السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
طبعا مذهب السلف في هذا الأمر واضح وهو أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ..
يقول ابن تيمية رحمه الله: ((الحمد لله رب العالمين، أفعال العباد مخلوقة باتفاق سلف الأمة وأئمتها، كما نص علي ذلك سائر أئمة الإسلام، الإمام أحمد ومن قبله وبعده، حتي قال بعضهم‏:‏ من قال‏:‏ إن أفعال العباد غير مخلوقة، فهو بمنزلة من قال‏:‏ إن السماء والأرض غير مخلوقة، وقال يحيى بن سعيد العطار‏:‏ ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة‏.))

لكن النصارى والملاحدة وغيرهم من المعترضين لم يفهموا مقصود العلماء لما قالوا إن أفعال العباد مخلوقة .. فظنوا أن ذلك يتعارض مع حرية الإنسان للإختيار بين طريق الإيمان أو الكفر .. وأساس هذا الظن الباطل هو فصلهم الأسباب عن مسبباتها عندما يتعلق الأمر بالخلق .. بل نحن نقول إن الله عز وجل خلق الأسباب ومسبباتها معا .. خلق الشيئ بخلق جميع الأسباب المسببة له .. فالشيئ وأسبابه المسببة له كل ذلك من خلق الله عز وجل .. وهذا يظهر جليا من هذه الآية الكريمة :
{ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }{الأعراف:57}