مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. الدليل العقلي الثالث:
أ‌- قولك:" يقدس اللاديني إلهه، فهو يعبده!". هذا قول صحيح.
ب‌- قولك:" كيف يؤدي عدم تنظيم العلاقة المقدسة بين الخالق والمخلوق إلى عبادة غير الخالق؟".
- مشركو قريش قالوا عن عبادتهم للأصنام أنَّها من تقديس الله والتقرب إليه: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾, (الزمر: 3). فهذا مثال حقيقي على الانحراف.
- المجوس يعبدون النار, والصابئة يعبدون النجوم, وآلاف من الاعتقادات المنحرفة؛ لأنَّ أصاحبها وضعوا نظام العبادة من أنفسهم, ولم يأخذوه من خالقهم.
- قد ينسبون لله صفات النقص من حيث يجب تنزيه عنها؛ فمنهم من جعل لله ولدًا, ومنهم من وصفه بالتعب,...إلخ.
- وعليه, فلا بدَّ أن تنظم علاقة العبد مع خالقه المتمثلة بالعبادات والمعتقدات بنظام من عند الله.
ت‌- قولك: " لا يأت النظام من إنسان فكيف لنا أن نصدق من يدعي أنه من طرف اﻹله؟".
- تصديقه يكون بناء على دليل يثبت دعواه.
- هذه نقطة ستبحث في محور: (كيفية إثبات النبوة), فلا تعجل.
- ليس ثمة تناقض بين كون الرسول بشرا, وبين كونه يوحى إليه.
ث‌- قولك:" مالمانع أن توجد الرسالة ولكن أن تُرسل مع مخلوق آخر". لا يوجد مانع, ولكن عندما تقام الحجة أن الله اصطفى من البشر رسلا, ليس لنا عذر في الاعتراض على اختيار الله.