المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد شبهة : مريم العذراء إله ، من قالها ؟!



الصفحات : [1] 2 3 4

السيف العضب
2008-12-29, 10:29 PM
بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد

يقول صاحب الشبهة :


ألوهية مريم !!


جاء في القرآن :
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {سورة المائدة : 116}


و هنا نلاحظ قوله ( إِلَـهَيْنِ )
فالمراد به أن المسيح إله و مريم أيضا ً إله !!





و هنا نسأل :
هل في المسيحية تأليه لمريم ؟
من هؤلاء المخاطبين ؟
كيف يخاطب الله مسيحه عنهم إن وجدوا !
لما يسأل الله أصلا ً المسيح أليس الله علاّم الغيوب ؟



جاري تحضير الرد بمشيئة الله ..

السيف العضب
2008-12-29, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )


هل في المسيحية تأليه لمريم ؟

يبدو أن صاحب الشبهة لم يعلم دينه جيداً , والتطورات التي تطرأ عليه من تحريف وتدليس .. إلخ .

فلنتابع ,,,

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة116

و الصليبيون يتخذون اليسوع بالفعل كإله...و له لاهوت.....و له علم خاص به هو اليسوعوت أو المسيحوت.......

و يتبقى أن نُثبت أن الصليبيون يعبدون أمه أيضاً!!!...و القول بأنه فقط يُقدسونها بحكم أنها أم الإله قول الغرض منه نفى أنهم يعبدونها و يُصلون لها، كما سنبثت فيما يلى...و بالصور....و بالمراجع من دائرة المعارف البريطانية

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4001&stc=1&d=1175925299

صورة من دائرة المعارف البريطانية تتكلم عن العلم المريم أو المريموت أو الماريموت...... و هو علم يبحث فى اللاهوت المريّمى ..... و أساسه هو ما أقره مُجمع إفسس فى عام 431 أن مريم هى أم الإله أو الثيوتوكوس...... و هو أساس ما يُسمى بالحمل العُذرى...أن الله إختار مريم كأم لولده لأنه طاهرة من الخطيئة الأولى....و يتم الإحتفال بعيد الحمل العُذرى لدى الكنيسة الكاثوليكية فى يوم 8 مارس..... و الأب بيوس التاسع فى عام 1854 هو من أعلن أن مبدأ طهارة مريم من الخطيئة، هو أهم أسس الكنيسة الكاثوليكية....و على هذا الأساس تم إعتماد مريم رسمياً كرمز للفداء و كرسول بين البشر و إبنها الإله المُقدس....

http://www.albshara.com/

الوثنيون الصليبيون فى إحدى الكنائس الأرثوذوكسية، يتسابقون على الركوع لتقبيل صورة أم الإله!!!!.....إذا لم تكن هذه عبادة، فما العبادة إذن؟!!!!:36_1_42:


http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4003&stc=1&d=1175926194

الصلاة لأيقونة تحمل رسم ملكة السماء....أو سيدة العالم...و أم الإله!!!


http://www.albshara.com/

خللى بالك من الخرفان بتوع إبنى يا يوحنا!!!!......إوعى ألاقى خروف ناقص، أحسن أنا عذّاهم واحد واحد!!!!!:p018:

http://www.albshara.com/

و أسجدوا لأم الإله.....فعلاً...أنتم لا تعبدونها!!!!....بل تُقدسونها فقط؟!!!!....كلام لا ينطلى إلا على المُصابين بغباء الكرازة!!!!:36_1_42:

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4006&stc=1&d=1175927153

المجد لمريم....أم المجد للشيطان؟!!!!:36_1_30:


http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4007&stc=1&d=1175927597

مريم هى الأخرى رمز (مُساعد أو مُلحق باليسوع) للفداء و هى الوسيط و الشفيع......هذا هو نص الكلام على الصورة

Mary, Co-redemptrix, Mediatrix, of all graces and Advocate

لاحظوا علامات المسامير فى اليد، المُشابه لتلك العلامات التى كانت على يد اليسوع عند صلبه المزعوم.....و لاحظوا صدرها الذى يدمى و كأن خنجراً قد غُرز فيه.....و كل الجروح تُشع بالنور......أمال إيه ، مش أم النور!!!......فهى أيضاً فداء للبشر كأبنها تماماً......و لذلك فهى مُلحقة بإبنها فى الألوهية......كالقديسين مُلحقين بالروح القُدس فى الألوهية....و يتبقى الإله الاب المسكين بدون مُلحق أو مُساعد!!!!

http://www.albshara.com/

البابا المُقدس يتشفع فى الخراف لدى ملكة السماء:36_1sd_20[1]:....لاحظ التاج على رأس التمثال...... الله يرحم أيامكم يا كهنة رع و آمون....بلاش...خليها إيزيس أو حتحور أحسن.....أهم جنس لطيف زى بعض!!!!.....و قد ظهرت الملكة تى (أم رمسيس الثانى) فى الرسوم داخل مقبرتها....و هى تُقدم الشخشيخة المُقدسة إلى الإلهة حتحور!!!

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4009&stc=1&d=1175928966

الخشوع المُقدس أثناء الصلاة لأم الإله و ملكة السماء!!!

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4010&stc=1&d=1175929392

أول خطوة فى تعليم الوثنية....ياللا يا حبيبى....بوس ملكة السماء......أم اليسوع!!!!...علشان تباركك، و تتوسط لك عند اليسوع!!!!:36_11_6:

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4011&stc=1&d=1175929676

الصلاة أمام صنم مريم و هى تحمل اليسوع الصغير!!!!.....المجد لمريم أم الإله......لاحظ التحية القيصرية التى يؤديها بعض القساوسة من الواقفين.....و هى كانت تعنى المجد لقيصر......فالمجد لمريم.......و اليسوع له المجد....و ما فيش مجد أحسن من مجد!!!!:p018:

http://www.ebnmaryam.com/vb/attachment.php?attachmentid=4012&stc=1&d=1175929876

صحتك يا أم الإله....نشرب نخبك من دم إبنك اليسوع.......ده من أفخر الماركات....دم اليسوع من نوع جونى وولكر!!!!....تحبى تشربى ....أقصد تتناولى، دم اليسوع معنا؟؟؟؟ا!!!!!....مش خسارة فيكى...فدم اليسوع هو دمك برضه!!!!!....

لاحظ الشماسين الراكعين خلفه....و يرفعون له رداءه....لا أدرى ما السبب.... لعلهم يهوّون له، ربما لأن دم اليسوع حامى عليه و تسبب له فى حرقان شرجى ....أو ربما للملمة البركات التى ستحل عليه من جراء تبادل الأنخاب مع ملكة السماء!!:36_1_30:


سبحان الله عما يصفون

يتبع بعون الله ...

الهزبر
2008-12-29, 11:02 PM
السلام عليكم


و هنا نسأل :
هل في المسيحية تأليه لمريم ؟
من هؤلاء المخاطبين ؟
كيف يخاطب الله مسيحه عنهم إن وجدوا !
لما يسأل الله أصلا ً المسيح أليس الله علاّم الغيوب ؟


ارى انك قد قمت بالرد على الشبهة المتولدة من السؤال الاول.

متابع باذن الله لبقية الردود

السيف العضب
2008-12-29, 11:14 PM
من هؤلاء المخاطبين ؟
كيف يخاطب الله مسيحه عنهم إن وجدوا !
لما يسأل الله أصلا ً المسيح أليس الله علاّم الغيوب ؟



جاء في تفسير ابن كثير :

وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ


هذا أيضا مما يخاطب الله به عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام قائلا له يوم القيامة بحضرة من اتخذه وأمه إلهين من دون الله يا عيسى ابن مريم " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين " من دون الله وهذا تهديد للنصارى وتوبيخ وتقريع على رءوس الأشهاد هكذا قاله قتادة وغيره واستدل على ذلك بقوله تعالى" هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم " وقال السدي : هذا الخطاب والجواب في الدنيا وقال ابن جرير : هذا هو الصواب وكان ذلك حين رفعه إلى السماء الدنيا : واحتج ابن جرير على ذلك بمعنيين " أحدهما " أن الكلام بلفظ المضي " والثاني " قوله : إن تعذبهم وإن تغفر لهم وهذان الدليلان فيهما نظر لأن كثيرا من أمور يوم القيامة ذكر بلفظ المضي ليدل على الوقوع والثبوت . ومعنى قوله " إن تعذبهم فإنهم عبادك " الآية التبري منهم ورد المشيئة فيهم إلى الله وتعليق ذلك على الشرط لا يقتضي وقوعه كما في نظائر ذلك من الآيات والذي قاله قتادة هو غيره هو الأظهر والله أعلم أن ذلك كائن يوم القيامة ليدل على تهديد النصارى وتقريعهم وتوبيخهم على رءوس الأشهاد يوم القيامة وقد روي بذلك حديث مرفوع رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي عبد الله مولى عمر بن عبد العزيز وكان ثقة قال : سمعت أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم القيامة دعي بالأنبياء وأممهم ثم يدعى بعيسى فيذكره الله نعمته عليه فيقر بها فيقول يا عيسى ابن مريم " اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك الآية ثم يقول " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله فينكر أن يكون قال " ذلك فيؤتى بالنصارى فيسألون فيقولون نعم هو أمرنا بذلك قال فيطول شعر عيسى عليه السلام فيأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة من رأسه وجسده فيجاثيهم بين يدي الله عز وجل مقدار ألف عام حتى ترفع عليهم الحجة ويرفع لهم الصليب وينطلق بهم إلى النار " وهذا حديث غريب عزيز . وقوله سبحانك ما " يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " هذا توفيق للتأدب في الجواب الكامل كما قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن أبي هريرة قال : يلقى عيسى حجته ولقاه الله تعالى في قوله " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله " قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلقاه الله سبحانك " ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " إلى آخر الآية وقد رواه الثوري عن معمر عن ابن طاوس عن طاوس بنحوه وقوله " إن كنت قلته فقد علمته " أي إن كان صدر مني هذا فقد علمته يا رب فإنه لا يخفى عليك شيء فما قلته ولا أردته في نفسي ولا أضمرته ولهذا قال " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب " .


جاء في تفسير الجلالين :

وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ


"و" اُذْكُرْ "إذْ قَالَ" أَيْ يَقُول "اللَّه" لِعِيسَى فِي الْقِيَامَة تَوْبِيخًا لِقَوْمِهِ "يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم أَأَنْت قُلْت لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه قَالَ " عِيسَى وَقَدْ أُرْعِدَ "سُبْحَانك" تَنْزِيهًا لَك عَمَّا لَا يَلِيق بِك مِنْ شَرِيك وَغَيْره "مَا يَكُون" مَا يَنْبَغِي "لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ" خَبَر لَيْسَ وَلِي لِلتَّبْيِينِ "إنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته تَعْلَم مَا" أُخْفِيه "فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَم مَا فِي نَفْسك" أَيْ مَا تُخْفِيه مِنْ مَعْلُومَاتك .


جاء في تفسير الطبري :


وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَإِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه قَالَ سُبْحَانك مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَوْم يَجْمَع اللَّه الرُّسُل , فَيَقُول مَاذَا أُجِبْتُمْ , إِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه ؟ وَقِيلَ : إِنَّ اللَّه قَالَ هَذَا الْقَوْل لِعِيسَى حِين رَفَعَهُ إِلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 10145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن مُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { وَإِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه } قَالَ : لَمَّا رَفَعَ اللَّه عِيسَى اِبْن مَرْيَم إِلَيْهِ , قَالَتْ النَّصَارَى مَا قَالَتْ , وَزَعَمُوا أَنَّ عِيسَى أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ , فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْله , فَ { قَالَ سُبْحَانك مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته تَعْلَم مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَم مَا فِي نَفْسك إِنَّك أَنْتَ عَلَّام الْغُيُوب } إِلَى قَوْله : { وَأَنْتَ عَلَى كُلّ شَيْء شَهِيد } . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هَذَا خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَنْ أَنَّهُ يَقُول لِعِيسَى ذَلِكَ فِي الْقِيَامَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 10146 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج : { وَإِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه } قَالَ : وَالنَّاس يَسْمَعُونَ , فَرَاجَعَهُ بِمَا قَدْ رَأَيْت , وَأَقَرَّ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ عَلَى نَفْسه , فَعَلِمَ مَنْ كَانَ يَقُول فِي عِيسَى مَا يَقُول أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَقُول بَاطِلًا . 10147 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ عَطَاء , عَنْ مَيْسَرَة , قَالَ : { قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه } فَأَرْعَدَتْ مَفَاصِله , وَخَشِيَ أَنْ يَكُون قَدْ قَالَ , فَ { قَالَ سُبْحَانك مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته } الْآيَة . 10148 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه } مَتَى يَكُون ذَلِكَ ؟ قَالَ : يَوْم الْقِيَامَة , أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُول : { هَذَا يَوْم يَنْفَع الصَّادِقِينَ صِدْقهمْ } . فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيل الَّذِي تَأَوَّلَهُ اِبْن جُرَيْج يَجِب أَنْ يَكُون " وَإِذْ " بِمَعْنَى " وَإِذَا " , كَمَا قَالَ فِي مَوْضِع آخَر : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا } بِمَعْنَى : يَفْزَعُونَ . وَكَمَا قَالَ أَبُو النَّجْم : ثُمَّ جَزَاهُ اللَّه عَنَّا إِذْ جَزَى جَنَّات عَدْن فِي الْعَلَالِيِّ الْعُلَا وَالْمَعْنَى : إِذَا جَزَى . وَكَمَا قَالَ الْأَسْوَد : فَالْآن إِذْ هَازَلْتُهُنَّ فَإِنَّمَا يَقُلْنَ أَلَا لَمْ يَذْهَب الشَّيْخ مَذْهَبَا بِمَعْنَى : إِذَا هَازَلْتُهُنَّ . وَكَأَنَّ مَنْ قَالَ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ اِبْن جُرَيْج هَذَا وَجَّهَ تَأْوِيل الْآيَة إِلَى : { فَمَنْ يَكْفُر بَعْد مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ } فِي الدُّنْيَا ; وَأُعَذِّبهُ أَيْضًا فِي الْآخِرَة , { إِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى اِبْن مَرْيَم أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه } وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ عِنْدنَا بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ , قَوْل مَنْ قَالَ بِقَوْلِ السُّدِّيّ : وَهُوَ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ ذَلِكَ لِعِيسَى حِين رَفَعَهُ إِلَيْهِ , وَأَنَّ الْخَبَر خَبَر عَمَّا مَضَى لِعِلَّتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : أَنَّ " إِذْ " إِنَّمَا تُصَاحِب فِي الْأَغْلَب مِنْ كَلَام الْعَرَب الْمُسْتَعْمَل بَيْنهَا الْمَاضِي مِنْ الْفِعْل , وَإِنْ كَانَتْ قَدْ تُدْخِلهَا أَحْيَانًا فِي مَوْضِع الْخَبَر عَمَّا يَحْدُث إِذَا عَرَفَ السَّامِعُونَ مَعْنَاهَا ; وَذَلِكَ غَيْر فَاشٍ وَلَا فَصِيح فِي كَلَامهمْ , فَتَوْجِيه مَعَانِي كَلَام اللَّه تَعَالَى إِلَى الْأَشْهَر الْأَعْرَف مَا وُجِدَ إِلَيْهِ السَّبِيل أَوْلَى مِنْ تَوْجِيههَا إِلَى الْأَجْهَل الْأَنْكَر . وَالْأُخْرَى : أَنَّ عِيسَى لَمْ يَشُكّ هُوَ وَلَا أَحَد مِنْ الْأَنْبِيَاء أَنَّ اللَّه لَا يَغْفِر لِمُشْرِكٍ مَاتَ عَلَى شِرْكه , فَيَجُوز أَنْ يُتَوَهَّم عَلَى عِيسَى أَنْ يَقُول فِي الْآخِرَة مُجِيبًا لِرَبِّهِ تَعَالَى : إِنْ تُعَذِّب مَنْ اِتَّخَذَنِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونك فَإِنَّهُمْ عِبَادك , وَإِنْ تَغْفِر لَهُمْ فَإِنَّك أَنْتَ الْعَزِيز الْحَكِيم . فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَمَا كَانَ وَجْه سُؤَال اللَّه عِيسَى : أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه , وَهُوَ الْعَالِم بِأَنَّ عِيسَى لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ؟ قِيلَ : يَحْتَمِل ذَلِكَ وَجْهَيْنِ مِنْ التَّأْوِيل . أَحَدهمَا : تَحْذِير عِيسَى عَنْ قِيل ذَلِكَ وَنَهْيه , كَمَا يَقُول الْقَائِل لِآخَر : أَفَعَلْت كَذَا وَكَذَا ؟ مِمَّا يَعْلَم الْمَقُول لَهُ ذَلِكَ أَنَّ الْقَائِل يَسْتَعْظِم فِعْل مَا قَالَ لَهُ : " أَفَعَلْته " عَلَى وَجْه النَّهْي عَنْ فِعْله وَالتَّهْدِيد لَهُ فِيهِ . وَالْآخَر : إِعْلَامه أَنَّ قَوْمه الَّذِينَ فَارَقَهُمْ قَدْ خَالَفُوا عَهْده وَبَدَّلُوا دِينهمْ بَعْده , فَيَكُون بِذَلِكَ جَامِعًا إِعْلَامه حَالهمْ بَعْده وَتَحْذِيره لَهُ قِيله . وَأَمَّا تَأْوِيل الْكَلَام : فَإِنَّهُ : أَأَنْتَ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ , أَيْ مَعْبُودَيْنِ تَعْبُدُونَهُمَا مِنْ دُون اللَّه ؟ قَالَ عِيسَى : تَنْزِيهًا لَك يَا رَبّ وَتَعْظِيمًا أَنْ أَفْعَل ذَلِكَ أَوْ أَتَكَلَّم بِهِ , مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ! يَقُول : لَيْسَ لِي أَنْ أَقُول ذَلِكَ لِأَنِّي عَبْد مَخْلُوق وَأُمِّي أَمَة لَك , فَهَلْ يَكُون لِلْعَبْدِ وَالْأَمَة اِدِّعَاء رُبُوبِيَّة ؟ { إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته } , يَقُول : إِنَّك لَا يَخْفَى عَلَيْك شَيْء , وَأَنْتَ عَالِم أَنِّي لَمْ أَقُلْ ذَلِكَ وَلَمْ آمُرهُمْ بِهِ .

عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { تَعْلَم مَا فِي نَفْسِي } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ نَبِيّه عِيسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَبْرَأ إِلَيْهِ مِمَّا قَالَتْ فِيهِ وَفِي أُمّه الْكَفَرَة مِنْ النَّصَارَى أَنْ يَكُون دَعَاهُمْ إِلَيْهِ أَوْ أَمَرَهُمْ بِهِ , فَقَالَ : { سُبْحَانك مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته } ثُمَّ قَالَ : { تَعْلَم مَا فِي نَفْسِي } يَقُول : إِنَّك يَا رَبّ لَا يَخْفَى عَلَيْك مَا أَضْمَرَتْهُ نَفْسِي مِمَّا لَمْ أَنْطِق بِهِ وَلَمْ أُظْهِرهُ بِجَوَارِحِي , فَكَيْفَ بِمَا قَدْ نَطَقْت بِهِ وَأَظْهَرْته بِجَوَارِحِي ؟ يَقُول : لَوْ كُنْت قَدْ قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه كُنْت قَدْ عَلِمْته , لِأَنَّك تَعْلَم ضَمَائِر النُّفُوس مِمَّا لَمْ تَنْطِق بِهِ فَكَيْفَ بِمَا قَدْ نَطَقْت بِهِ .

نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي

يَقُول :وَلَا أَعْلَم أَنَا مَا أَخْفَيْته عَنِّي فَلَمْ تُطْلِعنِي عَلَيْهِ ; لِأَنِّي إِنَّمَا أَعْلَم مِنْ الْأَشْيَاء مَا أَعْلَمْتنِيهِ .

نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ

يَقُول : إِنَّك أَنْتَ الْعَالِم بِخَفِيَّاتِ الْأُمُور الَّتِي لَا يَطَّلِع عَلَيْهَا سِوَاك وَلَا يَعْلَمهَا غَيْرك .


جاء في تفسير القرطبي :

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ

اُخْتُلِفَ فِي وَقْت هَذِهِ الْمَقَالَة ; فَقَالَ قَتَادَة وَابْن جُرَيْج وَأَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّمَا يُقَال لَهُ هَذَا يَوْم الْقِيَامَة , وَقَالَ السُّدِّيّ وَقُطْرُب . قَالَ لَهُ ذَلِكَ حِين رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاء وَقَالَتْ النَّصَارَى فِيهِ مَا قَالَتْ ; وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ : " إِنْ تُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادك " [ الْمَائِدَة : 118 ] فَإِنَّ " إِذْ " فِي كَلَام الْعَرَب لِمَا مَضَى , وَالْأَوَّل أَصَحّ ; يَدُلّ عَلَيْهِ مَا قَبْله مِنْ قَوْله : " يَوْم يَجْمَع اللَّه الرُّسُل " [ الْمَائِدَة : 109 ] الْآيَة وَمَا بَعْده " هَذَا يَوْم يَنْفَع الصَّادِقِينَ صِدْقهمْ " [ الْمَائِدَة : 119 ] . وَعَلَى هَذَا تَكُون " إِذْ " بِمَعْنَى " إِذَا " كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا " [ سَبَأ : 51 ] أَيْ إِذَا فَزِعُوا , وَقَالَ أَبُو النَّجْم : ثُمَّ جَزَاهُ اللَّه عَنِّي إِذْ جَزَى جَنَّات عَدْن فِي السَّمَاوَات الْعُلَا يَعْنِي إِذَا جَزَى , وَقَالَ الْأَسْوَد بْن جَعْفَر الْأَزْدِيّ : فَالْآن إِذْ هَازَلْتهُنَّ فَإِنَّمَا يَقُلْنَ أَلَا لَمْ يَذْهَب الشَّيْخ مَذْهَبَا يَعْنِي إِذَا هَازَلْتهُنَّ , فَعَبَّرَ عَنْ الْمُسْتَقْبَل بِلَفْظِ الْمَاضِي ; لِأَنَّهُ لِتَحْقِيقِ أَمْره وَظُهُور بُرْهَانه , كَأَنَّهُ قَدْ وَقَعَ , وَفِي التَّنْزِيل " وَنَادَى أَصْحَاب النَّار أَصْحَاب الْجَنَّة " [ الْأَعْرَاف : 50 ] وَمِثْله كَثِير وَقَدْ تَقَدَّمَ , وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى هَذَا السُّؤَال وَلَيْسَ هُوَ بِاسْتِفْهَامٍ وَإِنْ خَرَجَ مَخْرَج الِاسْتِفْهَام عَلَى قَوْلَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ تَوْبِيخًا لِمَنْ اِدَّعَى ذَلِكَ عَلَيْهِ لِيَكُونَ إِنْكَاره بَعْد السُّؤَال أَبْلَغ فِي التَّكْذِيب , وَأَشَدّ فِي التَّوْبِيخ وَالتَّقْرِيع . الثَّانِي : قَصَدَ بِهَذَا السُّؤَال تَعْرِيفه أَنَّ قَوْمه غَيَّرُوا بَعْده , وَادَّعَوْا عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ . فَإِنْ قِيلَ : فَالنَّصَارَى لَمْ يَتَّخِذُوا مَرْيَم إِلَهًا فَكَيْفَ قَالَ ذَلِكَ فِيهِمْ ؟ فَقِيلَ : لَمَّا كَانَ مِنْ قَوْلهمْ إِنَّهَا لَمْ تَلِد بَشَرًا وَإِنَّمَا وَلَدَتْ إِلَهًا لَزِمَهُمْ أَنْ يَقُولُوا إِنَّهَا لِأَجْلِ الْبَعْضِيَّة بِمَثَابَةِ مَنْ وَلَدَتْهُ , فَصَارُوا حِين لَزِمَهُمْ ذَلِكَ بِمَثَابَةِ الْقَائِلِينَ لَهُ .

اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ

خَرَّجَ التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : تَلَقَّى عِيسَى حُجَّته وَلَقَّاهُ اللَّه فِي قَوْله : " وَإِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم أَأَنْت قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَلَقَّاهُ اللَّه ) " سُبْحَانك مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ " الْآيَة كُلّهَا . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح . وَبَدَأَ بِالتَّسْبِيحِ قَبْل الْجَوَاب لِأَمْرَيْنِ : أَحَدهمَا : تَنْزِيهًا لَهُ عَمَّا أُضِيفَ إِلَيْهِ . الثَّانِي : خُضُوعًا لِعِزَّتِهِ , وَخَوْفًا مِنْ سَطْوَته , وَيُقَال : إِنَّ اللَّه تَعَالَى لَمَّا قَالَ لِعِيسَى : " أَأَنْت قُلْت لِلنَّاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُون اللَّه " أَخَذَتْهُ الرِّعْدَة مِنْ ذَلِكَ الْقَوْل حَتَّى سَمِعَ صَوْت عِظَامه فِي نَفْسه فَقَالَ : " سُبْحَانك " ثُمَّ قَالَ : " مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُول مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ " أَيْ أَنْ أَدَّعِيَ لِنَفْسِي مَا لَيْسَ مِنْ حَقّهَا , يَعْنِي أَنَّنِي مَرْبُوب وَلَسْت بِرَبٍّ , وَعَابِد وَلَسْت بِمَعْبُودٍ . ثُمَّ قَالَ : " إِنْ كُنْت قُلْته فَقَدْ عَلِمْته " فَرَدَّ ذَلِكَ إِلَى عِلْمه , وَقَدْ كَانَ اللَّه عَالِمًا بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْهُ , وَلَكِنَّهُ سَأَلَهُ عَنْهُ تَقْرِيعًا لِمَنْ اِتَّخَذَ عِيسَى إِلَهًا .

عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي

أَيْ تَعْلَم مَا فِي غَيْبِي وَلَا أَعْلَم مَا فِي غَيْبك , وَقِيلَ : الْمَعْنَى تَعْلَم مَا أَعْلَم وَلَا أَعْلَم مَا تَعْلَم , وَقِيلَ : تَعْلَم مَا أُخْفِيه وَلَا أَعْلَم مَا تُخْفِيه . وَقِيلَ : تَعْلَم مَا أُرِيد وَلَا أَعْلَم مَا تُرِيد وَقِيلَ : تَعْلَم سِرِّي وَلَا أَعْلَم سِرّك ; لِأَنَّ السِّرّ مَوْضِعه النَّفْس وَقِيلَ : تَعْلَم مَا كَانَ مِنِّي فِي دَار الدُّنْيَا , وَلَا أَعْلَم مَا يَكُون مِنْك فِي دَار الْآخِرَة . قُلْت : وَالْمَعْنَى فِي هَذِهِ الْأَقْوَال مُتَقَارِب ; أَيْ تَعْلَم سِرِّي وَمَا اِنْطَوَى عَلَيْهِ ضَمِيرِي الَّذِي خَلَقْته , وَلَا أَعْلَم شَيْئًا مِمَّا اسْتَأْثَرْت بِهِ مِنْ غَيْبك وَعِلْمك .

نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ

مَا كَانَ وَمَا يَكُون , وَمَا لَمْ يَكُنْ وَمَا هُوَ كَائِن .

إنتهي ولله الحمد ...

بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون

الهزبر
2008-12-30, 01:46 AM
السلام عليكم


جزيت خيرا.

السيف العضب
2008-12-30, 01:55 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزانا الله وإياكم أخي الحبيب ..

الرافعي
2008-12-30, 01:56 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب

و جزاك كل خير

السيف العضب
2008-12-30, 02:03 AM
جزانا وإياكم أخي في الله , وجمعنا الله عز وجل في الفردوس الأعلي .. اللهم آمين

خالد بن الوليد
2008-12-30, 01:33 PM
يتحفنا النصارى دائما بجهلهم بأمور دينهم قبل أمور ديننا ..

جحوش فراء فعلا .

ألم يقرأ هذا المسيحي العبيط ما جاء في موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإسكندرية حول عبادة مريم ؟

متع ناظريك يا مسيحي يا جاهل ..

http://upload.e-loader.net/H1LFHoW7Ic.jpg

المصدر من الموقع المسيحي نفسه :

هنــــــــــا (http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-02-3akidat-Al-3athraa2-Mariam_.html)


فبهت الذي كفر

السيف العضب
2008-12-30, 02:11 PM
بارك الله فيك أخي .. هذا دليل جديد يانصاري !!
أين العقول يانصاري !!!