أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
..........
الأخ الفاضل mego650 " " الأكرم
......
نُكمل الوجه الثاني الذي يُفهم منهُ هذه الحادثه وما ورد بشأنها
.......
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (21076 ، 2636) عن عائشة رضى الله عنها قالت : -
.....
( جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقالت:« يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهوحليفه ».فقال النبي عليه افضل الصلاة والسلام : «أرضعيه» ،
.......
وفي رواية: أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة). قالت: وكيف أُرضِعُهُ وهو رَجُلٌ كبير؟. فتبسّم رسول الله وقال:«قد عَلِمْتُ أنه رجُلٌ كبير». (وفي رواية 2637) فرجعت فقالت: إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة(.
......
الوجه الثاني هو توقع سقوط حرف التاء من كلمة " أرضعيه " والتي قد يكون أصلُها "أرضعتيه " من باب السؤال بالإستفهام للتذكير ، لأن جسم الحرفين مُتشابه وهُما نفس الحرف قبل التنقيط ، وقد يكون كذلك لحق الأمر بحرف الألف وعليها همزه في بداية الكلمه ، وأن أصل الكلمه هو " أأرضعتيه " وهذا السقوط للحرف قد نُسهب في إمكانية ذلك ، ربما بشكل عادي وسهواً ، وقد يكون بشكل مُتعمد ومعروف من يكون يقف وراءه .
.......
فرسولنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم يستفهم منها ، إن كانت أرضعته وهو صغير ، فالأمر مُنتهي ومحلول ، فهو إبنها بالرضاعه بالإضافه أنهُ إبنها بالتربيه ، وإبي حُذيفه تلقائياً هو بمقام إبنه بالإضافه لما سبق .
......
إن كُنتِ أرضعتيه فأنت تحرمي عليه ، وتلقائياً يذهب الذي في نفس أبي حُذيفه ، وللوهلة الأُولى ظنت أن رسول الله يطلب منها إرضاعه الآن ، فاعترضت " قالت: وكيف أُرضِعُهُ وهو رَجُلٌ كبير؟. "
.......
فتبسّم رسول الله وقال
......
قد عَلِمْتُ أنه رجُلٌ كبير
......
فرسولنا الأكرم تبسم وتبسمه فيه ما فيه ، ليأتي رده ، ما دام أنك تعرفين أنهُ رجلٌ كبير ، كيف تعتقدين أنني أقصد أن عليك إرضاعه الآن .
.......
فَرَجَعَتْ
.......
نُلاحظ السكون على حرف التاء
رجعت إلى ماذا ، هي لا زالت تقف في حضرة رسول الله ، رجعت إلى نفسها في هذه الحاله وإلى ذاكرتها ، وتذكرت انها أرضعته فعلاً وهو صغير .
.......
فقالت " إني قد أرضعته " وكلامُها يعود للماضي
......
تلقائياً ذهب الذي في نفسها ونفس أبي حُذيفه ، وأبو حُذيفه غير موجود في جو الحادثه لحظتها .
......
هذه هي حقيقة الحدث وحقيقة هذه الحادثه ، أما من يظن ويفهم أنها رجعت لبيتها وأرضعت سالم وكأنه مُستلقي على ظهره ينتظرها ، وأن أبو حُذيفه يشهد على مُجريات الأحداث بإنتظار أن يذهب الذي في نفسه ، فهذا لم يحدث لأنها إمرأه عاقله واعترضت على أن سالم كبير ، وأخيراً فهمت ما الذي كان رسول الله يقصده ويرمي إليه ، ويُحاول أن يُفهمها إياه .
........
من أين ستأتي بالحليب في صدرها لتُرضع سالم ، سواء بكذا أو بكذا ، أم أن البعض يظن أن المراه مدراره للحليب في صدرها طوال حياتها ، سواء كانت مُرضع أم غير مُرضع ، وهل إذا حدث ما يتخيله البعض أن هذا يُذهب ما هو أو ما ظنت هي أنه في نفس أبي حُذيفه .
........
تقبلوا تحيات ودعوات أخيكم في الله
......
عمر المناصير..................................... 9 شوال 1431 هجريه