فطنة الإمام أبو حنيفة النعمان




أخبرنا الإمام عبد الحميد بن ميكائيل قال: حُكي عن محمد بن مقاتل أن رجلاً قصد أبا حنيفة فقال: ما تقول في رجل لا يرجوالجنَّة، ولا يخاف الله، ولا يخاف النار، ويأكل الميتة، ويصلي بلا ركوع ولا سجود،ويشهد بما لا يرى، ويبغض الحق ويحب الفتنة، فالتفت أبو حنيفة إلى أصحابه وسألهم عنالرجل فكفَّره البعض وسكت بعضهم، فقال أبو حنيفة: هذا الرجل لا يرجو الجنَّة ويرجوالله تعالى، وأي رجاء له من الجنة، ولا يخاف النار ويخاف ربَّ النار، ولا يخاف الله تعالى أن يجور عليه في عدله وسلطانه، ويأكل الميتة يعني السمك إذا خرج من الماء،ويصلِّي بلا ركوع ولا سجود يعني صلاة الجنازة، ويشهد بما لا يرى أن لا إله إلاالله، وفي رواية بيوم القيامة، ويبغض الحق يعني الموت، ويحب الفتنة يعني المال والولد، فقال الرجل فقبَّل رأسه وقال: أشهد أنك للعلم وعاء وأستغفر الله مما قلت فيك





ومن القصص الأخرى التي تدل على ذكاء أبو حنيفة وسرعة بديهته وقد تكون مشهورة أن أبو جعفر المنصور قد أراد أن يولي أبو حنيفة القضاء فأعرض أبو حنيفة عن ذلك لأنها مسؤولية كبيرة ويكون مسؤولاً عن كل حكم يحكمه أمام الله وقال للمنصور أنه ليس كفؤاً لذلك فقال له المنصور بل أنت كاذب فأنت كفؤ للقضاء فقال له أبو حنيفة : أفتولي كاذباً على القضاء.








قصة الامام ابو حنيفة النعمان مع بعض زنادقة زمانه


" ارنى عقلك أريك الله "




جاء زنديق الى الأمام ابى حنيفة النعمان وقال : يا امام : هل رأيت ربك ؟ قال الأمام : سبحان ربى لا تدركه الأبصار . فقال الزنديق : فهل سمعته ؟ هل احسسته ؟ هل شممته ؟ هل لمسته ؟
فقال الأمام : سبحان ربى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير . فقال الزنديق : ان لم تكن رايته ولا احسسته ولا شممته ولا لمسته فكيف ثبت انه موجود ؟


فقال الامام : هل رايت عقلك ؟
قال الزندييق : لا . فقال الأمام فهل احسست عقلك او سمعته أو لمسته ؟
قال الزنديق : لا . فقال الأمام اعاقل انت ام مجنون ؟ فقال الزنديق : عاقل انا !
فقال الأمام : فأين عقلك ؟ قال الزنديق : موجود


فقال الأمام : كذلك الله موجود .
الله فوق كل شئ مالك كل شئ وليس تحته شئ وهو فى كل شئ عليم
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير





ومن ذلك أنه كان بالكوفة رجل يقول عن عثمان بن عفان رضي لله عنه أنه كان يهوديًّا، ولم يستطيع العلماء إقناعه في تغيير رأيه.

فأتاه أبو حنيفة فقال : أتيتك خاطبًا.

قال: لمن؟

قال: لابنتك، رجل شريف، غني بالمال، حافظ لكتاب الله، سخي، يقوم الليل في ركوع، كثير البكاء من خوف الله.

فقال الرجل، في دون هذا مقنع يا أبا حنيفة.

قال: إلا أن فيه خصلة.

قال: وما هي؟ قال : يهودي.

قال الرجل : سبحان الله تأمرني أزوج ابنتي من يهودي؟

قال: ألا تفعل؟

قال: لا.

قال أبو حنيفة: فالنبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته من يهودي.

فقال الرجل: أستغفر الله، إني تائب إلى الله عز وجل.


المسائل الفقهية الدقيقة التي عرضت على أبي حنيفة " رضي الله عنه " ،ما ذكره الصالحي عن وكيع قال " كنا عند أبي حنيفة " رضي الله عنه "فأتته امرأة فقالت : مات أخي وخلف ستمائة دينار ، فأعطوني منها دينارا واحدا ، قال : ومن قسم فريضتكم ؟ قالت : داود الطائي . قال :هو حقك أليس خلف أخوك بنتين ؟ قالت : بلى . قال : وأما ؟ قالت : بلى ، قال : وزوجة ؟ قالت .بلى . قال : واثني عشر أخا واختا واحدة ؟ قالت . بلى ، قال : فإن للبنات الثلثين أربعمائة ، وللام السدس مائة ، وللمرأة الثمن خمسه وسبعين ، ويبقى خمسه وعشرون ،للاخوة أربعةوعشرون لكل أخ ديناران ، ولك دينار