حُكي أن الحجَّاج خرج في بعض الأيام للتنزُّه،
فصرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فلاقى شيخاً من بني عجل فقال:
من أين أنت يا شيخ؟ فقال: من هذه القرية. قال: ما رأيكم في حكّام البلاد؟
قال: كلُّهم أشرار يظلمون الناس، ويختلسون أموالهم. قال:
وما قولك بالحجَّاج؟ قال: هذا أنحس الكلّ،
سوَّد الله وجهه ووجْه من استعمله على هذه البلاد.

فقال الحجَّاج أتعرف من أنا؟
قال: لا والله. قال: أنا الحجَّاج!
قال: أنا فداك، وأنت تعرف من أنا؟
قال: لا، قال: أنا زيد بن عامر مجنون بني عجل، أُصرَعُ كلّ يومٍ مرةً في مثل هذه الساعة
فضحك الحجَّاج وأجازه.
smile