المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة أطلب الإجابة عليها ..



الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7

نجيب السيد محمد
2008-12-10, 02:45 PM
لكي تدعو ملحداً إلى الإسلام لابد أن تجيب على الكثير من أسئلته.
من هذه الأسئلة مثلاً - وقد سئلتها من أحدهم-:
1- ماذا يعني وجود حفريات تعود لملايين السنين بحيث تصبح بداية الخلق كما صورتها الأديان غير صحيحة؟.
2- كيف يصعد نبي الإسلام إلى السماوات العلى تسع مرات لكي يخفف من الصلاة إلى أن أصبحت خمس صلوات في اليوم بدلاً من خمسين صلاة ثم يأتي هو بصلوات أخرى تفوق المفروض من الله نفسه؟ فإن قلت هذه سنن لك أن تفعلها فتستزيد من الخير ولك أن تتركها غير آثم، قال لك: إذا ما معنى قول نبيكم: من لم يصلّ سنتي فليس من أمتي؟ فهنا أصبحت كل الصلوات مفروضة!.
هذا على سبيل المثال.. فكيف نرد على ذلك؟.

ذو الفقار
2008-12-10, 02:58 PM
هذا على سبيل المثال.. فكيف نرد على ذلك؟.

أخي الكريم

هل تسألنا أم تختبرنا ؟

أبوحمزة السيوطي
2008-12-10, 03:09 PM
بعد إذن أستاذنا ذو الفقار نجيب الأستاذ نجيب بفضل الله ...


1- ماذا يعني وجود حفريات تعود لملايين السنين بحيث تصبح بداية الخلق كما صورتها الأديان غير صحيحة؟.


أما الاسلام فلم يتطرق من قريب أو بعيد لهذه الجزئية ...


- كيف يصعد نبي الإسلام إلى السماوات العلى تسع مرات لكي يخفف من الصلاة إلى أن أصبحت خمس صلوات في اليوم بدلاً من خمسين صلاة ثم يأتي هو بصلوات أخرى تفوق المفروض من الله نفسه؟ فإن قلت هذه سنن لك أن تفعلها فتستزيد من الخير ولك أن تتركها غير آثم، قال لك: إذا ما معنى قول نبيكم: من لم يصلّ سنتي فليس من أمتي؟ فهنا أصبحت كل الصلوات مفروضة!.


أما هذه المقولة ((من لم يصل سنتي .... )) فليست حديثا ولم يتكلم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم
وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه :
أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني ما فرض الله علي من الصيام ، فقال : شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ، فقال : فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام ، قال : والذي أكرمك ، لا أتطوع شيئا ، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق ، أو : دخل الجنة إن صدق .
الراوي: طلحة بن عبيدالله التيمي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1891
خلاصة الدرجة: [صحيح]

وإن العاقل يعلم أن التطوعات هي للمسلم وليست عليه لأنها تجبر ما انتقص من صلواته المفرضة عليه وهذا رحمة من الله بنا { قل كل من عند الله } وما ينطق رسول الله عن الهوى إن هو إلا وحي .
فما من فرض ولا سنة ولا واجب ولا تطوع نص القرآن عليه أوصح فيما روي عن رسول الله إلا وهو من الله { ومن يطع الرسول فقد أطاع الله }

مهندس احمد امام
2008-12-10, 03:21 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


1- ماذا يعني وجود حفريات تعود لملايين السنين بحيث تصبح بداية الخلق كما صورتها الأديان غير صحيحة؟.

علم الحفريات علم كبير اخى الفاضل و يمكننا الحديث عنه كثيرا و لا يسعنا المجال هنا فى طرح كل ما يلقيه علينا علم الحفريات , و رغم كل ذلك بعلماء الحفريات انفسهم لا يقولون بمثل هذا الكلام فكل ما يتوصلون اليه هو ترجيح لبعض النظريات و هدم لبعض النظريات فى وقت اكتشاف معين قد ينتهى هذا الكشف بعد عشر سنين مثلا الى هدم المعتقد الذى ساد قبل هذا الكشف و الاعتقاد فى امر جديد سيتم هدمه بعلم الحفريات عما قريب و هذا اولا , ثانيا : ان علم الحفريات و الذى يستشهد به اغلب اللادينيين لا يقف بجانبهم فى اثبات اغلب نظرياتهم عن تطور الحياه على سطح الارض , و على سبيل المثال فحين خرج على العالم كتاب " اصل الانواع " للعالم تشارلز داروين فقد لاقى استحسانا من بعض الطوائف و لاقى هجوما اخر من علماء اخرين , المهم ان المآخذ على نظرية داروين لاصل الكائنات على سطح الارض لها ما يهمها اكثر بكثير مما يثبتها . و على سبيل المثال مثلا اننا لانزال نجد بعض الانواع مثل القرده و الشامبنزى ما تزال على حالها منذ قديم الاذل و لم ينلها التطور الذى اشارلت اليه نظرية داروين . فى حين ان اغلب الحفريات تؤكد ان الانسان الاول بتركيبه الجسمانى هو نفسه تركيب الانسان فى نيويورك فى القرن العشرين هو نفسه الانسان الفرنسى فى باريس ابان الثوره الصناعيه هو نفسه الفلاح المصرى فى العصر الفرعونى , فكل خصائص الانسان واحده لم تتغير عبر الزمن و عبر المكان . اتمنى ان تكون الفكره قد وصلت بسهوله لان المجال لا يتسع لذكر الموضوع بشكل مفصل .


الجزئيه الاخرى اجاب عنها اخى الحبيب و استاذى ابو حمزه السيوطى بارك الله لنا فيه .

نجيب السيد محمد
2008-12-10, 03:23 PM
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَقَالَ : لَكِنِّي أَنَا أُصَلِّي , وَأَنَامُ , وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ , وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ , فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

ذو الفقار
2008-12-10, 03:24 PM
مهلاً اخوتي الكرام

أريد من الأخ نجيب إجابة أولا على سؤالي أعلاه

نجيب السيد محمد
2008-12-10, 03:40 PM
يا أخي ذو الفقار
أنا لا أختبر ولا أسأل
أنا قلت إنني سئلت بعض الأسئلة من أحد الملحدين ونقلت للمنتدى سؤالين منها لأنني لم أجد إجابة عندي. وقلت لعلني أجد إجابة فأستفيد.

ذو الفقار
2008-12-10, 04:02 PM
أنا قلت إنني سئلت بعض الأسئلة من أحد الملحدين ونقلت للمنتدى سؤالين منها لأنني لم أجد إجابة عندي. وقلت لعلني أجد إجابة فأستفيد.


حياك الله ونجيبك عما سألت بعون الله
ولنتناول الأمر نقطة تلو الأخرى

بالنسبة لسؤالك الأول عن الحفريات

فكما تعلم أنه يجب على من ادعى البينة والدليل

فكيف يثبت القائل وجود حفريات للإنسان تعود لمليون سنة بدون دليل

فهل يمكن أن يجزم لنا علماء الحفريات أن هذه الحفريات للإنسان ؟

أجيبك انا بالنفي

يستطيع أي باحث منصف أن يعرف كيف تطورت نظريات النشوء وكم مرت عليها أخطاء ولا زالت

فهل لنا بحقيقة عمر الإنسان على الأرض من هذا الملحد ؟

وربما كان أبرز ما يستند إليه هؤلاء هذه الأدلة

صور الأجنة

إنسان بلتداون

إنسان جاوا

إنسان نبراسكا

ولكن دعني أفتد لك هذه الأدلة

فأريد عام واحد فقط حديث يؤكد صحة هذه الأدلة ؟

ويتبع لك تفنيداً لها

نجيب السيد محمد
2008-12-10, 04:09 PM
عفوا أخي ذو الفقار
لم أفهم الفقرة الأخيرة التي تقول فيها: ((ولكن دعني أفتد لك هذه الأدلة

فأريد عام واحد فقط حديث يؤكد صحة هذه الأدلة ؟

ويتبع لك تفنيداً لها)).

ذو الفقار
2008-12-10, 04:13 PM
هناك ظاهرة غريبة، لا نتعدى الحقيقة إن قلنا بأنها خاصة بعلماء وبأنصار نظرية التطور، وهي ظاهرة قيامهم بمحاولات تزييف وغش لخداع الناس وإيهامهم بصحة نظرية التطور، وهذه الظاهرة المتكررة تعني:

1 - أن هذه النظرية فقيرة من ناحية البراهين العلمية بحيث يضطر أنصارها من العلماء إلى سلوك طريق شائن وهو طريق التزوير والخداع لإثبات صحتها. ومن يقم بتدقيق هذه النظرية يراها مستندة إلى فرضيات بعيدة وإلى خيالات.

2 - أن هذه المحاولات أثبتت أن هذه النظرية خرجت من كونها نظرية علمية قابلة للإثبات أو التفنيد؛ إذ أصبحت "أيدولوجية" عند الكثير من العلماء من أنصار هذه النظرية. وهي النظرية العلمية الوحيدة التي يمكن أن تكون مستندًا للإلحاد.

وإلا فكيف نستطيع تفسير محاولات التزييف هذه التي تُعَدُّ في الوقت نفسه عيبًا أخلاقيًّا كبيرًا ؟... وفي أي ساحة علمية أخرى حدث أمثال هذه المحاولات في الغش والتزوير؟

سنشير هنا إلى بعض هذه المحاولات:

1- الحلقة الأولى: صور الأجنة

2- الحلقة الثانية: إنسان بلتداون

3- الحلقة الثالثة:إنسان جاوا

4– الحلقة الرابعة:إنسان نبراسكا



الحلقة الأولى: صور الأجنة

كان من ضمن أدلة أنصار التطور في بداية القرن العشرين نظرية وضعوها وأطلقوا عليها اسم (نظرية التلخيص Recapitution Theory)، وملخصها أن التشابه الظاهري الموجود في المراحل الجنينية لبعض الحيوانات تشير إلى كون هذه الحيوانات متطورة من أصل واحد، وأن هذه المراحل الجنينية تلخص التاريخ التطوري للأحياء ومن ضمنهم الإنسان.

وقد نبذت الأوساط العلمية هذه النظرية منذ سنوات عديدة - وإن كان هناك في العالم العربي من لا يزال يقدمها كدليل بعناد غير مفهوم أو بجهل غير مبرر - لأن الدراسات الدقيقة لهذه المراحل لا تؤدي أبداً إلى هذه النتيجة. وقد أحس أحد كبار علماء التطور بهذا الأمر وبخطورة فشل هذا الدليل فقام بإجراء رتوش وتغييرات على صور الأجنة البشرية، وأضاف إلى مجموعة الصور صورتين من عنده لكي تبدو وكأنها متوافقة مع هذه النظرية ومؤيدة لهذا الدليل.

ولكن حبل الكذب قصير، فقد اكتشف أحد العلماء وهو الدكتور (بر اس) هذا التزوير، وكتب مقالة في إحدى الجرائد متحديًا "أرنست هيجل" وداعيًا له للاعتراف بما قام به من تزوير.

وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير. وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها، وقال بعد هذا الاعتراف المذهل:

( إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور...)... إلى أن قال: (بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيًّا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء)!!

إذن ما رأيكم في حياد وموضوعية وأخلاق هؤلاء العلماء التطوريين الذي قال عنهم هيجل إنهم يعدون بالمئات ؟!!

وبعد سقوط هذه النظرية وفشلها اخترع أنصار التطور نظرية أخرى سموها بـ(قانون التكوين الحياتي Biogenetic Law)، وتبين فيما بعد خطأ هذه النظرية أيضًا. ولا يسعنا تناولها هنا.



الحلقة الثانية: إنسان بلتداون

في عام 1912م جاء أحد هواة التنقيب عن الآثار - ويعمل محاميًا في مدينة سوساك بانكلترا واسمه "جارلس داوصن Charles Davson - إلى المتحف البريطاني وقدم إلى أحد العاملين فيه وهو (سمث وود وورد Smith Woodward) قطعًا من جمجمة قال إنه اكتشفها عام 1908م في إحدى الحفريات في "بلتداون" قرب مدينة "سوساك".

كانت الجمجمة تبدو قديمة جدًّا، وكانت غريبة؛ فالقحف يبدو وكأنه يعود لجمجمة إنسان، أما الفك فيشبه فك قرد أورانجتون. أما الأسنان فكانت شبيهة بأسنان الإنسان. ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماء التطور أصروا على كونه يعود إليها دون تقديم أي برهان يُعْتَدُّ به على هذا الأمر؛ لأن هذه الجمجمة كانت بالنسبة إليهم فرصة ذهبية لإعلان أنها تمثل الحلقة المفقودة بين الإنسان وبين القرد. وأطلقوا عليها اسم إنسان أو رجل بلتداون (Piltdown Man). وقال علماء التطور بأن اكتشاف هذه الجمجمة (التي قدروا أنها ترجع إلى ما قبل نصف مليون سنة) وضع حدًّا للنقاش الدائر بين علماء التطور حول: هل تطور دماغ الإنسان أولاً ثم جسده ؟ أم تطور جسده ثم تطور دماغه؟ وقالوا بأن هذه الجمجمة تبرهن أن دماغ الإنسان هو الذي تطور أولاً. وقام "سمث وود وورد" بقياس وتقدير حجم دماغ هذا المخلوق مقدرًا إياه ب ( 1070) سم3. وبعد فترة أعاد عالم آخر هو "سير آرثر كيث "حساب حجم الدماغ وأوصله إلى الحد الأدنى لدماغ الإنسان المعاصر الذي يبلغ ( 1400 – 1500) سم3.

وفي اجتماع الجيولوجيين المعقود في لندن عام 1912م أشار بعض الحاضرين إلى احتمال كون هذه القطع العظمية عائدة إلى مخلوقات عدة وليس إلى مخلوق واحد.

ولكن لم يلتفت أحد إلى اعتراضهم هذا؛ لأن الجو العام كان في صالح التطوريين الذين ما كانوا ليدعوا هذه الفرصة الذهبية لتأييد نظرية التطور تفلت من أيديهم. وخلق علماء التطور جوًّا من الإرهاب العلمي والفكري بحيث خشي العلماء القيام بأي اعتراض في هذا الموضوع، فمثلاً عندما قال عالم التشريح الألماني المشهور "فرانز ويدنريج Franz Weidenreich" ( 1873 – 1948 ) عام 1940 ( أي بعد 28 سنة من اكتشاف هذه العظام):

(يجب حذف "إنسان بلتداون" من سجل المتحجرات؛ لأنه ليس إلا عبارة عن تركيب اصطناعي بين جمجمة إنسان وفك قرد الأورانج ووضع أسنان في هذا الفك بشكل اصطناعي).

كتب العالم البريطاني سير آرثر كيث ( 1866 - 1955) جوابًا قاسيًا له وقال مؤنبًا إياه:

(إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق التي لا توافق نظرية مقبولة لديك سلفًا. أما الطريق الذي يسلكه رجال العلم فهو تطويع النظريات للحقائق، وليس التخلص من الحقائق).

واضطر العالم الأمريكي المعروف هنري إزبورن (1857 – 1935) الذي تشكك في البداية من هذه العظام إلى سحب رأيه عندما زار المتحف البريطاني عام 1921م، وشاهد الجمجمة فقال مبديًا حيرته: (إن الطبيعة مليئة بالمفاجآت)، ثم وصف الاكتشاف بأنه اكتشاف في غاية الأهمية للمراحل التي عاشها الإنسان في السابق.

واستمرت هذه المهزلة التي ألبسوها لباس العلم ما يقارب أربعين عامًا، كان علماء التطور الفطاحل يكتشفون في كل يوم أمرًا جديدًا في هذه الجمجمة، فقد بدأ بعضهم يكتشف علامات قردية في قحف هذه الجمجمة، فقد قال سير آرثر كيث بأن جبهتها تشبه جبهة قرد الأورانج الموجود في بورنيو وسومطرة. كما بدأ آخرون يكتشفون علامات إنسانية في الفك، فشكل تثبيت الأسنان في الفك - كما زعموا - يشبه ما هو موجود لدى الإنسان، وبدأت الدراسات "العلمية ‍‍!!" ‍‍‍تَتْرى ‍‍‍‍حول هذه الجمجمة وحول العلامات الخفية فيها ودلالات هذه العلامات، حتى قيل بأنه كتب ما يقارب من نصف مليون مقالة وبحث في الجرائد وفي المجلات حول هذه الجمجمة وأهميتها ودلالاتها طوال هذه السنوات.

استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام "كنيث أوكلي" من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة بالدرجة المخمنة سابقًا، ثم قام الشخص نفسه مع "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد مع " ج. س. وينر" في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي، وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة. وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة.

في الشهر الحادي عشر من عام 1953م أعلنت نتائج التجارب بشكل رسمي وكانت كما يأتي:

(إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة ومن قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر، أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).

وانفجر هذا الخبر كدوي قنبلة ولا سيما في الأوساط العلمية. وكان السؤال المحير هو: كيف عجز هؤلاء العلماء الفطاحل عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد من خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عامًا تقريبًا؟ وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟

قال كروس كلارك الذي كان ضمن لجنة الفحص متعجبًا:

(لقد كانت علامات المحاولة المقصودة لإظهار العظام قديمة ومتآكلة ظاهرة وواضحة إلى درجة أن الإنسان ليحتار كيف أنها لم تلاحظ حتى الآن من قبل أحد!!)



3- الحلقة الثالثة: إنسان جاوا

إليكم أنموذجًا آخر حول نوعية أدلة علماء التطور والأسلوب غير العلمي في البحث والتحليل عندهم، ومدى نصيب الخيال في أدلتهم هذه.

قلت في مقالة كتبتها في هذا الموضوع: (إن قصة "إنسان جاوا" أنموذج جيد على طبيعة وقيمة أدلة التطوريين، وأنموذج جيد على محاولات التزييف العديدة التي قام بها أنصار نظرية دارون في التطور لإثبات صحتها، وهي محاولات غريبة في دنيا العلم وظاهرة مقصورة على أنصار نظرية التطور؛ لذا نجد أن مجلة "العلوم" الأمريكية تقول في عددها الصادر في كانون الثاني سنة 1965م: [إن جميع علماء التطور لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل].

ونقدم هنا نبذة مختصرة عن قصة ما قيل إنه "إنسان جاوا".

المكتشف هو الطبيب الهولندي "يوجين ديبوا"، أصبح طبيبًا في الجيش الملكي الهولندي، وتيسر له السفر إلى جاوا. وفي قرية تقع على نهر "سولو" عثر على قطعة من فك سفلي وسن واحدة في الحفريات التي كان يجريها هناك سنة 1890م، ثم عثر سنة 1891م على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة ومنخفضة وفيها بروز فوق العينين، وبروز في الخلف. وكان واضحًا أنها لا تعود إلى إنسان عادي، فقد كان حجم الدماغ صغيرًا.

في السنة التالية عثر في نفس تلك المنطقة - ولكن على بعد 40م تقريبًا - على عظمة فخذ. وكان واضحًا أنها تعود لإنسان.

ولكي يصبح " ديبوا " بطلاً ومكتشف "الحلقة المفقودة" وينال هذه الشهرة الكبيرة في دنيا العلم، فقد أعلن أن جميع ما اكتشفه من عظام يعود إلى مخلوق واحد، وهو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.

ماذا كان يعني هذا ؟…

كان هذا يعني مخلوقًا قرديًّا يمشي منتصبًا كإنسان؛ ذلك لأن عظمة الفخذ (التي تعود في الحقيقة إلى إنسان عادي) كانت تشير إلى المشي المنتصب. أي أن القرد عندما تطور - على زعمهم - إلى إنسان فإن المشي المنتصب كان أولى خطوات التطور.

ولكن ما الدليل الذي قدمه "ديبوا " لإثبات أن العظام التي عثر عليها لا تعود إلى مخلوقات عدة بل إلى مخلوق واحد؟…

لم يقدم دليلا واحدًا على الإطلاق...

وقد تصدى العالم المشهور الدكتور "فيرشاو" في مؤتمر الأنثروبولوجيا (الذي عقد سنة 1895م وحضره "ديبوا") لهذا الزعم، وقال: إن الجمجمة هي لقرد، وإن عظمة الفخذ هي لإنسان. وطلب من "ديبوا" تقديم أي دليل علمي مقنع لزعمه فلم يستطع. وعندما سأله الدكتور "فيرشاو"
كيف يفسر أن هذه العظام كانت متباعدة عن بعضها ؟ اخترع " ديبوا " قصة خيالية فقال:

(إن من المحتمل أن هذا الإنسان القردي قد قتلته الحمم البركانية، ثم اكتسحته الأمطار إلى النهر، وهناك افترسته التماسيح وبعثرت عظامه في تلك المنطقة) هل يقبل عقل الملحد هذا ؟

أرأيتم نوعية أدلة التطوريين وقيمتها من الناحية العلمية؟

خيال غير مدعوم إلا بقصة خيالية !!... وهكذا يكون الدليل العلمي وإلا فلا !!

ولكن هل انتهت قصة أو خرافة "إنسان جاوا" ؟ … كلا…

فبعد صمت دام ثلاثين سنة تكلم "ديبوا" وقذف بمفاجأة انفجرت كقنبلة في الأوساط العلمية… إذ صرح أنه – خلافًا لما ذكره في مؤتمر الأنثروبولوجيا - قد عثر على جمجمتين أخريين في نفس تلك السنة وفي نفس تلك المنطقة، وإنه كان يخفيهما طوال هذه السنوات. ثم عرض الجمجمتين لأنظار العلماء، وكانتا تعودان لإنسان عادي.

إذن ففي تلك الفترة (التي تشير إليها الطبقة الأرضية للعظام) كان يعيش إنسان عادي، وليس مخلوق بين الإنسان والقرد، والغريب أن حجم دماغ الجمجمتين كان أكبر من الحجم المتوسط لدماغ الإنسان الحالي في أوروبا.

وقد اعترف "ديبوا" قبل وفاته بسنوات بأن ما وجده وأطلق عليه اسم "إنسان جاوا" لم يكن إلا جمجمة قرد كبير Ape.

وكتب عالم الأحياء الأستاذ "ف. مارش F.Marsh في كتابه (التطور أم الخلق الخاص Evolution or special creation) ما يأتي:

"هناك مثال آخر على تزوير الأدلة هو قضية "ديبوا" الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة كبيرة، والذي قال فيه: إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوا اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان نفسه وجد عظامًا تعود بلا شك إلى الإنسان الحالي").



4 – الحلقة الرابعة: إنسان نيراسكا

أعلن في عام 1922م عن اكتشاف ضرس في نبراسكا في طبقات (Snake Cook) من قبل العالمين (هـ. فيرفيلد أوزبورن) و(هارولد جي. كوك). وقال بعض العلماء بأن هذه السن تحمل علامات كونها عائدة إلى (الإنسان المنتصب Pithecanthropus erectus)؛ لأنها تحمل خواصَّ إنسانية واضحة!!. أما البروفيسور أوزبرون فقد زعم بأن المخلوق صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد!! وأطلق عليه اسم (إنسان نبراسكا Nebraska Man). وقام علماء التطور بإطلاق اسم لاتيني فخم ورنان على المخلوق صاحب هذه السن وهو (Hesperopihecus Harld*****i). وقام العالم البريطاني الشهير البروفيسور (سير أليوت سمث) بكتابة (مقالة علمية !!) حول (إنسان نبراسكا). كما زينت مقالته هذه صورًا خيالية لإنسان نبراسكا مع زوجته!!.

بعد ثلاث سنوات كان الرأي العام الأمريكي، بل الرأي العام في العالم أجمع يتابع باهتمام وقائع قضية أو محاكمة (سكوبس) التي عقدت في مدينة "دايتون"، وهي مدينة صغيرة في ولاية "تنسي" الأمريكية وحضر المحكمة ما يزيد عن عشرين ألف مستمع. وحضر هذه المحاكمة مراسل من جريدة "المقتطف" المصرية أيضًا وكتب عنها بإسهاب.

كانت حكومة ولاية تنسي قد أقامت دعوى ضد مدرس اسمه سكوبس؛ لأنه عارض صحة الإصحاح الأول من سفر التكوين حول الخلق، وقدم نظرية دارون بديلاً عن فكرة الخلق.

كان محامي المتهم هو السيد (دارو) يساعده ثلاثة من أشهر علماء التطور، وهم الأستاذ كونكلن، والدكتور أوسبرن، والدكتور دفنبرت. أما أشهر القائمين على محاكمة المتهم فكان السياسي المعروف (وليم جيننز برين). ومع أن المحكمة أدانت المتهم، إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفًا كبيرًا على المتهم وغضبًا على المحكمة التي اتهمت بمعاداة العلم وخنق حرية الرأي.

في هذه المحاكمة قدَّم هؤلاء العلماء هذه السن، (أي السن التي أطلقوا على صاحبها اسم "إنسان نبراسكا") كدليل لا ينقض على صحة نظرية التطور، وطلبوا تبرئة المتهم؛ لأنه لم يقم إلا بالتعبير عن حقيقة علمية ثابتة تشهد هذه السن عليها. وعندما اعترض السيد وليم على ضآلة هذا الدليل سخر منه هؤلاء العلماء الفطاحل! وتهكموا عليه وضحكوا منه.

ولكن بعد سنوات تبين أن هذه السن لا تعود لأي إنسان ولا حتى لأي نوع من أنواع القرود بل تعود إلى.... خنزير!!... نعم إلى خنزير بري !!... وتبين أن كل هذه الضجة التي أثاروها حول هذه الحلقة المفقودة لم تكن سوى مهزلة كبرى ألبسها علماء التطور بخيالهم لباس العلم، زورًا وبهتانًا وأوهموا الناس وخدعوهم طوال عدة سنين


المصدر
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/scince-27/scince2.asp