الرومانسية والعداء للاستنارة (القرن التاسع عشر(
(Romanticism and the Counter-Enlightenment (Nineteenth Century
تأثر المفكرون اليهود في العالمالغربي بالرومانسية والفكر المعادي للاستنارة في النواحي التالية:
1 ـالفكر العنـصري الغـــربي هـو إحدى ثمار الفـكر المعـادي للاستنارة.
2 ـفكرة القومية العضوية (والشعب العضوي [فولك])، وهي فكرة تضرب بجذورها في الفكرالمعادي للاستنارة، هي حجر الزاوية في الفكر الصهيوني.
3 ـ اليهوديةالمحافظة واليهودية التجديدية متأثرتان بالفكر المعادي للاستنارة.
ونحننذهب إلى أن الصهيونية، في بعض جوانبها، حركة «رومانسية»، فالرومانسية هي عودة إلىمطلق لا زمني متجسد في شيء ما يوجد في الزمان والمكان يُطلَق عليه بشكل عام«الطبيعة» وإن كان يأخذ أسماء أخرى، والصهيونية هي عودة إلى مطلق متجسد في الزمانوالمكان: فهي عودة للأرض أو لروح الشعب اليهودي. أما فيما يتصل بالجوانب السياسيةوالاقتصادية فيمكن العودة للباب المعنون «التحديث وأعضاء الجماعات اليهودية».
الجماعات اليهودية في عصر ما بعد الحداثة (القرن العشرون(
Jewish Communities in the Age of Post-Modernism (Twentieth Century)
مع نهاية القرنالتاسـع عـشر، وتزايد هيمـنة الإمبريالية على العالم، تبدأ الصهيونية في إحكامقبضتها على الجماعات اليهودية في الغرب. ويصبح تاريخ الجماعات اليهودية، من الناحيةالسياسية، هو تاريخ صهينة هذه الجماعات أو رفضها للصهيونية ومحاولتها التملص منها. وقد تناولنا هذا الجانب وخلفياته التاريخية والفكرية والسياسية في المجلد الخامس.
ولكن من الناحية الحضارية والثقافية، يدخل أعضاء الجماعات اليهودية عصر مابعد الحداثة فيزداد اندماجهم في مجتمعاتهم ولا يوجد أي تمايز مهني أو حرفي قسري،كما لا يوجد أي تمييز ضدهم. ويزداد تهميش اليهودية الحاخامية في حياة أعضاءالجماعات اليهودية، فهم يصبحون إما يهـوداً إثنيين (أي ملحدين) أو يهـوداً إصلاحيينأو محافظين، وهي صيغ يهودية مخففة للغاية فقد بعضها كل علاقة باليهودية الحاخاميةالمعيارية. فهم، على سبيل المثال، يتقبلون الشذوذ الجنسي ويسمحون بقيام أبرشياتللشواذ جنسياً يقودها حاخامات (من الذكور والإناث) من الشواذ أيضاًويظهر لاهوت موتالإله (تناولنا هذا الجانب في الأبواب الأخيرة من المجلد السادس(.
ويظهر مانسميه «الهوية اليهودية الجديدة»، وهي هوية غربية تماماً تغطيها قشرة زخرفية يهوديةلا تؤثر في جوهر سلوك أعضاء الجماعات اليهودية. ويُلاحَظ أن المفكرين من أعضاءالجماعات اليهودية يصبحون جزءاً عضوياً من الفكر الغربي الحديث، فهوسرل ودريدا (رغمأصولهما اليهودية) مفكران غربيان تماماً. (انظر الأبواب الخاصة بالفكر والفلسفةوعلم النفس والاجتماع في هذا المجلد(.
المفضلات