حاييــم كابــلان (1880-1942(
Hayyim Kaplan
مرب بولندي صهيوني دوَّن يومياته في جيتو وارسو أثناء الاحتلال النازي لبولندا. وُلد في بلوروسيا وتلقى تعليماً تلمودياً في المدرسة التلمودية العلـيا (يشـيفا)،ثم درس في المعهـد الحكومي التـربوي في فلنـا. وفي عام 1902، استقر في وارسو حيثأسس مدرسة ابتدائية عبرية كانت جديدة في نوعها، وظل مديراً لها لمدة أربعين عاماً،وكان كابلان شديد التحمس للغة العبرية ومن العارفين بها والدارسين لها. وقد تبنى فيتدريسه للعبرية الأسلوب أو المنهج المباشر، فكان يدرسها كلغة حية متداولة باستخداماللهجة السفاردية. وأصدر كابلان عدة كتب بالعبرية يدعو فيها إلى تبني هذا المنهج فيالتدريس، وذلك رغم المعارضة القوية من المؤمنين بالأساليب التقليدية. كما اشترككابلان بشكل نشط في جمعية الكُتَّاب والصحفيين اليهود في وارسو ونشر العديد منالمقالات وأصدر العديد من المجلات العبرية واليديشية على مدى الأعوام الأربعين التيعمل بها في التدريس. كما أصدر، إلى جانب ذلك، كتباً خاصة بالنحو العبري وكتباًللأطفال تتناول ما يُسمَّى «الثقافة اليهـودية» و«التاريخ اليهـودي». وكان كـابلانمن المؤمنين بالقومية اليهودية، أي الصهيونية، والتاريخ اليهودي الواحد، وكانتيهوديته ذات طابع قومي حيث لم يكن متمسكاً بممارسة الشعائر والتقاليد الدينية. وقداتجه إلى فلسطين في عام 1936 حيث كان ينوي الاستقرار مع ابنيه اللذين هاجراللاستيطان بها من قبل، إلا أنه عاد إلى وارسو بعد أن فشل في العثور على عمل.

وتعود أهمية كابلان إلى أنه دوَّن يومياته وهو في جيتو وارسو أثناءالاحتلال النازي لبولندا وقبل أن يُدمَّر الجيتو بأكمله. وقد بدأ كابلان في كتابةيومياته بالعبرية ابتداءً من عام 1933 وسجل فيها الأحداث اليومية لمجتمـع الجيتـو،كما سـجل أفكاره وحواراته مع أصدقائه وانطباعاته العديدة. وقد أدان كابلان القياداتاليهودية في الجيتو ومن بينها آدم تشرنياكوف رئيس المجلس اليهودي، الذي كان يقومبتسليم اليهود إلى النازيين والذي انتحر فيما بعد. وقد نجح كابلان في تهريب يومياتهإلى خارج الجيتو قبل أن يلقى حتفه عام 1942.

وتتضمن اليوميات إدراكاًكاملاً للتشابه البنيوي بينالنازية والصهيونية، إذ يُعبِّر كابلان عن دهشتهلاضطهاد النازيين لليهود رغم أن الحل النازي هو نفسه الحل الصهيوني: الاعترافباليهود كشعب عضوي منبوذ وطنه فلسطين ومن ثم يتعيَّن عليه أن يهاجر إليها. وقددوَّن كابلان في مذكراته أن هذه الكلمات كانت جديدة على النازيين تماماً، وأنهم لميصدقوا آذانهم حينما سمعوا ذلك لأول مرة من أحد اليهود. وهذه الملاحظة تدل على مدىجهل كابلان بمستوى المعرفة النازية بالمسألة اليهودية والعقيدة الصهيونية، وتدل علىأنه لم يكن متابعاً للتعاون الوثيق بين النازيين والصهاينة في ألمانيا النازية.

وتُرجمت يوميات كابلان إلى لغات عدة منها الإنجليزية والألمانية والفرنسيةوالدنماركية واليابانية، ونُشرت بالإنجليزية تحت عنوان مخطوطات العذاب.

كـورت بلومنفلــد (1884-1963(
Kurt Blumenfeld
أحد الزعماءالصهاينة في ألمانيا، والقوة المحركة للمنظمة الصهيونية فيها. وهو يهودي ألمانيوُلد لأسرة مندمجة، ولكنه خَلُص إلى أنه لا جدوى من الانعتاق وأن اليهود لن يكون فيوسعهم الاندماج في المجتمع الألماني. تزوج بلومنفلد من فتاة من شرق أوربا، وبعد أندرس في كلية الحقوق في إحدى الجامعات الألمانية، انضم إلى المنظمة الصهيونية وأصبحسكرتيرها الأول عام 1909، ثم أصبح السكرتير العام للجنة التنفيذية للمنظمةالصهيونية العالمية (ورئيس قسم النشر)، وترأس تحرير مجلة دي فيلت لسان حال المنظمة. وبعد الحرب العالمية الأولى، قام بحملات واسعة لجمع التبرعات للصندوق القومياليهودي وأصبح رئيساً للمنظمة الصهيونية الألمانية عام 1924، وظل يشغل هذا المنصبحتى عام 1933، أي عندما تولى هتلر السلطة في ألمانيا. وقد هاجر بلومنفلد عندئذ إلىفلسطين واستوطن فيها وأصبح الرئيس التنفيذي للصندوق القومي اليهودي في فلسطين. وماتبلومنفلد عام 1963، ولكن المصادر الصهيونية لا تَذكُر شيئاً عن نشاطه السياسي منذعام 1944 حتى وفاته، أي مدة عشرين عاماً، وهو أمر يحتاج إلى دراسة.

كانبلومنفلد يرى نفسه « نبي» الصهيونية الألمانية في عصر ما بعد الاندماج وفشله، وبدأيعلن عن مواقفه ويقوم بالجولات الإعلامية داخل ألمانيا وخارجها بوصفه مسئولاًصهيونياً، كما دأب على إلقاء خطب نارية ورفع شعارات سببت كثيراً من الحرج لأعضاءالأقلية اليهودية في ألمانيا. وكان بلومنفلد وراء إصدار ما يُسمَّى «قرار بوزن» الذي أصدرته المنظمة الصهيونية الألمانية عام 1912 وحدَّدت فيه الصهيونية كحركةقومية تُترجم نفسها إلى هجرة إلى فلسطين « الوطن القومي لليهود ». ووصف بلومنفلدهـذا القرار بأنه كان بمنزلة إعـلان للهـجوم على صهيونيـة الإحسان (الغربية)، أيالصهيونية التوطينية، وأن الصهيونية بصدوره أصبحت حركة ذات طابع قومي (استيطاني) واضح (وقد اعترف بلومنفلد أيضاً بأن الأعضاء وافقوا على قراره لأنهم لم يدركواتضميناته السياسية الراديكالية(.