المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقتلاع شبهة الأخطاء النحوية في القرآن الكريم من جذورها



الصفحات : [1] 2

إدريسي
2008-12-15, 08:40 PM
كتبه الأستاذ "متعلم" في منتدى الجامع .. مع تصرف في العنوان .
---------------------

الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

يعترض النصرانى على القرآن ، ببعض آياته التى أتت على غير الشائع نحوياً ، يظن واهماً أن ذلك ينقص من شأن الكتاب العزيز .

فكيف يكون رد المسلم على ذلك ؟

عادة ما يلجأ المسلم إلى أقوال علماء النحو واللغة ، وفيها تخريجات نحوية للإشكال المتوهم فى الآية ، وغالباً ما يشير ـ العالم ـ إلى أن الإشكال المتوهم هو لغة جائزة عند العرب .

كل هذا جميل ورائع ، لكن هناك أمراً قبله علينا أن نعيه أولاً ، ثم نعلمه للنصارى ثانياً .

إدريسي
2008-12-15, 08:41 PM
إن النصارى يحاكمون القرآن العظيم إلى منهج القواعد النحوية للصف الثالث الإعدادى !

يظنون أن القواعد النحوية حاكمة على القرآن !

وهذا جهل فاضح بنشأة علم النحو .

إن علم النحو ليس علماً عقلياً ، بمعنى أن سيبويه ـ مثلاً ـ لم يعتمد على التفنن العقلى فى تقرير قواعد النحو .

إن علم النحو مبنى على الاستقراء .

فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب ، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك ، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل فى كلامهم ، فاستنبط من ذلك قاعدة " الفاعل مرفوع " .. وهكذا نتجت لدينا " قاعدة نحوية " تسطر فى كتب النحو ، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه .

أفلو كان سيبويه وجد العرب ينصبون الفاعل ، أكنا سنجد كتاب القواعد النحوية فى الصف الثالث الإعدادى ، يخبرنا بأنه يجب علينا نصب الفاعل كلما وجدناه ؟

بلى قارئى الكريم !

إن علم النحو مبنى على الاستقراء .. " القواعد النحوية " مستنبطة من " استقراء " صنيع العرب فى كلامهم .

إذا فهمت هذه النقطة قارئى الكريم ، سيسهل عليك ـ إن شاء الله ـ فهم ما بعدها .

إدريسي
2008-12-15, 08:43 PM
وهو أن العرب لم تكن كلها لهجة واحدة ، ولم تكن كلها تسير على نفس القواعد النحوية ذاتها ، ولم تكن تلتزم كل قبيلة منها بنفس المعاملات النحوية .

إن قبائل العرب لم تكن تسير فى كلامها على منهج النحو للصف الثالث الإعدادى !

وليس معنى ذلك أنه كان لكل قبيلة " نحوها " الخاص بها .. كلا .. وإنما اشتركت كل قبائل العرب فى " معظم " القواعد النحوية المشهورة الآن .. لكنها ـ أبداً ـ لم تجتمع على " كل " تلك القواعد بعينها .

لعلك أدركت الآن ـ قارئى الكريم ـ أن دائرة الخلاف فى التعاملات النحوية بين القبائل العربية كانت صغيرة ، لكنها واقعة لا سبيل إلى إنكارها .

لكن لا تنتظر أن يخبرك واضعو المناهج النحوية فى المدارس بكل الاختلافات النحوية فى كل مسألة ، إنما هم يخبرونك فقط بـ " الشائع " و " الأعم " و " الأغلب " .. ثم يتوسع من شاء فى دراسته الجامعية ، لأنها أكثر تخصصاً .

وكل طالب مبتدئ فى قسم للغة العربية فى أى جامعة يدرك جيداً ما قلته سابقاً .

هنالك ـ فى المرحلة الجامعية ـ يدرس " الاختلافات " النحوية ، ويعرف ما هو الفرق بين " المذاهب " النحوية ، وبم تتميز " مدرسة الكوفة " عن " مدرسة البصرة " .. إلى آخر هذه الأمور .

إذن .. وضع العلماء القواعد النحوية بناء على استقراء كلام العرب ، وما وجدوه من اختلافات أثبتوه .

هل بقى ما يقال ؟

إدريسي
2008-12-15, 08:44 PM
بالطبع بقى .

بقى أن تعلم أن " أهم " مصادر العلماء التى اعتمدوا عليها فى الاستقراء هو القرآن العظيم نفسه !

لأن القرآن أصدق صورة لعصره ، ليس فقط عند المسلم ، ولكن عند الجميع مسلمين وغير مسلمين ، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بمصدره الإلهى ، يؤمنون بأن القرآن أصدق تمثيل لعصره فى الأحداث التاريخية والعادات الجارية .. واللغة وقواعدها .

إن علماء النحو يستدلون على صحة قاعدة نحوية ما بورودها فى القرآن ، ليس فى قراءة حفص عن عاصم فقط ، بل يكفى ورودها فى أى قراءة متواترة أخرى .

أى أن القرآن ـ عند النحاة ـ هو الحاكم على صحة القاعدة النحوية ، وهى التى تسعى لتجد شاهداً على صحتها فى أى من قراءاته المتواترة .

القرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس .

علينا أن نعى هذه الحقيقة جيداً ، وعلينا أن نعلم النصارى ما جهلوه منها .

إن النصرانى المعترض ، عندما يقرأ ما أتى به المسلم من تخريجات نحوية للعلماء ، يظن أن أقوال العلماء هى مجرد محاولات للهروب وإخفاء الحقيقة ! .. والحقيقة الثابتة ـ عنده ـ أن القرآن به أخطاء نحوية .. الحقيقة الثابتة عنده أن محمداً ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ لم يستذكر دروس كتاب النحو فى الصف الثالث الإعدادى جيداً !

هذا الخبل النصرانى ناتج عن الجهل .. الجهل بنشأة علم النحو ، وبكيفية تدوين العلماء للقواعد النحوية .

إدريسي
2008-12-15, 08:45 PM
الطريف فى الأمر ، أن النصارى يعترضون على المخالفات النحوية فى الآيات ، ولا يدرون من رصد هذه المخالفات !

لا تظن قارئى الكريم أن بعض النصارى العرب ـ سيرفنت أو غيره ـ تأملوا القرآن ، فاكتشفوا هذه الأخطاء المتوهمة ، بعدما حاكموه لما تعلموه فى الابتدائية من قواعد نحوية .. كلا .. لا تظن ذلك أبداً .

إنما كل ما يكتب عند النصارى حول ما يسمونه " أخطاء نحوية فى القرآن " ليس من كلامهم ، ولا من لباب أذهانهم ، ولا من بنات أفكارهم .

لقد نقلوا كل هذه " الأخطاء !" عن كتب المستشرقين الأعاجم ! من أمثال " نولدكه " وغيره .

لن أتوقف بك ـ قارئى الكريم ـ كثيراً فى محطة هؤلاء المستشرقين أعجميى القلب واللسان .. لن أخبرك شيئاً عن بعض كتاباتهم التى توضح مدى جهلهم الفاضح باللغة العربية ، مع أنك ساعتها ستدرك أنك لست أجهل أهل الأرض باللغة العربية ! .. ولن أخبرك شيئاً عن حقدهم الدفين ـ والظاهر ! ـ على دين الحق وكتابه ونبيه بل وأهله .. لن أخبرك شيئاً عن ذلك ، ولن أقف بك فى هذه المحطة أبداً .

لكن تعال نتعدى هذه المرحلة لنتساءل .. من أين أتى هؤلاء المتعالمين من المستشرقين بما أسموه " أخطاء نحوية " ، لينقلها نصارى العرب منهم بعد ذلك جهلاً بغير علم ؟

مرة أخرى أحذرك قارئى الكريم ! .. لا تتخيل أو تظن أو تتوهم أن هذا المستشرق الألكن ، ذا اللسان الأعجم ، قد تأمل القرآن " فتنبه " إلى تلك " الأخطاء " !

هم أحقر من ذلك قارئى الكريم ، وإن أوهموك بغير ذلك !

كان ما فعله هؤلاء المستشرقون كالتالى .. قرأوا كتب النحو التى ألفها علماء العربية ، وكذلك كتب التفسير ، وأخذوا يتتبعون ما رصده " علماء المسلمين " أنفسهم ، من ورود آيات قرآنية موافقة لقواعد نحوية لم تنل حظاً من الشهرة مثل غيرها .

لقد وجد المستشرقون بغيتهم !

فليجمعوا إذن كل تلك الإشارات والمواضع .. وليحذفوا تعقيبات العلماء منها ! .. وليطلقوا على ما جمعوه " أخطاء نحوية " ! .. وليسموا ما فعلوه " بحثاً علمياً " ! .. وليكن موصوفاً بالنزاهة والتجرد الموضوعى !

هذه هى قصتنا قارئى الكريم !

إن ما يتهوك به النصارى من أخطاء نحوية فى القرآن ، ليست من نتاج ذكائهم ، وإنما نقلوها ـ جهلاً بغير علم ـ عن المستشرقين .. والمستشرقون ـ أعجميو القلب واللسان ـ لم يأتوا بها من لباب أذهانهم ، وإنما نقلوها ـ عدواً بغير علم ـ مما خطته أيدى عباقرة المسلمين الأفذاذ ، الذين كانوا يجرون على منهج علمى محكم سديد ، يستقرأون ما نقل عن العرب ، وينزلون إلى البادية ، ويعيشون بين الأعراب الذين لم يختلطوا ، فينقلون عنهم كلامهم وأشعارهم ونثرهم ، ويحللون كل ذلك تحليلاً مرهقاً للكلمة والحرف ، ثم يستنبطون ما جرى من قواعد على لسان العرب ، ويحددون الأغلب من غيره ، والشائع مما هو دونه فى الشيوع .

بعد أن سطر عباقرة المسلمين علومهم اللغوية والنحوية فى كتبهم ، راصدين كل الظواهر بأمانة ونقد ، يأتى المستشرقون ليقتطعوا من كلامهم ما ظنوه يخدمهم .. ساعدهم فى ذلك جهلهم الفاحش باللغة العربية ، وساعدهم علمهم بسذاجة وجهل من دونهم من شعوب النصرانية .

أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الحقائق الغائبة فى موضوعنا .

اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك .


-----------------------

كتبه الأستاذ متعلم

أبوحمزة السيوطي
2008-12-15, 09:34 PM
بارك فيك أخي إدريسي على هذا النقل الأكثر من رائع

وبارك الله في أستاذنا المتعلم

هذا المقال يجب أن يتم تثبيته

إدريسي
2008-12-16, 05:22 PM
بارك الله فينا وفيك أخي الحبيب أبو حمزة .. وجعله الله في ميزان حسنات الكاتب.

eng.Ashraf
2008-12-16, 07:24 PM
موضوع رااااااااااائع اخي الحبيب ادريسي
والله كل ما اقرأ شبهة تتكلم عن الاخطاء النحوية في القرأن
اضحك متهكما من جهل من يقول ذلك
لسببين
السبب الاول
هو ما ذكرته انت من نشأة علم النحو التي تكفي لدحض الشبهة من جذورها وان القرأن هو مصدر علم النحو وليس العكس فانا اعلم ذلك جيدا
واعرف ان من اسباب وضع قواعد وعلم النحو هو للاعاجم الذين يدخلون الاسلام ويقرأون القرأن كانو بينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به لذلك وضع علم النحو حتي يسهل علي من يريد تعلم اللغة العربية ليقرأها صحيحه ( ان كان هناك خطأ ارجو توضيحه)
السبب الثاني
هو ببساطة شديدة ان العرب لم يكن عندهم هذه القواعد فالطفل الصغير عندما يبدأ في الكلام يتكلم بتلقائية فيرفع الفاعل وينصب المفعول به بدون تفكير ببساطة هذه لغتهم التي يتحثون بها
ثم ان الكفار - وهم اعلم باللغة من النصاري او غيرهم- لو وجدو خطأ واحدا لأمسكوه حجة علي القرأن ( بل كانت شهادتهم له وهم علي الكفر بانه افصح كلامهم ولم يعهدو كلام بهذه البلاغة والحلاوة من قبل بل انه من معجزات الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم)
وحلاوته عرفها المشرك الوليد بن المغيرة _حكيم العرب_ عندما أتي يكابر في كلامه مع الحبيب صلي الله عليه وسلم وهنا يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفرغت أبا الوليد"، يقول نعم فيقول له: "فاسمع مني"، ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت: 13).
فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل. وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لتلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".
كانت تلك شهادة أعدى أعداء النبى -صلى الله عليه وسلم- الوليد بن المغيرة، فى قرآن رب العالمين، الذى تحدى به البشر من العرب وغيرهم أن يأتوا بمثله، فعجزوا أن يفعلوا مع شدة رغبتهم فى دفعه وإنهائه، الكتاب الباقى الذى تدور الأيام فلا يفنى، وتمر السنون فلا يبلى هدى ونور للمؤمنين به، وشفاء ورحمة للساعين به.
فياليت النصاري يعلمون ذلك ولا يكررون شبهة الاخطاء النحوية في القرأن لانها والله ضددهم وليست في صالحم فهي تدل علي شدة جهلهم ليس بالقرأن فحسب ولكن باللغة وعلومها ونشأة علم النحو
جزاك الله اخي الحبيب ادريسي
مواضيعك غاية في الروعة وهادفة الي أقصي حد
فكلما قرأت موضوع لك اجد نفسي اضع تعليقا واكتب مشاركة اشاركك فيها برأيي
فجزاك الله كل الخير
وزادك من علمه
كما تنفعنا من علمك

إدريسي
2008-12-16, 08:18 PM
أنا مجرد ناقل أخي الحبيب أشرف .. الكاتب هو الأستاذ متعلم جزاه الله خيرا .. كتبه في منتدى الجامع منذ فترة ونقلته لما له من أهمية كبيرة.

بارك الله لنا فيك على المرور والإضافة أخي الكريم.

إدريسي
2008-12-16, 08:53 PM
إضافة:

إلى جانب ما ذكره الأستاذ متعلم حفظه الله .. لا ننسى أمرا في غاية الأهمية .. وهو أن ننظر في ما كتبه هذا الشخص طارح الشبهة نفسه .. وسنجده - في الغالب - أنه ارتكب أخطاء نحوية فظيعة!

ولإحراجه نقول (وهذا بعد التثبت من وقوعه في أخطاء نحوية فعلا): كيف تدعي أن في القرآن الكريم أخطاء نحوية وأنت بنفسك ارتكبت أخطاء نحوية فظيعة؟! .. لما تقرر ما أنت لست أهلا له؟! .. أليس من الأفضل لك أن تذهب وتتعلم اللغة العربية أولا؟! .. إنك كالأعمى الذي يعلق على منظر جميل سواء كان التعليق إيجابيا أو سلبيا!.