المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مريم العذراء ام الاهوت ام الناسوت?



الصفحات : [1] 2

الداعي
2009-10-12, 12:46 AM
لقد شاء الله أن تكون أول مشاركاتي في منتدى أنسر في هذا الموضوع, والآن أنقل مجريات الحدث:


صليب نور (http://www.albshara.com/member.php?u=23331):

هل مريم العذراء ام الاهوت ام الناسوت ؟


طرح احد الاخوة المسلمين هذا السؤال

هل مريم العذراء أم اللاهوت أم الناسوت وإذا كانت أم الناسوت فلماذ تقولون عنها أم الاله الذي هو اللاهوت وإن كانت أم الاله فهنا تعتبر هي أقدس من ابنها لأنها الأم
وبنعمة المسيح نقول
يجب ان تعرف ايها الاخ المسلم ان الاهوت لا يولد مثل ما يولد البشر لان الجنين ياخذ من الام ويتكون ويصير جنين فالاهوت ليس هكذا
ماذا حدث فى التجسد
عندما تكون الجنين فى بطن العذراء مريم . فى الحظة صفر لتكوين الجنين اتحد الاهوت بة بدون امتزاج او اختلاط او تغير
وعندما ولدت السيدة العذراء المسيح ولدت الاله المتجسد
لذلك يطلق على العذراء مريم والدة الالة
وليس هذا يعنى ان العذراءهى اصل الاهوت . بل عندما تكون الجنين فى بطن العذراء فى الحظة صفر اتحد بالاهوت كما قلنا سابقا

الداعي
2009-10-12, 12:48 AM
Right Way:

ربنا يبارك حياتك أخى صليب نور


على المشاركه الرائعه ورد شبهه واهيه من شبهاتهم


وننتظر المزيد من حضرتك

الداعي
2009-10-12, 12:49 AM
The Saver:

هل هذا التفسير من الكتاب المقدس ؟
إذا كان من الكتاب المقدس أرجو النص الدال على ذلك ؟

الداعي
2009-10-12, 12:50 AM
الحسناء السورية:

سلام ونعمة الرب مع الجميع شكرا عزيزي صليب النور على هذا الطرح
والان نبدء بالرد على الاخ

The Saver


عزيزي قبل الخوض في الاثباتات عليك ان تدرك شيئا مهما هو

السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد له لاهوت كامل وناسوت كامل ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً اقنومياً جوهرياً لا ينفصل مطلقاً ، حتى قيل عنه أنه سر عظيم (1تى 3 : 16) .

الطبيعة اللاهوتية ( الله الكلمة ) اتحدت بالطبيعة الناسوتية التي أخذها الكلمة من العذراء مريم بعمل الروح القدس .

وباتحاد الطبيعتين الالهيه والبشرية داخل رحم العذراء مريم تكوّنت منهما طبيعة واحدة هي طبيعة الله الكلمة المتجسد



العذراء لم تلد إنساناً وإلها و إلا كان لها ابنان الواحد منهما إله ، والآخر منهما إنسان . أنها ولدت الإله المتجسد . إن المسيح هو الابن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كــل الدهــور و هـو نفسـه ابـن الإنســـان الذي صـار بكـراً وسـط إخــوة " إخـوة كثيـريـن ( رو 8 : 29 ) .

إذن الذي وُلِدَ من العذراء هو ابن الله ، وفى نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه .


اذا نجد ان المسيح
هو انسان كامل مولود من مريم العذراء لذلك هي ام يسوع لأنها ولدته , فهي أمه - أقصد أم الانسان يسوع المسيح
و
عاش المسيح في دنيانا انسان كامل فيه كل صفات الانسانية, تعبد وصلى وصام وخدم الناس ومات صلبا ... كل هذا تم في الانسان يسوع المسيح,

وايضا نجد من الانجيل اعتراف ان مريم هية ام اللاهوت ايضا

اليصابات
" من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى " ( لو 1 : 43 )


والعهد القديم ايضا
" .... هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى أسمه عمانوئيل .......
( الذى تفسيره الله معنا ) "
( أش 7 : 14 ، مت 1 : 23


لقد رأت مريم فى يسوع عشر صور متعددة :
رأت فيه :
(1) كفارته: " وتبتهج روحى بالله مخلصى "
(2) قدرته : " لأن القدير صنع بى عظائم "
(3) عظمته : " صنع بى عظائم "
(4) قداسته : " أسمه قدوس "
(5) رحمته : " ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه "
(6) قوته : " صنع قوة بذراعه "
(7) وداعته : " شتت المستكبرين بفكر قلوبهم " ، لقد تلاقى السيد المسيح مع
العذراء فى نقطة الأتضاع ، فالأمة صارت أما ولكنها أصرت أن تكون أمة ؛ " هوذا
أنا أمة الرب " .
(8) كفايته : " أشبع الجياع خيرات "
(9) حكمته : " إنه كلمة الله ، وقوة الله ، وحكمة الله "
(10) كلمته : " كما كلم آبائنا " .
فى العذراء فرح ابراهيم ، وتهلل اسحق ، واغتبط يعقوب .
ان كلمة الله تمت بكل كمال ، وبدون نقصان .
والسيد المسيح كما هو رب وإله قديــــــر ، دعى أيضا " ابن الأنسان "





ارجوا ان تكون قد تمت الاجابة وشكرا

الداعي
2009-10-12, 12:51 AM
تونى دانيال:


والنقطة الهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه "عمانوئيل" أى "الله معنا
أى ان الذى ستحبل به العذراء هو "إيل ـ الله" الذى اتحد بالناسوت داخل احشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها
وتغذى على غذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.

الداعي
2009-10-12, 12:52 AM
الداعي:

صليب نور, شكرًا على الإجابة.
الحسناء السورية, شكرًا على التعقيب الوافي.
لقد رغبت في مشاركتكما النقاش في الإله المتجسد, ولا بدَّ من سبر غور هذه المسألة.
نبدأ قصَّة التجسد بهذا النص: (عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ), (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس, ح: 3, ع: 16). لقد تمَّ الاتحاد بين الناسوت واللاهوت حسب الإيمان المسيحي, وربُّكم يسوع ثلاثة أقانيم في جوهر واحد, والأقانيم هي: الآب, والابن, وروح القدس. وإزاء ذلك أقول:
· من حيث الواقع, اللاهوت لا محدود والناسوت محدود, ويستحيل عقلاً أن يتحد اللامحدود (اللاهوت) بالمحدود (الناسوت), فهذا لا يرضاه ذو لبٍّ, ولا يقرُّه منطق, بل هو ضرب من القول لا طائل من تحته.
· إن سلَّمنا بهذا الاتحاد المزعوم, فإنَّ اللاهوت يصبح محدودًا؛ لأنه تجسد بمحدود, ولا يجوز أن يكون الإله محدودًا, فكون اللاهوت محدودًا بعد اتحاده يتنافى مع صفات الألوهية الأزلية.
· ثمَّ إن الله أزلي, فكونه قد اتحد اللاهوت بالناسوت, فإنه أصبح حادثًا وليس أزليًّا, والحادث لا يصلح أن يكون إلهًا.
· وورد هذا النص الذي ينفي الاتحاد: (أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَق...لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 17وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَق: أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»). فيسوع ليس وحده, بل مع الآب, وهذا لا يكون إلا إن كانا منفصلين؛ لأنهما إن كانا متحدين فهما طبيعة واحدة, أي هو وحده, ولكنه قال: (لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي). ويسوع مرسل, وأرسله الآب, وبما أنه يوجد مرسَل ومرسِل فهما اثنان؛ إذ لا يرسل الشخص نفسه, بل يرسل غيره؛ فدل على أن يسوعًا منفصل عن الآب, وليس متحدًا. والشهادة الحقُّ هي شهادة اثنين حسب الناموس, فيسوع شهد لنفسه, والآب شهد ليسوع؛ فكانت شهادتهما حقًّا؛ لأنهما اثنتان, ولو كان يسوع متحدًا مع الآب لما كانتا شهادتين؛ لأنهما واحد؛ فدل هذا النصُّ أنهما منفصلان وليسا متحدين.
· ولنتأمَّل هذا النص: (وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ), (إنجيل متى, ح: 23, ع: 9). فلو كان المسيح هو الله, لما قال لهم: (وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ)؛ لأن المسيح نفسه على الأرض, فلو كان هو الله لما نهاهم. ثمَّ إنَّ هذا النص ينسف فكرة الاتحاد نسفًا؛ لأن المسيح على الأرض, والآب في السماوات, فلو كانا متحدين, لكنا في الأرض أو في السماء.
· ولنتأمَّل هذا النص: (وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً:«إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟), (إنجيل مرقس, ح: 15, ع: 43). فهذا نصٌّ يفيد أمرين: ألا وهما: لو كان المسيح هو الله, لَما قال: (إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟), فهل ربُّكم يسوع له إله يستغيثه؟! ولو كانا متحدين, لما قال: (لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)؛ لأن المتحدين لا ينفصلان, ولا يتركان بعضهما بعضًا.
· ولنتأمَّل هذا النص: (قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ»), (إنجيل يوحنا, ح: 20, ع: 17). فلو كان المسيح هو الله, لما قال أنه يصعد إلى إلهه!! ولو كان متحدًا, لما قال: (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي)؛ ذلك أنَّ الصعود يقضي أن يكون كلاهما منفصل عن الآخر, وإلا لما احتاج إلى الصعود لأبيه؛ لأنه متحد معه.
· ولنتأمَّل هذا النَّص معًا: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». بعد التدقيق في النص, ثبت أنَّ السؤال للاستنكار؛ ذلك أنه ينكر عليه أن يدعوه صالحًا, ثمَّ علل ذلك بقوله: (لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ!!) فهو ينفي الصلاح عن الجمع, ثم يستثني الله. فهذا نصٌّ يثبت عدم ألوهية المسيح, فسياق الكلام فيه فصل بين الله والمسيح, والسؤال سابق الذكر لا يحمل غير معنى الإنكار بدلالة النص الذي جاء بعده؛ لتعليل سبب أنه ليس صالحًا من حيث كون الصلاح محصورًا في واحد, ألا وهو الله.

الداعي
2009-10-12, 01:40 AM
إنظروا إلى درجة حرارة هذا الخروف:

اثناسيوس الرسولى:


باسم الله الحي الحقيقي
تحية محبة من جديد لجميع القراء
نقول بنعمة الله
من المصائب الكبرى أن المسلمين يريدوا أن يعلمونا كتاب الله ويحتجوا بآيات لا يفهموا معناها ولا سياقها ولا روحها ويقتطعوا أجزائها فيأخذوا بشيء من الكتاب ويكفروا بالباقي وهذا شيء عادي وطبيعي من أشخاص نفسانيون لا روح لهم
فهل ننتظر من غير المؤمنين الذين يقبّلوا الحجر الأسود في عبادتهم الباطلة ويحلموا بجنة********ويصدقون من حاول الانتحار عدة مرات بعد وفاة ورقة بن نوفل (كما قالت أخباره في السيرة الحلبية) ويتبعوا من يقولون عنه أن الشيطان كان يلقي في أمنيته كما هو واضح في سجود المشركين والمحمديين معاً في قصة الغرانيق العلى أن يعلِمونا كلام إلهنا الخالد!
كلا إننا لا ننتظر ولن نقبل بأن أتباع ****** يتدخلوا في أمور كلمة الله وتفسيرها
فالضلال يأتي نتيجة الجهل وعدم الإيمان بكلمة الله وهذا شيء سائد عند الأمة المحمدية
إن موضوع اللاهوت والناسوت يختلط عليك كثيراً.. إنه إتحاد بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا إستحالة.. إنه مثل إتحاد الحديد والنار ففي حالة الحديد المُحمى بالنار لا نقول هناك طبيعتان: حديد ونار وإنما نقول حديد محمى بالنار كما نقول عن طبيعة السيد المسيح أنه إله متأنس أو اله متجسد ولا نقول أنه إثنان إلة وإنسان
وفي حالة الحديد المحمى بالنار لا توجد إستحالة فلا الحديد يستحيل إلى نار ولا النار تتحول إلى حديد
لا تنسى آيات عديدة: "أنا والآب واحد" (يو30:10) وذكرت بنفس المعنى كذلك في (يو11:17، 22)
+"أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14، 11)
+ "كل ما هو لي فهو لك وكل ما هو لك فهو لي" (يو10:17)
+ "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب" (يو22:5)
+ "أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو1:14)
+ "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو9:14)
يتبع

الغد المشرق
2009-10-12, 01:49 AM
والسؤال سابق الذكر لا يحمل غير معنى الإنكار بدلالة النص الذي جاء بعده؛ لتعليل سبب أنه ليس صالحًا من حيث كون الصلاح محصورًا في واحد, ألا وهو الله.





ما شاء الله لا قوة الا بالله

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ ... [البقرة: 258 ].

تأمل في رياض الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليـك
عيـون مـن لُجين شاخصـات بأهداب هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجـد شاهـدات بأن الله ليـس له شـريك



ابـن المعتـز:وهـذا شـاعـر آخـر قيل إنه ابن المعتز، وقيل هو أبو العتاهية – رحمهما الله جميعًا – فيقول:

فيا عجًا كيف يُعصى الإلـ ـه أم كيف يجحده الجاحد
ولله فـي كـل تحـريكـة وفي كل تسكينة شـاهـد
وفـي كـل شـيء له آيـة تـدل علـى أنـه واحـد

الداعي
2009-10-12, 01:49 AM
مما يجدر ذكره, أن هذا السباب الشتام قد استلهم مقدمته من رد أحدهم على قصيدة ابن القيم الجوزية, فهو لا يحسن أن يصوغ مثل هذا السباب, وإن كنت لم أناقشه من قبل!!

سأفضحه فضحًا, والله الموفق.

الداعي
2009-10-12, 04:14 AM
لم أدرِ أنَّني سأقرأ مقدمةً لسانُ من نسخها ولصقها رطب بالسباب والشتم, ولقد بدت نواجذي من مقدمتك من قولك: (إن المسلمين...وتفسيرها)؛ ذلك أنَّك أسفرت عن أمرين, وأعربت عنهما, ألا وهما: النسخ واللصق, والسباب والشتم.
اثناسيوس, سوف تدعى أصغر في ملكوت السماوات والأرض؛ لأنَّك نقضت هذه الوصية: (أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ):
v فإن كان المحمديون أعداءكم؛ فأنت لم تحبَّهم, بل نزلت بساحتهم, سبابًا وشتمًا وحقدًا وافتراءًا!!
v وإن كان المحمديون لاعنيكم؛ فأنت لم تباركهم, بل نزلت بساحتهم, سبابًا وشتمًا وحقدًا وافتراءًا!!
v وإن كان المحمديون مبغضيكم؛ فأنت لم تحسن إليهم, بل نزلت بساحتهم, سبابًا وشتمًا وحقدًا وافتراءًا!!
v وإن كان المحمديون يسيئون إليكم ويطردونكم؛ فأنت لم تصلِّ لأجلهم, بل نزلت بساحتهم, سبابًا وشتمًا وحقدًا وافتراءًا!!
إذن, فأنت ناقض لهذه الوصية, (فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ), ونقضك هو ضد إرادة الرب, واعلم أنه (لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ), وسينكرك الرب يسوع قائلا: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ قَطُّ! اذْهَبْ عَنِّي يَا فَاعِلَ الإِثْمِ!
كيف تريد من الناس السماع لكم, وأنتم لا تلتزمون بوصايا الناموس؟! إن هذا لعمري في القياس شنيع!!
نأتي الآن؛ لسبر غور سقطاتك وافتراءاتك على الإسلام وأهله:
1. قولك: (الذين يقبّلوا الحجر الأسود في عبادتهم الباطلة): يقول أمير المؤمنين, عمر بن الخطاب: «إنَّي لأعْلَمُ أنَّكَ حَجَرُ ما تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنَّي رأَيتُ رسولَ اللَّه_ صلى الله عليه وسلم _يُقَبَّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ», متفق عليه. ومن سفه العقول أن يعترض غرٌّ على التأسي بخاتم الأنبياء والمرسلين!!
2. قولك: (ويحلموا بجنة النجاسة والدعارة): يقول الله_ سبحانه وتعالى _: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾, (التوبة: 72). ويقول: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾, (الكهف: 31). ويقول: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾, (القمر: 55). ولكنَّك ستحرم خيرها ونعيمها؛ لأن الله يقول: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾.
3. قولك: (ويصدقون من حاول الانتحار عدة مرات بعد وفاة ورقة بن نوفل): يستند زاعمو ذلك على هذا النص: (وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _(فِيمَا بَلَغَنَا) حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ, فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ_ عَلَيْهِ السَّلَام _فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ, إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا, فَيُسْكِنُ ذَلِكَ جَأْشَهُ, وَتَقَرُّ نَفْسُهُ), وإزاء ذلك نقول:
· هذا نصٌّ ورد في آخر حديث متفق عليه. وهي لا يصحُّ؛ لا سندًا ولا متنًا: فأمَّا من حيث السند:
· هذه الجزئية ليست من حديث البخاري ذي الاتصال برسول الله, بل هي من قول الزهري, ودليل ذلك قول الزهري نفسه: (فيما بلغنا). وهذا ما قرَّره الحافظ ابن حجر.
· قول الزهري استنادًا على (فيما بلغنا) لا يصحُّ من حيث كونه مجهولَ الرواي, بل جهالته مطلقة. يقول يحيى بن سعيد القطان: "مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكلما قدر أن يسمى سمى! وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه". وهذه الزيادة من هذه القبيل، حيث أنها منقطعة قد رواها الزهري بلاغاً، وهو من صغار التابعين.
· وإخراج البخاري لهذه اللفظة لا يلزم منه أنه ُيحكم بصحتها؛ لأنه إذا أخرج الحديث، وأظهر علته_ كما حصل هنا _فإنه يكون قد أبرز ما يدل على عدم صحته، كما نبَّه على ذلك أهل العلم، في مواطن متعددة من صحيح البخاري. وبذلك يزول الإشكال بأن القصة لا تصح أصلاً من حيث سندها.
· وأمَّا من حيث المتن, فلا يجوز ذلك في حقِّ أيِّ نبيٍّ, فهي تردُّ درايةً من هذا الوجه, على ما قرَّره علماء الحديث.
· وختامًا, من أراد أن يثبت هذه الجزئية, فعليه أن يثبتها كلَّها, فيثبت هذا النص: (تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ_ عَلَيْهِ السَّلَام _فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ, إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا, فَيُسْكِنُ ذَلِكَ جَأْشَهُ, وَتَقَرُّ نَفْسُهُ), وإلا, فليمسك عليه خطله!!
4. قولك: (ويتبعوا من يقولون عنه أن الشيطان كان يلقي في أمنيته كما هو واضح في سجود المشركين والمحمديين معاً في قصة الغرانيق العلى): قال الإمام ابن خزيمة عن قصة الغرانيق:" إنَّها من وضع الزنادقة", فهي لا تصحُّ: لا سندًا ولا متنًا.
5. قولك: (إن موضوع اللاهوت والناسوت يختلط عليك كثيراً.. إنه إتحاد بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا إستحالة.. إنه مثل إتحاد الحديد والنار؛ ففي حالة الحديد المُحمى بالنار، لا نقول هناك طبيعتان: حديد ونار، وإنما نقول حديد محمى بالنار، كما نقول عن طبيعة السيد المسيح أنه إله متأنس، أو اله متجسد، ولا نقول أنه إثنان إلة وإنسان. وفي حالة الحديد المحمى بالنار لا توجد إستحالة؛ فلا الحديد يستحيل إلى نار، ولا النار تتحول إلى حديد): لا أدري ما دخل هذا الكلام!! أنا لم أقل أنه اختلط أو امتزج, ومثالك جميعه ليثبت أنه اتحاد من غير امتزاج أو اختلاط.
اثناسيوس, أنا أتكلم عن آيات تثبت عدم ألوهية المسيح, وعن آيات تثبت عدم اتحاد اللاهوت بالناسوت, وعن حقائق ماثلة لذوي الألباب, مفادها أن اتحاد اللاهوت بالنوسوت لا يقبله عقل؛ لأن اللاهوت غير محدود, فكيف له أن يتحد مع المحدود؟! وإن افترضنا ذلك, فإنَّا أمام خيارين: إما أن يصبح الناسوت لا محدودًا, أو أن يصبح اللاهوت محدودًا, وبما أن الناسوت قد بقي محدودًا, فلم يبق إلا أن يصبح اللاهوت محدودًا, وهذا يتنافى مع الألوهية!!
6. قولك: (أنا والآب واحد). الآب هو الأقنوم الأول من الأقانيم الثلاثة, والابن هو الأقنوم الثاني منها, وبما أنَّ الأقانيم متمايزون ومتباينون حسب الإيمان المسيحي, فهذا النص ينسف الإيمان المسيحي؛ لأنه يعتبر الابن والآب واحدًا مع أنهما متغايران, فليس الآب هو الابن, وليس الابن هو الآب, وليسا هما روح القدس. ثمَّ إنَّ ثمَّة نصًّا يقول: (لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي), فها هما أصبحا اثنين, ولم يبقيا واحدًا. ما هذا التناقض؟!
7. قولك: (أنا في الآب والآب فيَّ): وماذا نقول في هذا النص: (فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي، وَأَنْتُمْ فِيَّ، وَأَنَا فِيكُمْ)؟! ثمَّ إنه يقول عن الآب: (الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ), فكيف يكونا في بعضهما وهما مفترقان: واحد في الأرض, وواحد في السماء؟!
8. قولك: (كل ما هو لي فهو لك وكل ما هو لك فهو لي): وماذا نقول في هذا النص: (فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ)؟!
9. قولك: (لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب): عندما أقول: يا بني, اجتهد في دراستك؛ لكي يحترمك الجميع كما يحترمون أباك. ماذا تلاحظ؟!
10. قولك: (أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي): وما المشكلة؟ يقول لهم: إن كنتم صادقين بإيمانكم لله, فآمنوا بي, ولكن: بماذا يؤمنون؟! هل بألوهيته؟ هل بنبوته؟ الأمر محير!! وهذا نصٌّ لا يفيدك.
11. قولك: (مَنْ رآني فقد رأى الآب): هذا نصٌّ يهدم الإيمان المسيحي؛ لأنهم يؤمنون أن الابن هو غير الآب؛ لأن كليهما أقنومان متغايران: فكيف من رأى أقنوم الابن يكون قد رأى أقنوم الآب؟! وهذا النص دليل على أن المسيح ليس إلهًا, بدليل: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ», وبما أنَّ الإنسان رأى المسيح وعاش, فهو ليس بإله!!
ومن التعبيرات البليغة قولنا: من رأى فلانا فقد رأى الشيطان, ومن رأى فلانا فقد رأى الملاك, وهذا هو المقصود من النص, فمن يرى المسيح يرى فيه عدل الله ورحمته, وليس أنه الله.
12. قولك: (يتبع): بالانتظار, وأرجو أن لا تهرب للإسلاميات.