهِ) يعني : من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك(مِنْ كِتَابٍ وَلا تخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) يقول : ولم تكن تكتب بيمينك ، ولكنك كنت أمِّيًّا(إذًا لارْتابَ المُبْطِلَونَ)

وسؤال للنصراني المقدسى
أنظر الي قوله تعالي
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ [8]

هل بذلك تثبت الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد حديث الله لسيدنا موسى صلى الله عليه وسلم ؟
وكذلك

ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [9]

فما رأي المقدسي ؟؟؟؟


هذا اولا .
ثانيا قوله انه الآيه تقصد كتاب واحد سماوي معين وليس أي كتاب بالمطلق استنادا إلي ما استنبطه من تفسير خاص به .
فقد وصلت به الحماقة والغباء الي أن يقول :
((أعتقد أن المعنى الثاني هو الأصح، والغرض أن الرسول لم يكن كاهناً ولم يكن له سابق علم بالأديان السماوية. ))
فهو يعتقد ذلك !!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولعل مجيء كلمة " كتاب " بدون آداه تعريف كفيلة لترد علي تلك المزاعم التي يعتقدها سيادته .


اتخاذ المسلمين من هذه الاية دليل على امية محمد.لا يتماشى مع الآيات 105 و156 من سورة الأنعام . والتي تؤكدان ان محمد درس الكتاب على يد الذين كان القران (آيات بينات في صدورهم) أي أهل العلم والكتاب (عنكبوت 48)

لا أعلم اي فئة من البشر يخاطبها هذا الخرف .
ما هو الدليل في الآية التي استشهد بها من سورة العنكبوت الذي يثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم تعلم من أٌناس غيره ؟
أولا اخطا هذا النصراني في رقم ونص الآية
فالآية التي يقصدها هي رقم 49 وليست 48 والتي تقول :
بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ
هل يعلم هذا المقدسي معني الآية ؟
هذه هي الخصلة التي أمتاز بها القرآن الكريم عن بقية الكتب الأخري .
إنه السر الذي أعجز قساوسة ورهابين وشمامسة النصاري
إنه سند القرآن المتصل المنقول من جيل إلي جيل عن طريق صدور الحفاظ
يقول الزمخشري [10] :
بل - القرآن - بينات فى صدور الذين العلماء به وحفاظه ، وهما من خصائص القرآن : كون آياته بينات الإعجاز ، وكونه محفوظاً في الصدور يتلوه أكثر الأمة ظاهرا : بخلاف سائر الكتب ، فإنها لم تكن معجزات ، وما كانت تقرأ إلا من المصاحف . اهـ
فلله تعالى الحمد والمنة .


: درس الكتاب ليبينه للعرب:(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ!-‏ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام 105.

دأب المشركين في إثارة الشبهات حول دعوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي مرة يفترون عليه صلى الله عليه وسلم ويتهمونه بالجنون
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [11]
ومرة يقولون إنه ساحر
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ [12]
وثالثة يقولون ان ما جاء به ما هو إلا أساطير الأولين تملى عليه بكرة وأصيلا
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [13]
ففي تلك الآية الكريمة شبهة جديدة لهم
فبعد أن أعلنوا أنهم لاي يريدون الهدى ولا يرغبون في العلم، ولا يجاهدون ليبلغوا الحقيقة فحاولوا أن يجدوا تعليلاً لهذا المستوى الذي يخاطبهم به محمد - وهو منهم - وسيختلقون ما يعلمون أنه لم يقع.
فقالوا أنه قد تعلم هذا القرآن علي يد أهل الكتاب .
مع أنهم يعرفون أنه هو الحق . وأن هذا الكتاب لا مثيل له
فها هم القريشيين قد أجتمعوا للإتفاق علي كلمة سواء بينهم للذم في القرآن لصرف وفود العرب عنه .
فيستشيرون الوليد بن المغيرة :
قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال بل أنتم فقولوا أسمع قالوا : نقول كاهن قال لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قالوا : فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا : فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
قال والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناة
فهم كانوا أكثر الناس علما بالحق ، ومع ذلك أفتروا هذا الكذب علي القرآن وعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فيصدر الأمر العلوي للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتبع ما أوحي إليه، وأن يعرض عن المشركين، فلا يحفلهم ولا يحفل ما يقولون من قول متهافت، ولا يشغل باله بتكذيبهم وعنادهم ولجاجهم. فإنما سبيله أن يتبع ما أوحي إليه من ربه؛ فيصوغ حياته كلها على أساسه؛ ويصوغ نفوس أتباعه كذلك. ولا عليه من المشركين؛ فإنما هو يتبع وحي الله، الذي لا إله إلا هو، فماذا عليه من العبيد؟!
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [14]
فما هي حجتك في ذلك يا مقدسي ؟؟!!
هل بذلك نفى القرآن الكريم الأمية عن سيدنا رسول الله ؟؟!!!
ييتبع

abcdef_475
2008-05-30, 05:54 PM
الآية الثانية
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 5
هذه الآية فيها نظر :
1) إنه من العبث أن يخاطب الله رسوله بأن يقول له إقرأ بصيغة الأمر ..... وهذا مرده لأسباب ثلاث عملية أولها مرد الطبيعة في الإيمان أن الله أمره إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة
2) أن المفترض في القرآن بلاغة اللفظ وإعجاز الإرادة فكان أحق وأجدر لو أن الرسول لا يعرف القراءة أن يخاطبه الله بإتلو أو قل أو ردد.
3) ان آية (إقرأ بإسم ربك ) وجواب النبي لجبريل (ما أنا بقارئ )
ما هو إلا إنكار مباشر وصريح لعلم الله عز وجل ، فعلى إعتبار أن الله علام الغيوب فإنه مما لا يقبله عقل أو منطق أن يخاطب من لا يعرف القراءة والكتابة بأمر إقرأ!!!؟.


سبحان الله
إن أمر اقرأ
ليس من باب التكليف، بل من باب التَّلقين والتلقي لما يقوله، كما إذ يَحْضُر الصبيُّ قِبَل المعلِّم وكتابُهُ معه، فيقول له أستاذه: اقرأ، لا يريد بذلك تكليفه بالقراءة، ولكنه يكون تلقيناً له أن أقرأ كما أقرأ لك الآن. [15]

ومعني اقرأ باسم ربك أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك ، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة [16]

الآية الثالثة
يستفاد بصراحة من آيات القرآن، أن النبي كان يقرأ ويكتب ومنها الآية من سورة آل عمران : وهي قوله تعالى : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ. (آل عمراند164)..
وبناءً على ما صرح به القرآن؛ فإن أول واجبات النبي هو تعليم القرآن لأتباعه؛ ومن المسلم به أن أقل ما يتطلب في من يراد له أن يعلم كتاباً أو محتويات كتاب ما للآخرين هو- كما صرح به القرآن نفسه-أن يستطيع استعمال القلم أو قراءة ما كتب بالقلم- علىالأقل ".


سؤال للعقلاء فقط
هل معنى قوله تعالى " يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " يشير من قريب أو من بعيد إلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف القرآة والكتابة ؟
يقول الله تعالي في سورة الشعراء
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [17]

فكان جبريل يأتي الرسول بالوحي . وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يبلغه للناس عملاً بقوله تعالي
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [18]

وتعليم الكتاب – القرآن – والحكمة – السنة والفهم في الدين – هو تنفيذ لأمر الله كما ورد في الآية
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [19]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [20]

فمن أين استفاد هذا النصراني صراحة علي عدم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم من تلك الآية ؟
فهل تعليم المسلمين أمور دينهم من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتكلم الا بالحق . فهل يستلزم ذلك معرفته بالقراءة والكتابة ؟؟



الاية الرابعة
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.الجمعة 2
بالنظر لهذه الآية وبالتفكير في كلمة الأميين الواردة فيها ، وعلى فرض الجدل أنها تعني جهل القراءة والكتابة ، فإن ذلك سيعني بالضرورة أن الرسول قد بعث لمن لا يعرفون القراءة والكتابة فقط دون غيرهم وهو ما سينفي عمومية الدين والقرآن ....



الأميين في هذه الآية هم العرب .
الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلاف بيننا علي ذلك .
وهذا وجه من وجوه معني كلمة أمي
ولا ينفي ان معني الأمية هو عدم معرفة القراءة والكتابه كما جاء في غير موضع في القرآن الكريم .
وأقوال اللغويين .
وقد سبق توضيح ذلك .


الآية الخامسة
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. آل عمران 75
في هذه الآية يتحدث الله إلى النبي ويخبره أن بعض أهل الكتاب أمين يرد دينه بدون أن تكتب عليه ما يثبت الدين. وبعضهم غير أمين لا يرد دينه إلا إذا كتبت عليه الدين ( ما دمت عليه قائما ). والآن هل يعقل أن يحدث الله النبي الذي يجهل الكتابة هكذا ويقول له ( إلا ما دمت عليه قائما ) ؟؟؟ أم أن هذا النبي يعرف الكتابة والقراءة .


عجباً
لا أعلم من أين أتى هذا الجاهل بقوله :
" بدون أن تكتب عليه ما يثبت الدين. وبعضهم غير أمين لا يرد دينه إلا إذا كتبت عليه الدين ( ما دمت عليه قائما ) " .
هل وجد هذا الكلام في تفسير أحد ائمتنا المعتبرين ونقله لنا ؟
قال الدمغاني [21] :
تفسير القيام علي أحد عشر وجها :
أمنا – قائمين – القيام : الصلاة – المستقيم – القائم بالأمر – الوقوف – القيام بالدعوة – الكون – الثابت في البنيان و الأشخاص – القول بالعدل – المواظبة ....
والوجه الحادي عشر : القيام : المواظبة ، قوله تعالي : وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
أي مواظبا .
قال الامام بن كثير [22] :
وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } أي : بالمطالبة والملازمة والإلحاح في استخلاص حقك ، وإذا كان هذا صنيعه في الدينار فما فوقه أولى ألا يؤديه.
ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
_____________________________

1-البحر المحيط ج 7 ص 150
2-أنوار التنزيل و أسرار التأويل ج 4 ص 319
3-الجماع لأحكام القرآن ج 13 ص 350
4-تفسير القرآن العظيم ج 6 ص 284
5-الكشاف ج 3 ص 492
6-مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج 3 ص 375
7-جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 20 ص 49
8-سورة القصص 44
9-سورة آل عمران 44
10-الكشاف ج 3 ص 463
11- سورة الحجر 6
12- سورة ص 4
13- سورة الفرقان 5
14- سورة الانعام 106
15- عمدة القاري شرح صحيح البخاري – الكشميري ج 1 ص 22
16- الجامع لأحكام القرآن ج 20 ص 118
17- من سورة الشعراء آيات 192 : 195
18- سورة المائدة 67
19- سورة الحشر 7
20- سورة النساء 59
21-الوجوه والنظائر ص 379 ، 380
22-تفسير القرآن العظيم ج 2 ص 95

abcdef_475
2008-05-30, 05:55 PM
روايات تتنافى مع الأمية

قال النصراني في مسلسل من الأحاديث الضعيفة والموضوعه


اخرج السيوطي في (طبقات اللغويين والنحاة)عن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال : قال رسول الله : إذا كتبتم بسم الله الرحمن الرحيم ، فبين السين فيه ..

ضعيف [1]


وورد في (صبح الاعشى ) عن انس بن مالك ان معاوية بن أبي سفيان كان يكتب للنبي ، فكان إذا رأى من النبي أعراضا وضع القلم في فيه ، فنظر إليه النبي وقال : يا معاوية : إذا كنت كاتبا فضع القلم على أذنك فانه اذكر لك ولي . ‏الترمذي 2932 .

موضوع [2]



وروى ابن شيبة عن عوف : ما مات صلى الله عليه وسلم حتى كتب وقرأ. راجع محمد وعصره ص 85-86.

ضعيف لا أصل له [3]


عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا ( الصدقة بعشر أمثالها) والقرض بثمانية (عشر) فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من ( الصدقة ) قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة . ابن ماجة 2422. لقد قرأها رسول الله ( الصدقة بعشر أمثالها ) !.

ضعيف جداً [4]

هل كتب النبي بيده؟

يدعي النصاري ان النبي كتب بيده في كتاب صلح الحديبية
ويستندون إلي تلك الرواية :

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ "لَمَّا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا لاَ نُقِرُّ لَكَ بِهَذَا لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ امْحُ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلِيٌّ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحُوكَ أَبَدًا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لاَ يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلاَحَ إِلاَّ السَّيْفَ فِي الْقِرَابِ وَأَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَهُ وَأَنْ لاَ يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي يَا عَمِّ يَا عَمِّ فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَم دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ حَمَلَتْهَا فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَجَعْفَرٌ قَالَ عَلِيٌّ أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي وَقَالَ جَعْفَرٌ ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي وَقَالَ زَيْدٌ ابْنَةُ أَخِي فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالَتِهَا وَقَالَ الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُم ِّ وَقَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ وَقَالَ لِجَعْفَرٍ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي وَقَالَ لِزَيْدٍ أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا وَقَالَ عَلِيٌّ أَلاَ تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ قَالَ إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ
اخرجه البخاري في صحيحه .
وفي رواية اخري :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُقِيمَ بِهَا إِلاَّ ثَلاَثَ لَيَالٍ وَلاَ يَدْخُلَهَا إِلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاَحِ وَلاَ يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا قَالَ فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نَمْنَعْكَ وَلَبَايَعْنَاكَ وَلكِنِ اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَكَانَ لاَ يَكْتُبُ قَالَ فَقَالَ لِعَلِيٍّ امْحَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لاَ أَمْحَاهُ أَبَدًا قَالَ فَأَرِنِيهِ قَالَ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَلَمَّا دَخَلَ وَمَضَتْ الأَيَّامُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا مُرْ صَاحِبَكَ فَلْيَرْتَحِلْ فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ ارْتَحَلَ". [5]

نستدل من تلك الروايات علي أمرين هامين :
1-ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف القراءة
2- ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف الكتابة

الشاهد :
عدم معرفة القراءة كما ورد في الروايه الثانية :
فأرنيه قال فأراه إياها فحماه النبي ...
فلو كان كاتبا لما احتاج ان يُعرفه علي رضي الله عنه بمكانها [6]

والدليل علي انه صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف الكتابه ما جاء في الروايتين
وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ
وايضا
وَكَانَ لاَ يَكْتُبُ
فإذا كان الامر كذلك فما معني ما جاء في الروايات

فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ ........
إن المراد بقوله " فكتب " اي امر بالكتابة ، وهذا الاسلوب معلوم متداول كثيرا في الكتابه وغيرها . تقول : بني عمر رضي الله عنه البصرة والكوفة . اي امر بذلك ومثل هذا كثير جدا .... وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب غلي الملوك في وقته كالمقوقس وكسرى وقيصر .. وإنما امر كُتابه بأن يكتبوا تلك الكتب .

والشاهد ما رواه الامام مسلم في صحيحه :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما باسم الله فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو علمنا أنك رسول الله لأتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقالوا يا رسول الله أنكتب هذا قال نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا [7]

قال الامام القرطبي [8]:
هذا هو الصحيح في الباب أنه ما كتب ولا حرفا واحدا وإنما أمر من يكتب وكذلك ما قرأ ولا تهجى .

قال الحافظ بن حجر [9] :
وعن قصة الحديبية بأن القصة واحدة والكاتب فيها علي وقد صرح في حديث المسور بأن عليا هو الذي كتب، فيحمل على أن النكتة في قوله: "فأخذ الكتاب وليس يحسن يكتب" لبيان أن قوله: "أرني إياها" أنه ما احتاج إلى أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه كان لا يحسن الكتابة، وعلى أن قوله بعد ذلك "فكتب" فيه حذف تقديره فمحاها فأعادها لعلي فكتب. وبهذا جزم ابن التين وأطلق كتب بمعنى أمر بالكتابة، وهو كثير كقوله: كتب إلى قيصر وكتب إلى كسرى ...... قال السهيلي: والمعجزات يستحيل أن يدفع بعضها بعضا، والحق أن معني قوله: "فكتب" أي أمر عليا أن يكتب انتهى.

قلت : اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف الكتابة ويستطيع ان يكتب ماشاء
فما هو السبب إذا في وجود كتاب له .
وقد عددهم لامام بن القيم في الزاد [10] :
فصل في كتابه صلى الله عليه وسلم :
أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وعامر بن فُهيرة، وعمرو بن العاص، وأُبَيّ بن كعب، وعبدُ اللّه بن الأرقم، وثابتُ بنُ قيس بن شماس، وحنظلةُ بن الربيع الأُسَيْدِيُّ، والمغيرةُ بن شعبة، وعبد اللّه بن رواحة، وخالد بن الوليد، وخالد بن سعيد بن العاص‏.‏ وقيل‏:‏ إنه أول من كتب له ومعاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت وكان ألزَمهم لهذا الشأن وأخصّهم به‏.

فإن قيل : فقد تهجى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حين ذكر الدجال فقال : (مكتوب بين عينيه ك ا ف ر ) وقلتم إن المعجزة قائمة في كونه أميا قال الله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب الآية وقال : (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) فكيف هذا فالجواب ما نص عليه ( صلى الله عليه وسلم ) في حديث حذيفة والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا ففي حديث حذيفة (يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) فقد نص في ذلك على غير الكتاب ممن يكون أميا وهذا من أوضح ما يكون جليا . [11]
______________________________________

1- ضعيف الجامع
ر675 ( ضعيف )
إذا كتبت ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فبين السين فيه
2- ضعيف الجامع
ر 676 ( موضوع )
إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك( ابن عساكر ) عن أنس .
3- تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي ج 6 ص 285
4- التعليق الرغيب ج 2 ص 34 ، الضعيفة 3637، ضعيف بن ماجه 528
5- رواه البخاري- ك الجزية والموادعة –ب : المصاحلة علي ثلاثة ايام أو وقت معين ح 3184ج 2 ص 301 .
6- مناهل العرفان دراسة وتقويم ج 2 ص 459
7 – رواه مسلم في صحيحه ك : الجهاد والسير ب : صلح الحديبية في الحديبية – ح 1784 – ج 3 ص 345
8 – الجامع لأحكام القرآن ج 13 ص 352
9- فتح الباري ج 7 ص 503
10 – زاد المعاد ج 1 ص 49
11- الجامع لأحكام القرآن ج 13 ص 352