الــفــصــل الــتـّـاســع



الــنـّـاصــرة : الــمــديــنــة الــتــي بــنــاهــا الــلاهــوت



الــمــديــنــة الــمــفــقــودة :

يخبرنا الكتاب المقدس أن المدينة التي نشأ فيها يسوع هي الناصرة : ('polis Natzoree'):

{{ وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم }} ( لوقا 1 : 26 , 27 )

{{ 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. 4 فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته}} ( لوقا 2 :3 , 4 )

{{ 22 ولكن لما سمع ان ارخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس ابيه خاف ان يذهب الى هناك.واذ أوحي اليه في حلم انصرف الى نواحي الجليل. 23 وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة.لكي يتم ما قيل بالانبياء انه سيدعى ناصريا. }} ( متى 2 : 22 , 23 )

{{ ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة. 40 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه }} ( لوقا 2 : 39, 40 )

و لا تقدم أسفار العهد الجديد الكثير حول هذه " المدينة " ـــ كان بها كنيس يهودي , و يمكنها أن تخيف حشدا معاديا ( حثت يسوع على مقولته الشهيره «لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ». ) و كان بها منحدر لهاوية ـــ إلا أن التلفيق و التأسيس لمكانة مدينة الناصره واضح تماما , على الأقل طبقا لترهات المصدر المعروف باسم الكتاب المقدس .

على أية حال , عندما نبحث عن تأكيد أو إثبات تاريخي للمدينة التي نشأ فيها الإله البشري ـــ فيا للمفاجأة !!!!! ــــ لا يوجد أي مصدر آخر يثبت أن هذا المكان كان و لا حتى موجودا في القرن الأول الميلادي .

# لا يرد ذكر لمدينة الناصرة و لو مرة واحدة في العهد القديم .
عند الإطلاع على سفر يشوع ( 19 : 10 , 16) ــــ الذي يحكي عن عملية استقرار قبيلة زبولون في تلك المنطقة ــــ نجده يسجل أسماء 12 مدينة و 6 قرى و لا ذكر لمدينة الناصرة في هذه القائمة

# رغم أن التلمود يسجل أسماء 63 مدينة من مدن الجليل , إلا أنه لا يذكر شيئا عن مدينة تدعى الناصرة . كذلك تخلو كتابات الحاخامات الأولين من أي ذكر لهذه المدينة .

# القديس بول لا يعلم شيئا عن " الناصرة " , و تذكر رسائله ( الحقيقية و المزورة ) إسم يسوع 221 مرة , و لكن لا ذكر للناصرة على الإطلاق .

# لا يذكر أي مؤرخ أو أي جغرافي شيئا عن مدينة الناصرة . و يرجع أول ذكر لها إلى بدايات القرن الرابع

لا شيء من كل ذلك يهم بالطبع , لو استطعنا التمشي عبر إطلال وخرائب حمامات القرن الأول والبيوت المسيجة و المسارح , مثلما هو الحال على نحو ما مع مدينة صفورة الوثنية . غير أنه لا وجود إطلاقا لهذه الأطلال و الخرائب .


لا , ليست

لا , ليست مدينة الناصرة , لكنها مدينة صفورة , التي تبعد مسافة 45 دقيقة سيرا على الأقدام , و التي لا ذكر لها في أسفار العهد الجديد !!!