المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق ؟؟؟



abcdef_475
2008-08-24, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم وعلي إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .

نجد كثيرا استشكالاً علي العديد من السائلين النصارى عن شخص الذبيح ، من هو هل هو سيدنا إسماعيل أم سيدنا إسحاق عليهم وعلي ابيهم الصلاة والسلام .

وللرد نقول :

لا شك انه يوجد تباين في الروايات التي تحدد الذبيح
اسماعيل ام اسحاق عليهم وعلي ابيهم ونبينا الصلاة والسلام .

ولم اجد راوية مرفوعه الي النبي صلى الله عليه وسلم تفيد ان الذبيح هو اسحاق عليه السلام غير هذه :
حدثنا ‏ ‏يونس ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء بن السائب ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال
إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى به جمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه‏:‏ يا أبت، أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني، فشده، فلما أخذ الشفرة، فأراد أن يذبحه نودي من خلفه، أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا‏. [1]


وكذلك عن الهيثمي [2] وقال :
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط .

قال بن سعيد القطان ما سمعت احدا من الناس يقول في عطاء ابن السائب شيئا قط في حديثه القديم .
وقال احمد بن حنبل من سمع منه قديما كان صحيحا ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ .
وقال وهيب لما قدم عطاء البصرة قال كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ولم يسمع من عبيدة شيئا، فهذا اختلاط شديد .
وقال بن معين :ختلط فمن سمع منه قديما فهو صحيح وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء، وقد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة وفى الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه.
قال بن ابي حاتم :
نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول كان عطاء بن السائب محله الصدق قديما قبل ان يختلط صالح مستقيم الحديث ثم بأخرة تغير حفظه في حديثه تخاليط كثيرة وقديم السماع من عطاء سفيان وشعبة، وحديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لانه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب رفع اشياء كان يرويه عن التابعين فرفعه إلى الصحابة . [3]

عدا ذلك ام أجد أي رواية مرفوعه الي النبي تفيد ان الذبيح هو إسحاق إلا بعض الروايات الموقوفة علي بعض الصحابة ولعلها من الإسرائيليات .

وكذلك توجد عدة روايات موقوفه علي بعض الصحابة كابن عباس رضي الله عنه تفيد ان الذبيح هو إسماعيل
فقد روي الحاكم بسنده عن بن عباس
انه قال في الذي فداه الله بذبح عظيم قال : هو إسماعيل .
وقال هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه [4]

وقال في غير موضع :
وقد كنت أرى مشائخ الحديث قبلنا وفي سائر المدن التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل وقاعدتهم فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا بن الذبيحين إذ لا خلاف أنه من ولد إسماعيل وأن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب والآن فإني أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال إنه إسحاق فأما الرواية عن وهب بن منبه وهو باب هذه العلوم [5]

قال الامام بن القيم :
وإسماعيل‏:‏ هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم‏.‏
وأمّا القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإِسلام ابن تيمية قدّس اللّه روحه يقول‏:‏ هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكِتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه‏:‏ إن اللّه أمر إبراهيم أن يذبح ابنَه بكره، وفي لفظ‏:‏ وحيده، ولا يشكُّ أهلُ الكِتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده، والذي غرَّ أصحاب هذا القول أن في التوراة التي بأيديهم‏:‏ اذبح ابنك إسحاق، قال‏:‏ وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم، لأنها تناقض قوله‏:‏ اذبح بكرك ووحيدك،ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرف، وأحبوا أن يكون لهم، وأن يسوقوه إليهم، ويختاروه لأنفسهم دون العرب، ويأبى اللَّهُ إلا أن يجعل فضله لأهله‏.‏ وكيف يسوغ أن يُقال‏:‏ إن الذبيح إسحاق، واللّه تعالى قد بشر أم إسحاق به وبابنه يعقوب، فقال تعالى عن الملائكة‏:‏ إنهم قالوا لإِبراهيم لما أتوه بالبشرى‏:‏ ‏{‏لاَ تَخَفْ إِنّا أُرْسِلْنَا إِلَىَ قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 70-71‏]‏ فمحال أن يبشرها بأنه يكون لها ولد، ثم يأمر بذبحه، ولا ريبَ أن يعقوب عليه السلام داخل في البشارة، فَتَنَاوُل البشارة لإِسحاق ويعقوب في اللفظ واحد، وهذا ظاهِر الكلام وسياقُه‏.‏
فإن قيل‏:‏ لو كان الأمر كما ذكرتموه لكان ‏(‏يعقوب‏)‏ مجروراً عطفاً على إسحاق، فكانت القراءة ‏{‏ومن وراء إسحاق يعقوب‏}‏ أي‏:‏ ويعقوب من وراء إسحاق‏.‏ قيل‏:‏ لا يمنع الرفعُ أن يكون يعقوبُ مبشراً به، لأن البشارةَ قول مخصوص، وهي أولُ خبر سارٍّ صادق‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب‏}‏ جملة متضمنة لهذه القيود، فتكون بشارة، بل حقيقة البشارة هي الجملة الخبرية‏.‏ ولما كانت البشارة قولاً، كان موضع هذه الجملة نصباً على الحكاية بالقول، كأن المعنى‏:‏ وقلنا لها‏:‏ من وراء إِسحاق يعقوب، والقائل إذا قال‏:‏ بشرتُ فلاناً بِقُدوم أخيه وَثَقَلِهِ في أثره، لم يعقل منه إلا بشارته بالأمرين جميعاً‏.‏ هذا ممّا لا يستريبُ ذو فهم فيه البتة، ثم يُضعف الجرَّ أمر آَخر، وهو ضعف قولك‏:‏ مررت بزيد وَمِنْ بعده عمرو، ولأن العاطف يقوم مقام حرف الجرِّ،‏.‏فلا يفصل بينه وبين المجرور، كما لا يفصل بين حرف الجار والمجرور‏.‏ ويدل عليه أيضاً أن اللّه سبحانه لما ذكر قصة إبراهيم وابنه الذبيح في سورة ‏(‏الصافات ‏)‏ قال‏:‏ ‏{‏فَلَمّا أَسْلَمَا وَتَلّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدّقْتَ الرّؤْيَا إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلاَمٌ عَلَىَ إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 103-111‏]‏‏.‏ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 112‏]‏‏.‏ فهذه بشارة من اللّه تعالى له شكراً على صبره على ما أُمِرَ به، وهذا ظاهر جداً في أن المبشَّر به غيرُ الأول، بل هو كالنص فيه‏.‏
فإن قيل‏:‏ فالبشارة الثانية وقعت على نبوته، أي‏:‏ لما صبر الأب على ما أُمر به، وأَسلم الولد لأمر اللّه، جازاه اللّه على ذلك بأن أعطاه النُّبوة‏.‏
قيل‏:‏ البشارة وقعت على المجموع‏:‏ على ذاته ووجوده، وأن يكون نبياً، ولهذا نصب ‏(‏نبياً‏)‏ على الحال المقدَّر، أي‏:‏ مقدراً نبوته، فلا يمكن إخراجُ البِشارة أن تقع على الأصل، ثم تخص بالحال التابعة الجارية مجرى الفَضْلَةِ، هذا مُحال من الكلام، بل إذا وقعت البِشارةُ على نبوته، فوقوعها على وجوده أولى وأحرى‏.‏
وأيضاً فلا ريب أن الذبيح كان بمكّة، ولذلك جُعلت القرابينُ يومَ النَّحر بها، كما جُعِل السعيُ بين الصفا والمروة ورمي الجمار تذكيراً لشأن إِسماعيل وأمِّه، وإقامةً لذكر اللّه، ومعلوم أن إسماعيل وأمه هما اللَّذان كانا بمكّة دون إسحاق وأمه، ولهذا اتصل مكانُ الذبح وزمانُه بالبيت الحرام الذي اشترك في بنائه إبراهيم وإسماعيل، وكان النَّحرُ بمكّة مِن تمام حج البيت الذي كان على يد إبراهيم وابنه إسماعيل زماناً ومكاناً، ولو كان الذبح بالشام كما يزعم أهل الكِتاب ومن تلقى عنهم، لكانت القرابين والنَّحر بالشام، لا بمكّة‏.‏
وأيضاً فإن اللّه سبحانه سمى الذبيح حليماً‏.‏ لأنه لا أحلم ممن أسلم نفسه للذبح طاعة لربه‏.‏ ولما ذكر إسحاق سماه عليماً، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مّنكَرُونَ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 24-25‏]‏ إلى أن قال‏:‏ ‏{‏قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 28‏]‏ وهذا إسحاق بلا ريب، لأنه من امرأته، وهي المبشًّرة به، وأمّا إسماعيل، فمن السُّرِّيَّةِ‏.‏ وأيضاً فإنهما بُشِّرا به على الكِبرَ واليَأْسِ من الولد، وهذا بخلاف إسماعيل، فإنه ولد قبلَ ذلك‏.‏
وأيضاً فإن اللّه سبحانه أجرى العادة البشرية أنَّ بكر الأولاد أحبُّ إلى الوالدين ممن بعده، وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه الولد، ووهبه له، تعلقت شُعْبَةٌ من قلبه بمحبته، واللّه تعالى قد اتخذه خليلاً، والخُلة مَنْصِبٌ يقتضي توحيدَ المحبوب بالمحبة، وأن لا يُشارك بينه وبين غيره فيها، فلما أخذ الولدُ شعبةً من قلب الوالد، جاءت غَيْرةُ الخُلة تنتزعها من قلب الخليل، فأمره بذبح المحبوب، فلما أقدم على ذبحه، وكانت محبةُ اللّه أعظمَ عنده من محبة الولد، خَلَصَتِ الخلة حينئذٍ من شوائب المشاركة، فلم يبق في الذبح مصلحة، إذ كانت المصلحةُ إنما هي في العزم وتوطين النفس عليه، فقد حَصَل المقصودُ، فَنُسِخَ الأمر، وَفُدي الذبيح، وَصدَّق الخليلُ الرؤيا، وحصل مراد الرب‏.‏
ومعلوم أن هذا الامتحان والاختبار إنما حصل عند أول مولود، ولم يكن ليحصل في المولود الآخر دون الأول، بل لم يحصل عند المولود الآخر من مزاحمة الخلة ما يقتضي الأمر بذبحه، وهذا في غاية الظهور‏.‏
وأيضاً فإن سارة امرأة الخليل عليه السلام غارت من هاجر وابنها أشد الغيرة، فإنها كانت جارية، فلما ولدت إسماعيل وأَحبَّه أبوه، اشتدت غيرة ‏(‏سارة‏)‏، فأمر اللّه سبحانه أن يُبعد عنها ‏(‏هاجر‏)‏ وابنها، ويسكنها في أرض مكّة لتبرد عن ‏(‏سارة‏)‏ حرارةُ الغيرة، وهذا من رحمته تعالى ورأفته، فكيف يأمره سبحانه بعد هذا أن يذبح ابنها، ويدع ابن الجارية بحاله، هذا مع رحمة الله لها وإبعاد الضرر عنها وجبره لها، فكيف يأمر بعد هذا بذبح ابنها دون ابن الجارية، بل حكمتُه البالغة اقتضت أن يأمر بذبح ولد السُّرِّيَّةِ، فحينئذٍ يرق قلبُ السيدة عليها وعلى ولدها، وتتبدل قسوةُ الغيرة رحمة، ويظهر لها بركة هذه الجارية وولدها، وأن اللّه لا يضيع بيتاً هذه وابنها منهم، وليُريَ عباده جبره بعد الكسر، ولطفه بعد الشدة، وأن عاقبة صبر ‏(‏هاجر‏)‏ وابنها على البُعد والوحدة والغربة والتسليم إلى ذبح الولد آلت إلى ما آلت إليه، من جَعل آثارهما ومواطئ أقدامهما مناسكَ لعباده المؤمنين، ومتعبداتٍ لهم إلى يوم القيامة، وهذه سنته تعالى فِيمَن يُريد رفعه مِن خلقه أن يمنَّ عليه بعد استضعافه وذله وانكساره‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ‏}‏ ‏[‏القصص‏:‏ 5‏]‏ وذلك فضل اللّه يُؤْتيه من يشاء، واللّه ذو الفضل العظيم‏.‏ [6]

____________
[1] كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج 5 ص 137.
[2] مجمع الزوائد ج 3 ص 573 .
[3]الجرح والتعديل ج 6 ص 334 .
[4] المستدرك علي الصحيحين ج 2 ص 652 .
[5] نفس المرجع السابق ص 657 .
[6] زاد المعاد ج 1 ص 63 ، 46 .

إدريسي
2008-08-24, 02:46 AM
جزاك الله خيرا أخي طارق

ذو الفقار
2008-08-24, 11:35 AM
إن المكان الوحيد في القرآن الذي ذُكرت فيه قصة الذبيح هي سورة الصافات ولكن دعونا نوضحها بشيء من التفصيل ...الآيات من سورة الصافات بداية من الآية 99

(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) هنا توجد دعوة من إبراهيم عليه السلام ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) نلاحظ أن البشرى جاءت بناء على دعوة من النبي وأريدكم أن تركزوا على كلمة حليم فهنا الصفات لا تُوضع ارتجالا (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) قال انه سيكون إن شاء الله من الصابرين ونريد التركيز على كلمة الصابرين أيضاً فالأمر يحتاج صبر كما احتاج هذا الموقف أن يكون هذا الغلام حليم فالموقف يحتاج صفة الحلم ولهذا جاءت الآية الكريمة بوصفه أنه حليم (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) الله أكبر .. لو أكمل باقي الآيات لما أكمل كلامه ...تبقى القصة لسيدنا إبراهيم وبعد الغلام وفدائه بشره الله بإسحاق ..... فمن يكون الغلام الأول ؟!! ولماذا لم يعجب سيدنا إبراهيم من هذه البشري الأولى كما عجب في الآيات التي تبش بإسحاق عليه السلام ؟!!! طبعاً ليس عند الكاتب إجابة ولكن سوف أجيب أنا على هذا التساؤل هنا في الآيات ببشارتين الأولى: للغلام العليم الذي كان من الصابرين وهو إسماعيل عليه السلام ولم يكن فيها عجب فهي جاءت تلبية من الله عز وجل لطلب سيدنا إبراهيم بان يهب له ولد من الصالحين ... أما البشارة الثانية فكانت لإسحاق عليه السلام وسوف نجد أنها تستوجب الوقف عندها الآن لأن فيها معجزة وليست إستجابة لدعاء كما حدث في البشارة بإسماعيل عليه السلام ..

قال تعالى فى سورة الحجر الآيات ( 51 – 55 ) (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ)ما صفة الغلام هنا ؟ انه غلام عليم وليس حليم وهنا يستغرب سيدنا إبراهيم من البشارة فهو مسه الكبر وحدوث هذا الشيء يعتبر غير عادي كما سيتضح في قوله تعالى في سورة الذاريات الآيات ( 27 – 30 ) (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)

نلاحظ مرة أخرى ما هي صفة الغلام ؟ .. إنه غلام عليم سبحان الله وماذا كان رد امرأة سيدنا إبراهيم ؟ قالت أنها عجوز وأيضا عقيم .... فالحكم واضح هنا يا من يطلبون الحق .. إنها معجزة .. أن تلد عجوز عقيم وزوجها رجل مسن كما جاء في بشرى زكريا عليه السلام في نبي الله يحي عليه السلام .. (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) سورة مريم الآيتين 7 ، 8 أليست هذه معجزة كتلك ؟!!!

ويقول الله تعالى
(فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) سورة هود الآيات 70 – 72

لكل منصف البرهان الدامغ .. يبشر الله إبراهيم وزوجته بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب إنها بشارة واحدة إسحاق ويعقوب
بشره بالابن وابن الابن ... فكيف يمكن أن يبشر الله بيعقوب ويأمر إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق والبشارة بيعقوب تقتضي أن إسحاق يعيش ويولد له يعقوب ، ولا خلاف بين الناس أن قصة الذبيح كانت قبل ولادة يعقوب، بل يعقوب إنما ولد بعد موت إبراهيم عليه السلام، ؟!!!!

وشاهد أخر هو أن البشارة بالغلام الحليم كانت لإبراهيم عليه السلام فقط والبشارة بإسحاق كانت لإبراهيم عليه السلام وزوجته في جميع المواضع التي ذُكرت

وكنت أشرت إلى قول الذبيح في سورة الصافات ((سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))
لنرى الإشارة مرة أخرى في الآية 85 من سورة الأنبياء (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)

ها هو برهان على أن الذبيح كان إسماعيل وليس إسحاق


ودعونا نرى من كتاب النصارى المسمى بالمقدس من هو الذبيح ...

في قصة الذبيح تقول التوراة في سفر التكوين الإصحاح الثاني والعشرون (1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريّا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك.)

التحريف الواضح في إضافة كلمة إسحاق أثبته بشكل سريع .. هنا النص يقول خذ ابنك وحيدك هذا يعنى أن يأخذ الابن البكر .. فمن هو البكر ؟!!

هل من الممكن أن يكون البكر إسحاق .. بالطبع لا فالبكر هنا هو إسماعيل بن هاجر سيقول القارئ كيف ؟ .... أقول له هو ما نص عليه الكتاب المسمى بالمقدس نفسه فقد جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين (1واما ساراي امرأة ابرام فلم تلد له.وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر 2 فقالت ساراي لابرام هوذا الرب قد امسكني عن الولادة.ادخل على جاريتي.لعلي أرزق منها بنين.فسمع ابرام لقول ساراي 3 فاخذت ساراي امرأة ابرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لاقامة ابرام في ارض كنعان واعطتها لابرام رجلها زوجة له 4 فدخل على هاجر فحبلت.ولما رأت انها حبلت صغرت مولاتها في عينيها .......... 11 وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلّتك.)

إذا المقرر هنا أن أن هاجر بعد ان كانت جارية تزوجها ابراهيم عليه السلام ثم حملت منه وأنجبت اسماعيل قبل أن تنجب زوجته سارة .... فمن يكون البكر عزيزي القاري ؟!!!

أخالك تقول البكر إسماعيل وقد يقول أحدهم ربما كان البكر هو ابن السيدة وليس الجارية هنا أقول له لا يا عزيزي فالكتاب المقدس لم يفرق بين ابن الجارية وابن السيدة وأذكر لك نص منه حتى لا ندع مجال للشك ما جاء فى سفر التثنية الإصحاح الحادي والعشرين (15 اذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والاخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.فان كان الابن البكر للمكروهة 16 فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له ان يقدم ابن المحبوبة بكرا على ابن المكروهة البكر) .... يكفي هذا النص لتفنيد القول السابق ..

نستخلص مما سبق أن الابن البكر كان هو إسماعيل وليس إسحاق وعليه كان الذبيح المذكور نصاً في التوراة هو إسماعيل وليس إسحاق ..



بقلم / ذو الفقار
http://www.albshara.com/vb/showthread.php?t=2949&highlight=%CF%DA%E6%C9+%E1%E1%CA%DD%DF%ED%D1


بارك الله فيك أخي طارق على تعرضك لهذا الأمر

جزاك لله خيراً وأسعدك في الدارين

abcdef_475
2008-08-24, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله اخي الحبيب ادريسي

وجزاك الله خيرا استاذنا الحبيب ذو الفقار علي هذا الرد الرائع
كل عام وحضراتكم بخير

ساجدة لله
2008-10-30, 08:59 AM
أكرمك الله أخي طارق على رد الشبهة وبارك فيك أخي ذو الفقار على مشاركتك القيمة

المؤمن
2008-10-30, 04:15 PM
و الحقيقة ان هناك من الادلة الاخرى فى الكتاب المقدس نفسه ما يدل على ان الذبيح هو اسماعيل بدون لبس و ان اقحام اسم اسحاق كان بغرض انكار نبوة الرسول صلى الله عليه و سلم و لكن بالطبع ان الذى يتلاعب بجزء من الكتاب لا يستطيع ان يخدع الله و لذلك لا زال فى كتبهم ما يتعارض مع ما حرفوه من ان اسحاق هو الذبيح و نستطيع القاء الضوء على ما يلى :

1- ان النصوص السابقة فى الكتاب المقدس و التى ذكرت قبل ولادة اسحق و بعد ولادته مباشرة يبشر الله فيها ابراهيم بان نسل اسحق سيباركه الرب و يثمره أى ان اسحق سيعيش و سيكون له نسل فكيف يقول الرب هذا لابراهيم قبل ولادة الطفل ثم يطلب منه ذبحه بعد ذلك فما هو الاختبار اذا ان ابراهيم يعلم من الله سابقا ان نسل اسحق سيكثر و يباركه الرب أى انه لن يمكن ان يموت ؟؟ وو عد الله حق لا يتبدل و لا يتغير ؟؟ و هذه هى النصوص

التكوين 17: 18-22
18 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ ِللهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!». 19 فَقَالَ اللهُ: «بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20 وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيرًا جِدًّا. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسًا يَلِدُ، وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21 وَلكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الآتِيَةِ». 22 فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ صَعِدَ اللهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ.

وهنا كلام الرب كان قبل ولادة اسحق لان ابراهيم خاطب الرب عندما كان عمر اسماعيل 13 سنة بقوله انه يأمل ان يعيش اسماعيل فبشره الرب ان سارة أيضا ستلد فى نفس الوقت من العام القادم و هذا ما يثبت أن عمر اسماعيل أثناء هذا الحوار كان 13 سنه كما أخبره انه سيبارك نسل المولود القادم اسحق أى سيعيش و ذلك يثبت ان قصة اختبار الذبح كانت قد تمت و انتهت قبل ولادة اسحق بالفعل .

2- كما ان الرب قال عن سيدنا اسماعيل انه سيباركه أيضا و يثمره و يجعله امة كبيرة، أنظر العدد 20 ، فكيف يقول الله عن اسماعيل هذا الكلام و يباركه اذا كان لا يعترف به؟
و لكن تحريف اليهود و المسيحيين ينكرون ان اسماعيل نبى و بالتالى ينكرون نبوة سيدنا محمد و يعتبرون ان اسحق فقط هو النبى ..و هذه سقطة اخرى من التحريف الذى اعماهم الله عنه فكيف يبارك الله فى أمة الا اذا كانت فيها النبوة فلا يعقل ان تكون امة كافرة و يصفها الله بانه يباركها و يثمرها ؟؟
كما يؤكد كلام الرب أيضا ان اختبار الذبح كان قد تم و انتهى لانه أخبر ابراهيم ان اسماعيل أيضا سيعيش و يثمر نسله.

3- فى سفر التكوين الاصحاح 22 فى الاعداد من 15 الى 18 ففى هذه النصوص يتحدث الله الى سيدنا ابراهيم بقوله :

انه سيكافئه لانه التزم بتعليمات الله و هم بذبح ابنه الوحيد و لذلك فقال الله له انه سيبارك نسله ويكثره كعدد نجوم السماء و كعدد الرمل على شاطىء البحر البحر وأن نسله سيرث باب أعدائه .

وهذه هى النصوص

15 وَنَادَى مَلاَكُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ 16 وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، 17 أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، 18 وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».و النقطة الهامة هنا هى النص الاتى:

وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، "

فهذه اشارة صريحة ووعد من الله بانتقال النبوة الى نسل الذبيح الذى هو اسماعيل لانه هو المعنى بكلام الله فى هذا النص حيث لم يكن اسحق قد ولد و ليس له ذكر ومعنى مباركة الله له و لنسله و انه سيرث باب اعدائه هى اشارة مؤكدة كما سبق على انتقال النبوة الى نسل اسماعيل و بالتالى الرسول صلى اله عليه و سلم وعليه

فاذا كان الذبيح هو اسماعيل فهذه مصيبة عليهم لان ذلك ينقض كل الديانة الهودية و المسيحية المبنية على انكار نبوة الرسول فكان لابد من وضع و اقحام اسم اسحق حتى يظل انكار نبوة الرسول عليه الصلاة و السلام قائما و لكن بالطبع المحرف لا يمكن ان يخدع الله و ظل فى كتبهم ما يفضح هذا التزوير.

ذو الفقار
2008-10-31, 03:21 AM
مشاركة قيمة أخي المؤمن بارك الله فيك