المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقة القلوب



الصفحات : [1] 2

أمـــة الله
2007-10-18, 01:02 PM
رقة القلوب

إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان. ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة. ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.


و ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى. وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل.
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.

ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى.

القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.

القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.

ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟

ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟


من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب، ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه. حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب.

فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه
. إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله،
وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.

أحبتي في الله:


إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى.
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله، قال سبحانه:
(فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).
ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى.


لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا؟

كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟

فأكون حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا.

ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب.
تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله.

لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت، ولو سألت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت. إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته.

وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى، لحظات القسوة، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله.

للشيخ / محمد الشنقيطي

أمـــة الله
2007-10-18, 01:07 PM
من الأسباب التي تعين على رقة القلب

وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر.

أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأنه ما بعد الموت من مستعتب،
وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فان وأنها غرور حائل دعاه

أحبتي في الله:

ومن أسباب قسوة القلوب:

بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى،

لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر، وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك.


اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك.

اللهم إنا نسألك اللسنة تلهج بذكرك.

اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


للشيخ / محمد الشنقيطي

http://www.islamword.com/modules.php?name=News&file=article&sid=107

ذو الفقار
2007-10-18, 02:11 PM
شكرا لكى اختى الفاضلة على النقل الرائع
العياذ بالله من قسوة القلوب



لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر، وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين


ولا احب معاشرة الاشرار ابدا
شكرا لكى مرة اخى
وفى ننتظر منك دائما كل مفيد

أمـــة الله
2007-10-18, 03:35 PM
العفو اخي احمد نورت صفحتي


ولا احب معاشرة الاشرار ابدا

بارك الله فيك اخي احمد يجب على كل مسلم الابتعاد عن رفاق السوء

المفروض معاشرة من هم على خلق ودين حتى لا نبتعد عن دين الله


العياذ بالله من قسوة القلوب

اللهم اااااميييين

اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك

الهزبر
2007-10-19, 12:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا نوّارة المنتدى. وكلما كان القلب رقيقا في الله وحب رسوله كان أشد في الحق وأضرب في الملمات واشجع في الخطوب وأجرأ عندما تتطاير الاعناق.

تقبلي فائق اعجابي بمواضيعك. واعتذاري لعدم موافقتك في بعض الاحيان النادرة.

تحياتي.

أمـــة الله
2007-10-20, 01:09 PM
جزاني واياكم أخي الفاضل الهزبر جنة الفردوس باذن الله

شكرا جزيلا على مرورك الطيب على صفحتي


وكلما كان القلب رقيقا في الله وحب رسوله كان أشد في الحق وأضرب في الملمات واشجع في الخطوب وأجرأ عندما تتطاير الاعناق.


فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق وعن الشر محجام.


تقبلي فائق اعجابي بمواضيعك. واعتذاري لعدم موافقتك في بعض الاحيان النادرة.


لا داعي للاعتذار اخي الكريم انا اتقبل النقد بصدر رحب ولا اتضايق ابدا من النقد البناء

بل اشكرك جزيل الشكر للتنبيه

صدقا تعلمت الكثير من نقد حضرتك في بعض الاحيان لموضوعاتي وهذه فرصة ذهبية لاتعلم من

حضرتك عدم تكرار الاخطاء في كتابة المواضيع

شكرا جزيلا لك

تقبل تحياتي وفائق تقديري

أمـــة الله
2008-03-19, 01:18 AM
نعمة رقة القلب


إن المعصية ولو كانت صغيره تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها
ولا يدرك صاحبها خطرها ، وتتسرب واحدة وراء الأخرى إلى قلبه ، حتى لا يبالي
بها ، ولا يقدر على مفارقتها ويطلب ما هو أكثر منها ، فيضعف في قلبه تعظيم
الله وتعظيم حرماته ، كما أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخر وتعوقه
أو توقفه فلا تدعه يخطوا إلى الله خطوة ، فالذنب يحجب الواصل ، ويقطع السائر ،
وينكس الطالب

ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن العبد إذا أذنب
ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت
حتى تعلوا قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

إن نعمة رقة القلب من أجل النعم وأعظمها ، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان
صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ }
(الزمر:22) ، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات ، شمراً
إلى الطاعات ، أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته ، وأبعد ما يكون من معاصيه .


فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه ، ومن جهل ربه قسا قلبه ، وما وجدت قلباً قاسياً
إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة به ، وكلما عظم
الجهل بالله كلما كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه ، وكلما وجدت الشخص
يديم التفكير في ملكوت الله ، ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى ،
كلما وجدت في قلبه رقة


الانس ثمرة الطاعة والمحبة ..فكل مطيع لله مستأنس... وكل عاص لله مستوحش

ذو الفقار
2008-03-19, 01:31 AM
نعمة رقة القلب
كم هو رائع هذا العنوان

بارك الله فيكى يا أختي الكريمة

صفاء
2008-03-19, 01:41 AM
سلمت يداك اختي نورا على ماكتبت وبارك الله فيك على الموضوع الرائع والهادف كما عودتنا دائما :p01sdsed22:

إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل وأبعدهم عن المعرفة به
نسال الله لهم الهداية وان يلامس الايمان شغاف قلوبهم حتى تلين
حياك الله اختي نورا

أمـــة الله
2008-03-19, 01:45 AM
كم هو رائع هذا العنوان

بارك الله فيكى يا أختي الكريمة

وفيكم بارك الله أخي ذو الفقار

نعم صدقت من أجل النعم علينا نحن البشر هي نعمة رقة القلب

جعلنا الله واياكم من اصحاب القلوب الرقيقة

نورت صفحتي أخي ذو الفقار بمرورك العطر