بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً
..
إذا سأل سائل ،لماذا ذلك فقط لـ (سهلة بنت سهيل) ، وماذا يحدث مثلا لو أسلمت امرأة حديثاً وكان لها ابن بالتبني ؟؟
نقول : إن الصحابة رضى الله عنهم كما كان لهم تسهيلات مثل هذه على سبيل المثال ، أو إباحة زواج المتعة كمرحلة وسطية بين الزنا و الزواج وغيرها ، خاصة لهم
فكانت لهم أيضا ً أحكام أصعب كثيرا مما نحن فيه
مثلا : في أول الأمر كان الصحابة يصومون رمضان ، فإذا ما حل وقت الإفطار ثم نام الصحابي ، إذا ما استيقظ لا يأكل ولكن ينتظر إلى موعد الفطار في اليوم التالي .. وهي مشقة كبيرة حتى نسخت
وكذلك قال الله
"لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير"
هذه الآية كانت شديدة جدا على الصحابة
http://www.islamonline.net/servlet/S...=1122528611198قال الإمام أحمد: عن أبي هريره قال: لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير" اشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جثوا على الركب وقالوا: يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير".
فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" إلى آخره
ورواه مسلم عن أبي هريرة فذكر مثله ولفظه فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" قال نعم "ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا" قال نعم "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" قال نعم "واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين" قال نعم
فالمراد أنه كما أن للصحابة تسهيلات خاصة لهم لا لنا ،ثم نسخت ، فكان عليهم واجبات أيضاً أكبر بكثير مما علينا وأشق ثم نسخت.
ولله الحكمة في ذلك ، وإن كنا نستطيع أن نقول أن ذلك كان لازما لهذا الجيل من الصحابة الكرام ..
تخيلوا رجلا يخاف الله ، ونزلت آية تقول له أن الله سيحاسبه على ما يفكر فيه..
بالتأكيد ، مع الوقت سيمتنع عن التفكير حتى في أي شيء سيء.
وهذا هو المطلوب ، لجعل هؤلاء الصحابة الكرام مثلا لنا نفخر بهم
والمطلوب ليس فقط تحويل رجل إلى صورة أفضل
بل تحويل أناس كانوا على الكفر وقمة العصيان إلى الصورة _ليست فقط أفضل_ بل الأفضل ، فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه تحول من رجل قاس عنيف في الجاهلية إلى رجل يذهب لبيوت الناس ليخدمهم بعد أن أصبح خليفة للمسلمين، ولا يزال الجميع ينبهر به حتى ولو لم يكونوا مسلماً.
فقد حدث تغير هائل بهم جميعا وبسرعة مما كان يستدعي أحكاما وسيطة لهم لإحداث التغير المطلوب إلى الأفضل ووقت قصير قبل إنزال الأحكام النهائية.
وأدعو الله أن أكون وفقت.
المفضلات