بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ .[1]



الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى .

أما بعد:

لقد ظهر للجميع إفلاس النصراني القبطي و أختم بما يلي:



أولا _ بيان حال مناظري النصراني القبطي :



1 _ متردد و حائر و تائه : إن حيرته و تيهه و تردده ظاهر من خلال مكتوبه .قال :


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
تم تصحيح (الديانة) في بياناتى الشخصية






لقد دخل تنتابه الهواجس و المخاوف حتى إنه كتب في خانة الديانة أنه مسلم ثم قام بتعديل ديانته بعد ذلك و كلامي الذي اقتبسته له يبين ما فيه من التردد و الخوف و إلا فالمسلم إذا دخل منتدى نصرانيا ليناظر فلا يختار دينا إلا دينه لثباته و رباطة جأشه. و قال ضيفنا:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
و ساعتبر سهوك و اجيبه






فالإنسان متى اضطرب ظهر ذلك على مقوله و مكتوبه فهل فهمتم شيئا مما كتبه النصراني؟

إنها الحيرة و الاضطراب . و مما يؤكد الأمر و أنه سقط في يده قوله:


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

بل اود ان اعلم عن الكيفية التى سيدور بها الحوار هنا



فإذا لم تدر و لم تهتد و لم تعرف كيف تحاور فلماذا جئت اصلا ؟ أم أنك تريد أن تتقيأ علينا بعض ما سرقته من المنتديات و تريد أن تجيز علينا دراهمك المسروقة ؟ لا يا مسكين فنحن ننقد و لا نقبل إلا الصحيح السليم .



2 _ جاهل و عيي : و هذه عبارته تبين أنه لا يحسن التعبير . قال :



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي


فخذ مني ما تستحق , انتظر مداخلاتي القادمة





فالمأخوذ لم يبينه آ مادي هو أم معنوي . و قال أيضا:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
المناظرة لا يجيب اسئلتي
لذا , ساتوقف عن اجابة اسئلته الي ان يجيبني










فلا أدري أيقصد المناظرة التي هو طرف فيها أم يقصدني و كلا الأمرين يبعث على الضحك ما يحيل عليه معناهما و القصد منهما.





3 _ كذاب و مدلس : و قد بينت لكم بما لا يدع مجالا للشك أنه مدلس خطير و كذاب جريء و في مناظرتي معه على هذه الصفحة بدأ طرحه بكلام لم ينسبه إلى قائله و لكن لما حاصرته الأسئلة في لحظة غرور انفلت لسانه ليعلن عن مصدر نقله و لكن يا للهول و الفضيحة أنه ينقل ما يشاء و يدع ما يحاججه و قد قلت له منذ البداية في مناظرة البسملة أنه مدلس و لم أكذب عليه بل رحت أستخرج أدلته الدليل تلو الآخر حتى جعلتها قاعا صفصفا و لله الحمد و المنة .


4 _ سوء الخلق : لقد أخذت ضيفنا العزة بالإثم و لم يقبل اعتذاري له فرد قائلا:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
في الواقع لا يهمني اعتذارك يا صديقي , خاصة ان الامر جاء بتعديل اشرافي و ليس من ذاتك .



هل من الأخلاق العالية ألا نقبل الاعتذار من المخطئ؟
هل من الرقي و التحضر أن نتجاهل من يعتذر إلينا ؟

لكن لا تنسوا فضيفنا نصراني و دينه يعلمه ذلك . فمادام ربه قد تضرع إليه يسوع بطلبات و دعاء كثير لكنه لم يسمع منه ثم اسلمه للصوص و الأنجاس يصلبونه فكم بالحري غيره؟


و من العجائب و العجائب جمة أن حوارا دار في منتديات الجامع و حضره نصراني يناظر في موضوع القراءات اعتذر له الدكتور هشام عزمي و رد النصراني برد هو نفسه رد النصراني أو قريبا منه فعجبت لحال النصارى فقلت إنهما واحد أو معدنهما و احد و على كل حال فالأمر خطير يبين ما عليه هؤلاء من المعتقد و نسيانهم للشعارات الجوفاء التي لا يملون من ترديدها . فأين شعار : أحبوا أعداءكم و بركوا لاعنيكم ؟ و اين شعار : من ضربك على خدك الالأيسر فأدر له خدك الأيمن ؟










5 _التعميم بدون دليل:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

فصحة النقل تخضع لمعايير فردية يقبلها انسان و يرفضها اخر .








و قلت أيضا :



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
هذه هي نسبية صحة نقل النص الحديثي .
فما رايك , هل صحة نقل النص الحديثي امر نسبي ام مطلق ؟






ما دمت تتحدث عن معايير و تصفها بالفردية . أرجو أن تبين لي هذه المعايير أولا .و لماذا نسبتها إلى الفردية؟
و الذي يعمم لا بد له من الاستقراء التام و أنت أقصى ما تفعل أن تدلس بنقلك المشوه عن المسلمين و أعداء المسلمين من الشيعة و غيرهم .





6 _ التناقض:
قال النصراني :



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي
عنواننا هو ( صحة نقل النصوص القرانية و الحديثية )




ثم قال بعدها النصراني مباشرة:









المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

عنواننا هو ( صحة نقل النصوص القرانية و الحديثية )
و سأبدأ هذه المرة بنص حديثي
و عنوانه الفرعي ( نسبية صحة النقل الحديثي )
فصحة النقل تخضع لمعايير فردية يقبلها انسان و يرفضها اخر .




فمن صحة نقل النصوص إلى نسبية نقل النصوص فالأول حكم عام يحيل على القبول و الثاني ضرب للأول و فيه تشكيك في الأول فهلا ثبت ضيفنا على أرضية صلبة بعيدا عن التردد و تضارب الآاراء.و إن العاقل لا يعطي أحكام القيمة الجاهزة أولا خاصة مع انعدام الدليل .


7 _ الإسقاط :


لقد جاء النصراني متخما بما يعانيه من العيوب و جاء ليحس ببعض الراحة عن طريق رمينا بها فأقصى ما يريد أن يبين لنا:


أن القرآن غير متواتر أصله بشري [* ] و أن الأحاديث ينقلها من هب و دب لا رقيب و لا حسيب يقول من شاء ما شاء . و لكن نسي النصراني المخدوع و المسكين أن لنا ضوابط علمية راقية لا توجد عندهم و لا كرامة . و حاصل المسألة أن النصراني يريد أن يضرب ثبوت القرآن القاطع و الأحاديث في صفر و أنها لا شيء لكن الله أمكن منه و رجع خائبا يجر أذيال الهزيمة .



ثانيا الجواب عن أسئلة الضيف:










الجواب عن السؤال الأول:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

اذن كل واحد تكلم على مراده بحسب القول الاول
فما ردك على هذه النقطة تحديدا
قالوا لو اختلفنا فكل واحد تكلم على مراده
ثم اختلفوا !








الاختلاف لا يسيء إلى علم الجرح و التعديل و يبقى الاختلاف مظهر من مظاهر قصور البشر . لكن يجب التنبيه على ما يلي:


*كلا الفريقين يبنيان اجتهادهما على قواعد و أحكام و لا شك أن أحد الفريقين مخطئ و الآخر مصيب فمن أصاب فله أجر الاجتهاد و الاصابة و من أخطأ فله أجر الاجتهاد و هو معذور في الخطإ الصادر منه مادام أنه لم يصدر منه عن اتباع هوى أو عن جهل. و سترى أن عدد الأحاديث المختلف فيها اقل من المتفق و هذا يضفي على العلم مشروعية و يزيده هيبة .


إن هدف البحث عن المعرفة هو الوقوف عند الحقيقة، و تعتبر المعرفة الإنسانية و كل ما دونه العلماء و الموثقون هو نتيجة تجربة الإنسان خلال أطوار احتكاكه بالكون و تنامي وعيه و فهمه له. و بتعدد المجالات و تفرع الأفكار و المفاهيم ظهرت العلوم المختلفة لتنير الطريق أمام الإنسان و توجهه نحو الحقيقة (معرفة الخلق والخالق).


إن العلوم على اختلاف موضوعاتها و مباحثها تنبني على أسس منطقية و مبادئ متفق على نجاعتها و صلاحيتها لكي تُبنى على أساسها المعرفة. و كمثال على ذلك نذكر بالتسلسل بعض هذه الأسس فنجد البدهيات التي لا ينكرها عاقل، فالمسلمات التي أثبتت صحتها رغم أن البرهنة عليها أحيانا تكون صعبة، ثم المبادئ و المعايير و الإعتبارات المعتمدة حسب الظروف المتغيرة للملاحظة و الدرس... لذلك فإن اعتماد نفس المبادئ و نفس الظروف و الإعتبارات و المعطيات في مجال العلوم البحثة و التجريبية يؤدي أساسا إلى نفس النتائج. إلا أن الباحث أو الدارس لا يلتزم دائما بهذه الوضعية بحيث إن اعتباراته أو معطياته تفرض عليه التعامل بشيئ من الخصوصية مع الحالة، فيصل بذلك إلى نتائج قد لا تكون منتظرة، و هذه حالة العلوم الإنسانية و بعض العلوم التجريبية.


و حول اختلاف النتائج "أي اختلاف الحقيقة" المتوصل إليها فإن المهم في الأمر ليس تغيّر الحقيقة، إذ إن للحقيقة وجه واحد فقط، لكن الأهم هو قياس مدى الإختلاف و مدى إمكانية قبوله لأن في النتيجة جزء من الحقيقة. فإن كان الإختلاف جذريا و أساسا لا يمكن مع وجهين منه بناء الحقيقة ترك قبوله. وذلك يقع عند اعتماد اعتبارات تعد من أسس بناء المعرفة في مجال علمي معين. أما إذا كان الإختلاف ناتج عن عدم توافق في اعتماد اعتبارات ثانوية كبعض المعايير و الظروف أو نقص غير مخل في المعطيات فإن النتائج في هذه الحالة تقبل كجزء من المعرفة مع الإحتفاظ بالحيثيات و الإعتبارات المعتمدة في الدراسة.
أما ما يثار عن الحديث فتجدر الإشارة إلى أن الأجدى هو البحث كما أشرنا سابقا إلى مدى الإختلاف و تحديد أضرار الإختلاف إن كان عقائديا تم الحسم فيه و إن كان من الأمور الثانوية فيبقى رحمة للمومنين و تيسيرا لهم.


إن الإختلاف الظاهر و الجذري كمسألة مركزية الأرض التي أثارها جاليليو جليلي كانت بمثابة ضربة قاصمة للكنيسة المسيحية التي اعتبرت الخوض في الموضوع كفرا و أن النتائج التي خرج بها كليلي مناقضة لما جاء في الكتاب المقدس. و بذلك تحدد موقف الغرب من الكنيسة و الدين و علاقته بحياة الإنسان.

الجواب عن السؤال الثاني:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

و الان اعود الي اسئلتي
1- الحديث عندك صحيح ام لا





النصراني المسكين يظن أن التصحيح لمن هب و دب و توجيه الخطاب إلي بالاختيار ليزري بالنصراني .لماذا؟


إن تصحيح الأحاديث و تضعيفها عملية ليست في متناول طلبة العلم بله الجهال و إنما عمل لا يقوم به إلا الجهابذة و المسألة ليست للاشتراك كما ورد عندكم : Lk / انجيل لوقا إ 1 ع 1


إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. ترجمة : الفانديك
Lk / انجيل لوقا إ 1 ع 2
كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة. ترجمة : الفانديك


فلوقا يسوي نفسه بالكثيرين من المجاهيل الذين يؤلفون القصص في الأمور المتيقنة و لا أدري ما علاقة تأليف القصص بالأمور اليقينية !!! فهل هذا هو الذي يسعى إليه النصراني؟
أنا طالب علم لا أصحح و لا أضعف و قلت لك إن قبول ما في الصحيحين فأمره ليس على الإطلاق و بالاتفاق ، و نحن لا نقول بعصمة الحفاظ و أئمة الجرح و التعديل. و أقول بعد أن ذكر ابن الصلاح أنواع الصحيح قال رحمه :
وأعلاها الأول ، وهو الذي يقول فيه أهل الحديث كثيرا : " صحيح متفق عليه " . يطلقون ذلك ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم ، لا اتفاق الأمة عليه . لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه ، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول .


وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به . خلافا لقول من نفى ذلك ، محتجا بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن ، وإنما تلقته الأمة بالقبول ؛ لأنه يجب عليهم العمل بالظن ، والظن قد يخطئ
وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قويا ، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولا هو الصحيح ، لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ . والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ ، ولهذا كان الإجماع المنبني على الاجتهاد حجة مقطوعا بها ، وأكثر إجماعات العلماء كذلك . [2]


و الحديث قيد المناظرة مما اختلف فيه الحفاظ فلا يكون داخلا فيما تلقته الأمة بالقبول .


و لقد سبق استشهادي بقول الإمام مالك رحمه الله :


أخرج أبو عمر يوسف بن عبد البر بسنده عن مجاهد، قال: ليس أحد من خلق الله إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي, صلى الله عليه وسلم . [3]


فحديث خلق التربة مختلف في تصحيحه و تضعيفه بين العلماء و هذا لا ينكره إلا جاهل و من أراد أن يناقش و يحاور المسلمين فإنه لا يأتي بجديد و إنما ينقل أقوال العلماء المسلمين .و أنت لما عزمت على مناظرتنا فإنك نقلت من مصادر المسلمين و لم تأت بجديد باستثناء جديد التدليس و التخرص لأننا لا نعرفه و لا يمت إلى المناظرة بصلة.


إن مسألة التصحيح و التضعيف تقوم على أحكام و أصول ثابتة بالأدلة القطعية و لا دخل للهوى فيها و لو دخل الهوى فيها لاعتبرت الأحاديث الموضوعة من الحديث . و إن السند مفخرة هذه الأمة فانظر إلى النصارى و اليهود كيف ضاعت كتبهم و دخلها التحريف و التزوير لغياب شرطة الردع و حراس العقيدة فكان ما كان. و إن من أمثلة ذلك ما اختلقه الدجاجلة في فضائل بعض الأئمة و من ذلك حديث: ابو حنيفة سراج أمتي . فقد قال الملا علي القاري : موضوع باتفاق المحدثين . [4]


إن التصحيح و التضعيف أمر اجتهادي و لو كان من الوحي لانتهى الأمر لكن هذا الاجتهاد يقوم على شرائط و أصول و قواعد من لم يحصلها لم تكن له الأهلية ليتصدى لتلك العملية .


قال ابن تيمية:


التمثيل بالحديث الذي يروى في الصحيح وينازع فيه بعض العلماء وأنه قد يكون الراجح تارة وتارة المرجوح ومثل هذا من موارد الاجتهاد في تصحيح الحديث كموارد الاجتهاد في الأحكام وأما ما اتفق العلماء على صحته فهو مثل ما اتفق عليه العلماء في الأحكام وهذا لا يكون إلا صدقا وجمهور متون الصحيح من هذا الضرب وعامة هذه المتون تكون مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدة وجوه رواها هذا الصاحب وهذا الصاحب من غير أن يتواطآ ومثل هذا يوجب العلم القطعي. [ 5 ]




قال الدكتور عبدالغني بن أحمد جبر مزهر: التصحيح أو التضعيف حكم، وهذا الحكم يصل إليه المصحح أو المضعف بعد استكمال البحث والنظر، وبعد الاطلاع والاستقراء والتتبع، ثم جمع أقوال الأئمة في الراوي، وجمع طرق الحديث، فإن غلب على ظنه بعد ذلك صحة الحديث حكم بصحته، وإن غلب على ظنه ضعفه حكم بذلك، والمقصود هنا أن هذا المجال يدخله الاجتهاد، وتتباين فيه أنظار المجتهدين، وتختلف أحكامهم، وتتعارض أقوالهم، وليس بمرضيّ أن يجرّ ذلك إلى التعصب الذميم للرأي، والتنازع والشقاق والتنابز بالألقاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمقصود هنا التمثيل بالحديث الذي يروى في الصحيح، وينازع فيه بعض العلماء، وأنه قد يكون الراجح تارة وتارة المرجوح، ومثل هذا من موارد الاجتهاد في تصحيح الحديث كموارد الاجتهاد في الأحكام . [6]


و قال الإمام النووي رحمه الله :
قد استدرك جماعة على البخارى ومسلم أحاديث أخلا بشرطهما فيها ونزلت عن درجة ما التزماه وقد سبقت الاشارة إلى هذا وقد ألف الامام الحافظ أبو الحسن على بن عمر الدارقطنى فى بيان ذلك كتابه المسمى بالاستدراكات والتتبع وذلك فى مائتى حديث مما فى الكتابين ولابى مسعود الدمشقى أيضا عليهما استدراك ولابى على الغسانى الجيانى فى كتابه تقييد المهمل فى جزء العلل منه استدراك أكثره على الرواة عنهما وفيه ما يلزمهما وقد أجيب عن كل ذلك أو أكثره وستراه فى مواضعه ان شاء الله تعالى والله أعلم. [7]
و سبق و قلت إن الإمام مسلما رحمه الله ليس بالمعصوم و تسري عليه عوارض النقص التي تسري على غيره من البشر . قال ابن الصلاح: عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة فذكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخلن أحد منكم هذا البيت فقيل له أهديت لنا سلة فيها تمر فقال قدموها إلي فقدموها فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة يمضغها فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث . [8]


أنا أنظر إلى اختلاف علماء الجرح و التعديل على أنه مزية عظيمة للعلوم الإسلامية ففي الحديث تلاحظ اختلاف العمالقة الشيوخ و تلامذتهم دون أن يفسد ذلك لأواصرهم شيئا فأين ذلك من الذين يجتمع بعضهم ثم يفرضون على الناس آراءهم بقوة الحديد و النار و لو نظرت في تاريخ كتابك الذي تقدس و ما مر به من مراحل لتأكد لك الأمر و أن اختيار كتبكم لا ينبني على منهج علمي و لا يتأسس على قواعد متينة بل مرجع الاختيار إلى الأهواء .


الجواب عن السؤال الثالث:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبطي

فهل اقرار البخاري و تصحيحه الي ابي هريرة يفيد الحديث شيئا , ام ان اخذ ابي هريرة من كعب هذا الحديث يجعله من الاسرائيليات , او حديث ضعيف على اقل تقدير ؟
اقصد

اليس الحديث ضعيفا عند البخاري - و لو صح عنده السند الي ابي هريرة - صحيحا عند مسلم ؟







قال المعلمي اليماني:
المحفوظ عن كعب وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه ومن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد وهو قول أهل الكتاب المذكور في كتبهم وعليه بنوا قولهم في السبت، انظر الأسماء والصفات ص 272و 275 وأوائل تاريخ ابن جريج. وفي الدر المنثور 91:3 (( أخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وجعل كل يوم ألف سنة )) وأسنده ابن جريج في أوائل التاريخ 22:1- الحسينية )) واقتصر على أوله (( بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين )) فهذا يدفع أن يكون ما في الحديث من قول كعب. [9]
و قال في موضع آخر :
أقول: لم يقع شيخنا رضي الله عنه في هوة، ولا قال أحد من أهل العلم إنه وقع فيها، أما إذا بقينا على صحة الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحق إن شاء الله فواضح، وأما على ما زعمه ابن المديني فلم يصح عن أبي هريرة ولا عمن روى عنه ولا عن الثالث شيء من هذا، لا قوله (( أخذ رسول الله بيدي فقال )) ولا قوله (( خلق الله التربة.. .))
وأما على حدس البخاري فحاصله أن أيوب غلط، وقع له أبي هريرة خبران، أ حدهما (( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال )) فذكر حديثاً صحيحاً غير هذا. والثاني (( قال كعب: خلق الله التربة يوم السبت.. . )) فالتس المقولان على أيوب فجعل مقول كعب موضع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ص 117 وقول بسر بن سعيد أنه سمع بعض من كان معهم في مجلس أبي هريرة (( يجعل ما قاله كعب عن رسول الله، وما قاله رسول الله عن كعب ))


أما البيهقي فلم يقل شيئاً من عنده إنما قال (( زعم بعضهم أن إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى.. .. )) فذكر قول ابن المديني
وأما ابن كثير فإنما قال (( فكأن هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواه فجعله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي )) فابن كثير جعل هذه الجملة من زيادة الراوي الواهم (( وهو أيوب في حدس البخاري ) وهذا أيضاً لا يمس أبا هريرة، ولكن الصواب ما تقدم. [10]


أما سؤالك هل الحديث من الإسرائليات
فجوابه:


الميزان عندنا هو الشرع قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج . [11] . لكن ما لم يوافق كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم لم نأخذ به.


و سؤالي لك :


ما هو الدليل على أن أبا هريرة رضي الله عنه أخذ الحديث عن كعب رحمه الله؟




ملحظ :

كتب النصراني توقيعه هكذا :
الهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه , و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه






فطلب من الهم أن يريه الحق فأنساه الهم نفسه و أسلمه إلى الهوان فكان ما كان




كلمة أخيرة:


صحيح مسلم يتحدى كتاب النصارى الذي يقدسون لأننا و بكل سهولة نتحداه أن ينسبه إلى غيره في الوقت الذي لا يعرفون من كتبوا أسفار كتابهم الذي يقدسون . نعم صحيح مسلم ثبتت نسبته إلى أبي الحجاج و أنه له لا يخالف في ذلك أحد و كتب النصارى التي يقدسون كتبها المجاهيل الذين لا يعرف حالهم أحد و هذا باعترافهم هم و لله الحمد و المنة .



انتهى



و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.


مع تحيات : الصارم الصقيل


عفا الله عنه .







ــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر و مراجع الرد:




[1] سورة الأنبياء الآية : (18)[*] سيتم الإخبار عنه في حينه و قد قلت لكم إن مفاجأة في انتظاركم و انتظار النصراني
[2] ابن الصلاح المقدمة 10
[3] ابن عبد البر جامع بيان العلم و فضله و ما ينبغي في روايته و حمله 2/184
[4]القاري الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة 76
[5] مجموع الفتاوى18/22
[6] مجلة البحوث الإسلامية العدد 41
[7] الإمام مسلم المنهاج مقدمة شرح مسلم بن الحجاج 1/27
[8] ابن الصلاح يانة مسلم 65
[9] الشيخ المعلمي اليماني الأنوار الكاشفة 189
[10] المصدر السابق 193
[11] رواه الإمام أحمد و أبو داود و ابن حبان و غيرهم و صححه الألباني