المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة فناء النار بين القبول و الرد



الصفحات : 1 2 3 4 [5]

قاصِف
2011-10-20, 01:29 AM
,و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


السلام عليكم أخي قاصف :

لنبدأ من سؤالك الأخير :


نعم ، لا يجوز الترحم على الكافر ، و لا الاستغفار له في دعائنا و ذلك في هذه الدنيا ، أما في الآخرة ، تبقى مشيئة الله ،و انظر ماذا يقول ابن القيم في مسألة إخلاف الله لوعيده : " أما الوعيد فمذهب اهل السنة كلهم إن إخلافه كرم و عفو و تجاوز يمدح الرب تبارك و تعالى به و يثنى عليه به فإنه حق له إن شاء تركه و إن شاء استوفاه ، و الكريم لا يستوفي حقه فكيف بأكرم الاكرمين . و قد صرح سبحانه و تعالى في كتابه في غير موضع بأنه لا يخلف وعده و لم يقل في موضع واحد لا يخلف وعيده . و قد روى أبو يعلى الموصلي ثنا هدبة بن خالد حدثنا سهيل بن أبي حزم ثنا ثابت البنائي عن انس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله قال : " من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه و من واعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " .

أسألك إذاً أن تحضر لي الدليل أن إبن القيم يتكلم هنا عن الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله و بالأسلام و لا يقصد المسلم العاصي!

و حتى هنا أرى تناقض في موقفك!

كيف يمنع الله الترحم على الكفار في حين أن نفس هؤلاء الكفار سيدخلون الجنة في نهاية الأمر مع المسلمين و لا فرق برحمة الله التي وسعت كل شيء حسب قولك؟



و بالنسبة لمسألة تأبيد الخلود للكافرين في الآيات التي أوردتها ، يرد عليها ابن القيم بما يأتي :

" انه سبحانه و تعالى أوجب الخلود على معاصي الكبائر و قيده بالتأبيد و لم يناف ذلك انقطاعه و انتهاءه فمنها قوله تعالى: " و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما " .و منها قول النبي : " من قتل نفسا بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " و هو حديث صحيح . و كذلك قوله في الحديث الآخر في قاتل نفسه " فيقول الله تبارك و تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " و أبلغ من هذا قوله تعالى : "و من يعص الله و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها أبدا " . فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه . فلو يعلم الكافر بكل ما عنده من الرحمة لما يئس من رحمته كما في صحيح البخاري عنه خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة و قال في آخره فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم يياس من الجنة و لو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار." .


تحياتي و تقديري .




يا أخي الله يهدينا و يهديك ركز قليلاً!

أنت نفسك عندما وضعت كلام إبن القيم و الآيات التي إستشهد بها ليس فيها "كافر"


أين أهل الكبائر هنا و أين القاتل هنا؟

الآيات تتكلم هنا عن الكافر الكافر!

قال الله تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) سورة النساء /169


و : (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(65)) سورة الأحزاب

مرة أخرى:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ


و هل القاتل أو مرتكب الكبيرة المسلم يتم وضعه في خانة الكافر المشرك بالله؟

حسب مذهب أهل السنة و الجماعة مرتكبي الكبائر تحت مشيئة الله فإن شاء غفر لهم و إن شاء عذبهم و هذه ليست نقطة إختلافنا!

الله يقول الكافر مُخلد في النار أبدا!

كيف ستحل هذه الورطة و أنت تقول أنهم سيخرجون برحمة الله التي وسعت كل شيء بعد فناء النار؟

بارك الله فيك.

الشهاب
2011-10-20, 02:03 AM
أخي قاصف ، تقول :

أسألك إذاً أن تحضر لي الدليل أن إبن القيم يتكلم هنا عن الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله و بالأسلام و لا يقصد المسلم العاصي!

و حتى هنا أرى تناقض في موقفك!

كيف يمنع الله الترحم على الكفار في حين أن نفس هؤلاء الكفار سيدخلون الجنة في نهاية الأمر مع المسلمين و لا فرق برحمة الله التي وسعت كل شيء حسب قولك؟

السياق الذي يتحدث ضمنه ابن القيم هو عن فناء النار فيما سقناه من نصوصه ، فهو يستدل بإخلاف الوعيد بوصفه إحدى الكمالات الإلهية على جواز ذلك في حق الكافر ، فهل هناك أعظم من هذا الكرم و هذا الحلم و هذه الرحمة التي تدرك الكافر بعد أن جحد الله و قصّر أيما تقصير ؟

تضيف فتقول إن ما جاء به ابن القيم لا يعني الكافر ، و إنما يعني عصاة الموحدين ، لكنك تغفل عن أنه جاء بالآيات و الأحاديث تلك التي ورد فيها تأبيد الخلود ليستدل بها عن أنها رغم اقترانها بالتأبيد ، فإن تأبيدها في حق الموحد العاصي منقطع ، و هو ما يسري على الآيات التي تخص أيضا تأبيد خلود الكافر ، و إليك ما يقول :" فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد ، فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه " .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

الشهاب
2011-10-20, 02:10 AM
أخي لا تفهمني خطأ فأنا إذا غضبت فقد غضبت لله والله أعلم بالنوايا و لا أريد لك و لكل مسلم سوى الخير!

شكرا لك أخي قاصف على هذا التوضيح ، نسيت أن أنوه بذلك في مداخلاتي السابقة ، جزاك الله خيرا و إحسانا . و كلنا طالبو علم و حق ، فنسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح .