المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على الإيمان بالكتب ناقص .



ذو الفقار
2009-04-27, 10:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)آل عمران 64

يقول صاحب الشبهة هداه الله

" من أركان الإيمان عند المسلمين الإيمان بالكتب .. فكيف يؤمنون بشيء لا يعلمون ما به وأين هي تلك الكتب وما الذي تحتويه ؟ "

وحتى يتم فهم حقيقة الإيمان بالكتب دعوني ألقي الضوء على مسألة مهمة .
لقد بعث الله في كل أمة رسول " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا " النحل 36 "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ " غافر 5 وختم الأنبياء والرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان مبعوثاً للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107 إنسهم وجنهم فكانت رسالته آخر رسالة ونبوته آخر نبوة فكانت للناس كافة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ 28 (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) النساء 41 ، ولما كانت هذه الرسالة هي الأخيرة تكفل الله بحفظ الكتاب الذي نزله على رسوله من كل تحريف .وارتضى لعباده هذا الدين بما فيه من شرعة ومنهاج .

ولما كان القرآن هو أخر الكتب السماوية وهو الشريعة الباقية إلى يوم القيامة فكان هو المهيمن على كل الكتب السابقة فكل أمة كان لها شريعة تختلف عن غيرها ولكن كل هذه الكتب والرسالات لم تخرج من أصل التوحيد (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) المائدة 48 ولهذا لم يكن هناك حاجة لحفظ هذه الشرائع ما دام الله قد رضى بشريعة الإسلام إلى يوم الدين .

بعد هذه اللمحة البسيطة نأتي إلى ركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالكتب ولا شك أن الإيمان بالكتب هو من أحد الأركان التي لا يصح بدونها امتثالاً لأمر الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) النساء 136 .

وسأل سائل فقال أين هي تلك الكتب؟ فنجيب وأين الأنبياء ؟ أتصدق بوجود الأنبياء ولا تصدق بوجود الكتب ؟!! وما كانت الإجابة إلا استنكار للسؤال فحسب .. تابع معي عزيزي القارئ .

سبق وأن أشرنا إلى أن كل أمة كان لها رسول ولم يكن هناك كتاب واحد بل كتب ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الحديد 25 .. وإن كان القرآن لم يُعرف لنا إلا التوراة (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) المائدة 44 والإنجيل (وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) المائدة 46 والزبور (وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء 163 وبالطبع القرآن إلا أننا نؤمن بهذه الكتب التي عرفانها والتي لم نعرفها ولهذا يُشكك البعض فيقول ..

كيف تؤمنون بكتب لا تعرفون ما بها ؟!
الجواب : ومن قال بأننا لا نعرف ما في الكتب ؟!

إن ما جاء في هذه الكتب أحد أمرين الأول عقيدة والآخر شريعة أو كلاهما كما في التوراة والقرآن ... أما الخاص بالشريعة فكما أشرنا أن لكل أمة كان لها شرعة ومنهاجاً تختلف فيما بينها حتى هيمنت شريعة القرآن على كل الشرائع .. فما الحاجة إلى تلك الشرائع الخاصة بالأمم وقد جاءت الشريعة العامة ؟!

وأما الخاص بالعقيدة وهو الأهم فيجيبنا القرآن على هذه الجزئية بقول الله تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء 25
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) النحل 36.
(فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) المؤمنون 32
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء 163
هذه هي العقيدة التي جاء بها جميع الرسل وهي عقيدة التوحيد وهذا ما في الكتب السماوية التي نؤمن بها .
فكل الكتب السماوية دعت إلى وحدانية الله وعبادته وحده لا شريك له . وحددت لكل أمة شريعة وطريقة في الأحكام والمعاملات تناسب استعدادها وفطرتها .
ومن الكتب ما علمنا به كما أشرنا ومنهم لم نعرفه كما الرسل تماماً فمنهم من علمنا به ومنهم من لم نعلم به ولكننا نعلم يقيناً ما كانوا يدعون إليه .
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) غافر 78

وسأل سائل فقال بما أنكم تؤمنون بالكتب فلماذا لا تؤمنون بالتوراة والإنجيل التي بين أيدينا اليوم ؟! فنجيب هل نؤمن بالتوراة التي بين أيدي اليهود أم بين أيدي النصارى ؟
نحن نؤمن ان كتبكم دخل عليها كلام البشر فاختلط كلام الله بكلام البشر وعليه فإن الكتب التي نزلت قبل القرآن ضاعت نُسَخُها الأصلية، فما تعارض مع القرآن أنكرناه وما لم يتعارض قال لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح البخاري : (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) .

وسيقول قائل وكيف وصلكم أن ما بين أيدينا الآن ليس هو كلام الله حتماً

فنجيب بما علمنا القرآن هن هذه المسألة

فمن الذي وقع بكتابكم الإخفاء
قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) المائدة 15 .

ومنها ما تم تأويله تأويل خاطئ
قال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران 78.

ومنا ما نقل من مكانه
قال تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) النساء 46

ومنها ما أُضيف عليه وما هو منه
قال تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة 78’ 79


الخلاصة :
نؤمن بالكتب كلها ما علمنا به وما لم نعلم ليقيننا بما أخبرنا به القرآن بان هذه الكتب والرسالات مصدرها واحد وما تدعوا إليه واحد وإن اختلفت الشرائع فكل أمة لها شريعة حتى جاءت الشريعة الإسلامية لتنسخ كل الشرائع السابقة .

والله أعلم .
تم الرد فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..والحمد لله رب العالمين.

ساجدة لله
2009-05-16, 01:49 AM
بارك الله فيك أخي الفاضل على رد الشبهة


وكيف لهم أن يسألوا هذا السؤال وهم يعرفون أن ما بين أيديهم محرف ولا زال يحرف حتى وقتنا الحالي واسألوا حرامي العلقة زكريا بطرس الذي أضاف إلى كتابه ما لم يكن فيه وكتموا على الخبر و كأنه لم يفعل شيئا


والذي جعلكم تسكتون لزكريا بطرس على تحريفه هو الذي جعل أجدادكم يسكتون لمن حرف في وقتهم

جزيت الخير يا أخي

ابوالسعودمحمود
2010-10-08, 04:22 AM
الخلاصة :
نؤمن بالكتب (http://www.albshara.com/showthread.php?t=6603) كلها ما علمنا به وما لم نعلم ليقيننا بما أخبرنا به القرآن بان هذه الكتب والرسالات مصدرها واحد وما تدعوا إليه واحد وإن اختلفت الشرائع فكل أمة لها شريعة حتى جاءت الشريعة الإسلامية لتنسخ كل الشرائع السابقة .


امنا به كل من عند ربناربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا