ما يستحب في الأذان
ويستحب في الأذان والمؤذن أمور:

1ـ أن يكون متطهراً، لأنه ذكر فيشرع له ما يشرع لسائر الذكر .
قال البخاري(1): وقال إبراهيم: لا بأس أن يؤذن على غير وضوء(2)

وقال عطاء: الوضوء حق وسنة(3)، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .

وأما الجنب، فقال في الهداية: ويكره أن يؤذن وهو جنب رواية واحدة(4).
والذي يبدو من صنيع البخاري رحمه الله أن الأذان يصح مع الجنابة لأنه لا يشترط له الطهارة وإن كانت تستحب، قال ابن حجر:

وفي إيراد البخاري له هنا إشارة إلى اختيار قول النخعي، وهو قول مالك والكوفيين
لأن الأذان من جملة الأذكار فلا يشترط فيه ما يشترط في الصلاة من الطهارة ولا من استقبال القبلة(5).
قلت: ويدل عليه استدلاله بقول عائشة رضي الله عنها: » كان النبي صلى الله عليه وسلم، يذكر الله على كل أحيانه « .

فائدة:
وقد كره أهل العلم إقامة المحدث لأنه ليس بعد الإقامة إلا الدخول في الصلاة، لذلك قال مالك رحمه الله تعالى

يؤذن على غير وضوء، ولا يقيم إلا على وضوء(1).

2ـ أن يكون مستقبلاً للقبلة، قال ابن المنذر:
أجمعوا على أن من السنة أن يستقبل القبلة في الأذان(2).

3ـ أن يكون على مكان مرتفع، لأن بلالاً رضي الله عنه كان يؤذن من على سطح بيت امرأة من بني النجار، قال في التلخيص(3):وعند أبي داود من طريق عروة عن امرأة من بني النجار(4)قالت: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى(5)

4ـ أن يضع المؤذن أصبُعيه في أذنيه، لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه
قال: » رأيت بلالاً يؤذن وأتتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه « (6)وجزم النووي أنها المسبحة(7).

5ـ أن يلتفت يميناً لحيّ على الصلاة وشمالاً لحي على الفلاح، لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه »
أنه رأى بلالاً يؤذن، فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا بالأذان « (8).
وعند أبي داود: » لوى عنقه يميناً وشمالاً ولم يستدر «(9).

6ـ أن يؤذن قائماً، لحديث المرأة من بني النجار عند أبي داود(10)، وفيه:
» فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطّى « .
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن على البعير ثم نزل فأقام(1).
وهذا يدل على أن القيام ليس بواجب بل هو مستحب .
قال ابن المنذر: ( أجمعوا على أن من السنة أن يؤذن المؤذن قائماً )(2).

7ـ أن لا يلحن في أذانه، فإن لحن فيه بالتمطيط والتطريب كُره وصح أذانه

قال البخاري: وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أذن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا(3).