المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة سورة البقرة آية 106



السيف البتار
2008-12-13, 09:18 PM
البَقَرَة
آية رقم : 106

{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

ما هو السبب أن أهل الكتاب والمشركين لا يريدون خيراً للمؤمنين فى دينهم ؟

لأنهم أحسوا أن ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى زمنه خير مما جاء به موسى وبقى إلى زمن محمد صلى الله عليه وسلم . وخير مما جاء به عيسى فى زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وليس معنى ذلك أننا نحاول أن ننقص ما جاء به الرسل السابقون .. لكننا نؤكد أن الرسل السابقين جاءوا فى أزمانهم بخير ما وُجد فى هذه الأزمان .. فكل رسالة من الرسالات التى سبقت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. جاءت لقوم محددين ولزمن محدد..

ثم جاء نبى جديد لينسخ ما فى الرسالة السابقه لقوم محددين وزمن محدد .. واقرأ قول عيسى عليه السلام حينما بعث إلى بنى إسرائيل كما يروى لنا القرآن الكريم:


آلِ عِمْرَان
آية رقم : 50
{ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }

فكأن عيسى عليه السلام جاء لينسخ بعض أحكام التوراة .. ويحل لبنى إسرائيل بعض ما حرمه الله عليهم .. و سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الخاتم أعطى الخير كله .. لأن دينه للعالمين وباق إلى يوم القيامة.

وهكذا نرى أن المؤمنين بالرسل كلما جاء رسول جديد كانوا ينتقلون من خير إلى خير .. وفيما تتفق فيه الرسالات كانوا ينتقلون إلى مثل هذا الخير .. وذلك فيما يتعلق بالعقائد ، وإلى زيادة فى الخير فيما يتعلق بمنهج الحياة ..

هناك فى رسالات السماء كلها أمور مشتركة لا فرق فيها بين رسول ورسول وهى قضية الإيمان بإله واحد أحد له الكمال المطلق .. سبحانه فى ذاته ، وسبحانه فى صفاته ، وسبحانه فى أفعاله ..

كل ذلك قدر الرسالات فيه مشترك .. ولكن الحياة فى تطويرها توجد فيها قضايا لم تكن موجودة ولا مواجهة فى العصر الذى سبق .. فإذا قلنا إن رسالة بقيمتها العقائدية تبقى..فإنها لا تسطيع أن تواجه قضايا الحياة التى ستأتى بها العصور التى بعدها فيما عدا الإسلام .. لأنه جاء ديناً خاتماً لا يتغير ولا يتبدل الى يوم القيامة.. على أننا نجد من يقول وماذا عن قوله الله سبحانه وتعالى :

الشُّورَى
آية رقم : 13
{ شَرَعَ لَكُمْ مِن الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا والَّذِي أوْحَيْنَا إِلَيْكَ ومَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ ومُوسَى وعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيهِ مَن يَشَاءُ ويَهْدِي إِلَيهِ مَن يُنِيبُ *}

نقول إن هذا يأتى فى شئ واحد .. يتعلق بالأمر الثابت فى رسالات السماء وهو قضية قمة العقيدة والإيمان بالله الواحد .. أما فيما يتعلق بقضايا الحياة فإننا نجد أحكاماً فى هذه الحركة حسب ما طرأ عليها من توسعات .. ولذلك عندما جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعطى أشياء يعالج قضايا لم تكن موجودة فى عهد الرسل السابقين.

ويقول الله تبارك وتعالى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } .. كلمة " ننسخ " معناها نزيل آية كانت موجودة ونأتى بآية أخرى بدلا منها ..

كما يقال نسخت الشمس الظل .. أى أن الظل كان موجودا وجاءت الشمس فمحته وحلت هى مكانه .. ويقال نسخت الكتاب أى نقلته إلى صور متعددة ، ونسخ الشيب الشباب أى أصبح الشاب شيخ ..

وفي صحيح مسلم .
{ لم تكن نبوة قط إلا تناسخت أي تحولت من حال إلى حال }

قال علماؤنا رحمهم الله تعالى :

جائز نسخ الأثقل إلى الأخف ، كنسخ الثبوت لعشرة بالثبوت لاثنين .

ويجوز نسخ الأخف إلى الأثقل ، كنسخ يوم عاشوراء والأيام المعدودة برمضان

وقال ابن جرير : "ما ننسخ من آية"، ما ننقل من حكم آية إلى غيره، فنبدله ونغيره، وذلك أن نحول الحلال حراماً، والحرام حلالاً، والمباح محظوراً، والمحظور مباحاً، ولا يكون ذلك، إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة، فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ، وأصل النسخ من نسخ الكتاب وهو نقله من نسخة إلى أخرى غيرها .

نأتى للنسخ فى القرآن الكريم .. قوم قالوا لا نسخ فى القرآن أبداً .. لماذا ؟

لأن النسخ بداء من الله .. ما معنى البداء ؟

البداء : هو أن نأتى بحكم ثم يأتى التطبيق فيثبت قصور الحكم عن مواجهة القضية فيعدل الحكم .. وهذا محال أن يطلق على الله تبارك وتعالى ..

ولكننا نقول أن النسخ ليس بداء ، وإنما هو إزالة الحكم والمجئ بحكم أخر ..

ونقول لهم ساعة حكم الله الحكم أولاً فهو سبحانه يعلم أن هذا الحكم له وقت محدود ينتهى فيه ثم يحل مكانه حكم جديد .. ولكن الظرف والمعالجة يقتضيان أن يحدث ذلك بالتدريج .. وليس معنى ذلك أن الله سبحانه قد حكم بشئ ثم جاء واقع أخر أثبت أن الحكم قاصر فعدل الله عن الحكم .. إن هذا غير صحيح.

لماذا ؟.. لأنه ساعة حكم الله أولاً كان يعلم أن الحكم له زمن أو يطبق لفترة .. ثم بعد ذلك ينسخ أو يُبدل بحكم أخر.

إذن فالمشرع الذى وضع هذا الحكم وضعه على اساس أن سينتهى وسيحل محله حكم جديد ..

وليس هذا كواقع البشر .. فأحكام البشر وقوانينهم تُعدل لأن واقع التطبيق يثبت قصور الحكم عن مواجهة قضاية الواقع .. لأنه ساعة وضع الناس الحكم علموا أشياء وخفيت عنهم أشياء .. فجاء الواقع ليظهر ما خفى وأصبح الحكم لابد أن ينسخ أو يعدل .. ولكن الأمر مع الله سبحانه وتعالى ليس كذلك .. الله جعل الحكم موقوتاً ساعة جاء الحكم الأول .

مثلاً : حين وجه الله المسلمين الى بيت المقدس .. أكانت القضية عند الله أن القبلة ستبقى إلى بيت القدس طالما وجِد الأسلام وإلى يوم القيامة ؟ ثم بدا له سبحانه وتعالى أن يوجه المسلمين إلى الكعبة ؟

لا ..

لم تكن هذه هى الصورة .. ولكن كان فى شرع الله أن يتوجه المسلمون أولاً إلى بيت المقدس فترة ثم بعد ذلك يتوجهون إلى الكعبة إلى يوم القيامة

إذن فالواقع لم يضطر المشرع الى أن يعدل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة وإنما كان فى علمه وفى شرعه أنه سيغير القبله بعد فتره إلى الكعبة .. ولعل لذلك هدف إيمانياً فى أن العلة فى الأمور هى أنها من الله .. فالأتجاه الى بيت المقدس أو الأتجاه الى الكعبة لا يكلف المؤمنين جهداً إيمانياً إضافياً .. ولا يضع عليهم تكاليف جديده .. فنفس الجهد الذى أبذله للأتجاه الى الشرق أبذله للأتجاه الى الغرب .. ولكن الاختبار الإمانى أن تكون علة الأمر أنه صادر من الله .. فإذا قال الله أتجه الى بيت المقدس أتجهنا .. فإذا قال أتجه الى الكعبة أتجهنا .. ولا قدسية لشئ فى ذاته .. ولكن القدسية لأمر الله فيه .

والله تبارك وتعالى حين أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم لم يسجدوا لذات آدم ولكنهم سجدوا لأمر الله بالسجود لآدم ، والله سبحانه وتعالى اختار الكعبة المشرفه بيتاً ومسجداً له فى الأرض ... واتخذت الكعبة مقامها العالى عند المسلمين ليس لأنها بقعة فى مكان ما جاءها إبراهيم والأنبياء وحج إليها الناس ، ولكن مقامها جاء من انها هى بيت الله باختيار الله لها .. وكل مساجد الأرض هى بيوت الله باختيار خلق الله .. ولكن المسجد الوحيد الذى هو بيت الله باختيار الله هو الكعبة .. ولذلك كان لابد لكل المساجد التى هى باختيار الله .. أن تتجه إلى المسجد الذى هو باختيار الله .. ولكن العلة الإيمانية الكبرى هى أن نؤمن أن صدور الأمر من الله هو الحيثية لاتباع هذا الأمر دون أن نبحث عن اسبابه الدنيوية .

فإذا قال الله سبحانه وتعالى الصلاة خمس مرات فى اليوم .. فدون أن نبحث عن السبب أو نقول لماذا خمسة ؟ فلننقص منها .. دون أن نفعل ذلك نصلى خمس مرات فى اليوم والسبب ان الله تعالى قال .. وهكذا الزكاة ، وهكذا الصوم وهكذا الحج .. كلها تتم طاعة لله .. وهكذا تغيير القبله تم اختباراً للطاعة الإيمانية لله ..

فالله موجود فى كل مكان .. فلا يأتى أحد ليقول لماذا الكعبة ؟ وهل الله ليس موجوداً إلا فى الكعبة ؟ نقول :

لا إنه موجود فى كل مكان .. ولكنه أمرنا ان نتجه الى الكعبة .. ونحن لا نتجه إليها لأننا نعتقد ان الله تبارك وتعالى موجود فى هذا المكان فقط .. ولكن طاعة لأمر الله الذى امرنا ان تكون قبلتنا الى الكعبة.

ولعل تغيير القبلة يعطينا فلسفة نسخ الآيات .. لماذا ؟

لأنه لم توجد أية ظروف أو تجد وقائع ، أو تظهر أشياء كانت خفية تجعل الاتجاه إلى بيت المقدس صعباً أو محوطاً بالمشاكل أو غير ذلك ، ولكن تغيير القبلة جاء هنا لأن الله سبحانه وتعالى شاء أن يتوجه المسلمون إلى بيت المقدس فترة ثم يتوجهوا إلى الكعبة إلى يوم القيامة .

إذن : فكل آية نُسخت كان فى علم الله سبحانه وتعالى أنها ستطبق لفترة معينة ثم بعد ذلك ستعدل .. وكان كل من الحكم الذى سينسخ ، والوقت الذى سيستغرقه ، والحكم الذى سيأتى بعده معلوماً عند الله تبارك و تعالى ومقررا منذ الأزل وقبل بداية الكون ... وأيضاً فإن الله أراد أن يلفتنا بالتوجه إلى بيت المقدس أولاً .. لأن الإسلام دين يشمل كل الأديان ، وأن بيت المقدس سيصبح من مقدسات الإسلام .. وأنه لا يمكن لأحد أن يدعى ان المسلمين لن يكون لهم شأن فى بيت المقدس ، لذلك أسرى الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم من مكة الى بيت المقدس ... ليثبت أن لبيت المقدس قداسة فى الإسلام وإنه من المقدسات عند الله ..

ومن هنا كان التوجه إلى بيت المقدس كقبله أولى ، ثم نسخ الله القبلة إلى الكعبة .. فالحق جل جلاله يقول : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } ...

أى أن النسخ يكون إما أت يأتى الله سبحانه وتعالى بخير من هذه الآية أو يأتى بمثلها .. وهل الأية المنسوخة كان هناك خير منها ولم ينزله الله ؟ نقول :

لا .. المعنى ان الآية المنسوخة كانت خيراً فى زمانها .. والحكم الثانى كان زيادة فى الخير بعد فترة من الزمن .. كلاهما خير فى زمنه وفى أحكامه .. والله تبارك وتعالى أنزل الآية الكريمة :

آلِ عِمْرَان
آية رقم : 102
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ }

ولكن من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. ذلك صعب على المسلمين .. ولذلك عندما نزلت الآية قالوا ليس منا من يستطيع أن يتقى الله حق تقاته .. فنزلت
الآية الكريمة :
التَّغَابُن
آية رقم : 16
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيرًا لأَنْفُسِكُم وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }

الذى يتقى الله حق تقاته خير ، أم الذى يتقى الله ما أستطاع ؟ طبعاً حق تقاته خير من قدر الاستطاعة .. ولكن الله سبحانه وتعالى يقول { نأت بخير منها } ..

نقول إنك لم تفهم عن الله .. { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } فى الآية الأولى أو { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فى الآية الثانية .. أى الحالتين أحسن ؟ بقول إن العبرة بالنتيجة .. عندما تريد أن تقيم شيئاً لابد أن تبحث عن نتيجته أولا .

ولنقرب المعنى للأذهان سنضرب مثلا ولله المثل الأعلى .. نفرض اِن هناك تاجر يبيع السلع بربح خمسين فى المائة .. ثم جاء تاجر أخر يبيع نفس السلع بربح خمسة عشر فى المائة .. ماذا يحدث ؟ سيقبل الناس طبعاً على ذلك الذى يبيع السلع بربح خمسة عشر فى المائة ويشترون منه كل ما يريدون ، والتاجر الذى يبيع السلع بربح خمسين فى المائة يحقق ربحاً أكبر .. ولكن الذى يبيع بربح خمسة عشر فى المائة يحقق ربحاً أقل ولكن بزيادة الكمية المبيعة .. يكون الربح فى النهاية أكبر .

والذى يكبق الآية الكريمة { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } يحقق خيراً أكبر فى عمله .. ولكنه لا يستطيع أن يتقى الله حق تقاته إلا فى أعمال محدودة جداً .

إذن الخير هنا أكبر ولكن العمل الذى تنطبق عليه الآية محدود .

أما قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } فإنه قد حدد التقوى بقدر الأستطاعة .. ولذلك تكون الأعمال المقبوله كثيرة وإن كان الأجر عليها أقل .

عندما نأتى إلى النتيجة العامة .. أعمال أجرها أعلى ولكنها قليلة ومحدودة جداً .. وأعمال أجرها أقل ولكنها كثيرة .. أيهما فيه الخير ؟ طبعاً الأعمال الكثيرة ذات الأجر الأقل فى مجموعها تفوق الأعمال القليلة ذات الأجر المرتفع .

إذن : فقد نسخت هذه الآية بما هو خير منها .. رغم أن الظاهر لا يبدو كذلك ، لأن اتقاء الله حق تقاته خير من اتقاء الله قدر الاستطاعة .. ولكن فى المحصلة العامة الخير فى الأية التى نصت على الاستطاعة ..

نأتى بعد ذلك إلى قوله تعالى : { أَوْ مِثْلِهَا } .. هنا توقف بعض العلماء : قد يكون مفهومها أن ينسخ الله آية بخير منها ، ولكن ما هى الحكمة فى أن ينسخها بمثلها ؟

إذا كانت الآية التى نسخت مثل الأية التى جاءت .. فلماذا تم النسخ ؟

نقول : إننا إذا ضربنا مثلاً لذلك فهو مثل تغيير القبلة .. ان الله تبارك وتعالى حين أمر المسلمين بالتوجه إلى الكعبة بدلا من بيت المقدس نسخ آية بمثلها .. لأن التوجه إلى الكعبة لا يكلف المؤمن أية مشقة أو زيادة فى التكليف .. فالإنسان يتوجه ناحية اليمين أو الى اليسار أو الى الأمام أو الى الخلف وهو نفس الجهد .. والله سبحانه وتعالى كما قلنا موجود .. وهنا تبرز الطاعة الإيمانية التى تحدثنا عنها وأن هناك أفعالاً نقوم بها لأن الله قال .. وهذه تأتى فى العبادات لأن العبادة هى طاعة عابد لأمر معبود .. والله تبارك وتعالى يريد أن نثبت العبودية له عن حب واختيار .. فإن قال افعلوا كذا فعلنا .. وإن قال لا تفعلوا لا تفعل .. والعلة فى هذا أننا نريد اختياراً أن نجعل مراداتنا فى الكون خاضعة لمرادات الله سبحانه وتعالى .. إذن مثلها لم تأتى بلا حكمة بل جاءت لحكمة عالية .

والحق سبحانه وتعالى يقول { أَوْ نُنْسِهَا } ما معنى ننسها ؟

قال بعض العلماء : إن النسخ والنسيان شئ واحد .. ولكن ساعة قال الله الحكم الأول كان فى إرادته ومشيئته وعلمه أن يأتى حكم آخر بعد مدة .. ساعة جاء الحكم الأول ترك الحكم الثانى فى مشيئته قدراً من الزمن حتى يأتى موعد نزوله .

إذن فساعة يأتى الحكم الأول .. يكون الحكم مرجأ ولكنه فى علم الله . ينتظر انقضاء وقت الحكم الأول : { ما ننسخ من آية } هى الآية المنسوخة أو التى سيتم عدم العمل بها : { أو ننسها } .. أى لا يبلغها الله للرسول والمؤمنين عن طريق الوحى مع انها موجودة فى علمه سبحانه .. ويجب أن نتنبه إلى أن النسخ لا يحدث فى شيئين :

الأول :

أمور العقائد فلا تنسخ آية آية أخرى فى أمر العقيدة .. فالعقائد ثابته لا تتغير منذ عهد آدم حتى يوم القيامة .. فالله سبحانه واحد احد لا تغيير ولا تبديل ، والغيب قائم ، والآخرة قادمة والملائكة يقومون بمهامهم .. وكل ما يتعلق بأمور العقيدة لا ينسخ أبداً .

و الثانى :

الإخبار من الله عندما يعطينا الله تبارك وتعالى آية فيها خبر لا ينسخها بآية جديدة .. لأن الإخبار هو الإبلاغ بشئ واقع .. والحق سبحانه وتعالى إخباره لنا بما حدث لا ينسخ لأنه بلاغ صدق من الله .. فلا تروى لنا حادثة الفيل ثم تنسخ بعد ذلك وتروى بتفاصيل أخرى لأنها أبلغت كما وقعت .. إذن لا نسخ فى العقائد والإخبار عن الله .. ولكن النسخ يكون فى التكليف .. مثل قول الحق تبارك وتعالى : -

الأَنْفَال 65

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِن يَّكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ يَّغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

كأن المقياس ساعة نزول هذه الآية أن الواحد من المؤمنين يقابل عشرة من الكفار ويغلبهم .. ولكن كانت هذه عملية شاقة على المؤمنين .. ولذلك نسخها الله ليعطينا على قدر طاقتنا .. فنزلت الآية الكريمة :

الأَنْفَال 66

{ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَّغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُمْ أَلْفٌ يَّغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }


والحق سبحانه وتعالى علم أن المؤمنين فيهم ضعف .. لذلك لن يستطيع الواحد منهم ان يقاتل عشرة ويغلبهم .. فنقلها إلى خير يسير يقدر عليه المؤمنون بحيث يغلب الؤمن الواحد اثنين من الكفار .. وهذا حكم لا يدخل فى العقيدة ولا فى الإخبار .. وفى أوا نزول القرآن كانت المرأم إذا زنت وشهد عليها أربعة يمسكونها فى البيت لا تخرج منه حتى الموت .. واقرأ قوله تعالى :-

النِّسَاء
آية رقم : 15
{ وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }

وبعد أن شاع الإسلام وامتلأت النفوس بالإيمان .. نزل تشريع جديد هو الرجم أو الجلد .. ساعة نزل الحكم الأول بحبسهن كان الحكم الثانى فى علم الله .. وهذا ما نفهمه من قوله تعالى : { أو يجعل الله لهن سبيلا } .. وقوله سبحانه وتعالى { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } البَقَرَة آية رقم : 109

وقوله تعالى حتى يأتى الله بأمره .. كأن هناك حكماً أو أمراً فى علم الله سيأتى ليعدل الحكم الموجود .. إذن الله حين أبلغنا بالحكم الأول أعطانا فكرة .. ان هذا الحكم ليس نهائياً وأن حكماً جديداً سينزل .. بعد أن تتدرب النفوس على مراد الله من الحكم الأول .. ومن عظمة الله أن مشيئته اقتضت فى الميراث أن يعطى الوالدين اللذين بلغا أرذل العمر فقال جل جلاله :

البَقَرَة
آية رقم : 180
{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ }

وهكذا جعلها فى أول الأمر وصية ولم تكن ميراثاً .. لماذا ؟ لإن الإنسان إن مات فهو الحلقة الموصولة بأبيه .. أما أبناؤه فحلقة أخرى .. ولما أستقرت الأحكام فى النفوس وأقبلت على تنفيذ ما أمر به الله .. جعل سبحانه المسألة فرضاً .. فيستوفى الحكم . ويقول جل جلاله :

النِّسَاء
آية رقم : 11
{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فِلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُّوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }

وهكذا بعد أن كان نصيب الوالدين فى تركه الإبن وصية .. إن شاء أوصى بها وإن شاء لم يوص أصبحت فرضاً .. وقوله تعالى : { ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير } ..

أى كل شئ يدخل فى إدارة الله وقدرته سبحانه وتعالى .. إذا قلنا إذا جاء الله بحكم لعصر فهذا هو قمة الخير .. لأنه إذا عُدل الحكم بعد أن أدى مهمته فى عصره ، فإن الحكم الجديد الذى يأتى هو قمة الخير أيضاً ، لأن الله على كل شئ قدير ، يواجه كل عصر بقمة الخير للموجودين فيه .. ولذلك فمن عظمة الله أنه لم يأت بالحكم خبراً من عنده ولكنه أشرك فيه المخاطب .. فلم يقل سبحانه { إن الله على كل شئ قدير } .. ولكنه قال { ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير } .. لأنه واثق أن كل من يسمع سيقول نعم .. وهذا ما يعرف بالأستفهام الإنكارى أو التقديرى .


=--------------------=


ملحوظة :

المقصود بقول أن الله موجود في كل مكان وأراد بذاته فهذا كفر لأنه فوق السماوات مستوٍ على عرشه.

فوجود الله تعالى وجود غير مادي ، فهو موجود في كل مكان ، وفي كل جهة ، قال تعالى : (( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) البقرة 115 .


أي أن الله تعالى يملك ما بين المشرق والمغرب ، فله تعالى السلطة والقدرة على ما بينهما ، فأينما توجهوا وجوهكم ، فهنالك وجه الله ، فقد وسع ذاتا وعلما وقدرة ورحمة وتوسعة على عباده ، وعليم بمصالح الكل ، وما يصدر عن الكل في كل مكان وجهة ، ولا يخفى عليه خافية .

وقال تعالى : (( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) ق 16 .

=----------------------=


يتبع

السيف البتار
2008-12-13, 09:21 PM
وإذا بدلنا آية مكان آية



النَّحْل آية رقم : 101
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }

قوله : ( بدلنا ) ومنها : أبدلت واستبدلت ، أي : رفعتُ آية وطرحتُها . وجئت بأخرى بدلاً منها ، وقد تدخل الباء على الشيء المتروك ، كما في قوله تعالى :
{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ..... البَقَرَة آية رقم : 61}

أي : تتركون ما هو خير ، وتستبدلون به ما هو أدنى .

وما معنى الآية ؟ كلمة آية لها معان متعددة ومنها :

ــ الشيء العجيب الذي يُلفت الأنظار ، ويبهر العقول ، كما نقول : هذا آية في الجمال ، أو في الشجاعة ، أو في الذكاء ، أي : وصل فيه إلى حَدٌّ يدعو إلى التعجُّب والانبهار .

ــ ومنها الآيات الكونية ، حينما تتأمل في كون الله من حولك تجد آيات تدلُّ على إبداع الخالق سبحانه وعجيب صنعته ، وتجد تناسقاً وانسجاماً بين هذه الآيات الكونية .

يقول تعالى عن هذا النوع من الآيات :

ومِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ ... فُصِّلَت ... آية رقم : 37
ومِن آيَاتِهِ الجَوَارِ فِي البَحْرِ كَالأَعْلاَمِ ..... الشُّورَى آية رقم : 32

ونلاحظ أن هذه الآيات الكونية ثابتة دائماً لا تتبدل ، كما قال الحق تبارك وتعالى :
{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً .... الفَتْحُ .... آية رقم : 23 }

ــ ومن معاني الآية : المعجزة ، وهي الأمر العجيب الخارق للعادة ، وتأتي المعجزة على أيدي الأنبياء لتكون حجة لهم ، ودليلاً على صدق ما جاءوا به من عند الله .

ونلاحظ في هذا النوع من الآيات أنه يتبدل ويتغير من نبي لآخر ؛ لأن المعجزة لا يكون لها أثرها إلا إذا كان في شيء نبغ فيه القوم ؛ لأن هذا هو مجال الإعجاز ، فلو أتيناهم بمعجزة في مجال لا علم لهم به لقالوا : لو أن لنا علماً بهذا لأتينا بمثله ؛ لذلك تأتي المعجزة فيما نبغوا فيه ، وعَلموه جيداً حتى اشتهروا به .

فلما نبغ قوم موسى عليه السلام في السحر كانت معجزته من نوع السحر الذي يتحدى سحرهم ، فلما جاء عيسى ـ عليه السلام ـ ونبغ قومه من الطب والحكمة كانت معجزته من نفس النوع ، فكان ـ عليه السلام ـ يبريء الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله .

فلما بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم ونبغ قومه في البلاغة والفصاحة والبيان ، وكانوا يقيمون لها الأسواق ، ويُعلقون قصائدهم على أستار الكعبة اعتزازاً بها ، فكان لا بُدَّ أن يتحداهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه وهي القرآن الكريم ، وهكذا تتبدل المعجزات لتناسب كل منها حال القوم ، وتتحدّاهم بما اشتهروا به ، لتكون أدْعى للتصديق واثبت ااحجة .

ــ ومن معاني كلمة آية : آيات القرآن الكريم التي نُسمّها حاملة الأحكام ، فإذا كانت الآية هي الأمر العجيب ، فما وجهة العجب في آيات القرآن ؟

وجه العجب في آيات القرآن أن تجد هذه الآيات في أمة أمية ، وأنزلت على نبي أميٌّ في قوم من البدو الرُّحل الذين لا يجيدون شيئاً غير صناعة القول والكلام الفصيح ، ثم تجد هذه الآيات تحمل من القوانين والأحكام والآداب ما يُرهب أقوى حضارتين معاصرتين ـ هما حضارة فارس في الشرق ، وحضارة الرومان في الغرب ، فنراهم يتطلعون للإسلام ، ويبتغون في أحكامه ما ينقذهم ، أليس هذا عجيباً ؟

وهذا النوع الأخير من الايات التي هي آيات الكتاب الكريم ، والتي نُسمّيها حاملة الأحكام ، هل تتبدل هي الأخرى كسابقتها ؟

نقول : آيات الكتاب لا تتبدل ؛ لأن أحكام الله المطلوبة مِمَّن عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كالأحكام المطلوبة مِمَّن تقوم عليه الساعة .

وقد سُبق الإسلام باليهودية والمسيحية ، فعندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة . اعترض على ذلك اليهود وقالوا : ما بال محمد لا يثبت على حال ، فأمر بالشيء اليوم ، ويأمر بخلافة غداً ، فإن كان البيت الصحيح هو الكعبة فصلاتكم لبيت المقدس باطلة ، وإن كان بيت المقدس هو الصحيح فصلاتكم للكعبة باطلة .

لذلك قال الحق تبارك وتعالى :
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... 106 النحل }
فالمراد بقول الحق سبحانه :
{ آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ... 101 النحل }

أي : جئنا بآية تدل على حكم يخالف ما جاء في التوراة ، فقد كان استقبال الكعبة في القرآن بدل استقبال بيت المقدس في التوراة .

وقوله : { وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يُنَزِّلُ ... 101 النحل }

أي : يُنزل كا آية حسب ظروفها : أمة وبيئة ومكاناً وزماناً .

وقوله : { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... 106 النحل }

أي : أتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب المتعمد ، وأن هذا التحويل من عنده ، وليس وحياً من الله تعالى ؛ لأن أحكام الله لا تتناقض .

ونقول : نعم أحكام الله سبحانه وتعالى لا تتناقض في الدين الواحد ، أما إذا أختلفت الأديان فلا مانع من اختلاف الأحكام .

إذن فآيات القرآن الكريم لا تتبدل ، ولكن يحدث فيها نسخ ، كما قال الحق تبارك وتعالى :

البَقَرَة.... آية رقم : 106 {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}

وإليك أمثله للنسخ في القرآن :

حينما قال الحق سبحانه
التَّغَابُن.... آية رقم : 16 {{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم }}
جعل الاستطاعة ميزاناً للعمل ، فالمشرع سبحانه حين يرى أن الاستطاعة لا تكفي يُخفف عنا الحكم ، حتى لا يُكفلنا فوق طاقتنا ، كما في صيالم المريض والمسافر مثلاً ، وقد قال تعالى :
البَقَرَة.... آية رقم : 286 {{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }}

الطَّلاقُ..... آية رقم : 7 {{ لا يِكُلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آَتَاهَا }}

فليس لنا بعد ذلك أن نلوي الآيات ونقول : إن الحكم الفلاني لم تعد النفس تُطيقه ولم يعد في وسعنا ، فالحق سبحانه هو الذي يعلم الوسع ويُكلف على قدره ، فإن كان قد كلف فقد علم الوسع ، بدليل أنه سبحانه إذا وجد مشقة خفف عنكم من تلقاء نفسه سبحانه ، كما قال تعالى :

الأنفال ... آية رقم : 66 {{ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ...}}

ففي بداية الإسلام حيث شجاعة المسلمين وقوتهم ، قال تعالى :
الأَنْفَال...... آية رقم : 65 {{ إِن يَّكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ }}
أي : نسبة واحد إلى عشرة ، فحينما علم الحق سبحانه فيهم ضعفاً ، قال :

{ الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين } الأنفال 66

أي : نسبة واحد إلى أثنين . فالله تعالى هو الذي يعلم حقيقة وسعنا ، ويكلفنا بما نقدر عليه ، ويُخفف عنا الحاجة إلى التخفيف ، فلا يصح أن نقحم أنفسنا في هذه القضية ، ونقدر نحن الوسع بأهوائنا .

ومن أمثلة النسخ أن العرب كانوا قديماً لا يعطون الآباء شيئاً من المال على أعتبار أن الواد مُنْتهٍ ذاهب ، ويجعلون الحظ كله للأبناء على أعتبار أنهم المقبلون على الحياة .

وحينما أراد الحق سبحانه أن يجعل نصيباً للوالدين جعلها وصية فقال :

البَقَرَة... آية رقم : 180 { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلوَالِدَيْنِ ..... }
فلما استقر الإيمان في النفوس جعلها ميراثاً ثابتاً ، وغير الحكم من الوصية إلى خير منها وهو الميراث ، فقال تعالى :
النِّسَاء.... آية رقم : 11 { وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ... }
لإذن : الحق تبارك وتعالى حينما يغير آية ينسخها بأفضل منها .

وهذا واضح في تحريم الخمر مثلاً ، حيث نرى هذا التدريج المحكم الذي يراعي طبيعة النفس البشرية ، وأن هذا الأمر من العادات التي تمكنت من النفوس ، ولا بد لها من هذا التدرج ن فهذا ليس أمراً عقيدياً يحتاج إلى حكم قاطع لا جدال فيه .

فانظر إلى هذا التدريج في تحريم الخمر : قال تعالى :
النَّحْل.... آية رقم : 67 { وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ... }

أهل التزوق والفهم عن الله حينما سمعوا هذه الآية قالوا : لقد بيت الله للخمر أمراً في هذه الآية ؛ ذلك لأنه وصف الرزق بأنه حسن ، وسكت عن السَّكَر فلم يصفه بالحُسْن ، فدل ذلك على أن الخمر سيأتي فيه كلام فيما بعد .

وحينما سُئل صلى الله عليه وسلم عن الخمر رد القرآن عليهم :


البَقَرَة.... آية رقم : 219 { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ...}

جاء هذا على سبيل النصح والإرشاد ، لا على سبيل الحكم والتشريع ، فعلى كل مؤمن يثق بكلام ربه أن يرى له مخرجاًَ من أسر هذه العادة السيئة .

ثم لُوحظ أن بعض الناس يُصلي وهو مخمور ، حتى قال بعضهم في صلاته : أعبد ما تعبدون .. فجاء الحكم :

النِّسَاء....آية رقم : 43 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ... }

ومقتضى هذا الحكم أن يصرفهم عن الخمر معظم الوقت ، فلا تتأتى لهم الصلاة دون سُكر إلا إذا امتنعوا عنها قبل الصلاة بوقت كاف ، وهكذا عودهم على تركها معظم الوقت ، كما يحدث الآن مع الطبيب الذي يعالج مريضه من التدخين مثلاً ، فينصحه بتقليل الكمية تدريجياً حتى يتمكن من التغلب على هذه العادة .

وبذلك وصل الشارع الحكيم سبحانه بالنفوس إلى مرحلة ألفت فيها ترك الخمر ، وبدأت تنصرف عنها ، وأصبحت النفوس مهيئة لتقبل التحريم المطلق ، فقال تعالى :

المائِدَة.....آية رقم : 90 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ... } إذن : الحق سبحانه وتعالى نسخ آية وحُكمْها بما هو أحسن منه .


والعجيب أن نرى من يرفض قبول النسخ بالقرآن ، كيف والقرآن نفسه يقول :

البَقَرَة.... آية رقم : 106 {{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}}

قالوا : لأن هناك شيئاً يُسمى البداء ... ففي النسخ كأن الله تعالى أعطى حُكماً ثم تبين له خطؤه ، فعدل عنه ‘لى حكم آخر .

ونقول لهؤلاء : لقد جانبكم الصواب في هذا القول ، فمعنى النسخ إعلان انتهاء الحكم السابق بحكم جديد أفضل منه ، وبهذا المعنى يقع النسخ في القرآن .

ومنهم مَن يقف عند قول الحق تبارك وتعالى : { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا .. البقرة 106 } .

فيقول : { نأت بخير منها } فيها على للتبديل ، وضرورة تقتضي النسخ وهي الخيرية ، فما علة التبديل في قوله { أو مثلها } ؟

أولاً : في قوله تعالى : { نأت بخير منها } قد يقول قائل : ولماذا لم يأتِ بالخيرية من البداية ؟

نقول : لأن الحق سبحانه حينما قال :

آلِ عِمْرَان .... آية رقم : 102 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ....}
وهذه منزلة عالية من التقوى ، لا يقوم بها إلا الخواص من عباد الله ، شقت هذه الآية على الصحابة وقالوا : ومن يستطيع ذلك يارسول الله ؟

فنزلت :
{ فاتقوا الله ما استطعتم ... } التغابن 16

وجعل الله تعالى التقوى على قد الأستطاعة ، وهكذا نسخت الآية الأولى مطلوباً ، ولكنها بقيت ارتقاء ، فمن أراد أن يرتقي بتقواه إلى ( حق تقاته ) فبها ونعمت ، وأكثر الله من أمثاله وجزاه خيراً ، ومن لم يستطع أخذ بالثانية .

ولو نظرنا إلى هاتين الآيتين نظرة أخرى لوجدنا الأولى :
آلِ عِمْرَان .... آية رقم : 102 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ....}

وإن كانت تدعو إلى كثير من التقوى إلا العاملين بها قلة ، وفي حين أن الثانية :

فنزلت :
{ فاتقوا الله ما استطعتم ... } التغابن 16

وإن جعلت التقوى على قدر الأستطاعة إلا أن العاملين بها كثير ، ومن هنا كانت الثانية خيراُ من الأولى ، كما نقول : قليل دائم خير من كثير منقطع .

أما في قوله تعالى : { أَوْ مِثْلِهَا .. البقرة 106 } أي أن الأولى مثل الثانية ، فما وجه التغيير هنا ، وما سبب التبديل ؟

نقول : سببه هنا اختيار المكلف في مدى طاعته وانصياعه ، إن نُقل من أمر إلى مثله ، حيث لا مشقة في هذا ، ولا تيسر في ذلك ، هل سيمتثل ويطيع ، أم سيجادل ويناقش ؟

مثل هذه القضية ولاضحة في حادث تحويل القبلة ، حيث لا مشقة على الناس في الاتجاه نحو بيت المقدس ، ولا تيسير عليهم في الاتجاه نحو الكعبة ، الأمر اختبار للطاعة والانصياع لأمر الله ، فكان من الناس من قال : سمعنا وطاعة ونفذوا أمر الله فوراً
دون جدال ، وكان منهم من اعترض وأنكر واتهم رسول الله بالكذب على الله .

زمن ذلك أيضاً ما نراه في مناسك الحج مما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نُقبل الحجر الأسعد وهو سحجر ، ونرمي الجمرات وهي أيضاً حجر ، إذن أمور لا مجال للعقل فيها ، بل هي لأختبار الطاعة والانقيادط للمشرع سبحانه وتعالى .

ثم يقول تعالى : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ .. النحل 101 }

بل : حرف يفيد الإضراب عن الكلام السابق وتقرير كلام جديد ، فالحق سبحانه وتعالى يُلغي كلامهم السابق :

{ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ... النحل 101}
ويقول لهم : لا ليس بمفتر ولا كاذب ، فهذا اتهام باطل ، بل أكثرهم لا يعلمون .

وكلمة ( أكثرهم ) هنا ليس بالضرورة أن تقابل بالأقل ، فيمكن أن نقول : أكثرهم لا يعلمون . وأيضاً : أكثرهم يعلمون كما جاء قوله سبحانه وتعالى :


الحَجُّ....آية رقم : 18 { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ .... }

هكذا بالإجماع ، تسجد لله تعالى جميع المخلوقات إلا الإنسان ، فمنه كثير يسجد ، يقابله أيضاً كثير حَقَّ عليه العذاب ، فلم يقُلْ القرآن : وقليل حَقَّ عليه العذاب .

وعلى فرض أن : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }

إذن : هناك أقلية تعلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن ربه ، وتعلم كذبهم وافتراءهم على الرسول الله حينما بالكذب ، ويعلمون صدق كل آية في مكانها ، وحكمة الله المرادة من هذه الآية .

فمن هم هؤلاء الذين يعلمون في صفوف الكفار والمشركين ؟
قالوا : لقد كان بين هؤلاء قوم أصحاب عقول راجحة ، وفهم للأمور ، ويعلمون وجه الحق والصواب في هذه المسألة ، ولكنهم أنكروها ، كما قال الحق تبارك وتعالى :


النَّمْل.....آية رقم : 14 { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَّعُلُوًّا .. }
وأيضاً من هؤلاء أصحاب عقول يفكرون في الهدى ، ويُراودهم الإسلام ، وكأن لديهم مشروع إسلام يُعدون أنفسهم له ، وهم على علم أن كلام الكفار واتهامهم لرسول الله باطل وافتراء .

وأيضاً من هؤلاء مؤمنون فعلاً ، ولكن تنقصهم القوة الذاتية التي تدفع عنهم ، والعصبية التي ترد عنهم كيد الكفار ، وليس عندهم أيضاً طاقة أن يهاجروا ، فهم ما يزالون بين أهل مكة إلا أنهم مؤمنون ويعلمون صدق رسول الله وافتراء الكفار عليه ، لكن لا قدرة لهم على إعلان إيمانهم .

وفي هؤلاء يقول الحق سبحانه وتعالى : الفَتْحُ .... وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُم وَأَيْدِيَكُمْ عنهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ( آية : 25) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ والْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبُكُمْ مِنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيرِ عِلْمٍ ..... }

أي : تدخلوا على أهل مكة وقد اختلط الحابل بالنابل ، والمؤمن بالكافر ، فقتلوا إخوانكم المؤمنين دون علم .

الفَتْحُ....آية رقم : 25 { لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَو تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } أي : لو كانوا مميزين ، الكفار في جانب ، والمؤمنون في جانب لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً .

إذن : فإن كان أكثرهم لا يعلمون ويتهمونك بالكذب والافتراء فإن غير الأكثرية يعلم أنهم كاذبون في قولهم { إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ }

فيامحمد قل لهؤلاء الذين اتهموك : { قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين ءامنوا وهدى وبشرى للمسلمين ... النحل ..102 } .

اللهم تقبل منا صالح الأعمال
من خواطر الامام / محمد متولي الشعراوي .



يتبع

السيف البتار
2008-12-13, 10:37 PM
المطعن

النسخ:

“مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ; (آية 106).

قالت العرب: إنّ محمداً يأمر أصحابه بأمرٍ ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً. ما يقول إلا من تلقاء نفسه . وكان ذلك سبب ضياع ثقتهم به. وجاء في النحل 16: 101 “وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُأَعْلَمُ بِمَا يُنَّزِلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ “والحق أن كلام الله ثابت لا يتغيّر. قال المسيح: “إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ ; (متى 5: 18) فالعرب قالوا إن محمداً افترى على الله بقوله إنه ينسخ كلامه ويبدّل آياته.

وعن ابن عباس قال: كان ربما ينزل على محمد الوحي بالليل ونسيه بالنهار فأورد قوله ما ننسخ إلى آخره (الطبري في تفسير هذه الآية، وأسباب النزول للسيوطي في سبب نزولها). وعلى كل حال فلا يليق بالله أن يأمر بشيءٍ ثم ينهاهم عنه، فكلامه كذاته وصفاته لا يتغيّر. أما البشر فكلامهم يتغيّر لأن صفاتهم الضعف والجهل والعجز، ولذا أنكرت طائفةٌ من المسلمين إمكان وقوع النسخ في القرآن.

ومن الغرائب أن محمداً كان ينسى بالنهار ما يُوحَى إليه بالليل، فإن الله يعلّم الرسل والأنبياء الحكمة والفهم، ويحفظهم من الخطأ والنسيان. وبما أن محمداً كان ينسى فهو ليس منهم. وقوله إن الله على كل شيء قدير، بعد قوله إن الله ينسخ آياته ليس في محله، فكأنه قال إن الله قادر أن يغيّر ذاته وصفاته، مع أن قدرة الله لا تتعلَّق إلا بالممكنات لا بالواجبات، كما هو مقرَّر في علم الكلام.

وقد أجمع المسلمون على عدم امتناع النسيان من الأنبياء، ومع ذلك قال محمد: نما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث 1016). كما أنه نسي أيضاً في أمور مختصة بالمعاملات والعبادات، حتى قيل له في التوبة 9: 43 “عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ “قال المفسرون: اثنتان فعلهما محمد لم يُؤمر بشيء فيهما: إذنه للمنافقين، وأخذه الفداء من أسارى بدر. وورد في الأنفال 8: 67 “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا “وورد في التحريم 66: 1 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ “وورد في الأحزاب 33: 37 “تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ “وكذا نسيانه في الصلاة، فقام من ركعتين وسلم، حتى سألوه: أقصرتَ الصلاة أم نسيتَ يا رسول الله؟ .


ذكرنا سابقاً أن كلام الله لا يتبدل ولا يتغير ولكن احكام الله تتبدل وتتغير حسب الزمن والرسالة .

ففي عهد آدم عليه السلام تزوج الأخ لأخته ، وفي زمن ابراهيم عليه السلام كما ذكر كتاب الكنيسة أن ابراهيم تزوج اخته (من ابيه)التي هي من صلبه ... فهل يملك المسيحي الآن أن يتزوج من أخته ؟ بالطبع لا .

ولو رجعنا للعهد القديم نجد أن الناموس ذكر في الوصايا العشرة بالحفاظ على السبت ولكن يسوع لم يحافظ على السبت علماً بأن العهد القديم أشار بأنه يجب الحفاظ على الوصايا والإلتزام بها لمدة الف جيل

تث 7:9
فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد والاحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه الى الف جيل

كما أن الناموس أشار بأن الزانية تقتل [اللاويين 20: 10] ولكن يسوع لم يُطبق الناموس في { يوحنا4 (14-19) ؛ يوحنا8(3-11) ؛ متى21(28-32)}.

إذن يسوع لم يصدق في قوله : (ِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوس).

فالأمثلة كثيرة ولكننا لسنا بصدد سردها بالكامل .

يقول صاحب الشبهة


أما البشر فكلامهم يتغيّر لأن صفاتهم الضعف والجهل والعجز

فلا ننسى بأن يسوع إنسان كامل .. وبكونه إنسان كامل فإذن ينطبق عليه هذا الكلام .

وقوله تعالى: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.. أي كل شيء يدخل في إرادة الله وقدرته سبحانه.. إذا قلنا إذا جاء الله بحكم لعصر فهذا هو قمة الخير.. لأنه إذا عُدل الحكم بعد أن أدى مهمته في عصره، فإن الحكم الجديد الذي يأتي هو قمة الخير أيضا.. لأن الله على كل شيء قدير، يواجه كل عصر بقمة الخير للموجودين فيه.. ولذلك فمن عظمة الله أنه لم يأت بالحكم خبرا من عنده ولكنه أشرك فيه المخاطب.. فلم يقل سبحانه " إن الله على كل شيء قدير ".. ولكنه قال: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.. لأنه واثق أن كل من يسمع سيقول نعم.. وهذا ما يعرف بالاستفهام الإنكاري أو التقريري.


وقد أجمع المسلمون على عدم امتناع النسيان من الأنبياء

لم يجمع المسلمون على ذلك ، لأن النبي بشر ومن صفات البشر النسيان وهذا لا عيب فيه ولا شبهة ... فالنبي صلى الله عليه وسلم يحمل شخصيتان : شخصية نبي عصمه الله وشخصية إنسان يحمل كل صفات البشر ... لذلك عندما رأى الله نبيه يكرر ما انزل عليه خوفاً من النسيان قال له الله : لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) .. القيامة .

يتبع

السيف البتار
2008-12-13, 10:56 PM
يقول صاحب الشبهة


وقد أجمع المسلمون على عدم امتناع النسيان من الأنبياء، ومع ذلك قال محمد: نما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث 1016). كما أنه نسي أيضاً في أمور مختصة بالمعاملات والعبادات، حتى قيل له في التوبة 9: 43 “عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ “قال المفسرون: اثنتان فعلهما محمد لم يُؤمر بشيء فيهما: إذنه للمنافقين، وأخذه الفداء من أسارى بدر. وورد في الأنفال 8: 67 “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا “وورد في التحريم 66: 1 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ “وورد في الأحزاب 33: 37 “تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ “وكذا نسيانه في الصلاة، فقام من ركعتين وسلم، حتى سألوه: أقصرتَ الصلاة أم نسيتَ يا رسول الله؟

{ عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ }
[التوبة 43]

يقدم الحق سبحانه العفو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أذن لهم بالقعود عن القتال، ثم يأتي القرآن من بعد ذلك ليؤكد أن ما فعله رسول الله بالإذن لهم بالقعود كان صواباً، فيقول في موضع آخر من نفس السورة:

{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً }
[التوبة: 47].

إذن: فلو أنهم خرجوا لكانوا سبباً في الهزيمة، لا من أسباب النصر. وصوَّبَ الحق عمل الرسول، وهو صلى الله عليه وسلم له العصمة.

وهنا نحن أمام عفو من الله، على الرغم من عدم وجود ذنب يُعفى عنه، وهنا أيضاً إذن من الرسول لهم بالقعود، ونزل القرآن ليؤكد صوابه.

وهناك من فهم قول الحق: { لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } على أنها استفهام استنكاري، وكأن الحق يقول: كيف أذِنْتَ لهم بالعفو؟

إذن: فرسول الله بين أمرين: بين عفو لا يُذْكَرُ بعده ذنب، واستفهام يفيد عند البعض الإنكار.

ونقول: إن الحق سبحانه وتعالى أيَّد رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:

{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً }
[التوبة: 47].

فكأن الرسول قد هُدِيَ إلى الأمر بفطرته الإيمانية، وقد أشار القرآن إلى ذلك؛ ليوضح لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم وفطرته سليمة، وكان عليه أن يقدم البيان العقلي للناس؛ لأنه الأسوة حتى لا يأتي من بعده واحد من عامة الناس ليفتي في مسألة دينية ويقول: أنا رأيت بفطرتي كذا، بل لا بد أن يتبين الإنسان ما جاء في القرآن والسنة قبل أن يفتي في أمر من أمور الدين.

وعلى سبيل المثال: اختلف الأمر بين المسلمين في مسألة الفداء لأسرى بدر ونزل القول الحق:

{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
[الأنفال: 68].

وأيَّد الله حكم رسوله وأبقاه. إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم هُدِي إلى الأمر بفطرته الإيمانية، ولكن هذا الحق لا يباح لغير معصوم.

وقد أباح الحق سبحانه الاستئذان في قوله:
{ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ }
[النور: 62].

والحق سبحانه وتعالى يقول هنا في الآية التي نحن بصددها : { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ } وهكذا يتبين لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذن لهم بالمقدمات والبحث والفطرة، ورأى أن الإذن لهؤلاء المتخلفين هو أمر يوافق مراد الحق سبحانه؛ لأنهم لو خرجوا مع جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاًً، لعدم توافر النية الصادقة في الجهاد؛ لذلك ثبطهم الله، وأضعف عزيمتهم حتى لا يخرجوا. والعفو هنا جاء في شكلية الموضوع، حيث كان يجب التبيُّن قبل الإذن، فيقول الحق سبحانه:

{ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ } أي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يأذن لهم لكانوا قد انكشفوا، ولكن إذنه لهم أعطاهم ستاراً يسترون به نفاقهم، فهم قد عقدوا النية على ألا يخرجوا، ولو فعلوا ذلك لافتُضِحَ أمرهم للمسلمين جميعاً، فشاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسترهم.

الإمام / الشعراوي


يتبع

السيف البتار
2008-12-13, 11:35 PM
وقوله سبحانه وتعالى :
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[الأنفال67]

هناك فرقاً بين حكم يسبق الحدث فلا يخالفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكم يجيء مع الحدث، ولا بد أن نفرق بين الحكمين؛ حكم يسبق الحدث إن خولف تكون هناك مخالفة ولكنَّ حكماً يأتي مع الحدث، فهذا أمر مختلف، لنفرض أنك جالس وجاء لك من يقول إن قريبك فلان ذهب إلى المكان الفلاني، وأنه ينفق على كذا، وأعطي كمبيالة على نفسه بمبلغ كذا.

اذهب إليه لتمنعه، فتذهب إليه وتمنعه، هنا جاء الحكم مع الحدث، فلا تكون هناك مخالفة.

وقول الحق سبحانه وتعالى:

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ }
[الأنفال: 67].

قد جاء هذا الحكم بعد أن تم أسر كفار قريش وأخذوا إل المدينة، وتشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة بشأنهم ووصلوا إلى رأي. إذن فالحكم جاء بعد أن انتهت العملية، والدليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يغير الحكم، فظل الأسر والفداء. إذن: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ } أي ما ينبغي لنبي أن يكون له أسرى حتى يقسو على الكفار في القتال.

لذلك ذكر الله تعالى الآية التالية بقوله :

{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
[الأنفال68]

هذه الآية الكريمة تشرح وتبيِّن أن الحق سبحانه وتعالى لا يحاسب أحداً إلا بعد أن ينزل التشريع الذي يرتب المقدمات والنتائج، ويحدد الجرائم والعقوبات، ولولا ذلك لنزل بالمؤمنين العذاب لأخذ الأسرى، من قبل أن تستقر الدعوة، وبما أن الحق تبارك وتعالى لا ينزل العذاب إلا بمخالفة يسبقها التشريع الذي يحددها، لولا ذلك لأنزل العذاب بالمؤمنين، ولكن بما أن هذا الفعل لم يجرَّم من قبل فلا عقاب عليه.

الإمام/ الشعراوي


يتبع

السيف البتار
2008-12-14, 12:56 AM
قال صاحب الشبهة


وورد في التحريم 66: 1 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ “وورد في الأحزاب 33: 37 “تَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ

{ يا أيها النبي لم تحرم مآ أحل الله لك، تبتغي مرضاة أزواجك، والله غفور رحيم؟ قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم، والله مولاكم، وهو العليم الحكيم }..

وهو عتاب مؤثر موح. فما يجوز أن يحرم المؤمن على نفسه ما أحله الله له من متاع. والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن حرم العسل أو مارية بمعنى التحريم الشرعي؛ إنما كان قد قرر حرمان نفسه. فجاء هذا العتاب يوحي بأن ما جعله الله حلالاً فلا يجوز حرمان النفس منه عمداً وقصداً إرضاء لأحد.


وكذا نسيانه في الصلاة، فقام من ركعتين وسلم، حتى سألوه: أقصرتَ الصلاة أم نسيتَ يا رسول الله؟

النسيان والسهو من الأمور الملازمة للإنسان ولا إثم على الإنسان في حال السهو لما ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال :( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه الطبراني والدارقطني والحاكم بألفاظ مختلفة وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي .

والسهو في الصلاة واقع فقد سها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة في صلاته كما ثبت ذلك في عدة أحاديث .

وقد جعل الله هذا سبباً في تعلم أحكام السهو في الصلاة فتعلمت الأمة من بعده .

انتهى

ساجدة لله
2008-12-14, 02:41 AM
جزاك الله كل الخير أخي السيف البتار على رد الشبهات

ينكرون على رسولنا السهو ولا ينكرون على أنبيائهم الزنا والقتل والأمر بالنصب والاحتيال

ملقوش في الورد عيب

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

إلى متى يظلون في طغيانهم وجهلهم وكيلهم بمكيالين

يقولون هل يجوز لنبي أن ينسى؟

وهل يجوز لنبي أتى ليكون سبباً في هداية البشر فيزني هو ويقتل ويأمر بالسرقة يا متخلفين؟
زنا لوط وداوود وقتل وأمر موسى بالنصب والسرقة وغير ذلك من الكوارث في أنبيائهم

بارك الله فيك يا أخي وزادك من فضله

السيف البتار
2008-12-14, 12:32 PM
جزاك الله كل الخير أخي السيف البتار على رد الشبهات
ينكرون على رسولنا السهو ولا ينكرون على أنبيائهم الزنا والقتل والأمر بالنصب والاحتيال
ملقوش في الورد عيب
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إلى متى يظلون في طغيانهم وجهلهم وكيلهم بمكيالين
يقولون هل يجوز لنبي أن ينسى؟
وهل يجوز لنبي أتى ليكون سبباً في هداية البشر فيزني هو ويقتل ويأمر بالسرقة يا متخلفين؟
زنا لوط وداوود وقتل وأمر موسى بالنصب والسرقة وغير ذلك من الكوارث في أنبيائهم
بارك الله فيك يا أخي وزادك من فضله


أشكرك اختي الفاضلة على التعقيب والتوضيح ولكن المسيحية تعتبر أن كل الناس خطائون عدا يسوعهم .... لذلك دعينا نطرح سؤال واحد لهم : هل يسوع كاذب أم نسى أنه عندما طلب تلاميذه أن يصعد معهم العيد رفض ولكن عندما صعدوا بدونه صعد هو متخفي لكي لا يراه أحد .؟

يو 7:8
اصعدوا انتم الى هذا العيد . انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان
وقتي لم يكمل بعد .

يو 7:10
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا
بل كانه في الخفاء

فأيهما ستختاروا ! يسوع كذب أم نسى أنه تعهد بعدم صعود للعيد ؟

ساجدة لله
2008-12-15, 04:58 AM
يو 7:8
اصعدوا انتم الى هذا العيد . انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان
وقتي لم يكمل بعد .

يو 7:10
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا
بل كانه في الخفاء

فأيهما ستختاروا ! يسوع كذب أم نسى أنه تعهد بعدم صعود للعيد ؟
:p015:

السيف العضب
2008-12-15, 01:29 PM
بارك الله فيك أخي الكريم علي التوضيح ..

جعلك الله جنداً من جنود دينه ..

زادك الله من فضله ..