3. ألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [رواه البخاري].
(ومعنى ذلك أنه لا يحل للمرأة أن تأذن لأحد من الأجانب أو الأقارب حتى النساء في دخول البيت، إلا بإذن زوجها أو العلم برضاه) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(141)].
الزوجة الحكيمة:
رُوي (أن شريحًا القاضي قابل الشعبي يومًا، فسأله الشعبي عن حاله في بيته، فقال له: من عشرين عامًا لم أرَ ما يغضبني من أهلي.
قال له: وكيف ذلك؟
قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي؛ رأيت فيها حسنًا فاتنًا وجمالًا نادرًا، قلتُ في نفسي: فلأتطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله، فلما سلَّمتُ، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها،
فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت،
ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله،
إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيِّن لي ما تحب فآتيه،
وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي،
ولكن إذا قضـى الله أمرًا كان مفعولًا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وبعد؛ فإنكِ قلتِ كلامًا إن ثَبُتِّ عليه يكن ذلك حظك،
وإن تدَّعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا،
وما رأيتِ من حسنة فانشريها، وما رأيتِ من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلتُ: ما أحب أن يملني أصهاري.
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
قلتُ: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبتُّ معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولًا لا أرى إلا ما أحب ... فمكثت معي عشرين عامًا لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالمًا) [أحكام النساء، ابن الجوزي، ص(134-135)].
المفضلات