عائلـــةبرنتانـــو
Family The Brentano
عائلة أمريكية يهودية صاحبة أكبر مؤسسةلبيع وتداوُل الكتب في العالم. وقد أسسها أوجست برنتانو (1831 ـ 1886) الذي هاجرإلى الولايات المتحدة قادماً من النمسا عام 1853 وبدأ حياته في بلده الجديد بائعاًللجرائد في شوارع نيويورك. وفي عام 1858، فتح أول متجر له لبيع الكتب، ثم افتتح عام 1870 متجر برنتانو الأدبي الذي أصبح أكبر متجر لبيع الكتب في نيويورك وملتقىالمثقفين والأدباء والكُتَّاب. وفي عام 1877، باع برنتانو مؤسسته لأولاد أخيهالثلاثة أوجست (1853 ـ 1899)، وآرثر (1858 ـ 1944)، وسيمون (1859 ـ 1915)، الذيننجحوا في توسيع نشاط المؤسسة وفتح أفرع لها في لندن وباريس وغيرهما من مدن العالم.
عائلـة بلاوســتاين
The Blaustein Family
عائلة أمريكيةيهودية من رجال الصناعة. هاجر لويس بلاوستاين (1869 ـ 1937) من روسيا، واستقر فيالولايات المتحدة عام 1888 حيث بدأ حياته في وطنه الجديد بائعاً متجولاً للكيروسين. وفي عام 1892، التحق بشركة ستاندرد أويل للبترول للعمل فيها، وتدرَّج في عمله حتىوصل عام 1910 إلى مركز إداري. وفي العام نفسه، ترك عمله بالشركة وأسَّس شركةأميركان أويل للبترول (أموكو) في مدينة بالتيمور. وقد سارع لويس بلاوستاين فيالاستفادة من التزايد المطرد في استخدام السيارات، حيث طوَّر وقوداً عالي الجودة،وأقام محطات عديدة لتموين السيارات بالوقود شكلت 5% من إجمالي عدد المحطات فيالولايات المتحدة. وشهدت شركته توسعاً كبيراً وتحولت إلى إحدى أكبر المؤسساتالبترولية في البلاد. وفي عام 1924، اشترت شركة بان أميركان للبترول والنقل (وهيشركة عملاقة دخلت فيما بعد تحت سيطرة وإدارة شركة ستاندرد أويل أف أنديانا) نصف حصةشركة بلاوستاين مقابل خمسة ملايين من الدولارات، ثم اندمجت معها عام 1933. واتسعتالشركة وأصبح لها معامل لتكرير البترول وموانئ للسفن، وامتد نشاطها أيضاً إلى مجالالبنوك والتأمين والعقارات والنقل البحري.
وقد اشترك جيكوب بلاوستاين (1892ـ 1970)، ابن لويس بلاوستاين، في بناء الشركة وتنميتها منذ أن تأسست، وتولَّى عدةمناصب إدارية وتنفيذية بها ثم أصبح رئيساً لها بين أعوام 1933 ـ1937. وفي فترةالحرب العالمية الثانية، ساهم جيكوب بلاوستاين بخبراته في حقل البترول حيث عُيِّننائباً لرئيس لجنة التسويق للإدارة البترولية الأمريكية.
وكان جيكوببلاوستاين من بين أغنى أغنياء الولايات المتحدة. وكان نشيطاً في مجال الشئوناليهودية، فترأَّس اللجنة الأمريكية اليهودية في أعوام 1949 ـ 1954، كما كان عضواًفي مجالس إدارة الجامعة العبرية ومعهد وايزمان للعلوم في إسرائيل. وقام جيكوببلاوستاين بدعم نشاط اللجنة الأمريكية اليهودية المُشتركَة للتوزيع، وكان عضواً فيمؤتمر المطالب اليهودية ضد ألمانيا، وساهم في تحديد العلاقة بين الدولة الصهيونيةوالجماعات اليهودية فاتفق مع بن جوريون عام 1950 على ألا تتدخل إسرائيل في الشئوناليهودية الأمريكية ولا يتدخل اليهود الأمريكيون في السياسة الداخلية لإسرائيل. وجاء ذلك بعد أن دعا بن جوريون الشباب اليهودي الأمريكي للهجرة إلى إسرائيل، الأمرالذي أثار استياء زعماء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة الذين كانوا يضعونانتماءهم الأمريكي في المرتبة الأولى. ومن هنا يأتي الدعم المادي والمعنوي من جيكوببلاوستاين وغيره من يهود الولايات المتحدة لإسرائيل، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أمكان من خلال التنظيمات اليهودية الأمريكية في إطار ما نسميه بالصهيونية التوطينية. والآن، تُعتبَر عائلة بلاوستاين من بين أغنى أربعمائة عائلة وشخصية أمريكية، وقدقُدِّرت ثروتها عام 1985 بنحو 850 مليون دولار.
عائلـــة جمــبل
The Gimbel Family
عائلة تجارية أمريكية من رواد تجارة التجزئة في الولاياتالمتحدة الأمريكية. هاجر آدم جمبل (1817 ـ 1896) من بافاريا في ألمانيا إلىالولايات المتحدة عام 1835، واستقر في نيو أورليانز حيث عمل بائعاً متجولاً. وفيعام 1842، افتتح أول متجر له، الأمر الذي أذن ببداية تأسيس الإمبراطورية التجاريةالتي أقامها أبناؤه وأحفاده من بعده.
وقد أسَّس ولداه الكبيران جيكوب (1851ـ 1922) وأيزيك (1857 ـ 1931) مؤسسة إخوان جمبل، وافتتحا متجراً متعدد الأقساملتجارة التجزئة في فلادلفيا عام 1894 تحت إدارة أخويهما تشارلز (1860 ـ 1932) وأليس (1865 ـ 1950). وقد كان أعضاء الجماعات اليهودية من أوائل من بادروا بتأسيس متاجرالتجزئة الضخمة التي كانت الحاجة إليها تزداد لتلبية الاحتياجات الاستهلاكيةللطبقات الوسطى المتنامية. وكان ميراث اليهود كجماعة وظيفية مالية ذات خبرات تجاريةومالية واسعة يؤهلهم لدخول هذه المجالات التي كانت تتطلَّب قدراً كبيراً منالمجازفة وروح الريادة. وقد اتسعت تجارة العائلة، فتم افتتاح أول متجر لهم فينيويورك عام 1910. وفي عامي 1923 و1926، قاموا بشراء مؤسستين تجاريتين أخريين،وبالتالي أصبح لجمبل أفرع عديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي عام 1927،تولى برنارد (1855 ـ 1966) ابن أيزيك إدارة شركة إخوان جمبل، ثم ابنه بروس (1913 ـ ) من بعده إدارتها، وقد وصل حجم شبكة متاجر جمبل عام 1961 إلى 53 متجراً في جميعأنحاء الولايات المتحدة حققت مبيعاتها أرقاماً قياسية.
عائلــــةجوجنهايـم
The Guggenheim Family
عائلة أمريكية يهودية من رجال الصناعةتعود جذورها إلى المقاطعات الألمانية في سويسرا في القرن السابع عشر. وقد أسَّسالعائلة في الولايات المتحدة ماير جوجنهايم (1828 ـ 1905) حيث استقر بها عام 1848وأسَّس مع أبنائه السبعة شركة لاستيراد المنسوجات المطرزة من سويسرا. وفي نهايةالسبعينيات من القرن التاسع عشر، باعت الأسرة تجارتها في مجال التطريز، ودخلت صناعةالتعدين حيث أسَّست مصانع لصهر وصقل المعادن في الولايات المتحدة والمكسيك. ثم بدأتالأسرة في شراء المناجم وتطويرها. وفي غضون 20 عاماً، نجحت شركة جوجنهايم فيالسيطرة تماماً على صناعة التعدين في الولايات المتحدة بعد أن استولت عام 1901 علىالشركة الأمريكية الكبرى المنافسة لها وحققت ثروة طائلة قُدِّرت بحوالي 500 مليوندولار.
وتولَّى أبناء ماير السبعة إدارة أعمال الأسرة بعد وفاة أبيهم، وكانمن أبرزهم دانيال جوجنهايم (1856 ـ 1930) الذي امتد نشاط الشركة في ظل إدارته إلىجميع أرجاء العالم. فتم تطوير مناجم الذهب في ألاسكا ومناجم الماس في أفريقياوالنترات في شيلي والنحاس في أمريكا ومزارع المطاط في الكونغو البلجيكي. وتم تأسيسمصانع لصهر وصقل المعادن في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، أصبحت شركة جوجنهايم منأكبر الشركات المنتجة للمعادن في العالم.
وقد عمل ابنه هاري فرانك جوجنهايم (1890 ـ 1971) في أفرع الشركة في أمريكا اللاتينية، وعُيِّن عام 1929 سفيراًللولايات المتحدة في كوبا. وكان لأعضاء عائلة جوجنهايم، شأنهم في ذلك شأن العائلاتالأمريكية الثرية، مساهمات عديدة في المجالات الخيرية وبخاصة في مجــال الفنـون. وقــد تنصَّر بعـض أفراد العائلة.
عائلـة جولـدمــان
The Goldman Family
عائلة أمريكية يهودية من رجال البنوك ذات أصول ألمانية. وقداستقر ماركوس جولدمان (1821 ـ 1904) في الولايات المتحدة عام 1848، وعمل بائعاًمتجولاً في ولاية بنسلفانيا ثم تاجراً للملبوسات في مدينة فلادلفيا قبل أن يبدأنشاطه المالي في مدينة نيويورك عام 1869. وانضم إليه ابنه هنري جولدمان (1857 ـ 1937) ثم صمويل ساخس (الذي تزوج ابنة جولدمان) وشقيقه هاري ساخس ليؤسسوا معاًالمؤسسة المالية جولدمان، ساخس، وشركاؤهما. وقد تعاونت هذه المؤسسة مع المؤسساتالمالية البريطانية في تحويل رأس المال الأوربي للاستثمار في الولايات المتحدة، وفيتمويل النمو الصناعي الكبير التي كانت تشهده البلاد منذ نهايات القرن التاسع عشر. ونجحت المؤسسات المالية المملوكة لعائلات يهودية ذات أصول ألمانيا بصفة عامة فيتدبير رأس المال بكميات أكبر، وبشكل أسرع نسبياً من غيرها من المؤسسات الماليةالأمريكية، وذلك بفضل علاقاتها المتشعبة في أوربا وبفضل العلاقات المتداخلة بين هذهالعائلات، الأمر الذي كان يُسهِّل عملية التنسيق فيما بينها. وقد كان لمؤسسةجولدمان علاقات وثيقة بشركة إخوان ليمان المالية، حتى أنهما اشتركتا معاً في تمويلصناعة وتسويق السلع الاستهلاكية. وقد اعتزل هنري جولدمان العمل في عام 1918، وكانمن أشد مؤيدي ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. ولا تزال مؤسسة جولدمان ساخس منأقوى المؤسسات المالية الاستثمارية في الولايات المتحدة.
عائلــةروزنوالـــد
The Rosenwald Family
عائلة تجارية أمريكية يهودية ذات أصولألمانية. وقد عمل جوليوس روزنوالد (1862 - 1932)، الذي هاجر والداه من ألمانيا إلىالولايات المتحدة، في مجال صناعة وتجارة الملابس. وفي عام 1895، اشترى روزنوالدرُبع حصة شركة سيرز روباك وشركاه، وهي مؤسسة تجارية للبيع من خلال الكتالوج تتلقىالطلبات بالبريد وتلبيها بواسطة البريد أيضاً، وتولَّى روزنوالد منصب نائب الرئيس،ثم أصبح عام 1909 مديراً للشركة، ثم أصبح رئيساً لمجلس الإدارة عام 1925. وقد تحولتهذه الشركة في ظل رئاسته إلى أكبر مؤسسة من نوعها في الولايات المتحدة. وبسببميراثهم الاقتصادي، كان أعضاء الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة من العناصرالرائدة في مجال المؤسسات والمتاجر متعددة الأقسام للبيع بالتجزئة.
وكانروزنوالد من كبار المساهمين في المجالات الخيرية والثقافية اليهودية وغير اليهودية. وساهم خلال الحرب العالمية الأولى في غوث ضحايا الحرب من اليهود في أوربا، كما ساهمبستة ملايين من الدولارات لدعم مشاريع الاستيطان اليهودي الزراعي في الاتحادالسوفيتي. وبرغم معارضته للصهيونية بسبب ما كانت تثيره من مسألة ازدواج الولاء،ساهم في دعم المؤسسات التعليمية والزراعية للتجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين. وقد نبع موقف روزنوالد، شأنه شأن كثير من اليهود المندمجين من أعضاء البورجوازيةالأمريكية، من الرغبة في الحد من هجرة يهود اليديشية إلى الولايات المتحدة لما كانيشكله ذلك من تهديد لمكانتهم الاجتماعية وأوضاعهم الطبقية. وكانت نهاية الحربالعالمية الأولى تنذر بتدفُّق هجرة يهودية جماعية جديدة إلى الولايات المتحدة،وبالتالي كانت جهود روزنوالد وأمثاله باتجاه تحسين أوضاع الجماعات اليهودية فيأوطانهم الأوربية الأصلية حتى لا يضطروا إلى الهجرة، وكذلك باتجاه تسهيل الاستيطاناليهودي في فلسطين لتحويل تيار الهجرة إليها مع رفض إقامة دولة يهودية بها حتى لايتعرضوا للاتهام بازدواج الولاء.
وبعد وفاة روزنوالد عام 1935، تولَّى ابنهالأكبر لسنج يوليوس روزنوالد (1891 ـ 1979) رئاسة مجلس إدارة الشركة. وقد ساهم لسنجفي تأسيس المجلس الأمريكي لليهودية عام 1943، وهو تنظيم يهودي معاد للصهيونية يعتبرأن اليهودية عقيدة دينية وحسب وليست انتماءً قومياً. وترأَّس لسنج روزنوالد هذاالمجلس منذ تأسيسه وحتى عام 1959. وقد شن المجلس حملة عنيفة ضد الصهيونية أثناءمناقشة الأمم المتحدة لقضية فلسطين عام 1947. وبعد إنشاء إسرائيل، أثار المجلس قضيةازدواج الولاء والمواطنة المزدوجة لليهود.
أما شقيقه وليام روزنوالد (1903ـ )، فقد عمل لفترة في شركة أبيه، ثم اتجه نحو الأنشطة المالية حيث أسس مؤسسةالسندات الأمريكية وشركة أمَتك. وكان لوليام روزنوالد نشاط واسع في مجال الشئوناليهودية، حيث ترأَّس مجلس إدارة «النداء اليهودي الموحَّد» واحتل منصب نائب رئيسمجلس الإدارة في لجنة التوزيع المشتركة وفي اللجنة الأمريكية اليهودية وفي خدمةهياس المتحدة.
عائلة سـتراوس
The Strauss Family
عائلةأمريكية تجارية كانت من أصحاب سلسلة المتاجر المتعددة الأقسام للبيع بالتجزئة، كماعملت أيضاً في المجال الصناعي وفي القطاع الحكومي والدولة. ومن أهم شخصيات في هذهالعائلة لازاروس ستراوس (1809 ـ 1898) مؤسس العائلة الذي قدم من ألمانيا عام 1852ليستقر في الولايات المتحدة، وانتقل عام 1865 إلى مدينة نيويورك حيث عمل في استيرادوتجارة الأواني الفخارية. وفي عام 1874، دخل ولداه إزيدور (1845 ـ 1912) ونيثان(1848ـ 1931) شـركاء في متـجر متعدد الأقسـام ثم أصبحـا عام 1887 مالكيه الوحيدين. وقد تحوَّل هذا المتجر إلى واحد من أكبر المتاجر من نوعها في الولايات المتحدة. ودخل إزيدور شريكاً أيضاً في سلسلة متاجر أبراهام وستراوس متعددة الأقسام عام 1893. وما بين عامي 1894 و1895، دخل إزيدور الكونجرس (البرلمان) الأمريكي. كما ترأَّسالاتحاد التعليمي الذي أُعيد تنظيمه عام 1893 لكي يساهم في أمركة المهاجرين الجددمن يهود شرق أوربا الذين تدفقوا على الولايات المتحدة منذ الثمانينيات من القرنالتاسع عشر. وكان إزيدور أيضاً عضواً في اللجنة الأمريكية اليهودية.
أمانيثان، فقـد اهتم بشـكل خاص بالأنشـطة التي يُقال لها خيرية، وبقضايا الصحة العامة،حيث أسَّس معملاً لبسترة اللبن ومحطات لتوزيعه في مدينة نيويورك. وامتد اهتمامه هذاإلى فلسطين، حيث أسَّس معهد باستير، وتعاون مع منظمة هاداساه الأمريكية الصهيونيةفي تأسيس سلسلة محطات نيثان ستراوس لصحة ورفاه الطفل، كما أسس مركزي نيثان وليناستراوس للصحة في مدينتي القدس وتل أبيب. وقد أنفق ستراوس خلال العقدين الأخيرين منحياته حوالي ثُلثي ثروته على مشاريعه المتعددة في فلسطين لخدمة التجمع الاستيطانياليهودي بها (وقد أُطلق اسم نيثانيا على هذه البلدة في فلسطين عرفاناً بفضله). وبرغم ما تبديه مشاريع ستراوس في فلسطين من جوانب إنسانية، إلا أنها كانت تُخفيوراءها محاولات البورجوازية الأمريكية اليهودية (من أصل ألماني) تحويل هجرة يهوداليديشية بعيداً عن الولايات المتحدة للأسباب التي أسلفنا ذكرها، ولذلك فقد دعمالاستيطان والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وذلك برغم معارضته (مثله مثل غالبيةالأمريكيين اليهود) للصهيونية ولفكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين خوفاً مما قدتثيره من اتهامات بازدواج الولاء، وهو ما سميناه «الصهيونية التوطينية».
أما الأخ الثالث أوسكار سولومون ستراوس (1850 ـ 1926)، فدرس القانون،وعُيِّن وزيراً مفوضاً لدى تركيا في الفترة بين عامي 1887 و1889 مكافأة لجهــوده فيانتخاب ج. كليفلاند للرئاسـة الأمريكية. وأُعيد تعيينه مرة ثانية في المنصب نفسهبين عامي 1898 و1900، ثم عُيِّن سفيراً للولايات المتحدة في تركيا في الفترة بينعامي 1909 و1910. ونجح إبَّان فترة خدمته في دعم نشاط البعثات التبشيرية المسيحيةوالمصالح الأمريكية في الإمبراطورية العثمانية. وفي عام 1902، عيَّنه الرئيس روزفلتعضواً ممثلاً للولايات المتحدة لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وجُدِّد تعيينهفي هذا المنصب أربع مرات. وفي عام 1906، اختاره الرئيس روزفلت وزيراً للتجارةوالعمل، وأصبح بذلك أول يهودي أمريكي يحتل منصباً وزارياً.
وقد اهتمسولومون ستراوس بالقضايا والشئون اليهودية، فتدخَّل لدى الحكومة والخارجيةالأمريكية لمساعدة يهود روسيا ورومانيا، واشترك في الحملة التي نجحت عام 1911 فيإلغاء معاهدة 1832 بين روسيا والولايات المتحدة، كما اشترك في تأسيس اللجنةالأمريكية اليهودية في عام 1906. وبرغم معارضته للصهيونية، إلا أنه (انطلاقاً منصهيونيته التوطينية) ساهم في تمويل عدة مشاريع في فلسطين لخدمة الاستيطان اليهوديبها. كما أيَّد سولومون ستراوس المشاريع الإقليمية الرامية لتوطـين يهـود شـرقأوربا في مناطق أخرى غير فلسطين. وفي لقاء له عام 1899 مع هرتزل، في فيينا، اقترحسولومون ستراوس على هرتزل أن يذهب إلى إستنبول بنفسه للتفاوض بدلاً من الاعتماد علىالوسطاء، كما أكد له أهمية النظر في منطقة بلاد الرافدين والعراق كمنطقة صالحةللاستيطان اليهودي. وقد اشترك سولومون ستراوس في تأسيس صندوق بارون دي هيرش الذيكان يهدف إلى دمج المهاجرين الجدد من اليهود وسرعة استيعابهم في المجتمع الأمريكي. وكان له كتابات عديدة حاول فيها إبراز العلاقة بين المفاهيم اليهودية والثقافةالأمريكية. كما كان أول رئيس للجمعية التاريخية اليهودية في أمريكا.
أماجيسي إزيدور ستراوس (1872 ـ 1936)، وهو ابن إزيدور، فقد تخرَّج في جامعة هارفاردعام 1893، والتحق بتجارة العائلة. وفي عام 1919، أصبح رئيساً لمؤسسة مايسي التيتحولت تحت إدارته إلى أكبر متجر من نوعه في العالم. وقد عمل جيسي مديراً لعدةمؤسسات مالية وتجارية أخرى، وعيَّنه الرئيس روزفلت سفيراً للولايات المتحدة لدىفرنسا (عام 1933) حيث اهتم بتحسين العلاقات التجارية بين البلدين.
وخلفه،في رئاسة متجر مايسي، شقيقه بيرسي سلدن ستراوس (1876 ـ 1944) الذي تخرَّج أيضاً فيجامعة هارفارد وارتبط بعدة مشاريع تعليمية وخيرية يهودية وغير يهودية. وفي الفترةبين عامي 1922 و1930، تولَّى بيرسي رئاسة الجمعية الزراعية اليهودية التي كانت تقومبتوطين المهاجرين الجدد من اليهود في مستوطنات زراعية منتشرة في أنحاء الولاياتالمتحدة. ومما يُذكَر أن تكدُّس المهاجرين الجدد في أحياء نيويورك وبوسطن وفلادلفياكان يسبب حرجاً شديداً لليهود من أعضاء البورجوازية الأمريكية (ذات الجذورالألمانية) حيث كانت هذه الأحياء تعاني من فقر. كما تفشت الجريمة في صفوفها، وهو ماجعلها في كثير من الأحيان مصدراً للإثارة، وبالتالي فقد اتجهت جهود هذا القطاع منالبورجوازية الأمريكية نحو توزيع المهاجرين في أنحاء البلاد بعيداً عن مناطقتكدُّسهم في هذه المدن الرئيسية. وفي عام 1935، تولَّى جيسي ستراوس إدارة المؤسسةالاقتصادية لللاجئين.
وتولَّى جاك إزيدور (1900 ـ 1985)، ابن جيسي إزيدور،إدارة المتجر عام 1928، ثم أصبح نائباً للمدير عام 1939 ثم مديراً عاماً له عام1940، ثم رئيساً لمجلس الإدارة عام 1956. وقد نشط شقيقه روبرت كينيث ستراوس (1905 ـ)في الإجراءات الخاصة بسياسات روزفلت الاقتصادية الجديدة التي عُرفت باسـم الصفقةالجديـدة (نيو ديل).
أما نيثان ستراوس الأصغر (1889 ـ 1961)، ابن نيثانستراوس، فعمل في تجارة الأسرة لبعض الوقت، إلا أن اهتمامه الأساسي كان في مجالالصحافة حيث عمل محرراً وناشراً لمجلة فكاهية في الفترة ما بين عامي 1913 و1917 ثمنائباً لرئيس تحرير جريدة جلوب في نيويورك، ولكنه استقال منها عام 1920 بسبب خلافهمع الخط السياسي للجريدة، ودخل في العام نفسه مجال الحياة السياسية حيث أصبح عضواًديموقراطياً في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وعُيِّن نيثان في عدة مناصب حكومية،وبخاصة في قطاع الإسكان، كما ترأَّس محطة إذاعية. واشترك ستراوس في العديد منالأنشطة اليهودية التي يقال لها خيرية، كما عمل مديراً لمؤسسة فلسطين الاقتصادية (بالستاين إيكونوميك كوربوريشن).
وقد تولَّى بيتر ستراوس (1917 ـ ) إدارةالمحطة الإذاعية بعد والده. ونجح، بعد شراء عدة محطات أخرى، في تأسيس مجموعة ستراوسالإذاعية. وتولَّى بيتر بعض المناصب المحلية والدولية المهمة، فعمل مساعداًتنفيذياً لمدير منظمة العمل الدولية في جنيف بين عامي 1950 و1955، ثم مديراً لمكتبالمنظمة في الولايات المتحدة بين عامي 1955 و1958. كما عيَّنه الرئيس الأمريكيجونسون عام 1967 مساعداً لمدير برنامج المعونة الأمريكية لأفريقيا.
أماروجر وليامز ستراوس (1893 ـ 1957)، ابن أوسكار سولومون ستراوس فتزوج ابنة رجلالصناعة الأمريكي اليهودي دانيال جوجنهايم، وانضم إلى الشركة الأمريكية لصهر وصقلالمعادن المملوكة لعائلة جوجنهايم وأصبح مديراً لها عام 1941 ثم رئيساً لمجلسالإدارة عام 1947. وقد لعب روجر ستراوس دوراً بارزاً في نشاط الحزب الجمهوري، كماكان عضواً عام 1954 في البعثة الأمريكية لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة. واهتمروجر ستراوس بالأنشطة اليهودية، فأسَّس عام 1928 المؤتمر القومي للمسيحيين واليهود،ثم المجلس العالمي للمسيحيين واليهود عام 1947. وكان روجر وليامز عضواً في مجلسالأبرشيات الأمريكية العبرية وفي اللجنة الأمريكية اليهودية وفي المؤسسة الأمريكيةللتمويل والإنماء من أجل إسرائيل. وقد عمل ابنه أوسكار ستراوس الثاني (1914 ـ ) فيالخارجية الأمريكية، ثم التحق بأعمال أبيه حيث أصبح عام 1963 رئيساً لشركة جوجنهايمللتنقيب، ودخل شقيقه روجر وليامز الأصغر (1917 ـ ) مجال النشر حيث أسَّس عام 1945دار النشر المرموقة فارار ستراوس وشركاه في نيويورك.
المفضلات