رابعاً المرسل : وهو ما سقط مِن آخره مَنْ بَعد التابعي .

وصورتُهُ: أن يقول التابعي -سواءٌ كان كبيراً أم صغيراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، أو فُعِلَ بحضرته كذا، ونحو ذلك.

وإنما ذُكِرَ في قِسْم المردود للجهل بحالِ المحذوفِ؛ لأنه يُحتمل أن يكون صحابياً، ويُحتمل أن يكون تابعياً.
وعلى الثاني يُحتمل أن يكون ضعيفاً، ويُحتمل أن يكون ثقةً، وعلى الثاني يُحتمل أن يكون حَمَل عن صحابي، ويُحتمل أن يكون حَمَل عن تابعي آخر، وعلى الثاني فيعود الاحتمالُ السابقُ، ويَتعدد. أمّا بالتجويز العقليّ فإلى ما لا نهاية له، وأمّا بالاستقراء فإلى ستةٍ أو سبعةٍ، وهو أكثرُ ما وُجِدَ مِن روايةِ بعضِ التابعين عن بعض. أ.هـ ( نزهة النظر)

مثاله :
قال ابن أبي شيبة حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسَ " (المصنف 12/148)

هذا الإسناد ضعيف مرسل

الحسن هو الحسن البصري التابعي
قال ابن علية: مات الحسن في رجب سنة عشر ومئة. أ.هـ (سير أعلام النبلاء)

فالحسن تابعي أي لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن رأى بعض الصحابة فيسمى تابعي وعلة الحديث أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة وليست العلة جهالة الصحابي فإن جهالة الصاحبي لا تضر كما هو عند أهل التحقيق ولكن لأنه من المحتمل أن يكون قد روى عن تابعي أو أكثر ربما كان ثقة وربما كان ضعيفا وأمتنا لا تعترف بالإحتمالات في قبول الأخبار فإما نعلم من الواسطة وإما يُرد الخبر فرحم الله هذه الأمة العريقة ...