مداخلة الأخ ذو الفقار
بسم الله الرحمن الرحيم
مداخلتك الأخيرة أعتقد أنها حسمت الأمر عزيزي رامي فلاحظ معي قولك
إذن المشيئة للروح والتنفيذ للجسد ولا نقول أن الجسد له إرادة بل هو ينفذ الإرادة لأن الجسد لا يملك التقدير وهذا ما يؤكده كتابك المقدس في انجيل متى الإصحاح السادس والعشرون "41 اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف " .. وخير دليل عقلي على هذا الكلام ان الروح عندما تنفصل عن الجسد لا يطلب الجسد شيئ وكيف له أن يطلب وليس له إرادة او مشيئة ؟" فأنا اقول ان ذو الفقار شرب شيئا ما رغم ان روحه لا تشرب "
وهذا يتعارض وقولك
فالجسد لا إرادة له ولكن الروح هي التي تقدر احتياج الجسد وتحدد ما تريده وبالتالي نرجع إلى النقطة التي لا مجال للإنفلات منها وهي أن هناك مشيئتين منفصلتين ظاهرتين في العدد " ( Lk-22-42)(ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.) " وأدعم هذا القول بما ورد في انجيل يوحنا (Jn-5-30)(انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني)." ولكن الجسد فى ضعفه يريد شيئا ولكن المسيح لا ينفذ هذا الشئ "
وفي هذا العدد مسألة سوف نتحدث عنها لاحقاً في حوارنا ولكن أردت الإستدلال بقول المسيح عن مشيئتين وهذا لا يمكن حمله على الضعف البشري وسوف نتكلم عن هذا تفصيلاً إن شاء الله
أما قولك
فهذا يجعلنا نقرأ العدد مرة اخرى ونقرأ "(Mt-26-39)( ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت)" والدليل عدم هروب المسيح رغم انه يعلم ان واحدا من التلاميذ سيسلمه "
لاحظ ان الامر ليس فيه اعتراض ولا رفض من المصير وإلا لهرب فعلاً ولكنه فيه انقياد لمشيئة الآب ولكنه كان يصلي للآب من اجل أن يعبر عنه هذه الكأس أي يسترحمه أن يجيز عنه هذه الكأس مظهراً طاعته للآب وأنه سينفذ مشيئة الآب إن لم يعبر عنه الكأس أي إن لم يجد وسيلة أخرى
ولاحظ يا عزيزي هذه المعضلة الكبيرة
المسيح بما أنه إله فهو يعلم المصير الذي تجسد من أجله وأن هذا المصير لن يتغير فالسؤال ..لماذا يطلب المسيح هذا الطلب من الآب ؟
إن المصير هو الصلب لا محالة " على حسب ايمانكم " وهذه هي رسالته التي هو من اجلها ولهذا فطلبه هذا بالذات في صلاته مرفوض
والذي يزيد الأمر حيرة ان المسيح لم يصلي ويطلب الطلب بصورة عابرة بل أنظر العدد ماذا يقول
(انجيل لوقا)(Lk-22-44)(واذ كان في جهاد كان يصلّي باشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض.)
أرأيت كم كانت يبذل من جهد في صلاته وكم كانت جاداً بها ومتأثراً ويبذل كل طاقته من اجب ان يلبي الآب طلبه ؟
وليس هذا فحسب فهو لم يصلي مرة واحدة بل صلى ثلاث مرات وكلها بنفس الكلمات فهذا إنجيل متى دليل كلامي
Mt-26-39)(ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس.ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.)
(Mt-26-42)(فمضى ايضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك.)
(Mt-26-44)(فتركهم ومضى ايضا وصلّى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه.)
وأخيراً أسأل الله أن يهديني واياك وكل قارئ إلى الحق ..واعبر عن اعجابي التام بشخصيتك وأدبك عزيزي رامي
إنتهت مداخلة الأخ ذو الفقار
المفضلات