تعريف الوقف الحسن :
الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى .

المراد بالتعلق اللفظي : التعلق من جهة الإعراب كأن يكون ما بعد اللفظ الموقوف عليه شديد التعلق بما قبله أو صفة له أو حالا منه أو معطوفا عليه أو مستثنى منه .

وهناك توضيح آخر أنه يلزم من التعلق اللفظي التعلق المعنوي والعكس غير صحيح.

27) بيان صور وأمثلة الوقف الحسن وموقعه من الآيات :

أولا : على رؤوس الآيات :

1. (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا) (وإذاً لآتينهم من لدنا أجراً عظيماً).

الوقف على ما تحته خط وقف حسن أي يحسن الوقف عليه لكن الابتداء بما بعده فيه تفصيل ، لأن (لو) لها جواب وبداية الجواب من قوله (لكان) وتكملته (وإذاً).

2. (ويومئذ يفرح المؤمنون) (بنصر الله) الوقف على الآية حسن لأن تمام المعنى في قوله تعالى (بنصرالله) فهي جار ومجرور متعلق بالفعل يفرح.

3. (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة) الوقف حسن لأن الجملة بعدها تعرب جار ومجرور متعلق بالفعل تتفكرون.

4. (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم) الوقف حسن لأن ما بعدها صفة لله والصفة والموصوف كالشئ الواحد ، فالصفة تتبع موصوفها إعراباً وتذكيراً وتأنيثاً وجمعاً وإفراداً.

في جميع هذه الأمثلة يطلق على الآية بعد الوقف الحسن أنها شديدة التعلق بما قبلها.

ثانيا : في أوساط الآيات :

1. (بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار ..)

الوقف على مافوق الخط حسن لأن ما بعدها (تجري) صفة للجنات ، لكن لا نبتدئ بـ (جنات) لأن هذا الابتداء يوحي أن الجنات تجري لكن الجري هو للأنهار.

2. (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً).

وقف حسن لأن الوقف على الكلمة يعطي معنى يحسن السكوت عليه لكن ما بعده حال للنبي ، أي حال كونه شاهداً ، إعراب كلمة شاهداً : حال من الضمير المفعول في أرسلنك.

3. (الله يبدئ الخلق ثم يعيده).

الوقف حسن ، لكن عندما يريد الاستئناف لا يبتدئ القارئ بـ (ثم) لأنها حرف عاطف تفيد الترتيب والتراخي الزمني.

4. (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين).

في الآية خطاب من الله عز وجل للشيطان ، وفيها استثنى الله فئة من الضمير المجرور في (عليهم).

28 بيـان سـبب تسـميته :

أن الوقف عليه أفاد السامع معنى يحسن السكوت عليه ، مثلاً : (الحمد لله) من الفاتحة أعطت معنى لكن الابتداء بما بعده هو الذي فيه تفصيل.

29) بيـان حكمـه :

يجوز الوقف عليه ، وأما الابتداء بما بعده فيه تفصيل : فإن كان في وسط الآية : يجوز الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظاً ومعنى. فمثلاً لا نبدأ بـ (رب العالمين) إنما نرجع مرة أخرى (الحمد لله رب العالمين)

وإن كان على رأس آية ، فقد اختلف فيه العلماء على 3 مذهب:

المذهب الأول : جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده مطلقاً مهما اشتد تعلقه بما بعده. وهذا المذهب كان يتبعه الرسول عليه الصلاة والسلام لكن الممنوع قطع القراءة وإنهائها نهائياً على ما تعلق بما بعده لفظاً ومعنى .

فمثلاً يقرأ في الصلاة (فويل للمصلين) ثم يقف ويركع لا يصح ، لكن مجرد الوقف ثم يستأنف القراءة وبذلك يكون تم المعنى والمستمع لا يزال يسمع ، لحديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة الرسول عليه الصلاة والسلام فقرأت فإذا بها تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً وتقول كان يقطع قراءته تقطيعاً وكان يمد مداً ، ومعنى التقطيع أن يقف على رأس كل ءاية بما أن لديها رقما حتى إن كانت الآية مكونة من كلمة واحدة ,لأن هذا الوقف هو الذي يعين على فهم وتدبر المعنى ، ومعنى يمد مداً، أي يأخذ بوجه المد لأنه يكون أدعى للتدبر.

المذهب الثاني : جواز الوقف الحسن في رؤوس الآيات والابتداء بما بعده في 3 شروط :

1. أن يكون ما بعده مفيداً لمعنى وإلا لا يحسن الابتداء به، وبذلك نصل (لعلكم تتفكرون) (في الدنيا والآخرة).

2. إذا كان ما بعده يوهم معنى فاسدا فلا يصح الابتداء به وإن كان الوقف صحيحاً، مثل (ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله ...) لا يجوز الوقف على كلمة (يقولون) لذلك نجد في بعض الطبعات فوقها رمز ( ) فلابد عندما نبدأ ننسب القول لقائله.

3. إذا كان الوقف عليه يوهم معنى فاسدا فلا يصح الوقف عليه بل يجب وصله ، مثال : (فويل للمصلين * الذين ..) لابد من الوصل لأن المصلين اسم ممدوح، فكيف يمدحهم الله ويكون لهم الويل.

المذهب الثالث : لا يجوز الوقف على رؤوس الآيات ولا غيرها إذا كانت شديدة التعلق بما بعدها. ودليلهم أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقف على رأس الآية لبيان تمام الآية لتعليمهم الوقف,ولكن عندما تأكد من تعليمهم للوقف وصلها لاتمام المعنى , ولكن الآن المصاحف مرسوم بها أرقام الآيات ، فلا داعي للوقف.

إذن , المذاهب الثلاثة في الوقف الحسن هي :

ـ الجواز مطلقاً ، إذن نقف وهو السنة.

ـ نقف تحصيلاً لأجر السنة ثم نعيدها مع الوصل.

ـ الوصل مطلقاً.



30) بيان رمزه في رسم المصحف :

رمـزه : ( ) وهو رمز منحوت من كلمة الوصل أولى اختصارا أي نقف لكن ننتبه لوجود التعلق في المعنى واللفظ.

31) بيان الأصل فيه من السنة :

الأصل فيه : حديث أم سلمة السابق ذكره.

32) فائدة في إعراب الإسم الموصول :

كل اسم موصول يمكن أن يعرب على أربعة أوجه ، فهو إما يكون صفة لما قبله ، مثل (الذين هم عن صلاتهم ساهون) وممكن يكون في محل رفع خبر تقديره هم الذين ، أو في محل نصب .. أعني الذين أو يكون في محل رفع مبتدأ – في مواضع سبق ذكرها.

33) توضيح بخصوص عطف المفرد والجمل :

العطف نوعان :

1. عطف مفرد على مفرد ، كما في قوله تعالى في سورة الأحزاب (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ..)

فهذا عطف مفرد فلا يجوز الوقف على كل صفة من هذه الصفات ، وإذا انقطع النفس أثناء القراءة نبدأ من عند آخر صفة قرئت وذلك باتفاق القراء ,لأنه ينظر خبرا في نهاية الآية .

2. عطف جملة على جملة : وهو قسمان :

أ) أن ينتظر خبراً في آخر الآية ، كما في سورة البقرة (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ..).

فهذه جمل معطوفة تنظر اسم إن في آخر الآية ، كلمة (الآيات) اسم إن مؤخر اللام للتوكيد.

الوقف على إحدى هذه الصفات وقف قبيح لا يجوز الوقف عليه إلا اضطرارياً.

ب) أن تكون كل واحدة من الجمل تمثل وحدة مستقلة في المعنى عندئذ يصح الوقف على كل جملة ويكون الوقف كافيا .

كما في قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) وهذا مثله في الوقف على أية المحرمات في سورة النساء فالوقف عندها يكون كافيا لأن فيه عطف مفردات على جمل.

34) بيان تعريف الوقف القبيح :