يقول ابن حزم : " القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم "" الفصل في الملل والنحل "

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لاخلاف في كفرهم"" " الصارم المسلول " دار الكتب العلمية - بيروت : ص 586

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله في لمعة الاعتقاد
وأتفق المسلمون على عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر.

قال القاضي عياض في الشفا (1102/1103) -وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر "قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر.

وهذا الاجماع دون نظر الى ما زٌعم من تحريف ينسف أى قول أو دعوى فى هذا الشأن ، ولأن هذا الجبل ثابت لا يتزعزع سوف ننسف بحول الله هذه الشبهة وما حوت .


جاء الأثر المشار اليه على وجهين لا ثالث لهما نزكرهما بإذن الله ثم نٌعرِج على جاء بهما من العلل ،

- الأثر الأول وهو منسوب لإبن عباس رضى الله عنه ...

- قال أحمد بن منيع : حدَّثنا حسين بن محمد ، ثنا الفرات بن السائب ، عن ميمون بن مِهران ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم : ووصى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ إياه . فلصقت إحدى الواوين بالأخرى . فقرأ لنا : ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء : 23

وهذا الاثر مما رواه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران والفرات بن السائب وضاع كذاب متروك الحديث .

قال أبو نعيم الأصبهاني في كتاب الضعفاء:
فرات بن السائب أبو سليمان الجزري عن ميمون بن مهران منكر الحديث تركوه

قال البخاري في التاريخ الكبير :
فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث.

قال ابن حبان المجروحين :
الفرات بن السائب الجزرى : كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار .

قال ابن حبان :
أخبرنا الحنبلى قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: فرات بن السائب ليس حديثه بشئ .
وقال أبو حاتم عن الفرات: ضعيف الحديث منكر الحديث .
وقال الساجي: تركوه .
وقال النسائي : متروك الحديث .
وقال عباس عن يحيى بن معين: منكر الحديث .
وقال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث .
وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة وعن ميمون مناكير.

يسقط الاثر الاول باتفاق علماء الجرح والتعديل برد فرات بن السائب

- الاثر الثانى وهو منسوب للضحاك بن مزاحم رحمة الله عليه :

رواه الطبري في تفسيره- (ج 17 / ص 414) فقال : حدثني الحرث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الضحاك بن مزاحم، أنه قرأها(وَوَصَّى رَبُّكَ) وقال: إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا

(1) و الضحاك بن مزاحم ليس من الصحابة فقد توفى رحمه الله 106هـ وولم يلقى انه لم يلقى بن عباس رضى الله عنه .

قال ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب - (ج 4 / ص 398) : " ذكره ابن حبان في الثقات وقال لقي جماعة من التابعين ولم يشافه أحدا من الصحابة ومن زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم "

و لو سلمنا بصحتة فهو مجرد رأى قال به أحد العلماء يحتمل الخطا ويحتمل الصواب وهو مخالف للمتواتر.

(2) ضعف السند :


( أ )


(أبي إسحاق الكوفي وهو عبد الله بن ميسرة الحارث)

وكان هشيم يدلسه بهذا الاسم حتى لا يعرفه أحد لأنه كان مشهورا بالضعف.


قال ابن حبان في المجروحين :
عبد الله بن ميسرة: أبو إسحق كان كثير الوهم على قلة روايته كثير المخالفة للثقات فيما يروى عن الأثبات ، وقال أيضا : لا يحل الاحتجاج بخبره.

وفي الكامل لابن عدي :
أخبرنا بن أبي بكر ثنا عباس سمعت يحيى يقول أبو إسحاق الكوفي الذي يروي عنه هشيم هو عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف الحديث ثنا بن حماد ثنا عباس سمعت يحيى يقول أبو إسحاق الذي روى عنه هشيم هو أبو ليلى واسمه عبد الله بن ميسرة وليس بثقة .

وفي الكامل لابن عدي أيضا :
ثنا علي بن أحمد ثنا أحمد بن سعد سألت يحيى بن معين عن أبي إسحاق الكوفي قال ليس بشئ لا يكتب حديثه .
ويقول وعبد الله بن ميسرة عامة ما يرويه لا يتابع عليه .
سمعت بن حماد يقول أبو إسحاق هو أبو ليلى يروي عنه هشيم ليس بثقة .
وفي الضعفاء والمتروكين للنسائي :
عبد الله بن ميسرة أبو ليلى روى عنه هشيم يقال له أبو إسحاق ضعيف .

وفي تاريخ ابن معين رواية الدوري :
سمعت يحيى يقول أبو إسحاق الكوفي الذي روى عنه هشيم هو عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف الحديث .

(ب)

(هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي )

وهو أحد الحفاظ الأثبات إلا أنه كان يدلس كثيرا .قال الحافظ ابن حجر في ترجمة هشيم في تهذيب التهذيب " قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث ثبتا يدلس كثيرا فما قال في حديثه انا فهو حجة وما لم يقل فليس بشئ .
وقال عبد الرزاق عن ابن المبارك قلت لهشيم لم تدلس وأنت كثير الحديث فقال كبيراك قد دلسا الأعمش وسفيان وذكر الحاكم أن أصحاب هشيم اتفقوا على أن لا يأخذوا عنه تدليسا .
وقد أورده ابن حبان في الثقات وقال كان مدلسا

يٌرد الأثرين لضعفهما كما تبين.

تعليق :

كما تبين لنا بأن هذين الأثرين الذين نسبا لصحابة رسول الله عارضا المتواتر وما هو قطعى الثبوت وهو القراءة بـ " وقضى " ولا خلاف على أن المتعارض مع المتواتر لا يحتج به هذه واحدة .

أما الثانية فهو أن يكون كان اجتهادا لإبن عباس وقد رجع عنه وثبت عنه انه قرا بـ " وقضى " وهو متواتر عنه ايضا كما سنوضح
فى جامع البيان للطبرى :
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن عيسى، قال ثنا نصير بن أبـي الأشعث، قال: ثنـي ابن حبـيب بن أبـي ثابت، عن أبـيه، قال: أعطانـي ابن عبـاس مصحفـاً، فقال: هذا علـى قراءة أبـيّ بن كعب، قال أبو كريب: قال يحيى: رأيت الـمصحف عند نصير فـيه: " وَوَصَّى رَبُّكَ " يعنـي: وقضى ربك .


أما الثالثة أن هذا الأثر لم يقل به بن عباس وهو الراجح كما بينا من ضعف فى السند ومخالفته للمتواتر

أما عن القول بأن بن مسعود ذكر فى مصحفه ووصى فنقول قال أبو حيان في البحر والمتواتر هو "وقضى" وهو المستفيض عن ابن عباس والحسن وقتادة بمعنى أمر وقال ابن مسعود وأصحابه بمعنى ( وصى ا ه ) بمعنى وصاه وليس وصاه .

تم بحمد الله ....

طبعا صاحبنا نقل الكلام ده من زوريبة تانية والموضوع وصل 11 صفحة مظهرش ولا مرة فيه !