المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد شبهة سورة البقرة آية 124



السيف البتار
2008-12-20, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




المطعن

سورة البقرة 124 لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (كان من المفروض أن تكون الظالمون)

و في تفسير الطبري: يحاول أن يبرر هذا الخطأ الإلهي بالتالي

وأما نصب الظالمين، فلأن العهد هو الذي لا ينال الظالمين ( صار بقدرة قادرالفاعل هو العهد و ليس الظالمين) . وذكر أنه في قراءة ابن مسعود: {لا ينال عهدي الظالمون} بمعنى أن الظالمين هم الذين لا ينالون عهد الله. وإنما جاز الرفع في الظالمين والنصب، وكذلك في العهد؛ لأن كل ما نال المرء فقد ناله المرء، كما يقال: نالني خير فلان ونلت خيره، فيوجه الفعل مرة إلى الخير ومرة إلى نفسه. وقد بينا معنى الظلم فيما مضى فكرهنا إعادته.

وفي تفسير القرطبي: يؤكد نفس الحقيقة
وقرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف "لا ينال عهدي الظالمون" برفع الظالمون


أين المشكلة ؟

قوله تعالى: { لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }.

الجمهور على نَصْب " الظَّالمِينَ " مفعولاً، و " عَهْدِي " فاعل، أي: لا يصل عهدي إلى الظالمين فيدركهم.

وقرأ قتادة، والأعمش، وأبو رجاء: " الظَّالِمُونَ " بالفاعلية، و " عَهْدِي " مفعول به، والقراءتان ظاهرتان؛ إذ الفعل يصحّ نسبته إلى كل منهما، فإن من نالك فقد نِلْته.

وقد اكد الطبري ذلك ففي قوله :

وأما نصب الظالـمين، فلأن العهد هو الذي لا ينال الظالـمين. وذُكر أنه فـي قراءة ابن مسعود: «لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِـمُونَ» بـمعنى أن الظالـمين هم الذين لا ينالون عهد الله. وإنـما جاز الرفع فـي الظالـمين والنصب، وكذلك فـي العهد لأن كل ما نال الـمرء فقد ناله الـمرء، كما يقال: نالنـي خيرُ فلان ونلت خَيْرَهُ، فـيوجه الفعل مرّة إلـى الـخير ومرّة إلـى نفسه


وكذلك أكد القرطبي ذلك بقوله :

وقرأ ابن مسعود وطَلْحة بن مُصَرّف «لا يَنالُ عَهْدِي ٱلظالِمون» برفع الظالمون. الباقون بالنصب. وأسكن حمزة وحفص وٱبن مُحَيْصِن الياء في «عهدي»، وفتحها الباقون.


ولكن لا يؤخذ إلا ما جاء بالقرآن لأن كل من ذكر (الظالمون) ليس المقصود بها مطعن أو شبهة بل تأكيد على أن لغات العرب تسمح بالرفع والنصب في آن واحد ولكن لا يؤخذ إلا ما جاء بالقرآن فقط .


وقد أوضح ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير:

{ ينال } مضارع نال نيلاً بالياء إذا أصاب شيئاً والتحق به أي لا يصيب عهدي الظالمين أي لا يشملهم، فالعهد هنا بمعنى الوعد المؤكد. " وسمي وعد الله عهداً لأن الله لا يخلف وعده كما أخبر بذلك فصار وعده عهداً ولذلك سماه النبي عهداً في قوله «أَنشُدك عهدك ووعدك» " أي لا ينال وعدي بإجابة دعوتك الظالمين منهم، ولا يحسن أن يفسر العهد هنا بغير هذا .

ومن دقة القرآن اختيار هذا اللفظ هنا لأن اليهود زعموا أن الله عهد لإبراهيم عهداً بأنه مع ذريته ففي ذكر لفظ العهد تعريض بهم وإن كان صريح الكلام لتوبيخ المشركين. والمراد بالظالمين ابتداء المشركون أي الذين ظلموا أنفسهم إذ أشركوا بالله .