3631 - ( رأس العقل بعد الإيمان بالله : التودد إلى الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 121 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (ص239) ، وعلي بن الحسن العبدي في "حديثه" (158/ 1) من طريق ابن أبي
الدنيا ؛ كلاهما عن عبدالله بن عمرو القيسي - وقال الآخر : الحنفي - : حدثنا علي بن زيد ، عن سعيد ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال البزار :
"رواه هشيم عن علي بن زيد عن سعيد مرسلاً ، وعبيد (كذا) الله بن عمرو ليس بالحافظ ، ولا سيما إذا خالف الثقات" .
قلت : ولم أجد له ترجمة .
وقد أخرجه ابن عدي (ق315/ 2) من طريق شيخ البزار فيه ، وهو عمر بن حفص الشيباني ، وكذا القضاعي (147/ 1) عنه ؛ إلا أنه قال : "عبيد بن عمرو" ، وترجمه ابن عدي بالحنفي البصري ، وقال عقب الحديث :
"وهذا منكر المتن" .
وهكذا أوردوه في "الميزان" و "اللسان" . وقال الدارقطني :
"ضعيف" .
قلت : فلعل الصواب في إسناد البزار والعبدي "عبيدالله" ، بتصغير "عبيد" ؛ كما وقع في كلام البزار عقب الحديث ، ثم قيل فيه : "عبيد" اختصاراً ؛ كما في أمثاله ، فوقع كذلك في "كامل ابن عدي" والله أعلم .
وقد تابعه أشعث بن براز : حدثنا علي بن زيد به . وزاد :
"وأهل المعروف في
الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، ولن يهلك امرؤ بعد المشورة ، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وأول ما يأذن الله عز وجل في هلاك المرء إعجابه برأيه ؛ أو قال : اتباعه هواه" .
أخرجه ابن عدي (23/ 2) ، وقال :
"أشعث بن براز ؛ عامة ما يرويه غير محفوظ ، والضعف بين على رواياته" .
وروى الشطر الأول منه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (8/ 226/ 2) ؛ إلا أنه سقط منه ذكر أبي هريرة ؛ فأرسله .
وتابعه هشيم بن بشير عن علي بن زيد به ، دون قوله : "وصنائع ..." .
أخرجه أبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (ق175/ 1) ؛ وكذا ابن أبي
الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص76/ 17) لكنه لم يذكر أبا هريرة في إسناده ، بل أرسله .
وهكذا رواه ابن عساكر (2/ 276/ 1) عن إبراهيم بن موسى ، عن ابن جدعان ، عن سعيد مرسلاً به .
وروي الحديث عن أنس مرفوعاً ؛ مثل حديث الترجمة .
أخرجه المحاملي في "الأمالي" كما في "جزء فيه من أماليه وأمالي الصفار" (ق4/ 1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 201/ 2) من طريق الوليد بن محمد ، عن الزهري عنه .
والوليد هذا هو الموقري البلقاوي ؛ متروك متهم .
ووجدت له طريقاً أخرى أخرجها أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (20/ 2) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (32/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 255/ 8061) عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي قال : حدثنا أبي ، عن يونس بن عبيدالله ، عن الحسن عنه .
وهذا إسناد مظلم ؛ من دون الحسن لم أعرفهم ، وفي "لسان الميزان" :
"إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي ، ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية ، رواها عبيدالله بن محمد بن أحمد السقطي عنه ، فهو المتهم بها أو شيوخه المجهولون" .
قلت : فمن المحتمل أن يكون هو العمي هذا .
وجملة القول أن الحديث ضعيف ؛ مداره على ابن جدعان ، واضطربوا عليه في إسناده ومتنه ، ولأن الشواهد المذكورة لا تجبر ضعفه ؛ لشدة ضعفها .
ورواه أبو داود النخعي ، عن أبي الجويرية ، عن ابن عباس مرفوعاً به ؛ إلا أنه قال :
"مداراة
الناس في غير ترك الحق" .
أخرجه ابن عدي (153/ 2) ، وقال :
"هذا مما وضعه أبو داود النخعي" .
ورواه الحسين بن المبارك : حدثنا بقية : حدثنا ورقاء بن عمر ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعاً ؛ مختصراً بلفظ :
"رأس العقل التحبب إلى
الناس" .
أخرجه ابن عدي أيضاً (97/ 2) ، وقال :
"هذا منكر بهذا الإسناد ، والحسين هذا حدث بأسانيد ومتون منكرة عن أهل الشام" .
وذكر أنه متهم ، وساق له حديثاً آخر قال فيه : إنه كذب .

(137/1)
3632 - ( رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى : الحياء وحسن الخلق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 124 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 172) عن يحيى بن راشد الأسلمي : حدثنا عبدالله بن هلال المازني : حدثنا موسى بن أنس ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن هلال المازني لم أعرفه .
ويحيى بن راشد الأسلمي ؛ الظاهر أنه أبو سعيد المازني البصري ، وهو ضعيف كما في "التقريب" .

(138/1)
3633 - ( رأيت لأبي جهل عذقاً في الجنة ، فلما أسلم عكرمة بن أبي جهل ؛ قال [رسول الله صلي الله عليه وسلم] : يا أم سلمة ! هذا هو ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 124 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 243) من طريق محمد بن سنان القزاز : حدثنا يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا المطلب بن كثير : حدثنا الزبير بن موسى ، عن مصعب بن عبدالله بن أبي أمية ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... : فذكره . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : لا ؛ فيه ضعيفان" .
قلت : الأول : يعقوب بن محمد الزهري ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"ضعفه أبو زرعة ، وقال أحمد : ليس بشيء" .
وقال الحافظ :
"صدوق ، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء" .
والآخر : محمد بن سنان القزاز ، ولكن الظاهر أنه لم يتفرد به ؛ فقد قال البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 412-الطبعة الثانية) : وقال يعقوب بن محمد : حدثنا المطلب بن كثير .... فإن كان البخاري لم يسمعه من يعقوب ؛ فالأقرب أنه سمعه عنه من غير طريق القزاز ؛ فإنه من طبقة البخاري ؛ بل هو متأخر الوفاة عنه ، ولم يذكروه في شيوخه .
والزبير بن موسى ؛ هو ابن ميناء ، روى عنه جماعة ، ووثقه ابن حبان ، وقال الحافظ :
"مقبول" .

(139/1)
3634 - ( رب اغفر وارحم ، واهدني السبيل الأقوم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 125 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (6/ 303و315-316) ، وأبو يعلى (ق315/ 1) عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن ، أم سلمة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن - وهو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه .
وعلي بن زيد ؛ وهو - ابن جدعان - ضعيف .
والحديث قال الهيثمي (10/ 174) :
"رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين حسنين" !
كذا قال ! ولم أره عندهما إلا بالإسناد الواحد المتقدم الضعيف !

(140/1)
3635 - ( رحم الله عبدالله بن رواحة . كان ينزل في السفر عند كل وقت صلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 126 :
$ضعيف$
رواه عبدالرزاق في "الأمالي" (2/ 37/ 1) : أخبرني أبي قال : أخبرني هارون بن قيس قال : سمعت سالم بن عبدالله يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ فيه علتان :
1- هارون بن قيس ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 94) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (2/ 297) .
2- والد عبدالرزاق ، اسمه همام بن نافع الصنعاني ؛ قال الذهبي :
"ما علمت عنه راوياً سوى ولده ، وهو قديم الوفاة ، روى الكوسج عن ابن معين : ثقة . وقال العقيلي : أحاديثه غير محفوظة" .
3- الإرسال ؛ فإن سالم بن عبدالله - وهو ابن عمر بن الخطاب - تابعي ، وقد رواه بعض الضعفاء عنه عن أبيه كما يأتي .
والحديث أخرجه ابن أبي
الدنيا في "التهجد" (ج2/ 55/ 1) عن عبدالرزاق به .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 194/ 2/ 2) عن محمد بن أبي السري العسقلاني : أخبرنا عبدالرزاق به ؛ إلا أنه قال : عن سالم ، عن أبيه مرفوعاً .
وابن أبي السري : هو محمد بن المتوكل بن عبدالرحمن الهاشمي مولاهم ، قال الحافظ :
"صدوق عارف ، له أوهام كثيرة" .
ورواه بقية ، عن ابن مبارك ، عن همام بن نافع به موصولاً ؛ مثل رواية ابن أبي السري .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 101/ 1) .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه ، وابن المبارك هو عبدالله الإمام .

(141/1)
3636 - ( رب طاعم شاكر أعظم أجراً من صائم صابر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 127 :
$موضوع$
رواه القضاعي (115/ 1) عن بكر بن مضر قال : أخبرنا بشر بن إبراهيم ، عن محمد بن أبي ذئب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته بشر بن إبراهيم ، قال ابن عدي :
"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات ، وكل ما ذكرته عنه بواطيل وضعها على شيوخه ، وكذلك سائر أحاديثه التي لم أذكرها موضوعات عن كل من روى عنهم" . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الثقات" .
وقد مضى له حديث برقم (494) .

(142/1)
3637 - ( رأيت ليلة أسري بي مكتوباً على باب الجنة : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر ، فقلت لجبريل : ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ قال : لأن السائل يسأل وعنده شيء ، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 128 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن ماجه (2/ 81) ، وأبو القاسم الشهرزوري في "الأمالي" (179/ 2) ، ومحمد بن سليمان الربعي في "جزء من حديثه" (218/ 1) ، وابن عدي (114/ 2) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 112/ 990) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (3/ 285/ 3566) ، وأبو نعيم في "جزء من الأمالي" (2/ 2) عن خالد بن يزيد ، عن أبيه ، عن أنس مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"هذا الحديث إنما يعرف من حديث يزيد بن أبي مالك ، ولم يروه عنه إلا ابنه خالد" .
قلت : وهو ضعيف ، وقد اتهمه ابن معين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وأبوه فيه ضعف من قبل حفظه ، وقال ابن الجوزي :
"وهذا لا يصح ، قال أحمد : خالد ليس بشيء ، وقال النسائي : ليس بثقة" .
قلت : والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" (رقم2961-ضعيف الجامع) للطبراني من حديث أبي أمامة ! وهو من أوهامه ، فاتني أن عليه هنا في "ضعيف الجامع" ، كما فات ذلك المناوي ؛ فإنه عند الطبراني في "الكبير" (7976) مختصر بلفظ :
"دخل رجل
الجنة ، فرأى على بابها مكتوباً : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر" . ثم خرجته في الصحيحة (3407) .
ولفظه في "الجامع" :
"دخلت
الجنة فرأيت على بابها : الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، فقلت : يا جبريل ! كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر ؟ قال : لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير ، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه" .
وإنما رواه بهذا اللفظ والتمام ابن الجوزي في "العلل" (2/ 112/ 989) ، وقال :
"لا يصح ، قال يحيى : مسلمة بن علي ؛ ليس بشيء ، وقال الرازي : لا يشتغل به . وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهماً" .
وذكره بنحو هذا اللفظ وبتمامه الدكتور البوطي في كتابه "قبس من نور محمد صلي الله عليه وسلم" (1701) معزواً للطبراني أيضاً ، وقلده في ذلك المسمى عزالدين بليق في كتابه "منهاج الصالحين" (849) ، وكم في هذين الكتابين من أوهام وأكاذيب ، وأحاديث ضعيفة وموضوعة ، أنا الآن في صدد بيانها رداً على بليق في (جريدة الرأي) الأردنية .

(143/1)
3638 - ( رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 129 :
$ضعيف$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (48/ 1) عن محمد بن عبدالله الرقاشي ، والديلمي (2/ 169) عن عمرو بن عون قالا : أخبرنا رياح بن عمرو : حدثني أبو بحر رجل من بني فارس ، عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب ، عن أبي أيوب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو سورة بن أخي أبي أيوب الأنصاري ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
ورياح بن عمرو ؛ صدوق كما قال أبو زرعة ، لكن اتهمه أبو داود بالزندقة .
وأبو بحر هذا ؛ لعله عبدالرحمن بن عثمان البكراوي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وهو ضعيف أيضاً .

(144/1)
3639 - ( رحم الله رجلاً غسلته امرأته ، وكفن في أخلاقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 130 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في "سننه" (3/ 397) من طريق الحكم بن عبدالله الأزدي : حدثني الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً . وقال :
"هذا إسناد ضعيف" .
قلت : بل هو موضوع آفته الحكم بن عبدالله وهو الأيلي ؛ قال أحمد :
"أحاديثه كلها موضوعة" . وقال النسائي والدارقطني وجماعة :
"متروك الحديث" .

(145/1)
3640 - ( رحم الله الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 130 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (165) عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ كثير هذا متروك .
وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 25- دار ######### :
"هذا إسناد ضعيف ؛ فيه كثير بن عبدالله ، وهو متهم ، رواه البخاري ومسلم من حديث زيد بن أرقم بلفظ :
"اللهم اغفر للأنصار .." ، والباقي نحوه ، وهو في "جامع الترمذي" من حديث أنس كما هو في "الصحيحين" ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه" .
ويؤخذ عليه أمران :
الأول : أن حديث أنس أخرجه البخاري أيضاً (4906) ، ومسلم (7/ 173) .
والآخر : أن حديث زيد بن أرقم لم يخرجه البخاري ، وإنما هو من أفراد مسلم دونه ، وأخرجه الترمذي أيضاً (3898) وقال :
"حديث حسن صحيح" .

(146/1)