القول :
هو اللفظ الدال على معنى مفيد سواء كان كلمة ، أم كلاما ، لذلك فهو أعم من الكلام ، والكلم ، والكلمة .
فالفرق بين اللفظ والقول هو : الإفادة في القول ، والإفادة أو عدمها في اللفظ .
وقد يقصد بالكلمة الكلام مجازا كما في قوله تعالى ــ حكاية عن الإنسان الذي يدرك وقت موته خسارة حياته ، وندمه وتقصيره ــ : { قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت }1 .
ويرد الله سبحانه وتعالى على عبده قائلا : { كلا إنها كلمة هو قائلها }2 .
فما يقوله الإنسان يكون في هذه الحالة ليس كلمة مفردة ، وإنما تراكيب مفيدة تعبر عن الحالة التي يكون عليها 1 .
أقسام الكلمة :
الكلمة ثلاثة أقسام : اسم ، وفعل ، وحرف .
أولا ــ الاسم : المراد بالاسم كل ما ليس بفعل ، أو حرف ، ويدل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن ، وقد يكون المدلول حسيا كمحمد ، ومنزل ، وشجرة ، أو معنويا كالأمانة ، والعلم ، والأخلاق ، والشجاعة والصبر .
وفي تقسيم الكلمة إلى اسم ، وفعل ، وحرف تعميم ، ودمج بعض أنواع الكلمة التي تشترك في بعض خواصها مع الاسم تحت مسمى الاسم ، وذلك كالصفة ، والظرف ، والضمير ، على الرغم من تميزها ببعض الخواص الأخرى ، وسوف تظهر هذه التفرقة الدقيقة بين أنواع الاسم عند دراسة كل جنس على حدة .
ـــــــــــــــ
1 ــ 99 ، 100 المؤمنون .
2 ــ النحو الوصفي1 ، ص33 .
خواص الاسم وعلاماته :
قبل أن نلج إلى علامات الاسم ينبغي أن نشير ولو إشارة عابرة إلى بعض خواص الاسم التي تميزه عن بقية أنواع الكلمة عامة ، والأنواع الأخرى من الأسماء خاصة .
فلاسم تنحصر فيه معان كثيرة : كالدلالة على الفاعلية ، والمفعولية ، كما يشتمل على الدلالة الزمانية ، والمكانية ، والغاية ، وبيان النوع ، والعددية ، والحالية عند وقوع الحدث ، ويفسر المبهمات ، ويؤدي معنى الاستثناء ، والإسناد . في الوقت الذي لا يؤدي فيه الفعل إلا معنى مزدوجا وهو : الدلالة على الحدث ، والزمن ، وغالبا ما تكون الدلالة الزمانية له محددة بالسياق العام وليس من مجرد لفظه .
كما أن الاسم يختلف عن بقية أنواعه كالصفة ، والضمير ، والظرف من نواح أخرى نذكرها في هذا المقام فهو : يختلف عن الصفة مثلا من حيث أنها تدل على ذات وصفة معا ، وهي تدل ضمنا على الحدث ، فكلمة " حاكم " ، و "
عالم " ، و " خادم " كل منها تدل على ذات متصفة بصفة الحكم ، والعلم ، والخدمة ، ويختلف الاسم أيضا عن الظرف من حيث أن الظرف مجرد دلالة على الزمان ، أو المكان ، وإن كان الظرف ينقل في بعض الأحيان إلى الاسم ، ويستعمل استعماله فيعرب فاعلا كقوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال }1 .
أو خبرا كقوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .
ومنه قوله تعالى : { وقال هذا يوم عصيب }3 .
أو خبرا لكان كقوله تعالى : { وكان يوما على الكافرين عسيرا }4 .
أو مفعولا به كقوله تعالى : { قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم }5 .
ــــــــــــــــــــ
1 ــ 31 إبراهيم . 2 ــ 113 المائدة .
3 ــ 77 يونس . 4 ــ 26 الفرقان .
5 ــ 259 البقرة .
كما يختلف الاسم عن الضمير من حيث أن الضمير بنية جامدة لا تتغير ، ولا تقبل العلامات الإعرابية ، ولا أل التعريف ، أو التنوين ، وكلها من علامات الاسم التي سنذكرها في موضعها إن شاء الله .
وإلى جانب الفوارق الخاصة بين الاسم والفعل والحرف من جهة ، وبين الاسم وغيره من الأنواع التي تندرج تحت مسماه ، ثمة ميزات أخرى للاسم على غيره من أنواع الكلمة ، فهو يحمل العبء الأكبر في التعبير عن المعنى . كما لاحظ النحاة أن هذه المعاني المتعددة التي يحتويها الاسم يعبر عنها في التراكيب اللغوية بأصوات خفيفة تظهر على الأحرف الأخيرة للأسماء ، كالرفع والجر والنصب ، وقد سماها النحويون حركات الإعراب ، وسموا الظاهرة التعبيرية إعرابا ، وقد لاحظوا أيضا العلاقة الوثيقة بين الحركات الإعرابية ، والمعاني العامة التي يعبر عنها الاسم ، فالرفع مثلا يدل على الإسناد ، وهو أن شيئا ما قام بعمل ، كإسناد الفعل إلى الفاعل ، وإسناد الخبر إلى المبتدأ . كما أن الخبر يدل على الملك والاختصاص ، واختص النصب وهو أخف الحركات بطائفة كبيرة من الأسماء عرفت بالفضلات ؛ لأنها من مكملات الجملة ، ومتمماتها .
المفضلات