انا بصراحة مفهمتش حاجة كلام كله مرسل لا معنى له حتى أنه يبعد بعدا كاملا عن الكلمات في حدود اللفظ فما بالك لو عزناها الى الفهم ....

اسمع يا مناصير هذا علم فإما أن تتكلم فيه بإصوله وإما أن تكف عنه ولا تحرج نفسك واني لك ناصح ، لقد خضت خوضا في كل أهل العلم وعلومهم وتفوهت بكلام ما أسفهه وما وقعه على طالب العلم الذي يغار على هذا الدين ، فدعني بعد أن قرأت مداخلتك السابقة تلك أشرح لك الأمر بأسلوب سهل بسيط ولا حرج أن تتعلم فليس التعلم مقرون بزمن !

هذا الحديث أولا كما ذكرناه برواية الأمام مسلم :
أخرج مسلم في صحيحه (21076 ، 2636) عن عائشة رضى الله عنها قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقالت: «يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه». فقال النبي عليه افضل الصلاة والسلام : «أرضعيه» (وفي رواية: أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة). قالت: وكيف أُرضِعُهُ وهو رَجُلٌ كبير؟. فتبسّم رسول الله وقال: «قد عَلِمْتُ أنه رجُلٌ كبير». (وفي رواية 2637) فرجعت فقالت: إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة.
جيد جدا هكذا كان الحديث كما جاء في الصحاح تعالى نرى أولا أقوال أهل العلم فيه !؟

ذكر ابن الصَّبَّاغ وغيره بأن أصل قصة سالم ما كان وقع من التبني الذي أدى إلى اختلاط سالم بسهلة ، فلما نزل الاحتجاب ومنعوا من التبني شق ذلك على سهلة ، فوقع الترخيص لها في ذلك لرفع ما حصل لها من المشقة ، وهذا ما دلت عليه ألفاظ الحديث ، ففي لفظة عند مسلم من قول سهلة: «إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا، وإنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً». وعند مسلم كذلك: «إن سالما - لسالم مولى أبي حذيفة - معنا في بيتنا، وقد بلغ ما يبلغ الرجال وعلم ما يعلم الرجال».

وفي رواية عبد الرزاق :
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقالت: إن سالما كان يدعى ابن أبي حذيفة، وإن الله قد أنزل في كتابه ( ادعوهم لآبائهم) وكان يدخل علي وأنا فضل (أي متبذلة في ثياب مهنتي) ونحن في منزل ضيق.


فسالم كان ابنا لابى حذيفة بالتبنى يا مناصير كما كان زيد هو الأخر أبنا لرسول الله بالتبنى وكان هذا الأمر مباح قبل أن يحرمه الأسلام فلو تعلم أن سالما كان عبدا لسهلة فاعتقته وتبناه أبو حذيفة وكان يعيش معهم كولدهم الى أن حرم الاسلام التبنى فصارت فى حرج منه أمتثالا لكلام الله وتطبيقا له وعز عليها أن تفارقه فقدمت رضى الله عنها طاعة الله على نفسها فذهبت الى رسول الله تستفتيه فى هذا الأمر فرخص لها ما قد قرأت فى الحديث .

وكما ترى قد ذكر الحديث الرضاع ولم يذكر الكيفية يا مناصير وأجمع كل من تكلم فى الحديث على انه لم يكن باللمس ويحل لنا هذا الاشكال رواية لابن سعد في الطبقات الكبرى (8|271): «أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال: كانت سهلة تحلب في مسعط أو إناءٍ قدر رضعة، فيشربه سالمٌ في كل يومٍ حتى مضت خمسة أيام. فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسِرٌ رأسها، رُخصة من رسول اللّه عليه الصلاة والسلام لسهلة بنت سهيل».

ولأثبت لك أن هذه الطريقة متعارف عليها وغير مستهجنة اليك رواية في مصنف عبد الرزاق لغير سالم
أخرج عبد الرازق في مصنفه (7|458): عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يُسأل، قال له رجل: «سقتني امرأة من لبنها بعدما كنت رجلاً كبيراً، أأنكحها؟». قال: «لا». قلت: «وذلك رأيك؟». قال: «نعم. كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها».

قال بن قتيبة الدينوري المتوفى 276هـ وهو عالم فى النحو خبير فى فنون اللغة فى "تأويل مختلف الحديث" (ص308): «فأراد رسول الله عليه الصلاة والسلام -بمحلها عنده، و ما أحب من ائتلافهما ، و نفي الوحشة عنهما- أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة، و يطيب نفسه بدخوله. فقال لها "أرضعيه". و لم يرد: ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال. و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئاً، ثم ادفعيه إليه ليشربه. ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع. فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من الشهوة؟!».
الكلام واضح ولا لا يا مناصير، ,اعلم يا مناصير أن كا ما تسوق وتروج اليه أنما لفهم مغلوط فلو رجعت للأصل ما هفوت الى الحديث فى مثله لأن الأسلام حرم حتى الخلوة بالأجنبية فما بالك بمسها فلا يحتاج الأمر الى كل هذا التنطع لان الأصل فى المس التحريم .

ولك أن تعلم أن أهل العلم لما تعرضوا لهذا الأمر قالو فيه ثلاثة أقوال
فمنهم من رأي ان الامر كان خاص بسهلة فقط

ومنهم من راي ان الامر كان لمن كان له مثل حالها و للراي الاول و الثاني ذهبت ام سلمة و سائر زوجات النبي

منهم من راي ان الامر مطلق ( و الي هذا ذهبت ام المؤمنين عائشة )

واليك المفاجئة يا مناصير كي أوضح لك أنك ما قرأت في هذا الباب ولا فتحت فيه حتى ورقة !

رضاع الكبير لا يجوز !!!!!!!!!

مفاجئة صح !؟ هذا رأي الجمهور يا مناصير صدقا ! قال به كل من :
علي ابن ابي طالب ، ابن عباس ، ابن مسعود ، جابر بن عبد الله ، ابن عمر ، ابي هريرة ، ام سلمة ، سعيد بن المسيب ، عطاء ، الشافعي ، مالك ، احمد ، اسحاق و الثوري .

ودفاعنا انما عن ثبوت حديث سالم وليس عن رضاع الكبير كمصطلح لأن الراجح في المسألة أنها كانت حالة خاصة بسالم أو من له نفس حال سالم .

فكل ما تصبو اليه يا مناصير مردود فوفر عليك نفسك فيه فرضاع الكبير لا يجوز كما قال الجمهور ولهذا سميت الموضوع بإسم يناسبه !

أقرأ يا مناصير بربك قبل أن تخوض في تعين جهلك بالأمر !

أقرأ هذه الفتوى يا مناصير :
http://islamqa.com/ar/ref/85115