المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة سورة البقرة آية 111



السيف البتار
2008-12-15, 08:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم







المطعن

سورة البقرة 111

{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }.



السؤال : ما برهانه هو على صحة كلامه ؟ فالإنجيل يقول على لسان المسيح . من آمن بي وإن مات فسيحيا

وفي انجيل يوحنا 6 : 40 ( لأن هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ) وفي يوحنا 3 : 16 قال ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) وفي يوحنا 10 : 27 ( خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى البد ولا يخطفها احد من يدي ). وفي يوحنا 14 : 6 قال ( أنا هو الطريق والحق والحباة ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي )

والقرآن يشهد على صحة إيمان أهل الكتاب بأن الله سيجعل الذين اتبعوا المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة .

ففي نفس السورة عدد121 ( الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون )

فإذا كان أهل الكتاب سيدخلون الجنة إذا آمنوا فيه فهنا سؤال يطرح نفسه , ما الداعي لإنزال كتاب آخر مثل القرآن , كثير من تعاليمه تناقض الأول ؟؟؟ والنتيجة هنا أن الذين سيؤمنون به لن يدخلوا الجنة .


الرد على هذا المطعن خطوة بخطوة


سورة البقرة 111

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .


السؤال : ما برهانه هو على صحة كلامه ؟


لا يُرد على سؤال بسؤال .. ولكن رد الرد عز وجل على هذا السؤال ولكن اكثركم لا يعقلون .

فالمسلمين لا تعرف شخص أسمه يسوع .. لأن المسلم لا يؤمن إلا بما جاء بالقرآن .. والله في القرآن ذكر لنا أن هناك رسول اسمه عيسى ابن مريم عليه السلام كما ذكر موسى وداود ولوط وابراهيم وسليمان واسحاق .. والكثير والكثير عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .

أما بما يخص اليهود والمسيحيين .. فالإسلام لا يعرف عنهم شيء وبالأخص المسيحيين ، فالله عز وجل أشار في القرآن بأن كل من ادعى هوداً أو نصارى بأن لهم الجنة فليأتوا بدليل على صدق أقوالهم .
قال تعالى :

وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
البقرة : 111

وقد أعلن الله عز وجل بأنه لا لملة اليهود ولا لملة النصارى بل نعم لملة سيدنا إبراهيم عليه السلام والتي هي الإسلام .

َقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
البقرة :135

لأن ابراهيم عليه السلام ما كان يهودياً ولا نصرانياً .

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين َ
آل عمران 67

فما من نبي أو رسول أرسله الله إلا وجاء حامل للإسلام

قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
البقرة : 135

فهل تملك الكنيسة دليل واحد تقدمه لنا لتعلن على الملأ ملة وديانة سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟

وقد شهد اتباع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بأنهم مسلمون بقولهم :

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
آل عمران :52

لأن الله اصطفى للبشرية الإسلام ليكون لهم ديناً منذ خلق الآدم إلى قيام الساعة

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
(البقرة132) .

إذن الدين الذي نشأ عليه أجداد إسرائيل (يعقوب) وبنيه وأحفاده هو دين الإسلام .


قالوا :

فالإنجيل يقول على لسان المسيح . من آمن بي وإن مات فسيحيا

وفي انجيل يوحنا 6 : 40 ( لأن هذه مشيئة الذي ارسلني ان كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ) وفي يوحنا 3 : 16 قال ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) وفي يوحنا 10 : 27 ( خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة ابدية ولن تهلك الى البد ولا يخطفها احد من يدي ). وفي يوحنا 14 : 6 قال ( أنا هو الطريق والحق والحباة ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي )

آمن به ..... بماذا ؟ نبي أم بإله ؟ وما الدليل ؟ علماً بأنه لم يذكر بالعهد القديم أو الجديد أنه هو الله على الرغم من كثرة ظهوره بالعهد القديم ولا نعرف ما هو الناسوت الذي استخدمه لهذا الظهور علماً بأن ناسوت يسوع لم يُلد بعد .. فهل للرب أكثر من ناسوت ؟

أولاً : دعونا نعترف بأن المسيحية هي تابعة لليهودية لأن بدون العهد القديم لا قيمة للمسيحية ولا قيمة للعهد الجديد لأن يسوع قال : { الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس } .. إذن لا قيمة للعهد الجديد بدون العهد القديم .

ثم بعد ذلك نجد أن اليهود يعبدون إله والمسيحية تعبد إله أخر مثلث متجسد في مخلوق اسمه يسوع وقد رفضت اليهود هذه العقيدة الفاسدة على الرغم أنه طالما أن المسيحية تتبع اليهودية فكان لزماً على المسيحية عبادة معبود اليهود .

ثانياً : كلنا نعلم أن المسيح لا يعرف شيء عن المسيحية وأن المسيحية هي ديانه ظهرت بعد المسيح بعدة سنوات عام 42ميلادي و قال المؤرخ تاسيتس (المولود نحو 54م.) أن المسيحيين كانوا أناساً سفلة عاميين ... راجع قاموس الكتاب المقدس.

ثالثاً : كلنا نعلم أن المسيح كانت ديانته هي ديانة التي اتبعها اليهود وامه طبقت الناموس وتطهرت من الولادة كما شرع الناموس (لوقا2:22).. فمن باب أولى اعتناق الديانة التي كان يعتنقها يسوع .

رابعاً : لو نظرنا إلى الطوائف المسيحية نجدهم يدعوا أنهم جميعاً يؤمنوا بيسوع إله ولكن كلاً منهم يُكفر الآخر .. فقال زكريا بطرس : الفاتيكان (بابا روما) يؤمن بأن الناسوت قد تلاشى في اللاهوت بمعنى أنه صار اختلاط وامتزاج وتغيير في الاتحاد (وهذا يخالف العقيدة) ولكن الأرثوذكس الشرقي يؤمن يسوع بعد تجسده أصبح له طبيعة واحدة (وهذا يوافق العقيدة)... راجع موجز انشقاق الكنائس.

والتاريخ كتب لنا أن المسيحية الكاثوليكية أعلنت الحرب والإبادة على الأرثوذكس الشرقي لأنهم خالفوا العقيدة ، كما أن البروتستانت أعلنت حرب الإبادة على الكاثوليك بسبب الهرطقة في العقيدة ... راجع الحقبة القبطية .

وهذا بخلاف الطوائف الأخرى التي تؤمن بيسوع ولكنهم هرطقة ... راجع طوائف السبتيين وشهود يهوه وغيرهم

لو ذكر يسوع في الأناجيل قوله : من آمن بي وإن مات فسيحيا نجده في جهة أخرى يتوعد لكل من آمن به بالجحيم حين قال :

متى 7
21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة 23 فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم

إذن هؤلاء آمنوا بيسوع ولكنهم أصبحوا فاعلي اثم .


يتبع
.

السيف العضب
2008-12-15, 09:03 PM
رائع ..
متابع بإذن الله ..

إدريسي
2008-12-15, 09:14 PM
جزاك الله خيرا على مجهوداتك المتواصلة أستاذنا الحبيب السيف البتار في الرد على مطاعن عباد الصلبان ..

متابع بعون الله ..

السيف البتار
2008-12-15, 10:55 PM
والقرآن يشهد على صحة إيمان أهل الكتاب بأن الله سيجعل الذين اتبعوا المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة .

ففي نفس السورة عدد121 ( الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون )



{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ }




بعد أن بين الله سبحانه وتعالى بصدر سورة البقرة أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم ، أراد أن يبين أن هناك من اليهود والنصارى من لم يحرفوا في كتبهم.. وأن هؤلاء يؤمنون بمحمد عليه الصلاة والسلام وبرسالته.. لأنهم يعرفونه من التوراة والإنجيل.

ولو أن الله سبحانه لم يذكر هذه الآية لقال الذين يقرأون التوراة والإنجيل على حقيقتيهما.. ويفكرون في الإيمان برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لقالوا كيف تكون هذه الحملة على كل اليهود وكل النصارى ونحن نعتزم الإيمان بالإسلام.. وهذا ما يقال عنه قانون الاحتمال.. أي أن هناك عددا مهما قل من اليهود أو النصارى يفكرون في اعتناق الإسلام باعتباره دين الحق.. وقد كان هناك جماعة من اليهود عددهم أربعون قادمون من سيناء مع جعفر بن أبي طالب ليشهدوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قرأوا التوراة غير المحرفة وآمنوا برسالته.. وأراد الله أن يكرمهم ويكرم كل من سيؤمن من أهل الكتاب.. فقال جل جلاله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } [البقرة: 121]

أي يتلونه كما أنزل بغير تحريف ولا تبديل.. فيعرفون الحقائق صافية غير مخلوطة بهوى البشر.. ولا بالتحريف الذي هو نقل شيء من حق إلى باطل.

يقول الله تبارك وتعالى: { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }.. ونلاحظ أن القرآن الكريم يأتي دائما بالمقارنة.. ليكرم المؤمنين ويلقي الحسرة في نفوس المكذبين.. لأن المقارنة دائما تظهر الفارق بين الشيئين.

إن الله سبحانه يريد أن يعلم الذين آتاهم الله الكتاب فلم يحرفوه وآمنوا به.. ليصلوا إلى النعمة التي ستقودهم إلى النعيم الأبدي.. وهي نعمة الإسلام والإيمان.. مقابل الذين يحرفون التوراة والإنجيل فمصيرهم الخسران المبين والخلود في النار

.

قال تعالى :
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(الأعراف157)


وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
(الصف6)


يتبع
.

السيف العضب
2008-12-15, 11:33 PM
مجهود رائع أخي السيف البتار ..
متابع بإذن الله ..

السيف البتار
2008-12-15, 11:38 PM
.

فإذا كان أهل الكتاب سيدخلون الجنة إذا آمنوا فيه فهنا سؤال يطرح نفسه , ما الداعي لإنزال كتاب آخر مثل القرآن , كثير من تعاليمه تناقض الأول ؟؟؟ والنتيجة هنا أن الذين سيؤمنون به لن يدخلوا الجنة .

المقصود بالإيمان هو الإيمان بالبشارة برسول يأتي بعد المسيح عليه السلام وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. أما عدم وجود هذه البشارة بالكتب الحالية فهذا يؤكد صدق قول الحق سبحانه :

{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }
[البقرة:79]


تفسير الكشاف/ الزمخشري

{ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } المحرّف { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد، وهو من محاز التأكيد، كما تقول لمن ينكر معرفة ما كتبه: يا هذا كتبته بيمينك هذه.


تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي

يكتبونه بأيديهم ويقولون هو من عند الله وقد علموا يقيناً أنه ليس من عنده ؛ فقد فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم كالرجل إذا اخترع مذهباً أو قولاً لم يسبق إليه ؛ لأنهم عمدوا ذلك ليُحَرفوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين .


تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير

{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ بِأَيْدِيهِمْ } قال: نزلت في المشركين وأهل الكتاب، وقال السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتاباً من عندهم، يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله، فيأخذون به ثمناً قليلاً، وقال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتاب الله الذي أنزله على نبيه أحدث أخبار الله تقرؤونه غضاً لم يشب، وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله؛ ليشتروا به ثمناً قليلاً، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذي أنزل عليكم، رواه البخاري من طرق عن الزهري.


تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي

قوله تعالى: { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد لبيان جُرْمهم وإثبات لمجاهرتهم فإنه قد عُلم أن الكَتْب لا يكون إلا باليد ؛ وقال ٱبن إسحٰق والكلبي: كانت صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم رَبْعة أسمر؛ فجعلوه آدم سَبْطاً طويلاً، وقالوا لأصحابهم وأتباعهم: انظروا إلى صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي يُبعث في آخر الزمان ليس يشبهه نعت هذا .......... وهذا جاء مطابق لتفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية .


تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي

{ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني المحرفين، ولعله أراد به ما كتبوه من التأويلات الزائغة. { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد كقولك: كتبته بيميني { ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } كي يحصلوا به عرضاً من أعراض الدنيا، فإنه وإن جعل قليل بالنسبة إلى ما استوجبوه من العقاب الدائم. { فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } يعني المحرف.


تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي

وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: وصف الله محمداً صلى الله عليه وسلم في التوراة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده أحبار اليهود فغيَّروا صفته في كتابهم، وقالوا: لا نجد نعته عندنا، وقالوا للسفلة: ليس هذا نعت النبي الذي يحرم كذا وكذا كما كتبوه، وغيَّروا نعت هذا كذا كما وصف فلبسوا على الناس، وإنما فعلوا ذلك لأن الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة، فخافوا أن تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة.


تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

إن الله سبحانه وتعالى يريد هنا أن يبين لنا مدى تعمد اهل الكتاب للإثم.. فهم لا يكتفون مثلا بأن يقولوا لغيرهم إكتبوا.. ولكن لاهتمامهم بتزييف كلام الله سبحانه وتزويره يقومون بذلك بأيديهم ليتأكدوا بأن الأمر قد تم كما يريدون تماما.. فليس المسألة نزوة عابرة.. ولكنها مع سبق الإصرار والترصد.. وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنا قليلا، هو المال أو ما يسمى بالسلطة الزمنية.. يحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان.

وحين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هذا من عند الله.. إنما يريدون أن يخلعوا على المكتوب قداسة تجعل الإنسان يأخذه بلا مناقشة.. وبذلك يكونون هم المشرعين باسم الله، ويكتبون ما يريدون ويسجلونه كتابه، وحين أحس أهل الكتاب بتضارب حكم الدين بما أضافه الرهبان والأحبار، بدأوا يطلبون تحرير الحكم من سلطة الكنيسة.

فهؤلاء الذين وصلوا إلى الحد الذي يكتبون فيه بأيديهم ويقولون من عند الله.. أصبح الإثم لا يهزهم، ولذلك توعدهم الله بالعذاب مرتين ............انتهى


فهذا هو الإعلان الحقيقي عن وقوع التحريف على التوراة والإنجيل المذكوران في القرآن .

قاموس الكتاب المقدس يعترف


قال قاموس الكتاب المقدس
كل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيماً فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جداً إليها .


وقال رجال اللاهوت :
أما لماذا سمح الله بالخطأ في النَسخ : أننا محدودون في المعرفـة والإدراك، ولا يمكننا في كل الأحوال أن نفهم فكر الله ولا سيما عندما لا يشاء - لحكمة عنده - أن يعلنه لنا، فأفكاره ليست أفكارنا، ولا طرقنا طرقه. إن كل ما عمله الله هو كامل، ومع ذلك ففي حكمته سمح بالفساد أن يدخل إلى خليقة يديه. بل حتى ابن الله الكريم سمح الله بأن يُجلد من البشر ويُضرب فصار منظره مُفسَداً أكثر من الرجل وصورته أكثر من بنى آدم . وبالنسبة للكتاب المقدس فلقد سُّـر الله أن تكون الأصول المكتوبة بواسطة كتبة الوحي بلا أدنى خطأ، لكنه أيضاً سمـح أن تحدث بعض الأخطاء أثناء النسخ بسبب عدم كمال الإنسان الذي يقوم بالنسخ.



ما الداعي لإنزال كتاب آخر مثل القرآن , كثير من تعاليمه تناقض الأول ؟؟؟

اتفقنا الآن أن كتابي التوراة والإنجيل تم تحريفهم بشهادة القرآن وبشهادة قاموس الكتاب المقدس ورجال اللاهوت .. ولكن كلنا نعلم أن الله أرسلهم لبني اسرائيل فقط وتشريعات خاصة بهم وبزمنهم .. ولكن القرآن جاء للعالمين بتشريعات ثابتة ليوم القيامة وكشف التحريفات التي وقعت على التوراة والإنجيل وبرأ الأنبياء من ما نسب إليهم من زنا وقتل وإجرام وبث العدل بين الناس ومنع الرق والعبودية والكثير والكثير ... ليعلن القرآن عن نفسه أنه كلام الله وسيبقى معجزة باقية إلى قيام الساعة معلناً أن الله خالق السموات والأرض أعلى وأطهر من ما نسبه إليه اليهود وسبه أهل الصليب في قدسيته ونسبوا له الولد وادعوا أنه نزل من السماء ليموت ويفدي البشرية علماً بأنه القادر على العفو والمغفرة لكل عباده وهو مستوى على عرشه .

تم

السيف العضب
2008-12-15, 11:46 PM
لقد تم بفضل الله ..
ماشاء الله موضوع رائع أخي السيف البتار ..
جعله الله في ميزان حسناتكم ..