بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب عماد المهدي بارك الله فيك.

أشكر لك صنيعك بالكتابة في موضوع و عن رجل يبغضه النصارى بغضا شديدا رغم إحسانه إليهم و لولاه لأفناهم الرومان الكاثوليك عن بكرة أبيهم.

إن موضوعك جزء من الاعتراف بالجميل و قطرة من بحر الثناء الذي يستحقه الصحابي الجليل و المغوار الاصيل عمرو بن العاص الذي هوم الله به من لقيهم من كل كافر و اعص.

و أحب أن أنقل من تاريخ ابن الأثير رحمه الله الموسوم بالكامل في التاريخ .قال :

ذكر فتح مصر:

قيل: في هذه السنة فتحت مصر في قول بعضهم على يد عمرو بن العاص والإسكندرية أيضاً، وقيل: فتحت الإسكندرية سنة خمس وعشرين، وقيل: فتحت مصر سنة ست عشرة في ربيع الأول، وبالجملة فينبغي أن يكون فتحها قبل عام الرمادة لأن عمرو بن العاص حمل الطعام في بحر القلزم من مصر إلى المدينة، والله أعلم، وقيل غير ذلك.
وأما فتحها فإنه لما فتح عمر بيت المقدس وأقام به أياماً وأمضى عمرو ابن العاص إلى مصر وأتبعه الزبير بن العوام مدداً له فأخذ المسلمون باب اليون وساروا إلى مصر فلقيهم هناك أبو مريم، جاثليق مصر، ومعه الأسقف بعثه المقوقس لمنع بلادهم، فلما نزل بهم عمرو قاتلوه، فأرسل إليهم: لا تعجلونا حتى نعذر إليكم وترون رأيكم بعد، وليبرز إلي أبو مريم وأبو مريام، فكفوا، وخرجا إليه، فدعاهما إلى الإسلام أو الجزية، وأخبرهما بوصية النبي، صلى الله عليه وسلم، بأهل مصر بسبب هاجر أم إسماعيل، عليه السلام، فقالوا: قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء، آمنا حتى نرجع إليك. فقال عمرو: مثلي لا يخدع ولكني أؤجلكما ثلاثاً لتنظرا. فقالا: زدنا، فزادهما يوماً، فرجعا إلى المقوقس فهم. فأبى أرطبون أن يجيبهما وأمر بمناهدتهم، فقال لأهل مصر: أما نحن فسنجهد أن ندفع عنكم. فلم يفجأ عمراً إلا البيات وهو على عدة، فلقوه فقتل أرطبون وكثير ممن معه وانهزم الباقون، وسار عمرو والزبير إلى عين الشمس وبها جمعهم، وبعث إلى فرما أبرهة بن الصباح، وبعث عوف بن مالك إلى الإسكندرية، فنزل عليها. قيل: وكان الإسكندر وفرما أخوين، ونزل عمرو بعين الشمس، فقال أهل مصر لملكهم: ما تريد إلى قتال قوم هزموا كسرى وقيصر وغلبوهم على بلادهم! فلا تعرض لهم ولا تعرضنا لهم - وذلك في اليوم الرابع - فأبى وناهدوهم وقاتلوهم..........



ثم قال :

وحضرت القبط باب عمرو، وبلغ عمراً أنهم يقولون: ما أرث العرب وأهون عليهم أنفسهم! ما رأينا مثلنا دان لهم. فخاف أن يطمعهم ذلك فأمر بجزر فطبخت ودعا أمراء الأجناد فأعلموا أصحابهم فحضروا عنده وأكلوا أكلاً عربياً، انتشلوا وحسوا وهم في العباء بغير سلاح، فازداد طمعهم، وأمر المسلمين أن يحضروا الغد في ثياب أهل مصر وأحذيتهم، ففعلوا، وأذن لأهل مصر فرأوا شيئاً غير ما رأوا بالأمس، وقام عليهم القوام بألوان مصر فأكلوا أكل أهل مصر، فارتاب القبط، وبعث أيضاً إلى المسلمين: تسلحوا للعرض غداً، وغدا على العرض، وأذن لهم فعرضهم عليهم وقال لهم: علمت حالم حين رأيتم اقتصاد العرب فخشيت أن تهلكوا فأحببت أن أريكم حالهم في أرضهم كيف كانت، ثم حالهم في أرضكم، ثم حالهم في الحرب، فقد رأيتم ظفرهم بكم وذلك عيشهم وقد كلبوا على بلادكم بما نالوا في اليوم الثاني، فأردت أن تعلموا أن ما رأيتم في اليوم الثالث غير تارك عيش اليوم الثاني وراجعٌ إلى عيش اليوم الأول.
فتفرقوا وهم يقولون: لقد رمتكم العرب برجلهم. وبلغ عمر ذلك فقال: (والله إن حربه للينة ما لها سطوة ولا سورة كسورات الحروب من غيره).
ثم إن عمراً سار إلى الإسكندرية، وكان من بين الإسكندرية والفسطاط من الروم والقبط قد تجمعوا له وقالوا: نغزوه قبل أن يغزونا ويروم الإسكندرية. فالتقوا واقتتلوا، فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وسار حتى بلغ الإسكندرية، فوجد أهلها معدين لقتاله. فأرسل المقوقس إلى عمرو يسأله الهدنة إلى مدة، فلم يجبه إلى ذلك وقال: لقد لقينا ملككم الأكبر هرقل فكان منه ما بلغكم. فقال المقوقس لأصحابه: صدق فنحن أولى بالإذعان. فأغلظوا له في القول وامتنعوا، فقاتلهم المسلمون وحصروهم ثلاثة أشهر، وفتحها عمرو عنوةً وغنم ما فيها وجعلهم ذمةً.
وقيل: إن المقوقس صالح عمراً على اثني عشر ألف دينار على أن يخرج من الإسكندرية من أراد الخروج ويقيم من أراد القيام وعلى أن يفرض على كل حالم من القبط دينارين، وجعل فيها عمرو جنداً.



ما يهمني من نقل النص كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال :



(والله إن حربه للينة ما لها سطوة ولا سورة كسورات الحروب من غيره).


(والله إن حربه للينة ما لها سطوة ولا سورة كسورات الحروب من غيره).

(والله إن حربه للينة ما لها سطوة ولا سورة كسورات الحروب من غيره).



إنه قتال العقل و الحكمة و الدهاء الذي يؤصل له و يشرع له كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.