المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اخترت لكم 2



الصفحات : [1] 2

الهزبر
2007-11-11, 10:11 PM
السلام عليكم

للشاعر ابي ذؤيب الهذلي.




أَمِـنَ المَنـونِ وَريبِهـا تَتَوَجَّـعُ=وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجـزَعُ
قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِـكَ شاحِبـاً=مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثـلُ مالِـكَ يَنفَـعُ
أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِـمُ مَضجَعـاً=إِلّا أَقَضَّ عَلَيـكَ ذاكَ المَضجَـعُ
فَأَجَبتُهـا أَن مـا لِجِسمِـيَ أَنَّـهُ=أَودى بَنِيَّ مِـنَ البِـلادِ فَوَدَّعـوا
أَودى بَنِـيَّ وَأَعقَبونـي غُصَّـةً=بَعـدَ الرُقـادِ وَعَبـرَةً لا تُقلِـعُ
سَبَقوا هَـوَىَّ وَأَعنَقـوا لِهَواهُـمُ=فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنـبٍ مَصـرَعُ
فَغَبَرتُ بَعدَهُـمُ بِعَيـشٍ ناصِـبٍ=وَإَخـالُ أَنّـي لاحِـقٌ مُستَتبَـعُ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِـعَ عَنهُـمُ=فَـإِذا المَنِيِّـةُ أَقبَلَـت لا تُـدفَـعُ
وَإِذا المَنِيَّـةُ أَنشَبَـت أَظفارَهـا=أَلفَيـتَ كُـلَّ تَميمَـةٍ لا تَنـفَـعُ
فَالعَيـنُ بَعدَهُـمُ كَـأَنَّ حِداقَهـا=سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عـورٌ تَدمَـعُ
حَتّـى كَأَنّـي لِلحَـوادِثِ مَـروَةٌ=بِصَفا المُشَرَّقِ كُـلَّ يَـومٍ تُقـرَعُ
لا بُدَّ مِن تَلَـفٍ مُقيـمٍ فَاِنتَظِـر=أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
وَلَقَـد أَرى أَنَّ البُكـاءَ سَفاهَـةٌ=وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِـن يَفجَـعُ
وَليَأتِيَـنَّ عَلَيـكَ يَـومٌ مَــرَّةً=يُبكـى عَلَيـكَ مُقَنَّعـاً لا تَسمَـعُ
وَتَجَلُّـدي لِلشامِتـيـنَ أُريـهِـمُ=أَنّي لَرَيبِ الدَهـرِ لا أَتَضَعضَـعُ
وَالنَفـسُ راغِبِـةٌ إِذا رَغَّبتَـهـا=فَـإِذا تُـرَدُّ إِلـى قَليـلٍ تَقـنَـعُ
كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَـوى=باتوا بِعَيـشٍ ناعِـمٍ فَتَصَدَّعـوا
فَلَئِن بِهِم فَجَـعَ الزَمـانُ وَرَيبُـهُ=إِنّـي بِأَهـلِ مَوَدَّتـي لَمُفَـجَّـعُ
وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ=في رَأسِ شاهِقَـةٍ أَعَـزُّ مُمَنَّـعُ
وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ=جَونُ السَراةِ لَـهُ جَدائِـدُ أَربَـعُ
صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّـهُ=عَبـدٌ لِآلِ أَبـي رَبيعَـةَ مُسبَـعُ
أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتـهُ سَمحَـجٌ=مِثلُ القَنـاةِ وَأَزعَلَتـهُ الأَمـرُعُُ
بِقَـرارِ قيعـانٍ سَقاهـا وابِــلٌ=واهٍ فَأَثجَـمَ بُـرهَـةً لا يُقـلِـعُ
فَلَبِثنَ حينـاً يَعتَلِجـنَ بِرَوضَـةٍ=فَيَجِدُّ حيناً في العِـلاجِ وَيَشمَـعُ
حَتّى إِذا جَزَرَت مِيـاهُ رُزونِـهِ=وَبِـأَيِّ حيـنِ مِـلاوَةٍ تَتَقَـطَّـعُ
ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقـى أَمـرَهُ=شُـؤمٌ وَأَقبَـلَ حَيـنُـهُ يَتَتَـبَّـعُ
فَاِفتَنَّهُـنَّ مِـن السَـواءِ وَمـاؤُهُ=بِثـرٌ وَعانَـدَهُ طَريـقٌ مَهـيَـعُ
فَكَأَنَّهـا بِالجِـزعِ بَيـنَ يُنابِـعٍ=وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ
وَكَأَنَّـهُـنَّ رَبـابَـةٌ وَكَـأَنَّــهُ=يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصـدَعُ
وَكَأَنَّمـا هُـوَ مِـدوَسٌ مُتَقَلِّـبٌ=في الكَفِّ إِلّا أَنَّـهُ هُـوَ أَضلَـعُ
فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الض=ضُرَباءِ فَـوقَ النَظـمِ لا يَتَتَلَّـعُ
فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بـارِدٍ=حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ
فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعـنَ حِسّـاً دونَـهُ=شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ
وَنَميمَـةً مِـن قانِـصٍ مُتَلَبِّـبٍ=في كَفِّهِ جَـشءٌ أَجَـشُّ وَأَقطُـعُ
فَنَكِرنَهُ فَنَفَـرنَ وَاِمتَرَسَـت بِـهِ=سَطعاءُ هادِيَـةٌ وَهـادٍ جُرشُـعُ
فَرَمى فَأَنفَذَ مِـن نَجـودٍ عائِـطٍ=سَهماً فَخَـرَّ وَريشُـهُ مُتَصَمِّـعُ
فَبَـدا لَـهُ أَقـرابُ هـذا رائِغـاً=عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَـةِ يُرجِـعُ
فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّـاً مِطحَـراً=بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيـهِ الأَضلُـعُ
فَأَبَدَّهُـنَّ حُتوفَـهُـنَّ فَـهـارِبٌ=بِذَمائِـهِ أَو بـارِكٌ مُتَجَعـجِـعُ
يَعثُرنَ في حَـدِّ الظُبـاتِ كَأَنَّمـا=كُسِيَت بُرودَ بَنـي يَزيـدَ الأَذرُعُ
وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ=شَبَـبٌ أَفَزَّتـهُ الكِـلابُ مُـرَوَّعُ
شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُـؤادَهُ=فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفـزَعُ
وَيَعوذُ بِالأَرطـى إِذا مـا شَفَّـهُ=قَطـرٌ وَراحَتـهُ بَلِيـلٌ زَعـزَعُ
يَرمي بِعَينَيـهِ الغُيـوبَ وَطَرفُـهُ=مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ مـا يَسمَـعُ
فَغَـدا يُشَـرِّقُ مَتنَـهُ فَبَـدا لَـهُ=أَولـى سَوابِقَهـا قَريبـاً تـوزَعُ
فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَـدَّ فُروجَـهُ=غُبرٌ ضَـوارٍ وافِيـانِ وَأَجـدَعُ
يَنهَشنَـهُ وَيَذُبُّـهُـنَّ وَيَحتَـمـي=عَبلُ الشَـوى بِالطُرَّتَيـنِ مُوَلَّـعُ
فَنَحـا لَهـا بِمُذَلَّقَـيـنِ كَأَنَّـمـا=بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَـدَّحِ أَيـدَعُ
فَكَـأَنَّ سَفّودَيـنِ لَمّـا يُقـتَـرا=عَجِلا لَهُ بِشَـواءِ شَـربٍ يُنـزَعُ
فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبـارِ وَجَنبُـهُ=مُتَتَرِّبٌ وَلِكُـلِّ جَنـبٍ مَصـرَعُ
حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَـةً=مِنها وَقـامَ شَريدُهـا يَتَضَـرَّعُ
فَبَـدا لَـهُ رَبُّ الكِـلابِ بِكَـفِّـهِ=بيضٌ رِهـافٌ ريشُهُـنَّ مُقَـزَّعُ
فَرَمى لِيُنقِـذَ فَرَّهـا فَهَـوى لَـهُ=سَهـمٌ فَأَنفَـذَ طُرَّتَيـهِ المِنـزَعُ
فَكَبا كَمـا يَكبـو فِنيـقٌ تـارِزٌ=بِالخُبـتِ إِلّا أَنَّـهُ هُـوَ أَبــرَعُ
وَالدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَدَثانِـهِ=مُستَشعِـرٌ حَلَـقَ الحَديـدِ مُقَنَّـعُ
حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُـهُ=مِن حَرِّها يَـومَ الكَريهَـةِ أَسفَـعُ
تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِـمُ جَريُهـا=حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخـوٌ تَمـزَعُ
قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَهـا=بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيهـا الإِصبَـعُ
مُتَفَلِّـقٌ أَنساؤُهـا عَـن قـانِـيٍ=كَالقُرطِ صاوٍ غُبـرُهُ لا يُرضَـعُ
تَأبى بِدُرَّتِها إِذا مـا اِستُكرِهَـت=إِلّا الحَمـيـمَ فَـإِنَّـهُ يَتَبَـضَّـعُ
بَينَنـا تَعَنُّقِـهِ الكُمـاةَ وَرَوغِـهِ=يَوماً أُتيـحَ لَـهُ جَـرىءٌ سَلفَـعُ
يَعدو بِهِ نَهِـشُ المُشـاشِ كَأَنّـهُ=صَدَعٌ سَليـمٌ رَجعُـهُ لا يَظلَـعُ
فَتَنادَيـا وَتَواقَـفَـت خَيلاهُـمـا=وَكِلاهُمـا بَطَـلُ اللِقـاءِ مُخَـدَّعُ
مُتَحامِيَيـنِ المَجـدَ كُـلٌّ واثِـقٌ=بِبَلائِـهِ وَاليَـومُ يَـومٌ أَشـنَـعُ
وَعَلَيهِمـا مَسرودَتـانِ قَضاهُمـا=داودٌ أَو صَنَـعُ السَوابِـغِ تُـبَّـعُ
وَكِلاهُمـا فـي كَفِّـهِ يَزَنِـيَّـةٌ=فيهـا سِنـانٌ كَالمَنـارَةِ أَصلَـعُ
وَكِلاهُمـا مُتَوَشِّـحٌ ذا رَونَــقٍ=عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَـةَ يَقطَـعُ
فَتَخالَسـا نَفسَيهِـمـا بِنَـوافِـذٍ=كَنَوافِـذِ العُبُـطِ الَّتـي لا تُرقَـعُ
وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَـةَ ماجِـدٍ=وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئـاً يَنفَـعُ


الى اللقاء في الاسبوع القادم.

تحياتي.

أمـــة الله
2007-11-11, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سلمت اناملك اخي الهزبر على الاختيار الرائع

جميلة جدا

شكرا لك في انتظار المزيد

الهزبر
2007-11-12, 12:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلم تشجيعك لنا اخت نورا جزاك الله خيرا.

تحياتي

ذو الفقار
2007-12-16, 10:54 PM
لا حرمنا الله قلمك يا هزبر
قد مر الاسبوع وفى انتظار احد روائعك

ossama
2007-12-17, 01:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي الهزبر . . . حقا أنها لقصيدة جميله سلمت يداك .

عادل محمد
2007-12-17, 02:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حاولت أن أقتبس بعض الأبيات فلم أقدر فكلما نسخت بيتا أعجبني بهرني بيت أخر ،هكذا بين أطايب الكلمات وعذبها حتى ذبت في جو القصيدة التي ترابطت معانيها وشكلت نقشا باهرا من المعاني، قد أخذنا أستاذنا الفاضل صاحب الذوق والحس الرفيع الهزبر بهذه القصيدة لشاعر ابي ذؤيب الهذلي إلى واحدة من أروع قصائده وهذا ليس بغريب عن ذواق للحروف مثله ، فلا عدمنا هذا الذوق ولا عدمنا هذه الإطلالة الفريدة ولا عدمنا هذا الحضور الطيب العطر ...

ossama
2007-12-17, 03:13 AM
فلا عدمنا هذا الذوق ولا عدمنا هذه الإطلالة الفريدة ولا عدمنا هذا الحضور الطيب العطر ...

اللهم أمين . . . أخي أبو البراء أحسنت ردا وجزاك الله خيرا علي دعائك . . بارك الله فيك .

حقا أن اخانا الهزبر لذواق للحروف مبرها بالمعاني . . حفظه الله .

الهزبر
2007-12-18, 03:20 AM
السلام عليكم.

اخوتي في الله

ذو الفقار

ابو البراء الفتى

بيبرس

بارك الله فيكم على التشجيع وعلى الحرص على مكاسب الاخوة التي حققناها في المنتدى.

قريبا باذن الله ساواصل في السلسلة

تحياتي

أسد الإسلام
2007-12-18, 09:03 AM
رائع ومتألق دائما أخي الهزبر:loool:

سلمت أناملك:41:

في انتظار المزيد:wink:

الهزبر
2007-12-18, 03:22 PM
رائع ومتألق دائما أخي الهزبر:loool:

سلمت أناملك:41:

في انتظار المزيد:wink:

بوركت من بدر ينير المنتدى اين ما حل.

تحياتي