3
ـ الجماعاتالوظيفية:

أ) الجماعات الوظيفية جماعات تؤمن برؤية حلولية للكون فترى نفسهامركز الكمون فهي مرجعية ذاتها، مكتفية بذاتها، تنظر للآخر باعتباره شيئاً للانتفاع.

ب) في تمركزها حول ذاتها، يتمركز عضو الجماعة الوظيفية حول وظيفته ويفقدذاته فيها.

ويُلاحَظ أن مرحلة التمركز حول الذات (الواحدية الذاتية) لاتختلف في جوهرها عن التمركز حول الموضوع (الواحدية الموضوعية) ومن ثم تنشأ الثنائيةالصلبة التي عادةً ما تُحسم لصالح الواحدية الموضوعية.


نموذج الما بعد
من أهم النماذج التي ظهرت نموذج «الما بعد» (ما بعد هي ترجمة لكلمة «بوست post» الإنجليزية وتنويعاتها الغربية المختلفة). وهو نموذج يشير إلى ما بعد ظاهرة ما دونأن يحدد شكل هذا الما بعد ولا اتجاهه. فهناك على سبيل المثال حديث عن «ما بعدالأيديولوجيا»، و«المجتمع ما بعد الصناعي»، و«ما بعد الرأسمالي»، و«ما بعدالميتافيزيقا» ، و«ما بعد الصهيونية»، وبطبيعة الحال «ما بعد الحداثة». ونموذج المابعد يؤكد أن النموذج السائد (الرأسمالية ـ الحداثة.. إلخ) لم تَعُد له فعالية ولميعد قادراً على تفسير الواقع الذي يشار إليه بأنه «رأسمالي» أو «حداثي». ولكن رغمأن القديم قد أخذ يموت إلا أن الجديد لم تتضح معالمه تماماً. ونظراً لعجز الإنسانالغربي عن تسميته الظاهرة الجديدة فإنه يكتفي بالإشارة إليها من خلال كلمة «مابعد». وفي تصوُّرنا أن كلمة «ما بعد» تعني «نهاية» (وهي تظهر في اصطلاح «نهايةالتاريخ» التي تعني «نهاية التاريخ الإنساني كما نعرفه»). ولكن لعل الإنسان الغربيقد وجد كلمة «نهاية» راديكالية وجذرية وتبلور الأمور أكثر مما ينبغي، ولذا اكتفىبكلمة «ما بعد».