المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المصادر الوثنية القديمة للعهد الجديد



الياس الجزائري
2008-07-28, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قام الدكتور الفاضل منقد السقار, وفقه الله لكل خير, بكتابة موضوع في غاية الروعه تحت عنوان: مصادر الاناجيل المسيحيه

اود ان انقل لكم جزء من هدا الموضوع الا و هو: المصادر الوثنية القديمة للعهد الجديد




منقول



كما كانت الوثنيات القديمة مرجعاً مهماً للإنجيليين وهم يصوغون قصتهم عن المسيح، خاصة تلك الأجزاء التي لم يشهدوها كتلك المتعلقة بولادة المسيح أو صلبه المزعوم ومحاكمته .

فقد نقل المحققون عن علماء تاريخ الديانات أوجه شبه كثيرة التقت فيها روايات الأناجيل مع أقوال الوثنيات البدائية - التي سبقت وجود المسيحية بقرون طويلة - عن آلهتهم المتجسدة .

أولا: التشابه بين الوثنيات والمسيحية فيما يخص ولادة الآلهة

ظهور النجوم عند ولادة الآلهة :تحدث متى عن ولادة المسيح فقال: " ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين : أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له .. فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي .. وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له ، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومُراً " ( متى 2/1 - 11 ) .

تتشابه قصة متى مع ما يقوله البوذيون في بوذا . يقول بنصون في كتابه " الملاك المسيح " : " لقد جاء في كتب البوذيين المقدسة عندهم أنه قد بشرت السماوات بولادة بوذا بنجم ظهر مشرقاً في الأفق، ويدعونه في هذه الكتب المذكورة " نجم المسيح " ومثل هذا نقله المؤرخ بيال .

وأما المؤرخ ثورنتن في كتابه " تاريخ الصينيين " فينقل أنه عند ولادة " يو " المولود من عذراء ظهر نجم في السماء دل عليه ، ومثله حصل عند ولادة الحكيم الصيني لاوتز .

يقول القس جيكس في كتابه " حياة المسيح " : " وعم الاعتقاد في الحوادث الخارقة للعادة ، وخصوصاً حين ولادة أو موت أحد الرجال العظام ، وكان يشار إلى ذلك بظهور نجم أو مذنب أو اتصالات بين الأجرام السماوية".


هدايا للآلهة المولودة :ويتحدث متى في سياق قصة المجوس السابقة عن هدايا المجوس للمولود " وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له ، ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومُراً " ( متى 2/10 - 11 ) .

وهو أمر معهود أيضاً في الوثنيات ، فها هو كرشنا لما ولد ، وعرف الرعاة أمر ولادته أعطوه هدايا من خشب وصندل وطيب ، ومثله فعل الرجال الحكماء عند ولادة بوذا ، وأما مسرا مخلص العجم فقد أعطاه حكماء المجوس هدايا من الذهب والطيب والحنظل ، وهو ما فعله المجوس أيضاً عند ولادة سقراط 469 ق . م ، فقد أتي ثلاثة منهم من المشرق وأهدوه ذهباً وطيباً ومأكولاً مُراً .


الفرح السماوي بولادة الإله :ويذكر لوقا في حديثه عن ميلاد المسيح " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، وإذا ملاك الرب وقف بهم ، ومجد الرب أضاء حولهم ، فخافوا خوفاً عظيماً ، فقال لهم الملاك : لا تخافوا . فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين : المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة ". ( لوقا 2/8 - 14 ) .

وهذا الذي ذكره لوقا سبقت إليه الوثنيات القديمة ، فقد جاء في كتاب " فشنو بورانا " : " كانت العذراء ديفاكي حبلى بحامي العالم ، مجدها الآلهة ، ويوم ولادتها عمت المسرّات ، وأضاء الكون بالأنوار ، وترنمت آلهة السماء ، ورتلت الأرواح لما ولد عون الجميع … ، شرعت الغيوم ترتل بألحان مطربة ، وأمطرت أزهاراً " .

ويقول البوذيون مثل ذلك كما نقل المؤرخ " فو نبهنك " : " وصارت الأرواح التي أحاطت بالعذراء مايا وابنها المخلص تسبح وتبارك وتنشد : لك المجد أيتها الملكة ، فافرحي وتهللي ، لأن الولد الذي وضعتيه قدوس ".

وقريباً من هذا يقول المصريون في ولادة " أوزوريس " ، والصينيون في " كونفوشيوس " كما نقل ذلك السرجون فرنسيس دافس وبونويك في كتابه " اعتقاد المصريين " ، ونقل مثله عن عدد من الأمم .


مكان ولادة الآلهة :ويذكر لوقا أن المسيح ولد في مذود ( انظر لوقا 2/16 )، ومثله تذكر الوثنيات ، فكرشنا كما ذكروا ولد في غار ، ووضع بعد ولادته في حظيرة غنم رباه فيها أحد الرعاة الأمناء ، وهو قس ابن السماء عند الصينيين ، تركته أمه وهو صغير فأحاطت به البقر والغنم ، وحمته من كل سوء .






يتبع........

إدريسي
2008-07-28, 03:25 PM
تسجيل متابعة..

http://www.albshara.com/

الياس الجزائري
2008-07-28, 04:36 PM
ثانياً: تشابه قصة الصلب مع الوثنيات القديمة وبولس عندما ادعى صلب المسيح فداء للخطيئة فإنه إنما يكرر عقيدة قديمة، تناقلتها الوثنيات قبل المسيح بزمن طويل ، وقد نسج الإنجيليون أحداث صلب المسيح، على نحو ما قرره بولس ، وعلى صورة ما ورد عن الأمم الوثنية القديمة ، حتى أضحت قصة الصلب في الأناجيل قصة منحولة من عقائد الأمم الوثنية ، ولعل أوضحها شبهاً بقصة المسيح أسطورة إله بابل " بعل.

صور التشابه بين قصة صلب بعل وصلب المسيح :كشفت مؤخراً لوحتان أثريتان تعودان للقرن التاسع قبل الميلاد عن قصة تشابه تماماً ما قاله النصارى في صلب المسيح ومحاكمته، ونقل المؤرخ "فندلاي" وغيره مقارنة بين ما قيل عن بعل قبل المسيحية، وما قيل عن المسيح في المسيحية .ويوضح ذلك الجدول التالي :





محاكمة بعل

محاكمة عيسى عليه السلام



1 – أخذ بعل أسيراً

1 - أخذ عيسى أسيراً



2 – حوكم بعل علناً

2 - وكذلك حوكم عيسى



3 – جرح بعل بعد المحاكمة

3 - اعتُدي على عيسى بعد المحاكمة



4 – اقتيد بعل لتنفيذ الحكم على الجبل

4 - اقتيد عيسى لصلبه على الجبل



5 – كان مع بعل مذنب حكم عليه بالإعدام وجرت العادة أن يعفى كل عام عن شخص حكم عليه بالموت . وقد طلب الشعب إعدام بعل ، والعفو عن المذنب الآخر

5 - وكان مع عيسى قاتل اسمه : "باراباس" محكوم عليه بالإعدام، ورَشح بيلاطس عيسى ليعفو عنه كالعادة كل عام . ولكن اليهود طلبوا العفو عن "باراباس" وإعدام عيسى



6 – بعد تنفيذ الحكم على بعل عم الظلام وانطلق الرعد ، واضطرب الناس

6 - عقب تنفيذ الحكم على عيسى زلزلت الأرض وغامت السماء



7 – حُرس بعل في قبره حتى لا يسرق أتباعه جثمانه

7 - وحرس الجنود مقبرة عيسى حتى لا يسرق حواريوه جثمانه



8 – الأمهات جلست حول مقبرة بعل يبكينه

8 - مريم المجدلية ، ومريم أخرى جلستا عند مقبرة عيسى تنتحبان عليه



9 – قام بعل من الموت وعاد للحياة مع مطلع الربيع وصعد إلى السماء


9 - قام عيسى من مقبرته في يوم أحد ، وفي مطلع الربيع أيضاً، وصعد إلى السماء




يتبع......

الياس الجزائري
2008-07-28, 04:42 PM
وقد انتقلت هذه الأسطورة البابلية فيما يبدو عن طريق الأسرى اليهود الذين عادوا من بابل.

ومما يؤكد وصول هذه القصة إلى الفكر اليهودي ثم المسيحي أن التوراة ذكرت ما يدل على شهرة مثل هذه القصة ففي سفر حزقيال " فجاء بي إلى مدخل باب بيت الرب - الذي من جهة الشمال - وإذا هناك نسوة جالسات يبكين على تموز ". ( حزقيال 8/14 ) وتموز هو الإله البابلي الذي قتل لأجل خلاص البشر، ثم قام من بين الموتى.


موت الآلهة على الصليب :ويصف الهنود أشكالاً متعددة لموت كرشنا أهمها أنه مات معلقاً بشجرة سُمر بها بحربة وتصوره كتبهم مصلوباً وعلى رأسه إكليل من الذهب ويقول العلامة دوان: " إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة فداء عن الخطيئة قديم العهد جداً عند الهنود والوثنيين .

وكذلك اعتقد أهل النيبال بمعبودهم أندرا ، ويصورونه وقد سفك دمه بالصلب ، وثقب بالمسامير كي يخلص البشر من ذنوبهم كما وصف ذلك المؤرخ هيجين في كتابه : " الانكلوسكسنس" .

وقد نقل عن العلامة التنير عدد من أصحاب الردود وثنية عقيدة الإله المتجسد والفادي للخطايا.


دماء الآلهة المسفوحة :وليست مسألة المخلص فقط هي التي نقلها بولس عن الوثنيات، فقد تحدث أيضاً عن دم المسيح المسفوح فقال: " يسوع الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه " ( رومية 3/25 )، ويقول: " ونحن الآن متبررون بدمه " ( رومية 5/9)، " أليست هي شركة دم المسيح " (كورنثوس (1) 10/16 ).

ويقول: " أنعم بها علينا في المحبوب الذي فيه لنا الفداء ، بدمه غفران الخطايا " ( أفسس 1/7 ) .

وفي موضع آخر يتحدث عن ذبح المسيح: " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " (كورنثوس (1) 5/7)، ومثل هذه النصوص تكثر في رسائل بولس وغيرها من الرسائل.

لكن النصارى يتغافلون عن مسألة هامة هي أن المسيح لم يذبح ، فالأناجيل تتحدث عن موت المسيح صلباً لا ذبحاً ، الموت صلباً لا يريق الدماء ، ولم يرد في الأناجيل أن المسيح نزلت منه الدماء سوى ما قاله يوحنا ، وجعله بعد وفاة المسيح حيث قال: " .. وأما يسوع فلما جاؤوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات ، لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة ، وللوقت خرج دم وماء " ( يوحنا 19/23 - 24 )وهو ليس ذبحاً بكل حال.

يقول ولز: " إنه لزام علينا أن نتذكر أن الموت صلباً لا يكاد يهرق من الدم أكثر مما يريقه الشنق، فتصوير يسوع في صورة المراق دمه من أجل البشرية إنما هو في الحقيقة من أشد العبارات بعداً عن الدقة " .

ولكن هذه النظرة إلى الله، بأنه لا يرضى إلا بأن يسيل الدم نظرة قديمة موجودة عند اليهود وعند الوثنيين قبلهم ، ففي التوراة تجد ذلك واضحاً في مثل قولها: " بنى نوح مذبحاً لله .. وأصعد محرقات على المذبح ، فتنسم الرب رائحة الرضا ، وقال الرب في قلبه : لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان " ( تكوين 8/20 - 21 ).

وثله في محبة المحرقة وذبائحها والتنسم برائحتها قول العهد القديم: " وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة، ودعا الرب ، فأجابه بنار من السماء على مذبحة المحرقة " (الأيام (1) 21/26).

وهكذا فإن التصور اليهودي للإله مشبع برائحة الدم يقول ارثر ويجال: " نحن لا نقدر أطول من ذلك قبول المبدأ اللاهوتي المفزع الذي من أجل بعض البواعث الغامضة وجوب تضحية استرضائية، إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة ، وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة ".

ويرى المحققون أن ادعاء إهراق دم المسيح مأخوذ من الديانة المثراسية حيث كانوا يذبحون العجل ويأخذون دمه ، فيتلطخ به الآثم ، ليولد من جديد بعد أن سال عليه دم العجل الفدية .


غرائب ترافق موت الآلهة :وتتشابه كثير من تفاصيل قصة الصلب مع تفاصيل واردة في قصص وثنية مشابهة .فقد ذكر متى أحداثاً غريبة عدة، صاحبت موت المسيح حيث يقول: " وفي الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض، إلى الساعة التاسعة ...، وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت، والقبور تفتحت ... " ( متى 27/45 - 53 ) .

وهذا نقله النصارى من الوثنيات القديمة، فقد نقل العلامة التنير في كتابه الرائع "العقائد الوثنية في الديانة النصرانية" عن عدد من المؤرخين الغربيين إجماعهم على انتشار هذه الغرائب حال موت المخلصين لهذه الأمم .

من ذلك: أن الهنود يقولون: " لما مات "كرشنا" مخلصهم على الصليب ، حدثت في الكون مصائب جمة، وعلامات متنوعة، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء ، وأظلمت الشمس عند منتصف النهار ، وأمطرت السماء ناراً ورماداً ..... "

ويقول عباد بروسيوس: " إنه لما صلب على جبل قوقاس، اهتزت الكائنات ، وزلزلت الأرض و.... " .

والاعتقاد بحدوث أحداث سماوية عظيمة عند موت أحد العظماء أو ولادته، معروف عند الرومان واليونان.

كما ينقل المؤرخ " كنون فرار" في كتابه "حياة المسيح" وينقل جيبون في تاريخه أن عدداً من الشعراء والمؤرخين الوثنيين كان يقول: " لما قتل المخلص اسكولابيوس ، أظلمت الشمس ، واختبأت الطيور في أوكارها ... لأن شافي أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا ".

والقول بظلمة الشمس عند موت أحد المخلصين قيل عند مقتل هيركلوس وبيوس وكوتز لكوتل وكيبير ينوس إله الرومان ، وعليه، فهو أسطورة قديمة تداولتها الأمم، ونقلها أصحاب الأناجيل من تلك الوثنيات .

وقد كان عباد الشمس يقدمون الضحايا لها، خاصة عند حلول الكسوف ، فإذا زال الكسوف اعتقدوا أنه بسبب فداء أحد زعمائهم ، حيث خلصهم وحمل عنهم العذاب ، ومنه أخذ متى قوله " ومن الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة " ( متى 27/45 ).



يتبع......

الياس الجزائري
2008-07-28, 04:45 PM
قيام الآلهة من الأموات :ومن أوجه الشبه بين الوثنيات القديمة والنصرانية القول بقيامة الآلهة من الأموات، فقد أجمعت الأناجيل على قيامة عيسى من الموت ، ولكن هذا قد سبقهم إليه الهنود، حيث قالوا في كرشنا: " هوذا كرشنا صاعد إلى وطنه في السماوات " وكذا يقول عُبّاد بوذا بأنه حزن عليه بعد موته أهل السماوات والأرض " حتى إن مهاويو ( الإله العظيم ) حزن ونادى : قم أيها المحب المقدس فقام كام ( أي بوذا ) حياً ، وبُدلت الأحزان والأتراح بالأفراح ، وهاجت السماء ، ونادت فرِحة : عاد الإله الذي ظُن أنه مات وفُقد ... " ومثله يعتقده الصينيون في إلههم (لأوكيون) ، والمجوس في (زورستر) .



ويقول عابدو (سكولابيوس) في القصيدة التي حكت عن حياته " أيها الطفل القادر على شفاء الأمم في السنين القادمة حينما يهب مَن في القبور .... وأنت من المسكن المظلم ستقوم ظافراً وتصير إلهاً " وعن تموز يقول البابليون: "ثقوا أيها القديسون برجوع إلهكم، واتكلوا على ربكم الذي قام من الأموات ".

ومثل هذا الاعتقاد، سرى في كثير من الوثنيات قبل المسيحية فقد قيل بقيام أوزوريس، وحورس، "ومتراس" وباخوس، وهرقل، وكوتز لكوتل، ويلدور، وغيرهم، فكل هؤلاء قال عُبّادهم بقيامتهم من الموت. ولعل أهم هؤلاء أوزوريس معبود المصريين القريب من مهد المسيحية ، وقد انتشرت أسطورته في القرن الثالث قبل الميلاد. ويقول المؤرخ (مهامي): " إن محور التعليم الديني عند الوثنيين في مصر في القرون الخالية هو الإيمان بقيام الإله " .


قيامة وعودة الآلهة من الموت للحساب والجزاء :يتحدث النصارى عن دينونة المسيح للبشر يقول يوحنا عن المسيح: " وقد أعطاه السلطان لأن يدين لأنه ابن إنسان " ( يوحنا 5/27 ) .



وهو أيضاً معتقد وثني ، فقد تحدث المؤرخون عن قول المصريين بقيامة مخلصهم بعد الموت، وأنه سيكون ديان الأموات يوم القيامة.

ويذكر هؤلاء في أساطيرهم أن أوزوريس حكم بالعدل فاحتال عليه أخوه وقتله ، ووزع أجزاء جسمه على محافظات مصر ، فذهبت أرملته أيزيس فجمعت أوصاله من هنا وهناك، وهي تملأ الدنيا نحيباً وبكاءً فانبعث نور إلى السماء ، والتحمت أوصال الجسد الميت ، وقام إلى السماء يمسك بميزان العدل والرحمة .

وكذلك اعتقد الهنود في معبودهم كرشنا أنه مخلص وفادي . يقول القس جورج كوكس: " يصفون كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتاً ،لأنه قدم شخصه ذبيحة .. ويعتقدون أن عمله لا يقدر عليه أحد" .



ويقول المؤرخ دوان: " يعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذي هو نفس الإله فشنو ، والذي لا ابتداء ولا انتهاء له - على رأيهم - تحرك حنواً كي يخلص الأرض من ثقل حملها، فأتاها وخلص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه " ومثله يقوله العلامة هوك .




يتبع.......

الهزبر
2008-07-29, 12:01 AM
السلام عليكم

متابع باذن الله.

بورك فيك

الياس الجزائري
2008-07-29, 09:06 AM
ثالثاً : التشابه في فكرة الفادي بين الوثنيات القديمة والنصرانية

وكذلك سرت في الوثنيات فكرة الفادي والمخلص الذي يفدي شعبه أو قومه، وكانت الأمم البدائية تضحي بطفل محبوب ، لاسترضاء السماء ، وفي تطور لاحق أضحى الفداء بواسطة مجرم حكم عليه بالموت ، وعند البابليين كان الضحية يلبس أثواباً ملكية - كتلك التي ألبسها الإنجيليون للمسيح في قصة الصلب - ، لكي يمثل بها ابن الملك ، ثم يجلد ويشنق .

وعند اليهود خصص يوم للكفارة يضع فيه كاهن اليهود يده على جدي حي ، ويعترف فوق رأسه بجميع ما ارتكب بنو إسرائيل من مظالم ، فإذا حمل الخطايا أطلقه في البرية .

وأما فكرة موت الإله فهي عقيدة وثنية حيث كان العقل اليوناني يحكم بموت بعض الآلهة .

والفداء عن طريق أحد الآلهة أو ابن الله أيضاً موجودة في الوثنيات القديمة كما وقد ذكر السير آرثر فندلاي في كتابه " صخرة الحق " أسماء ستة عشر شخصاً اعتبرتهم الأمم آلهة سعوا في خلاص هذه الأمم . منهم: أوزوريس في مصر 1700 ق.م ، وبعل في بابل 1200ق.م ، وأنيس في فرجيا 1170 ق.م ، وناموس في سوريا 1160 ق.م ، وديوس فيوس في اليونان 1100 ق.م، وكرشنا في الهند 1000 ق.م ، وأندرا في التبت 725 ق.م ، وبوذا في الصين 560 ق.م ، وبرومثيوس في اليونان 547 ق.م ، ومترا (متراس) في فارس 400 ق.م .

ولدى البحث والدراسة في معتقدات هذه الأمم الوثنية نجد تشابهاً كبيراً مع ما يقوله النصارى في المسيح المخلص .

فأما بوذا المخلص عند الصينيين فلعله أكثر الصور تطابقاً مع تخلص النصارى ، ولعل مرد هذا التشابه إلى تأخره التاريخي فكان تطوير النصارى لذلك المعتقد قليلاً .

والبوذيون كما نقل المؤرخون يسمون بوذا المسيح المولود الوحيد ، ومخلص العالم ، ويقولون: إنه إنسان كامل وإله كامل تجسد بالناسوت ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفر ذنوب البشر ويخلصهم من ذنوبهم حتى لا يعاقبوا عليها .

وجاء في أحد الترنيمات البوذية عن بوذا: " عانيتَ الاضطهاد والامتهان والسجن والموت والقتل بصبر وحب عظيم لجلب السعادة للناس ، وسامحتَ المسيئين إليك " .

ويذكر مكس مولر في كتابه " تاريخ الآداب السنسكريتية " فيقول: " البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا الآثام التي ارتكبت في هذا العالم تقع عليّ، كي يخلص العالم " .

ويرى البوذيون أن الإنسان شرير بطبعه ، ولا حيلة في إصلاحه إلا بمخلص ومنقذ إلهي .

وكذلك فإن المصريين يعتبرون أوزوريس إلهاً ويقول المؤرخ بونويك في كتابه " عقيدة المصريين " : يعد المصريون أوزوريس أحد مخلصي الناس ، وأنه بسبب جده لعمل الصلاح يلاقي اضطهاداً ، وبمقاومته للخطايا يقهر ويقتل " . ويوافقه العلامة دوان والعلامة موري في كتابه " الخرافات ".

لذا يقول ارثر ويجال :" إن هذه العقيدة دخيلة من مصدر وثني ،وهي حقاً من آثار الوثنية في الإيمان "



نزول الآلهة إلى الجحيم من أجل تخليص الأموات من الجحيم :

وتشابهت العقائد النصرانية مع الوثنيات القديمة مرة أخرى عندما قال النصارى بأن المسيح نزل إلى الجحيم لإخراج الأرواح المعذبة فيها من العذاب ، ففي أعمال الرسل " سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه ، ولم تترك نفسه في الهاوية ، ولا رأى جسده فساداً " ( أعمال 2/31 )، ويقول بطرس: " ذهب ليكرز للأرواح التي في السجن " ( بطرس(1) 3/19 ) .

يقول القديس كريستوم 347م :" لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا الكافر ".

ويقول القديس كليمندوس السكندري: " قد بشر يسوع في الإنجيل أهل الجحيم كما بشر به وعلمه لأهل الأرض كي يؤمنوا به ويخلصوا " وبمثله قال أوريجن وغيره من قديسي النصارى.

وهذا المعتقد وثني قديم قال به عابدو كرشنا ، فقالوا بنزوله إلى الجحيم لتخليص الأرواح التي في السجن ، وقاله عابد زورستر وأدونيس وهرقل وعطارد وكوتز لكوتل وغيرهم .

ولما وصل النصارى إلى أمريكا الوسطى ، وجدوا فيها أدياناً شتى، فخف القسس لدعوتهم للمسيحية، فأدهشهم بعد دراستهم لهذه الأديان أن لها شعائر تشبه شعائر المسيحية ، وخاصة في مسائل الخطيئة والخلاص ".




يتبع بادن الله....

الياس الجزائري
2008-07-29, 09:12 AM
رابعاً: تشابهات أُخر بين الوثنيات القديمة والنصرانية

وثمة تشابهات أخر بين الوثنيات وأسفار المسيحية - في غير الولادة والصلب والفداء - ، منها ما ذكره متى عن تجربة إبليس للمسيح أربعين يوماً، " فلم يأكل حتى جاع أخيراً" ( انظر متى 4/1 - 12 )، وهو ما ينقل مثله عن بوذا في الصين وزورستر عند المجوس وغيرهم من الآلهة المتجسدة عند الأمم الوثنية .

وقد جاء في كتاب " حياة بوذا الصيامية " لمونكيور كونري : " الكائن العظيم بوذا جرد نفسه في الزهد لدرجة عدم الأكل والتنفس أيضاً .. فأتى الأمير مارا ( أي أمير الشياطين ) وقصد تجربة بوذا ... " .

وقد وصلت المعطيات المشتركة بين كرشنا والمسيح إلى ستة وأربعين تشابهاً ، وبين المسيح وبوذا إلى ثمانية وأربعين تشابهاً .

وقد أقر رجال الكنيسة بهذه الأمثلة للتشابه ، وكانوا يدعون أن أسفار الفيدا الهندية قد أخذت عن الأناجيل ، لكن العلماء المحققين أثبتوا أن هذه الأسفار موجودة قبل التوراة والأناجيل بمئات السنين ، وممن أكد ذلك لجنة الدراسات للآثار الهندية المكونة من علماء إنجليز وفرنسيين .



تفسير النصارى لهذا التشابه الغريب بين الوثنيات والنصرانية :

فكيف يفسر النصارى هذا التطابق بين معتقداتهم والوثنيات القديمة والذي جعل من النصرانية نسخة معدلة عن هذه الأديان ؟

زعم الكثيرون أن هذه الأديان نقلت هذا الفكر عن النصرانية، لكن ذلك اصطدم بكون هذه الديانات كانت قبل المسيحية بقرون طويلة ، والمخطوطات التي سجلت عقائدها كانت أقدم من ظهور المسيحية وأناجيلها.

لذا كان لا بد من الاعتراف بانتحال كتاب العهد الجديد لأساطير الوثنيات السابقة أو الهروب إلى عالم الأسرار والظلام حيث يختفي دليل العقل وتسيطر الخرافة،ومنه قول الأب جميس المحاضر في جامعة " اكسفورد" عن هذا التشابه: " سر لاهوتي فوق عقول البشر ، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصور هؤلاء البشر .

صدق الله إذ يقول عن النصارى { ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون به قول الذين كفروا من قبل }.



بقلم الدكتور منقد السقار

الياس الجزائري
2008-07-29, 09:20 AM
تسجيل متابعة..


شكرا لمرورك اخي العزيز





متابع باذن الله.



بورك فيك
شكرا اخي الهزير, وانا جد مسرور لوجودي بينكم:p01sdsed22: