4081 - ( ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 78 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (14/ 16987) ، وابن أبي حاتم أيضاً كما قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 374) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 260/ 7873) من طريق معان بن رفاعة السلمي ، عن أبي عبدالملك علي بن يزيد الألهاني : أنه أخبره عن القاسم بن عبدالرحمن : أنه أخبره عن أبي أمامة الباهلي ، عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم :
ادع الله أن يرزقني مالاً ؛ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه" قال : ثم قال مرة أخرى ، فقال : "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فوالذي نفسي بيده ! لو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً وفضة لسارت" قال : والذي بعثك بالحق ! لئن دعوت الله فرزقني مالاً ؛ لأعطين كل ذي حق حقه ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اللهم! ارزق ثعلبة مالاً" ، قال : فاتخذ غنماً ، فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة ، فتنحى عنها ، فنزل وادياً من أوديتها ، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ، ويترك ما سواهما . ثم نمت وكثرت ، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى الجمعة ، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة يسألهم عن الأخبار ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ما فعل ثعلبة ؟" فقالوا : يا رسول الله ، اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة ! فأخبروه بأمره ، فقال : "يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة !" قال : وأنزل الله : (خذ من أموالهم صدقة) الآية (سورة التوبة : 103) ، ونزلت عليه فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلين على الصدقة ، رجلاً من جهينة ،
ورجلاً من سليم ، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين ، وقال لهما : "مرا بثعلبة ، وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما !" فخرجا حتى أتيا ثعلبة ، فسألاه الصدقة ، وأقرأاه كتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ما هذه إلا جزية ! ما هذه إلا أخت الجزية ! ما أدري ما هذا ! انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلى . فانطلقا ، وسمع بهما السلمي ، فنظر إلى خيار أسنان إبله ، فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها . فلما رأوها قالوا : ما يجب عليك هذا ، وما نريد أن نأخذ هذا منك . قال : بلى ، فخذوه ، فإن نفسي بذلك طيبة ، وإنما هي لي ! فأخذوها منه . فلما فرغا من صدقاتهما ، رجعا حتى مرا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما ! فنظر فيه ، فقال : ما هذا إلا أخت الجزية ! انطلقا حتى أرى رأيي . فانطلقا حتى أتيا النبي صلي الله عليه وسلم ، فلما رآهما قال : "يا ويح ثعلبة !" قبل أن يكلمهما ، ودعا للسلمي بالبركة ، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، والذي صنع السلمي ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه :
(ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) إلى قوله : (وبما كانوا يكذبون) ، وعند رسول الله صلي الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك ، فخرج حتى أتاه ، فقال : ويحك يا ثعلبة ! قد أنزل الله فيك كذا وكذا ! فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلي الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته ، فقال : "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك" ، فجعل يحثي على رأسه التراب ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "هذا عملك ، قد أمرتك فلم تطعني !" فلما أبى أن يقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ، رجع إلى منزله ، وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً . ثم أتى أبا بكر حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وموضعي من الأنصار ، فاقبل صدقتي ! فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أقبلها ! فقبض أبو بكر ، ولم يقبضها . فلما ولي عمر ، أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ! فقال : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، وأنا أقبلها منك ! فقبض ولم يقبلها ، ثم ولي عثمان - رحمة الله عليه - ، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال : لم يقبلها رسول الله
صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر - رضوان الله عليهما - وأنا أقبلها منك ! فلم يقبلها منه . وهلك ثعلبة في خلافة عثمان - رحمة الله عليه - .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4/ 77/ 133) ، وعلته علي بن يزيد الألهاني ؛ قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 31-32) :
"رواه الطبراني ، وفيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو متروك" .
ومعان بن رفاعة ؛ لين الحديث كما في "التقريب" .
وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 135) :
"إسناده ضعيف" .
(86/1)
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" : للبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين عن أبي أمامة عن ثعلبة بن حاطب . وعزاه إلى غير هؤلاء أيضاً في "الدر المنثور" (3/ 260) .
وروى منه حديث الترجمة ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 26 - مصورة الجامعة الإسلامية) .
(تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي ساقها ابن كثير في "تفسيره" ساكتاً عليه ؛ لأنه ذكره بسند معان بن رفاعة ... به ، مشيراً بذلك إلى علته الواضحة لدى أهل العلم بهذا الفن ، فاغتر بسكوته مختصر تفسيره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصره" (2/ 157-158) الذي نص في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة وحذف الأحاديث الضعيفة ! وهو في ذلك غير صادق ، كما كنت بينته في مقدمة المجلد الرابع من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" داعماً ذلك بذكر بعض الأمثلة ، مشيراً إلى كثرة الأحاديث الضعيفة جداً فيه . وبين أيدينا الآن هذا المثال الجديد ، وقد زاد في الانحراف عن جادة العلماء بتصديره إياه بقوله : "وقد ورد فيه حديث رواه ابن جرير عن أبي أمامة ..." !
فأوهم قراء كتابه أنه حديث صحيح بجزمه كما هو مقرر عند العلماء ، زيادة على ما ذكره في المقدمة مما أشرت إليه آنفاً ، ثم زاد - ضغثاً على إبالة- أنه نقل تخريج ابن كثير للحديث من "تفسيره" فجعله في حاشية "مختصره" موهماً قراءه أيضاً أنه من تخريجه هو ، متشعباً بما لم يعط ! عامله الله بما يستحق .
(86/2)
4082 - ( كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف ، وجبة صوف ، وكمة صوف ، وسراويل صوف ، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 82 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي (6/ 1734) عن خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبدالله بن الحارث ، عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال مضعفاً :
"حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، وحميد هو ابن علي الكوفي ، سمعت محمداً (يعني : الإمام البخاري) يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، وحميد بن قيس الأعرج المكي - صاحب مجاهد - ثقة" .
قلت : لكن قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (1/ 588) :
"وقد روى الحاكم في "مستدركه" وابن مردويه من حديث حميد بن قيس الأعرج عن عبدالله بن الحارث ..." إلخ .
فلينظر إسناده في "المستدرك" ؛ فإني لم أره فيه بعد البحث عنه في "الإيمان" و "العلم" و "الطهارة" و "التاريخ" و "وتفسير سورة النساء" و "اللباس" منه .
ثم رأيته في "تفسير سورة طه" منه (2/ 379) من طريق محمد بن غالب : حدثنا عمر بن حفص بن غياث : حدثنا أبي وخلف بن خليفة ، عن حميد بن قيس به ، وقال :
"صحيح على شرط البخاري" . وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : بل ليس على شرط البخاري ، وإنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ، وهو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار ؛ أحد المتروكين ، فظنه المكي الصادق" .
أقول : كان يمكن أن يقال : إن الخطأ إنما هو من خلف بن خليفة ؛ لأنه كان اختلط ، ولكن متابعة حفص بن غياث إياه منع من القول بذلك ، وحلمنا على القول بأن الخطأ لعله من محمد بن غالب وهو الحافظ الملقب بـ (تمتام) ؛ فإنه كان وهم في أحاديث - كما قال الدارقطني - ، فلعل هذا منها . والله أعلم .
(87/1)
4083 - ( كان الكفل من بني إسرائيل ؛ لا يتورع عن ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ... ) الحديث .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 83 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (2/ 81) ، وأحمد (2/ 23) ، وأبو يعلى (10/ 90/ 5726) ، والحاكم (4/ 254-255) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 361/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 52) ، وابن عساكر (6/ 70/ 1) عن الأعمش ، عن عبدالله بن عبدالله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال الترمذي :
"هذا حديث حسن ، قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه ، وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه ، وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش ، فأخطأ فيه ، وقال : عن عبدالله بن عبدالله ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عمر ، وهو غير محفوظ" .
قلت : وصله ابن حبان (2453 - موارد) عن أبي بكر بن عياش به ، إلا أنه قال :
"... ذو الكفل" .
وهذا خطأ آخر لمخالفته ما تقدم . وقد قال ابن كثير في "التاريخ" (1/ 226-227) عقب حكايته تحسين الترمذي إياه :
"فهو حديث غريب جداً ، وفي إسناده نظر ؛ فإن سعداً هذا ؛ قال أبو حاتم : "لا أعرفه إلا بحديث واحد" ، ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبدالله بن عبدالله الرازي ، فالله أعلم ، وإن كان محفوظاً فليس هو (ذا الكفل) ، وإنما لفظ الحديث (الكفل) من غير إضافة ، فهو رجل آخر ، غير المذكور في القرآن . والله أعلم" .
ونحوه في تفسيره لسورة (الأنبياء) (3/ 191) .
قلت : وسعد هذا ؛ مجهول كما في "التقريب" ؛ لم يرو عنه غير عبدالله بن عبدالله هذا وهو الرازي ، فقول الحاكم :
"صحيح الإسناد" ؛ هو من تساهله الذي اشتهر به ، وإن وافقه الذهبي ؛ فإنه من غير تحقيق منه كما هو شأنه في كثير من موافقاته !
وانظر الرد على من صحح الحديث من المعاصرين في التعليق على "ضعيف الموارد" (2453) .
والموقوف الذي أشار إليه الترمذي ؛ أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 182-183/ 16056) : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ..." بسنده عند الترمذي .
(88/1)
4084 - ( كأني أنظر إلى خضرة لحم زيد في أسنانكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 85 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 299) عن إسماعيل بن قيس بن سعد ابن زيد بن ثابت الأنصاري : حدثني أبي ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد رضي الله عنه قال :
بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس مع أصحابه يحدثهم إذ قام فدخل ، فقام زيد فجلس في مجلس النبي صلي الله عليه وسلم ، وجعل يحدثهم عن النبي صلي الله عليه وسلم ، إذ مر بلحم هدية إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال القوم لزيد - وكان أحدثهم سناً - : يا أبا سعيد ! لو قمت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فأقرأته منا السلام وتقول له : يقول لك أصحابك : إن رأيت أن تبعث إليناً من هذا اللحم ، فقال : "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك !" فجاء زيد ، فقال : قد بلغت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك" ، فقال القوم : ما أكلنا لحماً ، وإن هذا لأمر حدث ، فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم نسأله ما هذا ؟ فجاؤوا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! أرسلنا إليك في اللحم الذي جاءك ، فزعم زيد أنهم قد أكلوا لحماً ، فوالله ! ما أكلنا لحماً ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فذكر الحديث) ، فقالوا : أي رسول الله ! فاستغفر لنا ، قال : فاستغفر لهم .
وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : إسماعيل ؛ ضعفوه" .
قلت : قال البخاري ، وأبو حاتم ، والدارقطني :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان :
"في حديثه من المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته" .
(89/1)
4085 - ( كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 86 :
$ضعيف$
رواه أحمد (3/ 337) ، وأبو الحسن الطوسي في "الأربعين" (101/ 2) ، والبيهقي (4/ 36) عن ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 80/ 2 - من ترتيبه) وقال :
"لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة" .
قلت : وهو ضعيف ؛ لسوء حفظه .
وأبو الزبير ؛ مدلس ، وقد عنعنه .
(90/1)
4086 - ( كبر مقتا عند الله : الأكل من غير جوع ، والنوم من غير سهر . والضحك من غير عجب ، والرنة عند المصيبة ، والمزمار عند النعمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 86 :
$ضعيف جداً$
رواه الخلعي في "الفوائد" (2/ 59/ 2) من طريق محمد بن أحمد الجندري قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن أبان بن شداد قراءة عليه وأنا أسمع قال : حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري قال : حدثنا عمرو بن بكر السكسكي ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ السكسكي هذا ؛ قال ابن حبان في أول الجزء الثاني عشر من كتابه "الضعفاء" :
"يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما الأوابد والطامات ، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحل الاحتجاج به" .
وقال أبو نعيم :
"روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج مناكير ، لا شيء" . وقال ابن عدي :
"له أحاديث مناكير" .
وعبدالله بن أبان بن راشد ؛ لم أجد له ترجمة ، وأما قول المناوي :
"وفيه عبدالله بن أبان ، قال الذهبي : قال ابن عدي : مجهول منكر الحديث" .
قلت : فهذا وهم منه ؛ لأن قول الذهبي المذكور إنما قاله في عبدالله بن أبان الثقفي ، وهذا اسم جده عثمان بن حنيف ، ويكنى أبا عبيد ؛ كما صرح بذلك الحافظ في "اللسان" في ترجمة أحد الرواة عنه ؛ وهو عبدالله بن محمد بن يوسف ... العبدي أبو غسان .
ثم إن هذا أعلى طبقة من المترجم ؛ لأنه يروي عن الثوري ، فتنبه .
(91/1)
4087 - ( كفى بالدهر واعظاً ، وبالموت مفرقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 87 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (554) : أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير : حدثنا حمدون بن سلام (وفي نسخة : مسلم) الحذاء : حدثنا يحيى بن إسحاق : حدثنا ابن لهيعة ، عن حنين بن أبي حكيم ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حنين هذا ؛ قال ابن عدي :
"لا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة ؟! فإن أحاديثه غير محفوظة ، ولا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة" .
قلت : وابن لهيعة ؛ ضعيف .
وحمدون بن سلام أو مسلم ؛ لم أعرفه ، وكذا الراوي عنه .
ثم رأيت الحديث في "زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة" (ق 108/ 2) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق : حدثنا ابن لهيعة ، عن جبير بن أبي حكيم ، عن عراك بن مالك قال : جاء رجل ... الحديث .
قلت : فهذه متابعة قوية من الحارث للحذاء ، فزال احتمال إعلال الحديث به وبالراوي عنه أحمد بن يحيى ، وانحصرت العلة في ابن لهيعة أو شيخه ابن أبي حكيم ، ووقع تسميته في "الزوائد" بـ "جبير" ، ولم أجد في الرواة جبير بن أبي حكيم ، فالراجح أن الصواب فيه أنه حنين بن أبي حكيم ؛ فإنه المعروف في كتب الرجال ، ومن الرواة عنه ابن لهيعة .
وتردد ابن عدي في إعلال الحديث بين ابن لهيعة وحنين ؛ لا وجه له عندي .
ومن العجيب قوله : "لا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة" !
مع أن البخاري قد ذكر في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 105) - وابن عدي كثير الرواية عنه كما هو معروف - أنه روى عنه الليث وعمرو بن الحارث المصري ، زاد ابن أبي حاتم : وابن لهيعة وسعيد بن أبي هلال ، فإذا انضم إلى رواية هؤلاء الثقات عنه إيراد ابن حبان إياه في أتباع التابعين من "ثقاته" ارتقى أمره من كونه مجهول الحال إلى الثقة بحديثه ، كما نعرف ذلك بالتجربة من صنيع العارفين بهذا الفن المتقنين له كالحافظ ابن حجر وغيره ؛ وأقرب مثال على هذا قوله في حنين هذا من "التقريب" :
"صدوق" .
وكذلك قال الذهبي في "الكاشف" .
وعليه ؛ فحديث الرجل حسن ، لولا أن الراوي عنه ابن لهيعة ضعيف . فهذا هو علة الحديث ، فهو الوجه . والله أعلم .
وإن مما يؤكد ذلك اضطرابه في روايته إياه عن حنين ، فهو تارة يجعله من مسند أنس كما في ابن السني ، وتارة من مرسل عراك بن مالك - فإنه تابعي - كما في رواية الحارث .
وقد ذكر المناوي في "فيض القدير" أن ابن النجار رواه عن أبي عبدالرحمن الحلبي مرسلاً ، وهو مصري كابن لهيعة ، فلا أستبعد أن يكون من طريق ابن لهيعة أيضاً . فهو وجه آخر للاضطراب .
(92/1)
4088 - ( كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود ، ويوم أحد عمائم حمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 89 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 123/ 1) عن عبدالقدوس بن حبيب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله تعالى : (مسومين) قال : "معلمين ، وكانت سيما ..." إلخ .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالقدوس هذا ؛ قال ابن حبان :
"كان يضع الحديث" . وقال عبدالرزاق :
"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله "كذاب" إلا لعبدالقدوس" .
ثم أخرج الطبراني (3/ 147/ 1-2) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا عمار بن أبي مالك الجنبي : أخبرنا أبي ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال :
"كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض ، قد أرسلوها إلى ظهورهم ، ويوم حنين عمائم حمر ، ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر ، إنما كانوا يكونون عدداً ومدداً ؛ لا يضربون" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ مدلس .
الثانية : أبو مالك الجنبي والد عمار - واسمه عمرو بن هاشم - ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث ، أفرط فيه ابن حبان" .
قلت : قد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري ؛ فقال :
"فيه نظر" .
الثالثة : ابنه عمار بن أبي مالك ؛ شبه مجهول ؛ لم يذكروا فيه سوى قولهم :
"ضعفه الأزدي" .
الرابعة : محمد بن عثمان بن أبي شيبة ؛ فيه كلام كثير ، حققت القول فيه في مقدمتي على كتابه "مسائل ابن أبي شيبة شيوخه" ، وانتهيت فيها إلى أنه حافظ لا بأس به . والله أعلم .
وهذه العلل كلها لم يتعرض لها الهيثمي بذكر ؛ إلا الثالثة منها ، فقال في "المجمع" (6/ 83) :
"رواه الطبراني ، وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي ، ضعفه الأزدي" .
كما أنه لم يتعرض لحديث الترجمة بذكر لا في المكان المشار إليه منه ، ولا في "اللباس" .
وهو يختلف عن رواية عمار من ثلاثة وجوه :
الأول : أن فيه "عمائم سود" ، وفيها "عمائم بيض" .
الثاني : أن فيه "أحد" ، وفيها "حنين" .
الثالث : أنه ليس فيه : "قد أرسلوها إلى ظهورهم" ، ولا قوله : "ولم تقاتل الملائكة ..." إلخ .
وقد روي هذا من طريق أخرى عن عطاء ، فقال الطبراني أيضاً (3/ 119/ 2) : حدثنا مسعدة بن سعد العطار : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي : أخبرنا عبدالعزيز بن عمران : حدثني أيوب بن ثابت ، عن عطاء به بلفظ :
"لم تقاتل الملائكة مع النبي صلي الله عليه وسلم إلا يوم بدر ، وكانت فيما سوى ذلك أمداداً ، ولم يكن مع النبي صلي الله عليه وسلم من الخيل إلا فرسان ؛ أحدهما من المقداد بن الأسود ، والآخر لأبي مرثد الغنوي" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالعزيز بن عمران - وهو الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، احترقت كتبه ، فحدث من حفظه ، فاشتد غلطه" .
وشيخه أيوب بن ثابت ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث" .
وشيخ الطبراني مسعدة العطار ؛ لم أعرفه .
وهذه الطريق لم يزد الهيثمي في إعلالها على قوله :
"رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه عبدالعزيز بن عمران ، وهو ضعيف" !
(93/1)
4089 - ( كسب الإماء حرام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 92 :
$ضعيف$
رواه الخلال في "الأمر بالمعروف" (18/ 2) : أخبرنا أحمد بن عبدالرحمن : حدثنا أحمد بن محمد من ولد القاسم بن أبي بزة : حدثنا مؤمل : حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2/ 33/ 1 - مسند أنس) من طريق أخرى عن أحمد بن محمد بن أبي بزة به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ له علتان :
الأولى : مؤمل - وهو ابن إسماعيل البصري نزيل مكة - ؛ قال الحافظ :
"صدوق سيىء الحفظ" .
والأخرى : أحمد بن محمد بن أبي بزة - وهو المكي المقرىء - ؛ قال الذهبي :
"إمام في القراءة ، ثبت فيها ، لين الحديث ، قال العقيلي : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، لا أحدث عنه" .
(94/1)




رد مع اقتباس
المفضلات