المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إكرام الضيف- من أحاديث الحبيب المصطفي, صلى الله عليه وسلم



الصفحات : [1] 2

أمـــة الله
2008-10-06, 11:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه، أن رســول الله قــال: { مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }. [رواه البخاري:6018، ومسلم:47

الشرح
هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة:

الأول: إكرام الجار فإن الجار له حق، قال العلماء: إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق: الجوار والإسلام والقرابة، وإن كان مسلماً غير قريب فله حقان: وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار.

الثاني: وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر، فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت.

ففي هذا الحديث من الفوائد: وجوب إكرام الجار فيكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له، فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن، لقول النبي : { والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن }
قالوا من يا رسول الله ؟ قال: { من لا يأمن جاره بوائقه }.

أمـــة الله
2008-10-06, 11:22 PM
إكرام الضيف



إن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون،واتصف بها الأجواد كرام النفوس، فمَنْ عُرِفَ بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة، وعُلُوِّ المكانة، وانقاد له قومُه، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام، إلا كان من كمال سُؤدده إطعام الطعام، وإكرام الضيَّف، كما قال ابن حِبَّان يرحمه الله:


"والعرب لم تكن تعدُّ الجودَ إلا قِرَى الضَّيف، وإطعام الطعام، ولا تعدُّ السَّخيَّ من لم يكن فيه ذلك".


وقد حثَّنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على إكرام الضيف؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه" [رواه البخاري ومسلم].


وعن أبي شُرَيحٍ خُويْلد بن عمرو رضي الله عنه قال: أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتْهُ أذناي حين تكلم به، قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ"، قالوا: وما جائزتُه؟ قال: "يومٌ وليلةٌ، والضيافة ثلاثة أيام، وما كان بعد ذلك فهو صدَقةٌ عليه" [رواه البخاري ومسلم].


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك فقال: "ما من الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه، فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل في غنمه يقري ضيفَهُ ويؤدِّي حقَّهُ" [رواه أحمد في مسنده بإسناد صحيح].


فانظر إلى هذا الكرم كيف رفع منزلة أهل هذا البيت حتى أخبر الله نبيه خبرهم وعجب من صنيعهم!!.


قال الشاعر:


أولئك قومٌ إن بنـوا أحسنـوا البِنَا *** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدُّوا


وإن كانت النعماءُ فيهم جزَوا بها *** وإن أنعموا لا كـدَّروها ولا كـدُّوا


وعلى المضيف عدم احتقار القليل، بل يجود بالموجود ولو بشق تمرة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن احتقار القليل.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا نساء المسلمات، لا تحقرنّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسنَ شاةٍ".


وعنصر قِرَى الضيف هو تركُ استحقار القليل، وتقديم ما حضر للأضياف؛ لأن من حقر منع من إكرام الضيف بما قدر عليه، وترك الادخار عنه، وقد سئل الأوزاعيُّ – رحمه الله – ما إكرامُ الضيف؟ قال: طلاقةُ الوَجْهِ، وطيبُ الكلام".



فانظر – أخي العزيز – إلى فقه هذا الإمام الذي جعل إكرام الضيف في طلاقة الوجه، وطيب الكلام، وقارن ذلك بحال أهل زمانك، فالضيافة عند أكثرهم هي بتكثير الطعام، حتى إنك تجد كثيرًا من الناس من يمتنع عن القِرَى لعدم وجود اللحم في حال وجود الضيف، والقاصد لوجه الله يجود بالموجود، ولا يتكلف التكلف الذي هو فوق الطاقة، وأما ما دون ذلك فلا بأس به، بل هو محمودٌ لقول الله سبحانه وتعالى – في شأن إبراهيم خليله لما أتاه الأضياف – {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [الذرايات:26]. وقال تعالى: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود:69].



ومن تمام الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك، وتظهر له البشر، وأن تلاطفَهُ بحسن الحديث، وتشكرَه على تفضله ومجيئه، وتقوم بخدمته، وتظهر له الغِنى وبشاشةَ الوجه؛ فقد قيل: البشاشة في الوجه خير من القرى، وقد نظم بعضهم هذا الكلام بأبيات فقال:


قال ابن حبان يرحمه الله: "ومن إكرام الضيف طيبُ الكلام، وطلاقة الوجه، والخدمةُ بالنفس فإنه لا يَذِلُّ من خدَم أضيافه، كما لا يعِزُّ من استخدمهم، أو طلب لِقرَاه أجرًا".


وكرام الناس وسادتهم يقضون هذا الحق، فيقبلون على ضيوفهم، ويرفعون من قدرهم، ويُعلون من منزلتهم، والتقربُ تجمُّلُ الحديث، والبسطُ ، والتأنيسُ ، والتلقّي بالبشر من حقوق القِرَى ، ومن تمام الإكرام.


وقالوا: "من تمام الضيافة الطلاقة عند أوَّلِ وهْلَةٍ، وإطالةُ الحديث عند المأكلة".
وقال حاتم الطائي:


سَلِي الجـائـعَ الغَرْشـان يا أُمَّ مُنـذرِ *** إذا ما أتـاني بَين ناري ومجْـزري


هل أبسطُ لـه وجُهي إنـه أولُ القِرَى *** وأبـذل معـروفـي له دُونَ مُنْكَري



وإذا كان معك أكثر من ضيف، فأقبل على كُلِّ واحدٍ منهم بوجهك، ولا تخصَّ أحدًا دون الآخر بحديثك، أو شيء من ضيافتك،
وحاول أن تلتمس رضى كل واحد منهم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس لضيوفه، فقد كان يعطي كل واحدٍ من ضيوفه نصيبَهُ، ولا يحسبُ ضيفُهُ أن أحدًا أكرمُ عليه منه.


قال الشاعر:


أتاك رســول المكْــرُمـات مسـلمًا *** يـريــد رســـول اللــه أعـظــمَ مُـتَّـقـي


فأقبل يسـعى في البساط فما دَرَى *** إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يَرتقي


واعلم – أخي في الله – أن العبوس وإبداء الضيق، وكثرةَ الدخول والخروج لغير حاجة، ونهر الأطفال أو الخادم بحضرة الضيوف – دليل الشُّحِّ، وأمارةُ البخل، والموتُ خيرٌ من إجابة دعوة بخيل، كما قيل:


وللمـوتُ خيرٌ من زيارة باخلٍ *** يلاحظُ أطرافَ الأكيـلِ على عَمـدِ


رزقنا الله وإياكم نفوسا كريمة سخية ، ووجوها باسمة ندية ، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأجواد سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


المصدر:


(الشبكة الإسلامية) (http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=135660)

التوحيد
2008-10-06, 11:25 PM
بارك الله فيك أخت نورا

ونعم المعلم رسول الله, للأسف وضع الناس والجيران في هذا الزمن يرثى له الا من رحم ربي.

أمـــة الله
2008-10-06, 11:46 PM
بارك الله فيك أخت نوراوفيكم بارك الله أخي التوحيد


ونعم المعلم رسول الله, للأسف وضع الناس والجيران في هذا الزمن يرثى له الا من رحم ربي.نعم مع الأسف الشديد حالنا في هذا الزمن محزن جداً
إكرام الضيف من شيم الفضلاء ومكارم الأخلاق و سنن الأنبياء .

قد ضرب لنا القرآن الكريم مثالاً يحتذى به ألا وهو سيدنا إبراهيم فقد مدح الله تعالى حرصه الشديد على إكرام الضيف فيقول تعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ"( الذاريات 24-27 )


تشرفت بمرورك الطيب أخي التوحيد

ronya
2008-10-07, 10:37 AM
جزاكِ الله خيراً أختي الغالية نورا جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
والله الإنسان لا يمل من قراءة هذه السيرة العطرة

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبنا وعيوننا بأبي أنت وأمي يا رسول الله
يا خير البشر يا أشرف وأطهر واعظم الناس كل لحظة من حياتي أذكرك الله سبحانه وتعالى يقول:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } الأحزاب 21.
لقد علمنا الرحمة والعدل والتسامح ومعاملة الناس بخلق حسن علمنا أن نحترم جميع الأنبياء عليهم السلام

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أغلى الرجال وأطهر وأفضل البشر
حبك يا حبيبي يا رسول الله يجري في شرايين قلبي
فداك روحي وامي وأبي وأخواتي ومالي وكل شيء

إن كان أحببت بعد الله مثله في
بدو وحضر ومن عرب ومن عجم
فلا اشتفى ناظري من منظر حسن
ولا تفوّه بالقول السديد فمي

اللهم أحشرنا مع الأنبياء والصدقين والصالحين وما ذالك على الله بعزيز

جزاك الله خيراً غاليتي

أمـــة الله
2008-10-08, 05:43 PM
جزاكِ الله خيراً أختي الغالية نورا جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة جزانا الله وإياكم الجنان غاليتي رانيا
أسأل الله أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجه الله

والله الإنسان لا يمل من قراءة هذه السيرة العطرة نعم صحيح سيرته العطرة الطيبة الطاهرة لا يمل القارئ من قراءتها أبداً
عليك صلوات ربي وسلامه يا سيدنا وتاج رؤوسنا

اللهم أحشرنا مع الأنبياء والصدقين والصالحين وما ذالك على الله بعزيز آآمين
اللهم أرزقنا صحبة رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى
وأسقنا من يده الشريفة الطاهرة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا
تشرفت بمرورك العطر غاليتي مشكورة على الإضافة الطيبة والقيمة

زنبقة الاسلام
2008-10-26, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير أختي الحبيبة نورا وجعله الله في موازين حسناتك
فعلا اين نحن من تعاليم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

الهزبر
2008-10-26, 11:07 PM
السلام عليكم


بورك فيك وجزاك الله خيرا

أمـــة الله
2008-10-26, 11:24 PM
غاليتي زنبقة الإسلام جزانا الله وإياكم الجنان
جعل الله أعمالنا جميعاً في ميزان حسناتنا

أخي الكريم الهزبر وفيكم بارك الله وجزانا الله وإياكم الجنة
تشرفت بمروركم الطيب إخوتي الأفاضل

عزتي بديني
2008-10-27, 02:10 PM
http://www.albshara.com/