المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحة الحديث : أبغض الحلال إلى الله الطلاق



الصفحات : [1] 2

ذو الفقار
2009-02-09, 07:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد ..

كثير ما نسمع الحديث " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " فما مدى صحته ؟

فكان ما توصلت اليه من خلال البحث التالي ..

الجواب ..

هذا الحديث مداره على الراوي الثقة : " معرف بن واصل "، عن الإمام الثقة " محارب بن دثار " ، المتوفى سنة (116هـ) ، وهو من طبقة التابعين ، ولكن جاء عن " معرف " على وجهين :

الأول : مسندا متصلا عن معرف بن واصل ، عن محارب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه محمد بن خالد الوهبي عن معرف ، هكذا ، مسندا ، كما عند أبي داود (2178)، ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى" (7/322)، وابن عدي في "الكامل" (6/2453) .


الثاني : مرسلاً عن معرف بن واصل ، عن محارب بن دثار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بدون ذكر ابن عمر .

رواه هكذا أحمد بن يونس ، ويحيى بن بكير ، ووكيع بن الجراح .
كما عند أبي داود في "السنن" (2177)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/253)، وذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" (11)، والدارقطني في "العلل" (13/225).

ولمَّا رأى المحدِّثون أنَّ مَن رواه مرسلا أوثق وأكثر ممَّن رواه مسندا متصلا رجحوا الإرسال ، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ونصوا على أن من رواه متصلا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخطأ ووهم .

قال ابن أبي حاتم :
" قال أبي : إنما هو محارب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " انتهى. "العلل" (1/431)

وقال الدارقطني رحمه الله : " والمرسل أشبه " انتهى. "العلل" (13/225).

وقال البيهقي رحمه الله :
" هو مرسل ، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولا ، ولا أراه حفظه " انتهى. "السنن الكبرى" (7/322)

وقال ابن عبد الهادي رحمه الله عن الإرسال : " وهو أشبه " انتهى. "المحرر في الحديث" (1/567).

ورجح السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص/11) الإرسال، وقال : " وصنيع أبي داود مشعر به فإنه قدم الرواية المرسلة " انتهى
.
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" (1/583) : "في صحته نظر كثير" انتهى .

وقال الألباني في "إرواء الغليل" (2040) : "وجملة القول : أن الحديث رواه عن معرف بن واصل أربعة من الثقات ، وهم : محمد بن خالد الواهبي ، وأحمد بن يونس ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى ابن بكير.

وقد اختلفوا عليه ، فالأول منهم رواه عنه عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً وقال الآخرون : عنه عن محارب مرسلاً .

ولا يشك عالم بالحديث أن رواية هؤلاء أرجح ، لأنهم أكثر عدداً ، وأتقن حفظاً ، فإنهم جميعاً ممن احتج به الشيخان في "صحيحيهما" ، فلا جرم أن رجح الإرسال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وكذلك رجحه الدارقطني في "العلل" والبيهقي كما قال الحافظ في "التلخيص" (3/205) وقال الخطابي وتبعه المنذري في "مختصر السنن" (3/92) : "والمشهور فيه المرسل" انتهى .

وللحديث شاهد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، رواه الدارقطني في "السنن" (4/ 35)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 694) بلفظ: ( ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق )، وله ألفاظ أخرى، ولكن إسناده ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به .

غير أن الحديث مع ترجيح عدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن معناه صحيح .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وهذا الحديث ليس بصحيح ، لكنَّ معناه صحيح ، أن الله تعالى يكره الطلاق ، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم ، فإذا كان هناك سبب شرعي أو عادي للطلاق صار ذلك جائزاً ، وعلى حسب ما يؤدي إليه إبقاء المرأة ، إن كان إبقاء المرأة يؤدي إلى محظور شرعي لا يتمكن رفعه إلا بطلاقها فإنه يطلقها ، كما لو كانت المرأة ناقصة الدين ، أو ناقصة العفة ، وعجز عن إصلاحها ، فهنا نقول : الأفضل أن تطلق ، أما بدون سبب شرعي ، أو سبب عادي ، فإن الأفضل ألا يطلق ، بل إن الطلاق حينئذٍ مكروه " انتهى.

"لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم 55، سؤال رقم 3) .

والله أعلم .
http://www.islamqa.com/ar/ref/120761


ونقل المناوي في [فيض القدير]: أن ابن حجر قال: ورجح أبو حاتم والدارقطني الإرسال في حديث: سنن أبي داود الطلاق (2178) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2018). أبغض الحلال إلى الله الطلاق .

وأورده ابن الجوزي في [العلل] بسند أبي داود وابن ماجه وضعفه بعبيد الله الوصافي ، وقال يحيى : ليس بشيء، وقال النسائي : متروك الحديث، لكن رواه أبوداود رحمه الله بإسناد متصل صحيح، عن معروف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا، وليس فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي الذي أعله به ابن الجوزي ، وبذلك يتضح لك صحة الحديث متصلا لا مرسلا، ويكون المرسل حينئذ مؤيدا للمتصل لا قادحا فيه، أما متنه فليس فيه نكارة؛ لأنه ليس في إحلال الطلاق وبغضه تنافي؛ لأن الله سبحانه حكيم عليم أحله للعباد عند حاجتهم إليه وكرهه لهم عند عدم الحاجة إليه، ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (671). أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها خرجه الإمام مسلم في صحيحه .

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=355644

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما صحة حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق ؟

الحديث هذا ضعيف ، لأنه لا يصح أن نقول حتى بالمعنى "أبغض الحلال إلى الله " لأن ما كان مبغوضاً عند الله . فلا يمكن أن يكون حلالاً . لكن لاشك أن الله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته ، ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة ، ويدل على أن الله لا يحب الطلاق لقوله تعالى في الذين يؤلون من نسائهم قال : -(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)- (البقرة:226،227) ، ففي رجعوهم قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)-(البقرة: من الآية192) ، يعني الله يغفر لهم ويرحمهم ، وفي عزمهم الطلاق قال : -( فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)-(البقرة: من الآية227)، وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق . وكما نعلم جميعاً ما في الطلاق من كسر قلب المرأة ، وإذا كان هناك أولاد تشتت الأسرة . وتفويت المصالح بالنكاح ، ولهذا كان الطلاق مكروهاً في الأصل

الفتاوي الجامعة للمرأة - كتاب الطلاق والخلع - باب الحكمة من إباحة الطلاق - صحة حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق?
http://alftawa.hawaaworld.com/print.php?viewid=1839&id=8&subid=71

سيف الحتف
2009-02-09, 07:16 PM
بارك الله فيك أستاذنا ذو الفقار ..هو حديث يجرى على أسنة العديد من الناس ..

جزّاكم الله خيراً ... لاحرمنا الله من مواضيعك ..

ذو الفقار
2009-02-09, 07:23 PM
هو حديث يجرى على أسنة العديد من الناس ..
..

نعم أخي الحبيب وليتنا نبين للناس مدى صحة أكثر ما يتداولون من أحاديث

سعدتُ بمرورك العطر أخي الحبيب

حياك الله ..

زنبقة الاسلام
2009-02-09, 07:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير أخي الفاضل على هذا الشرح الوافي
لعدم صحة الحديث والذي في اغلب الاحيان يكون حجة للناس

أمـــة الله
2009-02-09, 07:38 PM
موضوع قيم
بارك الله فيك على الشرح الرائع
لا حرمك الله الأجر والثواب أخي ذوالفقار
سلمت يمينك

الفضة
2009-02-09, 08:36 PM
جزاكم الله خيرا على التوضيح .

خالد بن الوليد
2009-02-09, 09:43 PM
بارك الله فيك يا احمد.

في فيلم من أفلام عادل إمام جلس عادل إمام مع المأذون علشان يكتب كتابه على واحدة مطلّقة حتى يحللها لزوجها (محلل يعني) ، وبعدين في اليوم التالي أتصل الزوج السابق للمطلّقة بالمأذون علشان ييجي يطلّق مراته من عادل إمام حتى يراجعها هو .

جلس المأذون مع عادل إمام وقاله : ليه يا ابني عاوز تطلّق مراتك ؟ ده انت لسه متجوزها إمبارح .. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز .. أعوز بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم . إن أبغض الحلال عند الله الطلاق . صدق الله العظيم . (قرأها بترتيل كمان)

إلى هذا الحد وصل بنا التخلّف ..

وتمر السنين وأشاهد عادل إمام هذا الممثل الجاهل في برنامج تليفزيوني ينتقد فيه رضاع الكبير ويقول باستهزاء (يعني أرجع البيت ألاقي مراتي بترضّع السواق) .. الإسلام عمره مايقول كده أبدا .

أصله مايعرفش إن الناس خلاص بقالها سنين عارفة إنه تيس مستعار .

الهزبر
2009-02-09, 10:07 PM
السلام عليكم

جزيت خيرا اخي احمد على الموضوع.

أبوحمزة السيوطي
2009-02-09, 10:21 PM
نضر الله وجهك أستاذنا الحبيب أحمد

موضوع قيم جدا

ذو الفقار
2009-02-10, 10:12 AM
جلس المأذون مع عادل إمام وقاله : ليه يا ابني عاوز تطلّق مراتك ؟ ده انت لسه متجوزها إمبارح .. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز .. أعوز بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم . إن أبغض الحلال عند الله الطلاق . صدق الله العظيم . (قرأها بترتيل كمان)

لا حول ولا قوة إلا بالله

حتى إعلامنا يُشارك في الحرب ضد الإسلام

هذا الضال عادل إمام والذي يعتبره الكثيرون إنسان مثقف وقدوة ما هو إلا إمعة يُساق كما تساق الإبل

نسأل الله لنا وله الهداية


بوركتم اخوتي الأحباء على مروركم المشرف والمشجع

حياكم الله