بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه و اتبع هداه
بناء على نصيحة أختى الساجدة لله أبدأ مستعينا بالله فى كشف و تمحيص قصة صلب المسيح و إثبات أنها لم تحدث كما أشار بذلك القرآن الكريم فى سورة النساء:" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)"

و لكن قبل كل هذا ما هى عقيدة القوم و لماذا اتخذو الصليب رمزا لهم؟
بالنسبة للنصارى دينهم من ألفه إلى يائه قائم على حادثة الصلب فالمسيحية ليست كالإسلام فإذا ما أردنا أن نتعلم النظافة و الكرم و مكارم الأخلاق و كيف تنشئ مجتمعا كاملا و قويا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا تجد المسيحية تقف عاجزة تماما أمام هذه الأمور بعكس الإسلام الذى يعلمك كل شئ من كيف تتطهر إلى كيف تقيم دولة شامخة الأركان .
فالشئ الوحيد الذى تقدمه المسيحية هو أن المسيح صُلب فداء عن خطايانا و به تنال الخلاص، و بإنكار حادثة الصلب تصبح المسيحية فارغة تماما من أى معنى لها ،فالكتاب المقدس بعهديه تجد معظمه قصص و حكايات يهتم بأنساب بنى إسرائيل و تاريخهم حتى إن أسفار موسى الخمسة لم تتطرق إلى ذكر اليوم الأخر و الحساب و لا مرة واحدة تقريباً و لا يقدم أى شئ نافع للناس دينيا أو دنيويا.

و لكن إنكار الصلب يعد أصعب قضية فى ديانة النصارى لأنه تكرر ذكرها فى الأناجيل و غيرها من الرسائل
فهى ليست كالألوهية لم يرد فيها نص واحد ،كما يؤمن القوم بأن العهد القديم تنبأ عن مسألة الصلب بوضوح تام خصوصا فى المزامير و سفر إشعيا وأهمها إصحاح 53.

و لإنكار الصلب سنستعرض القضية كأنها قضية فى محكمة و نستدعى الشهود و نسمع من كل طرف على حدة الأحداث التى حدثت فإن تطابقت الأقوال نقبل منهم و إن تباينت حكمنا على أن الكتبة لم يتحروا الدقة فى الكتابة و هو ما سنراه جليا فى موضوعنا بإذن الله

فى البداية نسأل من هم الشهود الذين يقولون بذلك؟
1-مرقس (لم ير المسيح أصلا فضلا عن الواقعة)
2-لوقا (لم ير تلميذ من تلاميذ المسيح فضلا عن المسيح نفسه فهو مثل تابعى التابعين عندنا)
3-متى (لو أنه هو متى الحوارى مع أن متى الحوارى ليس هو كاتب هذا الإنجيل و لكن هذا ليس موضوعنا و سنفترض أنه هو)
4-يوحنا (له نفس حكم متى )

مع افتراض أن متى و يوحنا الكتبة هم نفس الأشخاص الذين كانوا هم التلاميذ إذن فلنرى هل حضروا الواقعة أم لا؟
يقول لنا مرقس :"فتركه الجميع و هربوا"(50/14)
أى أن جميع التلاميذ تركوه و هربوا عدا بطرس فى الأعداد التى بعدها و لكنه أيضا لم يكمل معه الأحداث للنهاية
إذن لم يشهد و لا واحد من التلاميذ تلك الحادثة الخطيرة

و هناك أمر هام جدا و خطير جدا أن هناك كتابات تنكر صلب المسيح منها إنجيل برنابا و إنجيل بطرس أو رؤيا بطرس التى رفضت بعد ذلك و التى تم اكتشافها فى مخطوطات نجع حمادى و هى تدعم ما جاء به القرأن بالتحديد فى لفظة (شُبه لهم)
و يقول اينوك باول في كتابه " تطور الأناجيل " : قصة صلب الرومان للمسيح لم تكن موجودة في النص الأصلي للأناجيل. وقد استند في ذلك على إعادته ترجمة نسخة متى اليونانية، فتبين له أن هناك أجزاء وردت مكررة في هذا الإنجيل، مما يوحي بأنه أعيدت كتابتها في مرحلة تالية.
ومن التغيرات التي لاحظها علماء الغرب في مخطوطات الكتاب وهي تتحدث عن الصلب أنه قد تمت إضافة أجزاء للقصة حسب رؤية النساخ وتقديرهم، فقد جاء في مرقس: " وفي اليوم الأول من الفطير، حين كانوا يذبحون الفصح، قال له تلاميذه: أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح؟ فأرسل اثنين من تلاميذه، وقال لهما: اذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه.. " (مرقس 14/12 – 16 ).
ويرى دنيس نينهام مفسر مرقس في تفسيره (ص 376) أن أغلب المفسرين يعتقدون أن هذه الفقرات أضيفت فيما بعد لرواية مرقس. وأنهم قد استندوا لأمرين: أولهما: أنه وصف اليوم الذي قيلت فيه القصة بأسلوب لا يستخدمه يهودي معاصر للمسيح. والثاني: أن كاتب العدد 17 " ولما كان المساء جاء مع الإثني عشر .. " ( مرقس 14/17 ) فهو يتحدث عن جلوس المسيح مع تلاميذه الإثني عشر، وهو لا يعلم شيئاً عن رحلة اثنين منهم [بطرس ويوحنا حسب لوقا 22/8] لإعداد الفصح، فلو كان كاتب العدد 17 يعلم محتويات تلك الفقرة, لكان عليه أن يتحث عن العشرة، وليس عن الاثني عشر, أي أن العدد 17 كان يجب أن يقرأ هكذا: ( ولما كان المساء جاء مع العشرة ).
ومن التلاعب الذي تعرضت له نسخ الأناجيل أيضاً؛ ما ذكره جورج كيرد شارح إنجيل لوقا ، فقد جاء في لوقا أن المسيح قال على الصليب: " يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لوقا 23/33 - 34)، ولم يذكرها غيره من الإنجيليين، كما أغفلتها بعض المخطوطات الهامة للوقا، يقول كيرد (ص 251): " لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من إحدى النسخ الأولى للإنجيل بواسطة أحد كتبة القرن الثاني، الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود، وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي 70م و 135م صار من المؤكد أن الله لم يغفر لهم

بعد كل هذا نخلص إلى أن تلك الكتابات لا يمكن أن يحتج بها أحد علينا و إليكم بعض الأسئلة نعرضها على كتبة الأناجيل و لنر إجاباتهم هل واحدة أم لا؟؟

1-[هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح؟
متى يقول:" جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب " ( متى 26/47 )

مرقس :"و للوقت و فيما هو يتكلم اقبل يهوذا واحد من الاثني عشر و معه جمع كثير بسيوف و عصي من عند رؤساء الكهنة و الكتبة و الشيوخ"(مرقس 14/43 )

يوحنا:"فاخذ يهوذا الجند و خداما من عند رؤساء الكهنة و الفريسيين و جاء إلى هناك بمشاعل و مصابيح و سلاح "(يوحنا 18/3)

لوقا :"ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة و قواد جند الهيكل و الشيوخ المقبلين عليه كانه على لص خرجتم بسيوف و عصي"(لوقا22/52)

إذن كما نرى أن لوقا قال إن من ضمن الجمع كان رؤساء الكهنة و لكن الأخرون قالوا أن الجنود انطلقوا من عند رؤساء الكهنة و لم يأتوا بأنفسهم فمن نصدق و من نكذب منهم؟؟

أنهى الحلقة الأولى الآن لعدم الإطالة على وعد باستكمال الموضوع فى وقت لاحق إن شاء الله

و الله تعالى أسأل أن يجعل ما قلناه زاداً إلى حسن المصير إليه و عتادا إلى يمن القدوم عليه
إنه بكل جميل كفيل و هو حسبنا و نعم الوكيل
و الصلاة و السلام على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

sgsgm :"til hglsgl hggfdf tn Yk;hv ph]em hgwgdf"