المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة حول الحجر الأسود



عبد الله
2009-08-20, 02:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تقول الشبهة: إذا كان الله قد قال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم : [أعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر] فكيف يكون بيننا هذا الحجر الذي هو من الجنة كما جاءت بذلك السنة المطهرة
شكرا لكم

ساجدة لله
2009-08-20, 03:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاري تجهيز الرد يا أخي بارك الله فيكم

ساجدة لله
2009-08-20, 05:10 PM
تقول الشبهة: إذا كان الله قد قال على لسان رسوله: [أعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر] فكيف يكون بيننا هذا الحجر الذي هو من الجنة كما جاءت بذلك السنة المطهرة
شكرا لكم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 877
خلاصة الدرجة: صحيح

والسؤال عن الشبهة يختص بما أعده الله لعباده الصالحين في الجنة وأن النعيم الذي ينتظرهم لم يروا مثله ولم يسمعوا عنه ولم يخطر على قلب بشر منهم
فهل الحجر الأسود من نعيم الجنة حتى ينطبق عليه الحديث الشريف؟
لا
وهل يراه البشر كما نزل بشكله الأصلي من الجنة؟
لا

إذاً فالشبهة خاطئة أصلاً لأننا نسأل عمّ أعده الله لعباده الصالحين

فلا يصح أن أسأل عن شئ غير موجود وأنسبه إلى غير مكانه
فالحجر الأسود ليس من نعيم أهل الجنة حتى يقع تحت النعيم الذي قال به الحديث

كما أنه يختلف عن صفته التي خلقه الله بها وهو في الجنة إذاً فرغم رؤيتنا للحجر الأسود فإننا لا نزال لم نرى من الجنة شئ لأنه يختلف عن صفته التي نزل بها من الجنة

وإن سأل سائل وقال ربما رآه البشر قديماً على صفة بياضه التي نزل بها من الجنة : فنقول له أين دليلك على أن البشر رأوه على صفته التي نزل بها من الجنة؟ ومتى أتى على البشر زمن لم يرتكبوا فيه ذنوب ؟

إذا كانت الذنوب ترتكب من قبل أن يخلق البشر على الأرض أصلاً ؟من أول آدم عليه السلام إلى ولديه اللذين تقاتلا إلى زمننا هذا

فالحجر الأسود لا يقع تحت ما وعد الله به عباده من نعيم وهو أيضاً يختلف عن شكله في الجنة بذنوبنا
ولا زلنا لم نرى أي نعيم من نعيم الجنة كما قال الله ورسوله

إضافة:
ليس الحجر الأسود وحده من الجنة
ولكن النبي الكريم في رحلة الإسراء والمعراج رأى الجنة وسأل جبريل عليه السلام (... يا جبريل ! ما هذه الأنهار ؟ قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة . وأما الظاهران فالنيل والفرات...)الحديث الراوي: مالك بن صعصعة الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 164
خلاصة الدرجة: صحيح

سيحان وجيحان ، والفرات والنيل ، كل من أنهار الجنة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2839
خلاصة الدرجة: صحيح

ولكن هل ما في الجنة يشبه ما على الأرض؟
وهل أنهار الجنة تشبه أنهار الأرض؟
وهل ماء الجنة يشبه ماء الأرض؟
وهل فاكهة الجنة تشبه فاكهة الأرض وإن تشابهت المسميات؟
وهل أعيننا هذه التي نرى بها في الدنيا وبصرنا الذي نبصر به ودرجته سيشبهون بصر أهل الجنة؟
والنيل والفرات بما أحدثته فيهما أيدي البشر من تلوث وسوء هل يشبهان ما في الجنة التي لم تمسس مائه بشر؟
ومن المعروف أن صفاء الماء ونقاوته يختلف حتى من منطقة إلى أخرى وماء الآبار من تحت الأرض يكون أكثر نقاوة من ماء الأنهار الملوثة فما بالنا بأنهار الجنة؟

إذاً هي مسميات وقدرات قاصرة منا على رؤية ما قدره الله لنا فقط أن نراه في الدنيا

قال تعالى في سورة البقرة : وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(البقرة25)

فليس هذا مثل ذاك
وقال تعالى : {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً [27] وَعِنَباً وَقَضْباً} [عبس:27ـ28] هذا ما خلقه الله لنا من نعم على الأرض

وقال تعالى:

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا

حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا

وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا(النبأ33:31)

فهل عنب الجنة كعنب الأرض؟وهل نساء الجنة كنساء الأرض؟

إذاً يا أخي فالاختلاف شامل بين كل ما نراه على الأرض وما أعده الله لعباده الصالحين في الجنة وهذا مصداقاً لقوله تعالى : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (السجدة:17)

فلا الحجر من نعيم أهل الجنة ولا رأينا الحجر على هيئته التي نزل بها من الجنة ولا ما نراه الآن سيتطابق بما سيراه أهل الجنة
وإن كان هناك إضافة لأي أخ أو أخت فجزاهم الله خيرا

وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو فمن نفسي ومن الشيطان وأسأل الله أن يغفر لنا ولكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الله
2009-08-22, 09:57 AM
جزاكي الله خيرا ... وتحياتنا القلبية الحارة لكل أهالي الأرض المقدسة