المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجويد للإسناد أو تدليس التسوية



أبوسفيان الإسماعيلي
2008-11-19, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد أكتب هذا الموضوع للمرة الثانية لأنني لا أعلم تم أرساله أم لا وشكرا
مفهومه : كما ذكر الحافظ العلائي والحافظ ابن الصلاح :
هو أن يروى المدلس حديثا في إسناده (ضعيف أو صغير السن ) بين ثقتين أحدهما يروي عن الآخر فيسقط الضعيف أو صغير السن ويجعل بين ثقتين عبارة موهمة فيستوي الإسناد كله ثقات بحسب الظاهر لمن يخبر هذا الشأن .
وعرفه الحافظ العراقي في فتح المغيث: بقوله "أن يروى أي المدلس حديثا عن شيخ ثقة وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول فيسقط الضعيف الذي في السند ويجعل الحديث عن شيخة الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات ويبدو الإسناد بذلك صحيحا أو على الأقل حسنا .
وكان المتقدمون يسمونه "تجويدا" فيقولون جوده فلان أي ذكر من فيه من الأجواد وحذف غيرهم وصير الإسناد النازل عاليا .
وكان ابن القطان يسميه "تسويه" بدون لفظ التدليس فيقول سواه فلان وهذه تسوية .
موقف العلماء من هذا النوع من التدليس :
هذا النوع من التدليس مذموم من قبل جمهور العلماء وعدوه أفحش أنواع التدليس وشرها مطلقا ولذلك نهوا عنه ونبهوا على المعروفين به وحذروا من أحاديثهم التي دلسوها و قال العراقي ( هو قدح فيمن تعمد فعله )
وقال البقاعي: سألت شيخنا ( يريد ابن حجر ) هل تدليس التسوية جرح قال لا شك أنه جرح فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور فقلت كيف يوصف به الثوري والأعمش مع جلالتهما فقال أحسن ما يعتذر به في هذا الباب أن مثلهما لا يفعل ذلك إلا في حق من يكون ثقة عنده ضعيفا عند غيره قال الحافظ ابن حجر لأن الثوري والأعمش لم يدلسا عن الضعفاء والمتروكين .
وممن عرف عنه هذا النوع من التدليس :
1- بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي الحمصي روى له البخاري تعليقا وروى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
قال أبو مسهر : "أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية "
2- الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي . روى له أصحاب السنن الأربعة
قال أو مسهر : كان يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم
وقال صالح جزرة : سمعت الهيثم بن خارجة يقول قلت للوليد بن مسلم قد أفسدت حديث الأوزاعي قال كيف قلت تروي عن الأوزاعي عن نافع وعن الأوزاعي عن الزهري وعن الأوزاعي عن يحيي بن سعيد وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع (عبد الله بن عامر الأسلمي) وبينه وبين الزهري ( أبا الهيثم قرة بن موسى ) قال
أنبل ( أي أرفع مكانته ) الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء قلت فإذا روى عن هؤلاء وهم ضعفاء أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي .
وفحش هذا التدليس أكبر إذا كان الساقط من الإسناد كذابا أو وضاعا ولذلك نهى عنه يحيي بن معين وقال " لا يفعل لعل الحديثص عن كذاب ليس بشئ فإذا هو قد حسنه وثبته "
" كتيه "
( أبو سفيان الإسماعيلي الأثري السلفي )